ترجمات عبرية

اليكس فيشمان : الخطة الاسرائيلية لحل المشكلة الانسانية في غزة

بقلم: اليكس فيشمان، يديعوت 26/6/2018

لقد اصبحت صور سكان غزة وهم يجلسون في ضوء الشموع أحد رموز الازمة الانسانية في القطاع. ولكن الخطة الاسرائيلية الجديدة، التي انكشفت هنا لاول مرة كفيلة بان تغير الوضع.

لقد اقرت اسرائيل انشاء مزرعة كهرباء شمسية في اراضيها في صالح اقتصاد الكهرباء في قطاع غزة. وستقام المنشأة، التي ستمول اقامتها جهات اسرائيلية واجنبية خاصة، في معبر ايرز. وشددت مصادر سياسية في القدس على أن هذه خطوة انسانية من طرف واحد، وهي ليست جزءا من اتفاق مع حماس.

وكان موضوع اقامة المزرعة، وافكار اخرى لتحسين الوضع الانساني في قطاع غزة قد بحثت هذا الاسبوع في اللقاء الذي اجراه جيسون غرينبلت وجارد كوشنير، مبعوثا الرئيس الامريكي ترامب الى الشرق الاوسط. وكان الرجلان التقيا مع زعماء في دول الخليج، في مصر وفي الاردن، كما عقدا في نهاية الاسبوع لقائين مطولين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

في اللقاءات التي عقدها نتنياهو مع مندوبي جهاز الامن بحثت فكرة اخرى هدفها التخفيف من الازمة الانسانية في غزة، خروج نحو 6 الاف عامل من غزة للعمل في غلاف غزة. ولكن الفكرة رفضت حاليا بتوصية من المخابرات الاسرائيلية التي ترى في خروج العمال الى اسرائيل تهديدا امنيا حقيقيا. وتقدر المخابرات الاسرائيلية بان دخولا مكثفا لبضعة الاف من العمال من غزة سيخدم منظومة جمع المعلومات الاستخبارية لحماس، وسيشكل ارضية لتهريب الاموال في صالح أعمال الارهاب في القطاع وخارجه.

وحسب المصادر السياسية، فان فكرة اقامة مزرعة شمسية تخدم اقتصاد الكهرباء في قطاع غزة سبق أن طرحتها اسرائيل في بداية السنة في المؤتمر الدولي الذي عقد في واشنطن وعني باعادة تأهيل القطاع. وكانت الفكرة الاصلية هي اقامة المزرعة الشمسية في الاراضي المصرية، غير أن مصر اوضحت بانه طالما لا تسيطر السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، فلن يقام مثل هذا المشروع على اراضيها.

ومع أن الادارة الامريكية اتفقت مع المصريين على مضاعفة كمية الكهرباء التي ينقلونها الى قطاع غزة، فمصر تورد اليوم الى القطاع كهرباء بحجم 27 ميغا واط، ووافقت على زيادة الكمية الى 55 ميغا واط. غير أنه في الاسابيع الاخيرة اوقف المصريون تماما توريد الكهرباء الى القطاع بزعمهم، كنتيجة للاضرار بخطوط التوتر في شمال سيناء على ايدي نشطاء داعش.

كما اتفق المصريون مع الامريكيين على زيادة حجم نقل البضائع من سيناء الى القطاع في ظل تجاوز السلطة الفلسطينية. وستنقل البضائع عبر معبر صلاح الدين المحاذي لمعبر رفح، والذي تسيطر عليه حماس مباشرة. وفي نية المصريين مضاعفة عدد مصانع الاسمنت للجيش المصري في سيناء لزيادة حجم توريد الاسمنت الى القطاع. كما تخطط مصر، بتنسيق مع الامريكيين، على زيادة كمية الوقود والغذاء الذي ينقل الى القطاع.

ومنذ فتح المصريون معبر رفح لسكان القطاع في منتصف ايار من هذه السنة، دخل وخرج منه واليه نحو 35 الف شخص، مما خفف من احساس الاغلاق داخل القطاع. وفي هذه الاثناء قرر المصريون تمديد فتح المعبر بشهرين آخرين بعد نهاية شهر رمضان.

النشر أمس في اخبار القناة 2، والذي جاء فيه أن اسرائيل تبلور اقتراحا لاقامة رصيف بحري في قبرص لقطاع غزة مقابل اعادة المفقودين وجثتي الجنديين يشير هو ايضا الى الجهود التي تبذلها اسرائيل ودول اخرى في المنطقة للتخفيف من الازمة الانسانية في القطاع.

في ضوء هذه الخطوات الاقتصادية، التي تقف خلفها مبادرات الادارة الامريكية ومبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملدينوف، تواصل حماس رفع الرسائل سواء الى اسرائيل أم الى مصر، عن رغبتها في تسوية لوقف النار. واحدى الرسائل العلنية البارزة التي نقلت في نهاية الاسبوع هي بوست غير مسبوقفي انفتاحيته نشره اسلام شعوان، احد مقربي رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار. وفي البوست يدعو شعوان الى اللقاء مع مندوبين اسرائيليين رسميين في معبر ايرز لايجاد حل للازمة الانسانية الحادة في قطاع غزة. بوست علني كهذا، لشخص مقرب من قادة حماس في القطاع، ما كان ليصعد الى الهواء لولا الاذن الذي تلقاه من قيادة حماس في القطاع.

بالتوازي، في جهاز الامن لاحظوا في نهاية الاسبوع الماضي انخفاضا كبيرا في حجم هجمة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة على اسرائيل. فهذه تستخدمها وحدة خاصة من حماس، ولا يوجد أي شيء يطير الى الهواء دون اذن الذراع العسكري لحماس. وبالتالي فان الانخفاض في حجم الطائرات الورقية يعتبر اشارة من حماس بانها هي معنية بمواجهة شاملة مع اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى