ترجمات عبرية

اليكس فيشمان يكتب – لماذا يتحدث

يديعوت – مقال – 4/10/2018

بقلم: اليكس فيشمان

هذه المقابلة ستذكر ذات مرة، في المستقبل، كمقابلة عشية الحرب.

رغم أن المؤسسة الامنية في اسرائيل لا بد ستتعاطى مع الامور باستخفاف – فهذا اخطار استراتيجي. من فوق رأس القيادة الاسرائيلية التي تتجاهله وتدحره الى الزاوية، يبث يحيى السنوار بين السطور، للجمهور الاسرائيلي: لا يمكنني أن اسلم بالفوضى المحتدمة في قطاع غزة. اذا استمر الجمودفي الحوار، لا أنا ولا حركة حماس سننجو من الرأي العام الداخلي. ولهذا فأنتم لا تتركون لنا أي خيار، باستثناء الحرب. اذا لم تنقذوا غزة من المجاعة، فسأحرص على أن تعانوا أنتم ايضا.

في المقابلة يعرض السنوار بديله للحرب. فهو يخشى الدمار الذي ستخلفه جولة عسكرية في القطاع سيكون هدفها المركزي – والسنوار يعرف ذلك – الابادة الجسدية للذراع العسكري، والتي ستنطوي ايضا على مس شديد بالسكان المدنيين والبنى التحتية. وحسب فهمه فان الاسرائيليين يرون فيه مجنونا، متعطشا للدماء، متلاعبا، كل طريقه هو الارهاب والرغبة في ابادة اسرائيل. أما الآن فهو يحاول اطلاق رسالة لم يسمعها المواطن الاسرائيلي العادي من لسانه مباشرة، وكفيلة بأن تستقبل في اوساط جزء من المجتمع الاسرائيلي كمنطقية. ربما هكذا ينشأ ضغط جماهيري على الحكومة للحديث معه.

أما في اسرائيل فيدعون في المقابل أنه يحاول بالفعل الوصول الى تسوية تؤدي الى تهدئة، ولكن بشروط. مثلا، تسوية مباشرة مع اسرائيل من خلال الامم المتحدة، الولايات المتحدة ومصر، في ظل تجاوز السلطة الفلسطينية. وتشكل مثل هذه التسوية خشبة قفز: سواء للحاجة الى تحسين مكانة السنوار، أم للحاجة الى تعزيز حركة حماس قبيل اختبار القوى المرتقب في الساحة الفلسطينية في عصر ما بعد أبو مازن.

يقول السنوار للجمهور الاسرائيلي: اعطوني بضع سنوات طيبة للانتظام، لبناء غزة من جديد، للسماح لها بالتفتح، وأنا اعطيكم في تلك الفترة هدوء. أنا لن أوقع معكم على أي اتفاق سلام. سندير زواجا من الارتياح، الى أن يأتي يوم ما فأطردكم من البيت. إلا اذا، في الجيل التالي سنعتاد الواحد على الآخر ولعلنا نجد لكم حلا آخر. لقد سبق لهذا أن اقترحه زعيم حماس احمد ياسين قبل 25 سنة، واسرائيل لم تقبل به، إذ أنها غير مستعدة لأن تعيش الى جانب قنبلة موقوتة تقرر ذات يوم الانفجار.

في جهاز الامن في اسرائيل يرون امورا اخرى. السنوار يتحدث عن الهدوء، ولكن في هذه الاثناء تنال منظومة العلاقات بين حركة حماس وايران الزخم. يدور الحديث عن نقل العلم والاموال بحجوم لم يشهد لها مثيل في الماضي. كانت اسرائيل تود أن ترى مؤشرا ما من النية الطيبة، اكثر من الخطابية، ولكن حماس لا تعطي مؤشرا كهذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى