ترجمات عبرية

اليران روبين / “في اللحظة التي يكون فيها نجاح واحد – ستكون فلسطين على خريطة التكنولوجيا العليا”

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  اليران روبين  – 18/7/2018

مع أن التكنولوجيا العليا الفلسطينية توجد في مهدها، الا انها بدأت تعرض بوادر تفتح. على هذا يشهد كبار رجالات الصناعة في السلطة الفلسطينية وفي اسرائيل، مثلما يشهد ايضا واضعو التقرير المفصل الذي نشره قبل نحو اسبوع البنك الدولي عن وضع صناعة التكنولوجيا العليا في السلطة. فقد وجد التقرير أن نحو 240 استحداثا تعمل اليوم في الضفة الغربية وفي غزة، وفي كل سنة يضاف اليها بضع عشرات المشاريع الجديدة، بل واشار الى معدل عال نسبيا من النساء المبادرات.

من كان بين اوائل من دعم المشاريع الفلسطينية وتطويرها، هو المستثمر الاسرائيلي يادين كوفمن، الذي اقام قبل سبع سنوات، الى جانب شريكه سعد ناشف صندوق مال المخاطرة صدارة وينتشرز، الذي يعتبر أحد اجسام الاستثمار الاولى في الاستحداثات من الضفة الغربية. وفي مقابلة مع “ذي ماركر” يروي كوفمن عن اقامة الصندوق – احد المشاريع الاستثنائية في المشهد التكنولوجي الاعلى الاقليمي.

“في 1992 بدأت التفكير في الموضوع الاقليمي، وفي امكانية بناء صناعة استحداثات في الضفة الغربية، ولكن فقط في 2006 انطلقت حقا لفحص الموضوع”، يروي كوفمن ويضيف: “اكتشفت بانه لا توجد حقا تكنولوجيا عليا فلسطينية بل اساس شركات تبيع العتاد او شركات تصنيف خارجي تخدم شركات التكنولوجيا العليا. ولكن من خلف الكواليس، في الغرفة الخلفية، بدأت تطل مبادرات حقيقية، وهذا اثار اهتمامي”.

لم يكن المجال غريبا على كوفمن تماما. ففي التسعينيات بدأ يعمل في صناعة مال المخاطرة في صندوق أثينا، الذي يعتبر من اوائل صناديق مال المخاطرة في اسرائيل. وبعد ذلك أسس صندوق فريتاس، الذي استثمر ضمن امور اخرى في شركة ام سستمز.

يقول كوفمن انه “من اجل عمل هذا كما ينبغي في الجانب الفلسطيني، عرفت اني احتاج الى شريك”.

في 2008 تعرفت عبر رجل اعمال فلسطيني على سعد ناشف، الذي عمل لسنوات في مجال البرمجة في الولايات المتحدة وعندما عاد اقام شركة تصنيف خارجي في الخليل. عندما بدأنا نتحدث فهم الامكانية الكامنة التي في اقامة الصندوق.

“استغرقنا اكثر من سنتين، وفي النهاية جندنا صندوق من 30 مليون دولار، يستند اساسا الى مال أمريكي ويعمل مثل كل صندوق مال مخاطرة – لا توجد هنا اعمال خيرية. هدفه بناء شركات تشغل الناس وتبني صناعة فلسطينية”، يقول كوفمن. “حتى الان استثمرنا في ستة استحداثات، والاستثمار الاول الذي قمنا به هو في الاستحداث الفلسطيني الاول الذي نجح بشكل عام في التجنيد من مال المخاطرة”.

ماذا اكتشفتم؟

“انه توجد فرصة كبيرة جدا لمشاريع عربية بشكل عام، لان في السوق الشرق اوسطي يوجد نحو 350 مليون متكلم بالعربية، حاجتهم الى التكنولوجيا تكبر بوتيرة سريعة جدا. اليوم يوجد في العالم العربي نحو 170 مليون شخص مرتبطون بالانترنت، وفي بعض الدول العربية فان معدل تسلل الاستحداثات هو من الاعلى في العالم، ولكن لا يوجد ما يكفي من الشركات التكنولوجية التي تلبي الاحتياجات النابعة من ذلك. في البداية رأينا استحداثات في الاردن وفي دبي – فقلت لماذا ليس في رام الله؟”.

بعد سبع سنوات – ولا يزال نشاطكم صغير نسبيا.

“صحيح، ولكننا نرى استيقاظ الصناعة. توجد حاضنات ومحفزات، ويوجد محامون ومحاسبون يعرفون كيف يكتبوا الوثائق. في اللحظة التي يكون فيها نجاح واحد أو اثنان، فسيغير هذا كل شيء. المبادرون الشبان سيرون بانه يمكن ان يأتوا بفكرة، ان يجندوا المال وان ينجحوا على المستوى الشخصي والمستوى الوطني. في اللحظة التي تكون فيها صورة في الصحيفة الفلسطينية، مثل الصور التي نراها نحن من هنا، بعد بيع الاستثمار الى الخارج، سنرى احداث كبيرة. يمكن لهذا أن يحصل في غضون بضع سنوات. المهم هو ربط هذه الصناعة مع العالم الخارجي. تنقصها في هذه اللحظة العلاقات مع شركات متعددة الجنسيات. ولكن يجب أن نتذكر بان الوضع لم يكن مختلفا كثيرا في المجتمع الاسرائيلي في الثمانينيات”.

ما هو التحدي في الاستثمار في الضفة؟

“لا يزال من الصعب ايجاد مستثمرين اضافيين للشركات التي نستثمر فيها. هذا اشكالي لاننا لا نريد ان نكون المستثمرون الوحيدون في كل شركة”.

ما السبب في ذلك؟

“معظم المستثمرين يريدون الاستثمار على مقربة من البيت. هناك مستثمرون في الولايات المتحدة يقولون انهم اذا لم يكونوا على مسافة ساعة من الشركة فانهم لن يستثمروا. من بات مستعدا لان يستثمر “خارج الحارة” فانه سيستثمر في ذات الدولة او في محيط معروف.

إذن صحيح ان الكثير من المستثمرين يختارون بالفعل الشركات الاسرائيلية لانهم رأوا نجاحات على مدى السنين، ولكن في اسرائيل ايضا كان هذا صعبا في الماضي. أتذكر اننا اردنا ان نجند المال لشركة اقمار صناعية وكان هذا صعبا جدا. المخاوف نفسها التي كانت في البداية في اسرائيل وانعدام الوعي نفسه – موجود اليوم في السلطة الفلسطينية. في اللحظة التي يكون فيها هذا النجاح فان هذا سيضع فلسطين على الخريطة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى