الهجوم على الخرطوم إنجاز مشترك للقدرة الجوية والاستخباراتية
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 29/10/2012
مجلة الدفاع الإسرائيلية 25/10/2012
ليس من الواضح حتى الآن من شن العملية الهجومية على مجمع اليرموك في الخرطوم حيث تم تدمير كمصنع للعتاد بيد أن من الواضح أن القوة التي نفذت هذه المهمة هي قوة منظمة جيدا الأمر يتعلق بقوة قادرة على أن تقطع مسافة طويلة دون اكتشافها وضرب الهدف في طلعة واحدة.
إذا كانت جهة ما ستعلن عن مسؤوليتها في تدمير مصنع السلاح في السودان فيبغي تهنئتها على هذا الإنجاز المشترك والكبير.
المسألة لا تتعلق فقط بالمسافة وإنما تتعلق أيضا بالمعلومات الاستخباراتية التي عبدت الطريق أمام الهجوم وكانت عاملا أساسيا في نجاحه.
هذا بالإضافة إلى حقيقة أن الطائرات غير المشخصة الهوية التي دمرت المفاعل قطعت الطريق وهي تنطلق نحو هدفها بدون اكتشافها وأن كل مساعدة حصلت عليها هي بدون شك عبر الإرضاع الجوي أو على الأقل محطة وقود مفتوحة وجاهزة لتقديم الخدمة، هذه عملية معقدة لأن من نفذها يعطي أهمية كبيرة لعملية في العمق.
وإلى أن تعلن جهة ما المسؤولية عن هذه العملية أصبح واضحا للجميع أن السودان لم يتحول فقط إلى محطة لانتقال السلاح إلى غزو وإنما أيضا إلى قاعدة لإنتاج مثل هذا السلاح.
ما أصبح واضحا أيضا أن جميع هذه العمليات تمت تحت عيون مفتوحة سواء كانت بشرية أو تكنولوجية تعرف أن تميز بين التفاصيل الصغيرة للغاية.
القوة الجوية التي نفذت هذه العملية حسب ما أعلنته حكومة السودان دمرت الهدف بطلعة واحدة وبشكل تام وبشكل أساسي.
غادرت هذه الطائرات المجال الجوي للسودان قبل أن يدرك شخص ما ماذا حدث.
هذا ليس لأن السودان ليست لديه منظومات دفاع جوي متقدمة ولكن في الدائرة الأولى والثانية توجد دول لديها منظومات لا بأس بها.
القوة الجوية في عصرنا ليست فقط لتحقيق التفوق الجوي وإنما هي الذراع الطويلة للدول التي يتعين عليها مواجهة التهديدات البعيدة، لكن القوة الجوية هي فقط طرف الحربة التي يتم إيغالها في العمق.
هناك في الطريق عناصر تسمح لها بتوجيه ضربة في العمق وعلى مسافات بعيدة وضربة قوية.
من نفذ هذه العملية يسيطر على عملية إشراك ودمج للعناصر التي يطلق عليها عناصر التحضير للعملية وكذلك القبضة ذاتها.
وعلى المسوؤلين في الخرطوم أن يبدؤوا بالتفكير بشكل آخر.