اليكش فيشمان يكتب – الحلقة الضعيفة
يديعوت – بقلم اليكش فيشمان – 16/12/2018
قوة السلسلة تفحص بحلقتها الضعيفة وبهذا الاختبار فشل الجيش في اثناء الاسبوع الماضي. فدائرة الحراسة الجسدية هي خط الدفاع الاخير الذي يفترض ان تتحطم عليها خلايا الارهاب بعد ان تتملص من دائرتي الاستخبارات والاحباط الهجومي. غير ان دائرة الحراسة هذه فشلت على الاقل في ثلاثة احداث مختلفة على الاقل: في عوفرا، في جفعات اساف وفي بيت ايل. هذه الحلقة الضعيفة تعبر عن انعدام مهنية القوات التي لم تبدي ما يكفي من الخبرة والانضباط، الى جانب ما يبدو كمواضع خلل في مستوى القيادة الدنيا في الميدان. ولا يدور الحديث عن جنود الجبهة الداخلية ممن ارسلوا لتنفيذ اعمال الحراسة في المستوطنات كما لا يدور الحديث عن قوات دربت للعمل في الجبهة الداخلية للعدو، بل عن مقاتلين دربوا، على نحو خاص، للتصدي لمسائل الامن الجاري، التي تتضمن ضمن امور اخرى الدفاع الجسدي عن المحاور وعن المستوطنات في الضفة. فاذا كانوا فشلوا، المرة تلو الاخرى، في اختبار الدفاع – فان الجيش لم يعد قادرا على أن يروي القصص عن مواضع خلل موضعية في قاطع ما. وبالتالي فلعله من الافضل الا يسارع الجيش الى القاء تقرير بريك الى سلة المهملات، وان يراجع مرة اخرى الفصول التي تتناول جودة التدريبات والتأهيلات القيادية.
مثلما في جهاز الامن الاسرائيلي، هكذا في حماس ايضا يفهمون بان الوضع الحالي للسلطة الفلسطينية يكفي مكعب دومينو واحد هام، كي يحرك مسيرة انهيار السلطة ويدفع بالميدان ليتدهور نحو انتفاضة. هكذا، بمناسبة يوم الذكرى الـ 31 لتأسيس حماس، جندت عائلة البرغوثي بسلسلة عمليات اطلاق نار على المحاور في محاولة لاسقاط مكعبات الدومينو. هذا التواصل من العمليات في منطقة رام الله، كان يفترض به وفقا لفكر حماس أن يصبح حدثا استراتيجيا ينقل يد القتال من غزة الى الضفة. هذه العائلة الارهابية، التي لها تمثل مختار في السجن الاسرائيلي وجذور عميقة في حماس، اختارت اهدافا ثقيلة نسبيا. في الماضي ركزت خلايا اطلاق النار الحماسية اساسا على المستوطنات المنعزلة. اما هذه المرة فقد اخذت مخاطرة اعلى وعملت حيال مستوطنات كبيرة: عوفرا وبيت ايل، من تحت انف قيادة المنطقة الوسطى. مكعبات الدومينو لم تسقط والضفة لا تشتعل. فقد اغرق المنطقة بالقوات، وصحت السلطة ورجال اجهزة الامن قمعت بالقوة محاولات حماس اطلاق مؤيديها الى “يوم غضب” في المناطق. عملت السلطة ضد مؤيدي حماس ليس كي تحمي اسرائيل بل كي توقف سقوط مكعبات الدومينو الذي سينتهي بانهيار السلطة، ولكن من ناحية اسرائيل هذا دليل آخر على اهمية التنسيق الامني مع السلطة واستقرار السلطة الفلسطينية حيال الانجازات التي يوفرها لحماس في غزة.
عمليات اطلاق النار على المحاور في الضفة تتم على هذا المستوى او ذاك، منذ الانتفاضة الاولى. وتفيد تجربة الماضي بان سلسلة نجاحات عمليات من هذا القبيل كانت مجرد مرحلة في احتدام المواجهة التي وصلت الى ذروتها في عمليات الانفجارات في داخل الخط الاخضر. هكذا بحيث أن المسائل المهنية لدوائر الحراسة في الضفة والتي تتركز في القوة البشرية، الاسيجة، الحواجز، الوسائل الالكترونية غيرها هي مسائل حرجة. محظور المساومة، وبالاساس محظور الاستخفاف.