ترجمات عبرية

اليكس فيشمان يكتب – أثر السهم المرتد

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – 18/10/2018

الجيش لا يجن جنونه كي يجن. من ناحيته توجد ضربة وتوجد ضربة. وزير الدفاع يتحدث عن ضربة ساحقة – مرة واحدة والى الابد. منذ ثلاثة ايام وهو يشرح بانه لا سبيلا آخر لنقل رسالة حقيقية لحماس، بان هذه يجب أن تكون عملية دراماتيكية تبقي اثرها على غزة على مدى الزمن. وزير الدفاع ورئيس الاركان على حد سواء يقصدان ضربة نارية في البر – ولكن بالاساس من الجو.

عملية برية في غزة تنطوي على التجنيد، الاستعداد وانتشار القوات – وكل هذا لا يتم. اذا كانت اسرائيل تريد بالفعل ان تعاقب حماس بضربة نارية شديدة دون أن تدخل بريا – فان عليها ان تسارع: كل يوم يمر يستدعي  المزيد بالمزيد من الضغوط الدولية للتهدئة.

امس اجتمع الكابنت لجلسة اخرى عشية اتخاذ قرار امني هام يمكن أن يقلب الوضع 180 درجة. فقد قطع رئيس الاركان زيارته الى الولايات المتحدة وجاء خصيصا. مثل هذه الجلسات تنتهي بشكل عام بصوت عال، بتصريحات قاطعة وبتهديدات حربية. اما الافعال في الميدان، حاليا على الاقل، فاكثر اعتدالا وكفيلة بان تنتهي بصوت هامس. الازمة الاخيرة في القطاع تدور حول الكهرباء: اعتقدت حماس بانها توشك على ان تحصل من قطر على اموال تسمح لها بتفعيل محطة توليد الطاقة لثمانية ساعات في اليوم، غير أنه ما ان بدأت تدخل الناقلات الى غزة حتى تبين لحماس ان كمية الوقود لا تستجيب لتوقعاتها.  من ناحيتها مرة اخرى خدعوها. وفجأة دون اخطار، اطلق فجر امس صاروخان نحو بئر السبع والمركز.

يثور السؤال: لماذا لم ترد بطاريات القبة الحديدية على النار؟ واضح منذ الان بانه لم يكن اخطار بالنار ويبدو أنه لا توجد منظومة محكمة الاغلاق من البطاريات. يضاف الى هذا سؤال مقلق آخر طرح قبل بضعة ايام، حين فتحت القبة الحديدية النار فجأة – دون هدف. هذه الاحداث المصادفة تبعث على الشك: لعل لدى حماس قدرة ما أم  ربما احد ما وجد ثغرة تمس بقدرات القبة الحديدية؟ هناك احتمال ان تكون حماس أو الجهاد قد توصلت الى فهم ما بان لا مفر من تحطيم الاواني حيال اسرائيل من اجل الخروج من الجمود. ولكن هذا لا يشرح لماذا اطلقت هذه النار المحدودة نحو اسرائيل، وليس صلية ثقيلة. معقول اكثر ان يكون تقف خلف النار جهة ما في حماس، في الجهاد او في المنظمات الاخرى، تحاول – بتكليف ايراني – اشعال غزة من جديد. ضربة عسكرية اسرائيلية اخرى، بهذا الحجم او ذاك – لن غير دراماتيكيا الوضع، الا اذا قررت اسرائيل أن تكون لهذه الضربة هذه المرة اثار هامة على نظام حماس.

وعليه فمعقول الاقتراض بان النقاش المنمق في الكابنت امس سيقرر الصيغة على ما يبدو: ضربة نارية محسوبة، تعطي الاحساس بان هاي هي اسرائيل تستعيد لنفسها قدرة الردع، دون المس بحرية عملها في المستقبل حيال مصر، السلطة وحماس. ولكن ابادة احياء في غزة – حيث توجد تحتها انفاق حماس – ستعود فقط لاسرائيل كالسهم المرتد، الا اذا  شكلت جزءا من حرب شاملة لاحتلال القطاع. وعن هذا لا يتحدثون حاليا.

ان الخيار البري الوحيد،  على الاقل في الظروف الراهنة، على ما يبدو سيتلخص في الاستيلاء على ارض محددة – مثلا  على الجدار الفاصل – في  ظل الامتناع عن حملة كبيرة. ولكن مثلما هو الحال دوما، يبقى في يد الكابنت ايضا الامكانية  الاخرى: توجيه  الامر للجيش والمخابرات للبدء بتصفية قيادة حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى