أقلام وأراء

المزيني بين الغرور والكذب

عمر حلمي الغول – 10/4/2021

 يضطرك شيوخ الفتنة والنقيصة والخديعة والغرور والتكفير إلى الرد عليهم لفضحهم، وتعرية اكاذيبهم وفجورهم وعارهم، رغم ان اللحظة السياسية تحتم على المرء ان يساهم بتعزيز وتكريس ميثاق الشرف، الذي تم التوقيع عليه في 8 و9 آذار / مارس الماضي في القاهرة، إلآ ان رموز حركة الإنقلاب الحمساويين يأبون إحترام انفسهم، والإلتزام بما تم الإتفاق عليه، ويحومون ككلاب الأثر حول الفتنة والتخريب والإدعاء والكذب والإفتراء على الحقيقة.

وآخر ما تفتق عن أكاذيب قادة حركة حماس، كان حديث رئيس مجلس الشورى الجديد في قطاع غزة، اسامة المزيني في حواره مع موقع “زوايا” يوم الثلاثاء الماضي الموافق 6/4/2021، والذي جال فيه على قضايا عدة حول “الحكم الرشيد” خلال ال14 سنة الماضية، وعن الإنتخابات والرئيس ابو مازن ومكانته، وعن الإنقلاب والمال السياسي، والعلاقة مع شروط الرباعية، وفي العلاقة مع فروع جماعة الاخوان المسلمين في داخل الداخل وخاصة الحركة الاسلامية الجنوبية .. إلخ

ولم يصدق في اي كلمة نطق فيها، وتجاوز في غروره وعنجهيته من سبقوه من رؤوس الفتنة الاخوانية، وسأبدأ دون ترتيب، ولكن وفق الأولويات ولفضح وتعرية اكاذيبه، فيدعي أن “حماس قدمت تجربة ثرية وناجحة وخالية من “الفساد” حلال العقد ونصف الماضية من إختطاف محافظات الجنوب. وفي هذا الجواب تفوق على الكذب نفسه، وتجاوز كل منطق والوقائع والشواهد الدالة بالصوت والصورة والوثائق الدامغة على الكم الهائل من الجرائم وعمليات القتل والتخوين والتكفير والإعتقال والتطاول على القانون والنظام الاساسي قبل الانقلاب واثناءه وحتى الآن التي ارتكبتها ميليشيات حركته ضد منتسبي الاجهزة الامنية وحركة فتح ومناضلي الحركة الوطنية وابناء الشعب عموما بما في ذلك الجماعات الاسلاموية كجماعة الشيخ عبد اللطيف موسى،

التي قصفوها في المسجد في رفح، ودمروه على رؤوسهم، وقتلوا 27 منهم غير الجرحى، وقتلوا وجرحوا حوالي 800 مناضل من منتسبي الاجزة الامنية وحركة فتح، واعتقلوا المئات دون سبب سوى الإنتماء السياسي، وإتهام مناضلي الاجهزة الامنية الوطنية ب”التخابر” مع رام الله، على إعتبار ان التواصل مع قياداتهم في العاصمة المؤقتة “تخابر مع الأعداء”!؟ وبالأمس القريب تم إصدار حكم على عدد من المناضلين الوطنيين ومنهم العميد شعبان الغرباوي، مسؤول جهاز المخابرات في قطاع غزة، واثناء الحوارات الجارية لإجراء الإنتخابات المحددة في ال22 من ايار / مايو القادم.

عن اي حكم رشيد، وعن اية تجربة ثرية تتحدث؟؟! قد يكون قصدك انها ثرية ومليئة بالبلطجة والارهاب والجرائم المنظمة والقتل وملاحقة ابناء الشعب في كل مدينة ومخيم وقرية من بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع حتى رفح جنوبا، اتريد ان ارسل صور وجرائم ميليشياتكم المأجورة في دير البلح وهي تهاجم مساكن عائلة البحيصي في دير البلح، او جرائمكم وانتم تلاحقون إحتجاجات الشباب اصحاب مبادرة “بدنا نعيش” في مخيم البريج والمغازي والنصيرات وفي الشاطىء وجباليا وتل السلطان والشابورة وامام مبنى المجلس التشريعي؟ ام اذكرك بهدم الجندي المجهول، رمز الفداء والتضحية الوطنية، ام اذكرك بعمليات الاعدام التي تجاوزت العشرين دون اي ضابط قانوني، وبمخالفة فاضحة للنظام الاساسي؟ ام اذكرك باعدام وسحل ايمن طه، احد قيادات حركة حماس، حركتك، ام اذكرك باعدام محمود الحداد احد قادة القسام، ام اذكرك بما نشره باسل محمد صالحية، ابو عماد الطيار (الذي اغتيل من قبلكم قبل شهر او اكثر قليلا بعدما نشر شريط فيديو يوضح تآمركم على كوادركم ) عن جرائم يحيى السنوار ومروان عيسى وغيرهما من قادة كتائب القسام وتآمرهم على مازن فقها، الذي تم اغتياله في حي تل الهوى؟

للاسف يا شيخ المزيني نهلت من وعاء الكذب حتى كفر الكذب بما نطقت، وبما افتريت به على الحقائق والشواهد على مدار الخمسة عشر عاما. طبعا لم اتحدث عن انتهاكاتكم الفاضحة لحقوق الإنسان الفلسطيني عموما، والنساء خصوصا في كل يوم، ولا عن صراع عناوين ورموزالفساد المعششة في جلباب حركتكم المارقة وعمليات القتل والتصفيات ونهب بعضكم البعض، فضلا عن الضرائب المتوالدة كالفطر لنهب الفقراء والأغنياء على حد سواء لصالح جيوب قادة عصابات اللصوص بينكم، ولن اتوقف امام مئات والاف الشباب، الذين هربوا من خلال ركوبهم اعالي البحار، وماتوا في البحر، واكلتهم اسماك القرش هربا من جوركم وفجوركم وارهابكم وتجويعكم لهم . وساترك التفاصيل لكتاب ساعالج فيه كل مظاهر فجوركم ولصوصيتكم وعربداتكم، آمل ان اتمكن من نشره خلال هذا العام او مطلع العام القادم، إن كان في العمر بقية.

اما عن انكم ستكونوا القوة الأكبر والأولى في التشريعي القادم، ساترك الجواب على ادعاءك لنتائج صناديق الانتخابات لتفقأ عيونك وذاكرتك واوهامك. ولن احاول الاجتهاد، رغم قناعتي أنكم ستكونوا في الخلف، وان حالفكم الحظ ستكونوا قوة ثانية في احسن الاحوال، وهذا ليس بسبب قوتكم، وانما بسبب أخطاء ونواقص عمل اصحاب القوائم الاخرى.

وبشان عدم قبولكم المال السياسي، فهذا افتراء ما بعده افتراء، ماذا تسمي المال الذي يصلكم من ايران وتركيا وقطر والتنظيم الدولي عبر البوابة الإسرائيلية وبطلب وعلم ومعرفة الحكومة النتنياهوية وقادة اجهزة امنها وإدارتها الإستيطانية الإستعمارية؟ هل هذا مال غير سياسي، ام مال حلال مرسل لسواد عيونكم، وتبرع لوجه الله تعالى؟ ولماذا تطلبه وتمرره دولة المشروع الصهيوني لكم، خوفا منكم، ام لحساباتها ومصالح مشروعها الإستعماري الإستراتيجي؟ ااذكرك بما كرره نتنياهو الفاسد من تصريحات بهذا الشأن، ان دعمكم ووجودكم يخدم مخطط كيانه الصهيوني المجرم.!؟ اي انكم أداة مأجورة اوجدوكم، ووجدتم لتفسيخ المشروع الوطني ووحدة الشعب والأرض.  

وعن الانتخابات وامكانية تراجع القيادة عموما والرئيس محمود عباس عنها لسبب موضوعي، تدعي زورا وبهتانا وبشكل صفيق، بأن الرئيس “يكون حكم على نفسه بالنهاية”. كم نهاية اعلنتموها عن حكم الرئيس عباس؟ وكم مرة سننتم رماح حملاتكم الباطلة ضد رئيس الشعب العربي الفلسطيني، واعلنتم “إنتهاء” ولايته، و”عدم شرعيته” ؟ عشرات المرات، وخاب ظنكم، وأفلس مآلكم، ومنيتم بالفشل تلو الفشل، لإنه باق رئيسا شرعيا بدعم من الشعب وممثله الشرعي والوحيد، منظمة التحرير الفلسطينية، وليس طواعية منكم. ومع ذلك اؤوكد لك ولكل قيادة حركتك الإخوانية، ان الإنتخابات خيار استراتيجي عند وفي برنامج الرئيس ابو مازن، ومن كان يرفض الإنتخابات طيلة ال14 عاما الماضية هو حركتكم المعادية للديمقراطية ولحقوق الإنسان، ولحرية الرأي والرأي الآخر والتعبير.

وعن اعلانك قطع رأس من يعبث بسيطرتكم الانقلابية على غزة، فهذا الاعلان بحد ذاته يؤكد للمرة المليون، انكم قطاع طرق، وقتلة، ولكن الشعب عندما يثور ضد الطغيان وتجار الدين والدنيا فلن يرده أحد، ولن يخشى شعب البطولة والتضحية والفداء ارهابكم، ولا قطع رؤوسكم.

وازيدك من الشعر بيت ايها المزيني المغرور والكاذب، ان الرئيس عباس، اكد مرات عدة، وكانت آخر مرة قبل شهر تقريبا في لقائه مع نداف ارغمان، رئيس جهاز الشاباك الصهيوني، انه رفض ويرفض خيار اللجوء لتصفية الانقلاب بالسلاح، وانما عبر الحوار والحوار فقط، وعبر تنفيذ اتفاقيات المصالحة الموقعة بين حركتكم وحركة فتح وفصائل العمل السياسي الفلسطينية عام 2009 و2011 و2012 و2014 و2017. وهذا ليس خوفا منكم، وانما حرصا على دم الشعب العربي الفلسطيني، لإن هذا خيار القيادة الشرعية وحركة فتح وفصائل منظمة التحرير، لإنهم الأحرص على دماء الشعب، وكونهم ام واب الشعب، ولن يسمحوا للزنادقة امثالك ان يجروا الشعب لدوامة الحرب الاهلية.

واخيرا عن علاقاتكم مع الحركة الإسلامية الجنوبية والشمالية في ال48، فهي لا تحتاج الى كبير عناء لتأكيد انكم نسخة كربونية واحدة، ومرجعيتكم واحدة، وهي التنظيم الدولي للاخوان المسلمين. ولا داعي للخوض فيها، وتأكيد انها واحدة من قنواتكم، فضلا عن قناتكم المباشرة مع الإدارة الإستيطانية الإستعمارية (الإدارة المدنية) والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وغيرها من القنوات العربية والاسلامية الحليفة لكم ولدولة الاستعمار الاسرائيلية. واترك الباقي لك ولقيادتك الانقلابية لتراجعوا انفسكم، وتتوقفوا عن اكاذيبكم، وتجاوزكم ميثاق الشرف بين الفصائل المذكور سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى