ترجمات عبرية

اليكس فيشمان يكتب – هكذا تندلع الحروب

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان– 9/8/2018

الان، بعد النار أمس على سديروت تبدأ الحسابات الرياضية. رد الجيش الاسرائيلي سيكون قاسيا، والسؤال هو كم سيكون قاسيا: هل نار الصواريخ نحو سديروت واصابة مواطن هي فرصة لتنفيذ “الخطة الكبرى” – أي الاسقاط بالنار من الجو ومن الارض اقسام كبيرة من اساسات نظام حماس، العسكرية والمدنية، في غزة. أم مواصلة الابقاء على حقنة محسوبة من التآكل التدريجي في قدرات حماس. أي نار اخرى تدمر منشآت للمنظمة ولكن لا تدفع حماس للخروج الى ذاك الهجوم الشامل، الذي تبقيه لوضع تجد نفسها فيه مع الظهر الى الحائط، بلا تسوية وبلا مساعدة اقتصادية.

وفقا لصورة الوضع اليوم، من شأننا ان نصل الى نقطة المواجهة هذه في كل حالة. والسؤال هو هل نريد ان يحصل هذا منذ الان؟ الجواب، في الطرفين، هو سلبي حاليا. ولكن هكذا بالضبط تندلع الحرب من الان الى الان: بلا قصد، بلا رغبة وبلا سبب حقيقي.

في صباح يوم الثلاثاء، تلقت دورية عسكرية اسرائيلية كانت تعمل على فتح محور في شمال القطاع، اخطارا من موقع الرقابة عن قناصين اثنين من الجانب الاخر من الحدود، يرابطان في برج رقابة. وكانت الدورية الثقيلة تستقل مجنزرات ودبابات، وذلك في ضوء التسخين الاخير على الجدار وحالة التأهل من تهديد القناصة، الذين نفذوا من قبل حالات اطلاق نار عدة مرات نحو الجيش الاسرائيلي. اما البرج الذي اعتلاه الفلسطينيان، فلم يكن مأهولا بالقناصة عموما – ولهذا تلقت القوة اخطارا بحدث شاذ. وكانت نقاط الرقابة التي رافقت الدورية – تبلغ عن كل حركة. وفي الاستخبارات وصلت معلومة مسبقة عن دبابة عسكرية ترابط في الجانب الغزي من الجدار، باحتمال ان تكون نهاية دورة عسكرية لنساء حماس. لم يول احد في الجيش الاسرائيلي أهمية – لا للدورة ولا للوجهاء الذين دعوا لحضور الاحتفال. وفي نظرة الى الوراء تبين أن رجال حماس في غزة دعوا الى الاحتفال رجال حماس من خارج القطاع، ممن وصلوا كي يجروا محادثات سياسية على التسوية. يحتمل أن يكون صالح العاروري هو الاخر، المسؤول عن النشاطات العسكرية لحماس في الخارج وفي الضفة، كان حاضرا. اما الاستخبارات فلم تعرف بالضرورة بان الاحتفال يتضمن نارا حية من القناصة.

واصلت الدورية العسكرية الاسرائيلية التحرك بحذر. عندما لاحظت نقطة الرقابة القناصة يستعدون ويطلقون النار نحو اهداف في داخل اراضيهم، ولكن في اتجاه اسرائيل – كانت تعليمات القادة في الميدان: اطلاق النار لغرض التحييد. وهذا ما فعلته القوة: دبابة دمرت البرج على ساكنيه. ملابسات الخطأ تبينت بعد ذلك، واسرائيل أوضحت هذا لحماس.

ولكن الضربة كانت مضاعفة ومزدوجة: فحماس لم تفقد فقط اثنين من رجالها – بلا سبب من ناحيتها – بل ان هذا تم بحضور رجال حماس من الخارج، الضيوف في غزة. من ناحية الذراع العسكري لحماس – فضلا عن فقدان رجاله – ثمة هنا اهانة لكرامته. اما من ناحية الجيش الاسرائيلي فقد تصرف الجنود كما ينبغي. لا يوجد من يمكن القاء الذنب عليه: لا في جانب حماس ولا في الجانب الاسرائيلي.

في ألـ 24 ساعة الاولى حماس تجلدت: وليس لانها قبلت بايضاحات الجيش الاسرائيلي. فقد كان يفترض يوم الاربعاء بان يخرج وفد حماس الى مصر لمواصلة المحادثات على التسوية. اما نار حماس نحو اسرائيل فكان من شأنها أن تمزق كل الانسجة الرقيقة التي بدأت تتم حول التسوية التي تريدها حماس. والسبب هو أن حماس ما كان يمكنها أن تتوقع ما سيكون حجم الرد الاسرائيلي. فرضية العمل في الجيش الاسرائيلي كانت ان حماس غير معنية بمواجهة شاملة في هذا الوقت وان التجلد سيبقى.

غير أن تصفية القناصين، بل وبحضور رجال حماس من الخارج، دفع بحماس غزة نحو زاوية متعذرة. وأمس، على طول اليوم، كانت احتكاكات على الجدار وصلت ذروتها في ساعات المساء، مع نار الصواريخ نحو سديروت. الجيش الاسرائيلي سيرد بشدة معينة، وعندها ستنتقل الكرة الى حماس. ومن هنا فلاحقا تكون الساحة مفتوحة لتدهور شامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى