ترجمات عبرية

اليكس فيشمان / لن يكون هدوء في غزة

يديعوت – مقال افتتاحي – 9/1/2019

بقلم: اليكس فيشمان

عندما وعد رئيس الاركان سكان غلاف غزة أمس بان احتمال المواجهة مع حماس في الفترة القريبة القادمة هو احتمال متدن حتى متوسط، فلعله كان يستند الى حالة الطقس. في الشتاء القارص لا يسارع الناس للخروج من البيت والركض نحو الجدار في هذا الصقيع.

ولكن باستثناء حالة الطقس، لا يوجد اي عامل يمكنه ان يلمح بان حماس تخلت عن استمرار المواجهة، رغم المال القطري الذي يضخ الى هناك. العكس هو الصحيح: عندما يتأخر المال القطري، فان هذا يزيد فقط الدافع لممارسة الضغط على سكان الغلاف كي يمارس هؤلاء الضغط على حكومة اسرائيل. فضلا عن ذلك، فان محافل في حماس تروي بان مؤخرا فقط نقل لهم رئيس الوزراء نتنياهو رسالة من خلال المصريين، حذرهم فيها من عدم القيام باستفزازات في اثناء  الانتخابات في اسرائيل، لان هذه فترة حساسة والرد سيكون قاسيا. من ناحية حماس لا توجد دعوة أفضل من هذه لاقلاق اسرائيل: فعندما تكون في فترة انتخابات، يكون ممكنا ابتزازها بسهولة اكبر. من يدخل الجيش الاسرائيلي في مواجهة شاملة مع حماس، ويضع وسط البلاد تحت تهديد  الصواريخ، من شأنه ان يدفع الثمن بالمقاعد.

كل العوامل التي ادت الى الانفجار على جدار القطاع، في نهاية اذار الماضي لا تزال موجودة بل واحتدمت. من يمكنه هرب. منذ فتح المصريون من جديد معبر رفح قبل عدة اشهر، هاجر من قطاع غزة اكثر من 20 الف من اصحاب المهن الحرة، ولا سيما الاكاديميون. ولا يمكن لحماس ان تتجاهل هذه الظاهرة، تماما مثلما لا يمكنها ان تتجاهل صرخة 13 الف جريح في المواجهات على الجدار. فاضطرابات الجرحى وعائلاتهم بسبب العلاج الطبي العليل دفع حماس لان تدعو الدول العربية لاخذ جزء من الجرحى لديها لمعالجتهم.

وهذان هما مجرد عارضين اثنين للمرض الذي انتشر في القطاع في شهر اذار، والذي ليس فقط لم يمنع في اثناء السنة الماضية بل بلغ ذروته في الايام  الاخيرة. المرض، وفقا لفهم رئيس الاركان هو الشرخ بين فتح وحماس والذي ادى الى عقوبات فرضتها السلطة على غزة وجرها الى ازمة اقتصادية وسلطوية قاسية. مؤخرا فقط اتخذ ابو مازن سلسلة قرارات معناها القطيعة المطلقة عن القطاع، بما في ذلك الاغلاق التام لكل التعهدات المالية لغزة. فقد حل ابو مازن البرلمان الفلسطيني وشطب كل مؤشر شراكة مع حماس الذي وصف رجالها في خطاب علني له بالخونة، الجواسيس ورجال الشيطان. عمليا، الغى كل اتفاقات المصالحة التي وقعت بين فتح وحماس على مدى السنوات الاخيرة. اما جواب حماس فبتنا نراه في غلاف غزة: هنا طائرة تحمل عشرات البالونات وعبوة ناسفة، هناك قذيفة هاون، الاف المتظاهرين يواصلون الركض نحو الجدار، لاقتحامه ولالقاء العبوات.

إذن ستتحسن حالة الطقس، وسيتغير رئيس الاركان بآخر، وفي اسرائيل سيركزون على الانتخابات ولكن الوضع الامني في غزة سيبقى كما هو: مضعضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى