امنون لورد / رام الله لا تستجيب
اسرائيل اليوم – بقلم امنون لورد – 25/6/2018
اذا كان ثمة شيء ما يتضح من كل الفترة الاخيرة فهو ان الفلسطينيين – سواء في غزة أم في السلطة الفلسطينية في الضفة – ليسوا أسياد أنفسهم. فهم ليسوا مستقلين في أن يقرروا مصيرهم. فهم يشكلون أدوات في ايدي مصالح اجنبية، كايران او الاتحاد الاوروبي. هكذا بحيث أنه من الصعب أن نرى ما هي بالضبط اهمية تفاصيل الخطة التي يعرضها جارد كوشنير على الاسرائيليين والفلسطينيين. من المهم أن نرى أن الشخصية السائدة في الحملة السياسية الحالية هو كوشنير، المسؤول عن الملف الاقليمي، وليس غرينبلت، المسؤول عن ملف الحل الفلسطيني.
ولما كان الفلسطينيون يغرقون من ناحية سياسية، فان الخطة الامريكية تشرك اكثر من أي وقت مضى محافل عربية اقليمية: السعودية، مصر وعبدالله ملك الاردن. وبالنسبة لتفاصيل الخطة – تحظى اسرائيل بانصات عاطف في كل ما يتعلق بمطالبها الامنية. ولما كان الحديث يدور عن افكار رئيس الوزراء نتنياهو وصقور معروفة اخرى في الكابنت الامني، واضح أن الحديث يدور عن تواجد امني اسرائيلي في كل ارجاء الضفة وغور الاردن – عند الحل. ولكن ليس سيادة اسرائيلية. بالنسبة للقدس – منوط ما تعتبره اسرائيل والفلسطينيون كـ “القدس”. فالامريكيون لا يستبعدون عاصمة عربية في شرقي المدينة.
ولكن يبدو انه في الجولة السياسية الحالية للرئيس ترامب، القصة الاساسية هي قطاع غزة. يمكن الافتراض بان لاسرائيل يوجد اليوم شركاء مسيطرون، مصممون على اخراج الورقة الغزية المشتعلة والدامية من ايدي ايران. اما اخراج الورقة الغزية من ايدي اليسار الاسرائيلي فهي قصة اخرى، اصعب. لانه في مركز الخطة بالنسبة لغزة يوجد اعادة بناء الساحة السياسية في القطاع، وهذا بالطبع يعني اسقاط قيادة حماس. والسؤال هو كيف يتم هذا؟
في القدس من الصعب أن نرى خطوة جذرية كهذه دون عملية عسكرية واسعة لاسرائيل في القطاع. فهل هذا ما سيحصل؟ من الصعب أن نعرف. ولكن حماس بالتأكيد تخلق لاسرائيل مصلحة لم تكن موجودة حتى وقت أخير مضى، في الدخول الى القطاع ووضع حد نهائي للهجمات التي لا تتوقف من هنا. لقد التقى كوشنير في الاردن مع محافل سعودية. وكان في مصر. وشيء واحد متفق فيه بين الجميع: في كل هذه الحركة السياسية، زيارة كوشنير الى رام الله لا توجد على جدول الاعمال.
“فتح لاند” بقيادة ابو مازن لا تستجيب. هذا ليس فقط نقل السفارة الامريكية الى القدس، هذا ايضا آنية قيادة ابو مازن. لعله ينبغي مرة اخرى ان نذكر بان ابو مازن احرق كل الجسور الى ادارة ترامب في خطاباته اللاسامية، التي شتم فيها ترامب “يخرب بيتك” ووضف السفير في فريدمان “ابن كلب”. وكما يذكر، فان حتى “نيويورك تايمز” صدمت. ليس بسبب الشتائم على ترامب. في هذا ارتبط ابو مازن بحزب الصحيفة النيويوركية ذاتية، بل باتهام اليهود بموتهم في الكارثة، بسبب كونهم تجارا وصرافين.
ان الاجواء في الرأي العام الفلسطيني هي اجواء كراهية. فاحدى الوثائق الهامة التي نشرت مؤخرا هي مقابلة اجراها الصحافي ميرون ربابورت (موقع “حديث محلي”) مع محرر وكالة “معا” للانباء، ناصر اللحام، من مقربي ابو مازن، الذي اعتبر في الماضي “معتدلا”. فقد قال اللحام لـربابورت المصدوم انه لم يعد هناك ما يبحث فيه مع “اليهود”، ويمكن البحث الان فقط في تركهم للبلاد. “حصل في التاريخ أن تحركت الشعوب”، قال، وشدد على ان “ابو مازن اكثر تطرفا مني”.