ترجمات عبرية

اليكس فيشمان / في نهاية طريقه – ابو مازن ضد كل العالم

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – 27/6/2018

حتى لو وافق ابو مازن أخيرا على قراءة “خطة القرن” للتسوية في الشرق الاوسط – فان الامريكيين قد فاتهم القطار. ستكون حاجة الى انتظار خليفته إذ ان الرجل الذي خرج في نهاية شهر أيار من المستشفى الاستشاري الخاص قرب رام الله هو شخص اكثر تصلبا وغضبا من ذاك الذي دخله. فاذا كان ابو مازن عشية ادخاله الى المستشفى شكاكا ومنقطعا بقدر ما عن الواقع الاقليمي، فبعد المستشفى يتصرف كرجل ملاحق لا يرى حوله غير مؤامرات وأعداء: الامريكيين، المصريين، الاسرائيليين، السعوديين، الخليجيين – كلهم يريدون تصفيته وتصفية حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ناهيك عن حماس وحركات اليسار الفلسطينية.

منذ خرج من المستشفى، اصبح بعض من الرجال المقربين منه أيضا مشبوهين بعدم ولائهم. فاذا كان هؤلاء قبل ذلك اناسا اشتبه بهم بالاتصال مع محمد دحلان، عدوه اللدود، ومثل رئيس الوزراء السابق سلام فياض الذي احيل من منصبه، فانه بعد الدخول الى المستشفى انضم الى “القائمة السوداء” رئيس جهاز الامن السابق الطيراوي، وزير الرياضة الرجوب، رئيس الوزراء الحمدالله وآخرون ايضا. هناك انطباع بان الساعات التي لعبط فيها بين الحياة والموت، والانعاش الذي اجتازه، عمقت بعض الخدوش لدى الزعيم العجوز والمريض، الذي يتمسك بقرني المذبح.

ولكن ليس كل شيء جنود اضطهاد. فقد اكتشف ابو مازن، حتى وهو في المستشفى، بان بعضا من مقربيه قرروا بانه لن ينهي 2018. كانوا واثقين بانه لن يقف بعد ذلك على قدميه بحيث أنهم سارعوا الى اطلاق هذا التقدير على مسمع محافل مختلفة في الشرق الاوسط بما في ذلك اسرائيل. وان لم يكن هذا بكاف، فقد بدأوا بصراعات الوراثة، بما في ذلك جمع السلاح واستئناف نشاط ميليشيات مسلحة موالية لهم. ولعله لهذا الغرض، فانه منذ عاد من المستشفى لم يظهر أمام الناس في المواقع التي كان يظهر فيها في الماضي ويكاد لا يعقد لقاءات. اما اليوم، وبشكل لا مفر منه، فسيلتقي مع الامير البريطاني وليام الذي سيصل الى المقاطعة. سيكون هذا اللقاء الرسمي الاول له، منذ زمن، امام الكاميرات.

اليوم يكافح ابو مازن لصد المبادرة التي يتصدرها اناس مركزيون في حركة فتح يسعون الى تعيين نائب له في ضوء وضعه الصحي وفي ضوء التخوف من أن يحتل مكانه رئيس البرلمان الذي هو رجل حماس. صحيح أن البرلمان قد حل منذ 2010 ولكن وفقا للقانون فان رئيس البرلمان، عزيز دويك، لا يزال هو الخليفة لرئيس السلطة. وفي غضون بضعة اسابيع سينعقد المجلس المركزي لـ م.ت.ف، الذي يملك الصلاحيات لتعيين نائب لرئيس السلطة. ولكن ابو مازن يريد كل الضغوط لطرح انتخاب نائب على البحث. فهو يقاتل على مكانه ويخلق عداوة.

في الاسابيع الاخيرة تبلور في الضفة تحالف اليسار السياسي في م.ت.ف: الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، الحزب الشيوعي “فدا”، حركة المبادرة السياسية لمصطفى البرغوثي. فقد اقاموا حتى الان خمس مظاهرات مطالبين السلطة برفع العقوبات عن قطاع غزة. واصدر ابو مازن أمرا بتفريق المظاهرات بالقوة. فضرب واعتقل العشرات. من ناحيته، هذا تمرد داخل م.ت.ف. وقطيعته عن الواقع عميقة لدرجة أنه نجح في الشقاق مع دول الخليج والسعودية في ضوء مطالبته الهاذية من الجامعة العربية قطع العلاقة مع الولايات المتحدة بسبب نقل السفارة الى القدس.

يتصدى العالم العربي مع اكثر من عشرة ملايين لاجيء: في اليمن، في لبنان، في الاردن، في العراق وفي سوريا. مدن مدمرة، دول على شفا حرب اهلية، وابو مازن لا يزال يعيش في احساس بان لباب اهتمام العالم العربي هو الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. لا غرو أنه من خلف الكواليس تعبث به الدول العربية ادراج الرياح. فليأخذ المال الامريكي العظيم لمخصص لاعادة تأهيل الضفة وغزة – وليسكت.

يرى ابو مازن في الخطة الامريكية مؤامرة اسرائيلية – امريكية – مصرية، غايتها اقامة دولة فلسطيني مستقلة في غزة وشبه دولة في الضفة عاصمتها ابو ديس. ولكنه ليس فقط غير مستعد حتى لان يقرأ مسودة الصيغة الامريكية، بل يرفض استقبال مكالمات من محافل امريكية. قناة الاتصال الوحيدة التي لا تزال موجودة بين السلطة والولايات المتحدة هي السي.اي.ايه، وحتى عبر هذه القناة تجده غير مستعد لان يرى أي خطة. كوشنير وغرينبلت يضيعان وقتهما على هذا الرجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى