ترجمات عبرية

اليكس فيشمان: فشل حماس – حماس في مأزق

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – 10/6/2018

على طاولة الكابنت، التي ستبحث اليوم في السياسة الاسرائيلية تجاه القطاع، يجب أن يوضع الدرس المركزي من أحداث يوم الجمعة الاخير على الجدار: نفدت لحماس كل الاوراق من تحت الكم. لم تعد لديها ابتكارات لتحسين مكانتها. ما تبقى لها كي تبقى ذات صلة هو استمرار التجنيد الشعبي لضمان تواصل العنف والابقاء على التوتر العسكري مع اسرائيل.

بعد عشرات القتلى والاف الجرحى علقت حماس في طريق مسدود. لا أجوبة لجمهورها. فقد جربت المصالحة مع السلطة – وفشلت. توجهت الى مصر – وخاب ظنها. جربت الهدنة مع اسرائيل – وهذه لا تأبه. وحتى الدعم القطري تفقده. كما جربت “مسيرات العودة” على الجدار، وثبت في نهاية الاسبوع بان الخطوة لم تعطي ثمارا سياسية

هذه منظمة في أزمة حكم، ولكنها بقيت على اقدامها. لم تتلقى ضربة حقيقية من اسرائيل تعطيها الاحساس بان حكمها في خطر. ولهذا فان فشل مشروع مسيرات العودة في الاشهر الاخيرة يجعلها منظمة متطرفة أكثر، تبحث عن سبيل الى المحور الايراني، والنتيجة: الفوضى على حدود اسرائيل ستستمر.

معقول الافتراض بانه حتى عيد الفطر في الاسبوع القادم، وعلى طول المونديال، فان الاضطرابات على الجدار ستضعف. بعد ذلك تأتي اشهر الصيف التي من المتوقع فيها انفجارات للعنف بمستويات مختلفة، الى درجة المواجهة الشاملة. وقد تدرب سلاح الجو في الاسبوع الماضي على خطة قتالية بالتوازي في جبهتين. التوقيت ليس صدفة: على خلفية تقويمات الوضع أمر رئيس الاركان الجيش لان يكون جاهزا لنشوب مواجهة في الشمال مع انفجار في غزة. وضع معاكس تشعل فيه مواجهة في القطاع الشمال ايضا هو في احتمالية اقل ارتفاعا، ولكنها موجودة في ضوء العلاقة المتوثقة بين حماس وحزب  الله وايران.

لم تصبح احداث يوم الجمعة الاخير مثلما خططت حماس ذروة الاحتجاج الذي بدأ في نهاية اذار. بل العكس، في اسرائيل يعرفون، باثر رجعي، كيف يشرحوا بان هذا كان فشلا متوقعا مسبقا، اذ ان الجمعة الاخير من رمضان هي حدث عائلي، والكثيرون فضلوا البقاء في البيوت في الحر الشديد. كما أن فكرة “يوم القدس الايراني” لم تحمس بالضبط سكان غزة، وتهديدات اسرائيل – بما في ذلك استعراض سلاح الجو – فعلت فعلها. فقد بلغ الفلسطينيون عن نشاطات لسلاح الجو وقوات برية في القطاع أحرقت مخزونات من اطارات السيارات، الطائرات الورقية والخيام لغرض تشويش ترتيباتها اللوجستية.

في الجانب الامني: حقق الجيش الاسرائيلي النتائج المطلوبة منه، وصد موجات المتظاهرين الذين حاولوا التفجر على الجدار. وتهديد مسيرات الملايين تبخر. ولكن اعمال الجيش ثبتت نمطا جديدا من السلوك في الامن الجاري على الجدار: منذ 30 اذار يعمل الجيش الاسرائيلي حيال حدود ساخنة ومهددة 24 ساعة في اليوم. والصدمة التي نشأت في الجانب الفلسطيني في اعقاب يوم النكبة، والذي في اثنائه قتل 62 شخصا، صممت بقدر اقصى طبيعة المعركة: الطرفان لم يطفئا اللهيب ولكنهما قيدا، حاليا، مستواه كي لا يصلا مرة اخرى الى عشرات القتلى.

وبالنسبة للكابنت فانه اذا رغب في تغيير الوضع الراهن العنيف على الجدار، فسيتعين عليه أن يتخذ عدة قرارات. اولا: ان يقبل توصية الجيش في التخفيف من الحصار كي يسمح لحماس ان تعرض انجازا. مثلا: السماح، وفقا لطلب بلدات الغلاف، بتشجيع الجيش الاسرائيلي – اخراج الاف العمال من القطاع للعمل في حقولها. هذا لن يمر بسهولة طالما كان جهاز الامن العام “الشاباك” يعارض. كما يمكن للكابنت ان يقرر العمل على المشروع بقيادة مبعوث الامم المتحدة لتحويل الاموال الى غزة، في ظل تجاوز حماس والسلطة. هناك نية طيبة في العالم، ولكن أحدا لا يسارع الى تمويل البنى التحتية التي يمكنها ان تدمر في قصف ما.

ان التضحيات التي قدمتها حماس لا تبرر انجازاتها السياسية الهزيلة. واوروبا هي المكان الوحيد الذي تسجل فيه انجازات دولية: على مدى ثلاثة اشهر العنف الاخيرة لم تنجح اسرائيل في التسلل الى الرأي العام في الدول الصديقة في الغرب وتقويض الرواية الفلسطينية. فالقيادات في اوروبا – حتى وان كانت عاطفة على اسرائيل – تتعرض لضغط رأي عام معاد لاسرائيل. ها هو سب آخر لحماس لمواصلة انتاج الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى