ترجمات عبرية

اليكس فيشمان / الساحة الصغرى في لعبة الكبار

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – 3/7/2018

قصة جنوب سوريا تذكر بسلوك بيت الدعارة: المبدأ متفق عليه بين الجميع، والان المسألة فقط هي مسألة الثمن. لقد بات واضحا بان كل الثوار على أنواعهم ضد الاسد تركوا لمصيرهم، وان الاسد يعود للسيطرة في هضبة الجولان. النقاش الجاري اليوم – والذي سيصل الى ذروته في اطار قمة ترامب – بوتين في هيلسنكي في 16 تموز – يعنى بمسألة:كم سيكلفنا هذا. أي، ما هو الثمن الذي سيدفعه الزبائن: الامريكيون، الروس، الاسرائيليون، الاردنيون والايرانيون.

الازمة “الصغيرة” في سوريا ستتأثر مما يتفق عليه الكبار في القمة في المواضيع الهامة لهم حقا: العلاقات مع الصين، مع كوريا الشمالية، العلاقات بينهما، الناتو، الازمة بين الهند والصين. وهما سيحاولان حل هذه الخلافات في ظل استخدام الشرق الاوسط كرافعة ضغط لتحقيق انجازات عالمية. فالروس والامريكيون يستخدموننا منذ الان، يستخدمون السوريين، الاردنيين، الاكراد، وبقدر معين الايرانيين ايضا، كي يلوا اياديهم بعضا لبعض. عندما يهاجم الروس في منطقة درعا، يسكت الامريكيون. وعندما تهاجم قوات التحالف، في ذات الايام اياها، القوات المؤيدة للاسد التي تقترب من معسكر الجيش الامريكي في منطقة الطنف، فان الروس يسكتون. تجارة.

حسب تقارير “قيادة التسويات السلمية” في الجيش الروسي، فانهم حتى صباح امس استسلمت لقوات النظام السوري 25 بلدة في محافظة درعا. الطريقة بسيطة: قوات الفيلق الخامس في الجيش السوري تحاصر بلدة ما، والقوات الجوية، السورية والروسية – تنفذ قصفا للمنطقة. لا توجد قذائف ذكية، لا توجد اصابات موضعية، لا يوجد تقليص للضرر المحيطي.

السكان المقصوفون يضغطون على الثوار للتوصل الى تسوية مع السلطات، وجهاء البلدة يديرون مع القيادة الروسية مفاوضات على وقف القتال. الثوار يطالبون بتسليم السلاح الثقيل – وبالمقابل يتوقف القصف، الثوار يحصلون على حياتهم، وبعضهم ينتقلون الى صفوف الجيش السوري. هكذا، قطعة إثر قطعة، في قضم تدريجي ودون معارك دراماتيكية، تسقط المنطقة – باستثناء المركز المأهول في درعا، الذي لا يزال ينتظر شارة الثمن التي يبدي نظام الاسد والروس الاستعداد لدفعها عنه للامريكيين، الاردن واسرائيل.

جزء من المحادثات بين الثوار المعتدلين والروس يتم في عمان، حيث يوجد المكتب المشترك لروسيا، الاردن والولايات المتحدة والذي يعنى بالتسويات في جنوب سوريا، فيما تعمل اسرائيل من خلف الكواليس. هناك ايضا يوجد مكتب ديفيد سترفيلد، المبعوث الامريكي الخاص لمعالجة التسويات في سوريا وفي لبنان.

الاردن قد يكون المتضرر الاساس من الهجمة السورية، في ضوء امكانية أن تغرقه موجة جديدة من اللاجئين. ومع ذلك فانه يعطي موافقته على الخطوة السورية – الروسية في محافظة درعا، قرب حدوده – وليس صدفة. فالاردنيون ينتظرون المقابل السياسي – الاقتصادي، الذي ينقد اقتصادهم المنهار بشيء ما. وبشكل غير مفاجيء أصدرت حكومتي اسرائيل والاردن بيانين مشابهين جدا في مسألة اللاجئين السوريين: كلتاهما لن تسمحا لاي لاجيء بالدخول الى اراضيهما، ولكنهما ستبعثان بعتاد انساني للاجئين. هكذا فان اسرائيل والاردن تخففان الضغط المتوقع عليهما – من الداخل ومن الخارج – لاستيعاب اللاجئين. وبالمناسبة، حتى الان، وصل الى الجولان السوري بضعة الاف من اللاجئين، وليس عشرات ولا مئات الالاف.

ان المحافظة التي تقلق اسرائيل حقا هي القنيطرة، حيث لا يزال لم يهاجم السوريون. وبالتوازي، نجحت وزارة الدفاع الامريكية بالتشاور مع اسرائيل (رئيس الاركان آيزنكوت يوجد هذه الايام في واشنطن) في تأجيل اخراج القوات الامريكية من الطنف، محطة الحدود التي تقع على الطريق السريع المؤدي من ايران الى سوريا. من ناحية اسرائيل هذا انجاز هام على الارض، يمكن ان يسمح لها بان تتجاهل حاليا الهجوم في درعا.

لا تثق أي دولة بالاخرى، وكلها تسير على البيض. يوم الجمعة اتصل وزير الدفاع ليبرمان بوزير الدفاع الروسي شويغو، كي ينسق التوقعات. وبالتوازي يعزز الجيش الاسرائيلي قواته في هضبة الجولان. رغم الصلة الطيبة مع روسيا، من شأن الهجوم في درعا أن يخرج عن سيطرتها – ومن شأن الروس ان ينسوا المصالح الاسرائيلية بالنسبة لاعادة الوضع في الجولان الى 2011 والتعهد الا نرى ايرانيين تحت انوفنا. في اسرائيل يفهمون بانه حتى لو مارس الروس الضغط على الاسد للتخلي عن الحلف مع الايرانيين، فان هذه ليس في ايديهم بالضرورة. وعليه فان الطلب المركزي لاسرائيل في الصفقة الاقليمية هو حرية العمل في سوريا. هذا هو السبب الذي يجعل الجيش الاسرائيلي يحرك الان القوات علنا وعلى رؤوس الاشهاد – كي يرى الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى