ترجمات عبرية

المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية – بقلم يوني بن مناحيم- لماذا تخفي السلطة الفلسطينية ملابسات موت عرفات

المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسيةبقلم  يوني بن مناحيم – 17/11/2020

الجدال حول ملابسات وفاة ياسر عرفات قد تتفجر علنا في المجتمع الفلسطيني كلما تعاظمت معركة الخلافة “.

أحيا الفلسطينيون الاسبوع الماضي الذكرى السادسة عشرة لوفاة رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات الذي توفي في المستشفى العسكري الفرنسي “كلامار” في 11 تشرين الثاني 2004.

بمرور ست عشرة سنة على وفاته بقي سبب وفاته لغزا رغم معلومات نشرتها عقيلته سهى عرفات وكبار رجالات السلطة الفلسطينية منذ يوم وفاته وحتى اليوم بأنه قتل بالسم.

إتخذت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان قرارا باستئناف التحقيق في ملابسات وفاة ياسر عرفات، كما أعلنت سهى عرفات في مقابلة خاصة لقناة “العربية” التلفزيونية في 5 ايلول من منزلها في مالطا في إطار هجمة اعلامية لها ضد السلطة الفلسطينية.

“ستكون هذه قصة كبيرة وسأكشف من سمم ياسر عرفات. بعد ثلاث سنوات من التحقيق ستستأنف المحكمة الاوروبية التحقيق وستعيد استدعاء كل الشهود”.

“ابنتي زهوة التي يجري دم عرفات في عروقها، هي التي بادرت الى التحقيق منذ البداية”، زعمت سهى.

شكلت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق برئاسة عضو اللجنة المركزية لفتح اللواء توفيق الطيراوي الذي شغل في حينه منصب رئيس  المخابرات العامة، ولكنها لم تنشر أبدا نتائج التحقيق رغم انتهائه.

إتهم رئيس السلطة محمود عباس في الماضي خصمه المرير محمد دحلان بانه هو الذي يقف خلف “الاغتيال” لياسر عرفات. وكان عباس وعد قبل سنتين بان يكشف عن هوية “القاتل” والجهة التي تقف خلف “الاغتيال” لمحمود عباس ولكن شيئا لم يحصل، وتواصل السلطة الفلسطينية اخفاء نتائج لجنة التحقيق في  الموضوع.  

وصرح عبدالله عبدالله عضو المجلس الثوري لفتح في 10 تشرين الثاني لوكالة الانباء “عربي 21” بان “من يقف على رأس هذه الجريمة هو رئيس حكومة الاحتلال ارئيل شارون ويحتمل أن يكون تلقى ضوءاً اخضر لذلك من الادارة الامريكية”.

وادعى بان ملف التحقيق في القضية سيبقى مفتوحا وانه من الواضح انه سينكشف في المستقبل من يقف خلف “الاغتيال” لياسر عرفات. وزعم عبدالله بانه “حتى الآن لا توجد لدينا أدلة قاطعة من يقف خلف هذه الجريمة”.

وكشفت مصادر رفيعة المستوى في فتح النقاب عن أن تحقيق المخابرات الفلسطينية العامة برئاسة توفيق الطيراوي أدت الى طبيب أسنان ياسر عرفات، وكان الاشتباه أنه ادخل السم في أحد اسنان ياسر عرفات في اثناء معالجته أو أنه دس السم في معجون الاسنان الذي استخدمه عرفات لتنظيف أسنانه.

عندما وصل المحققون الى منزل طبيب الاسنان الذي يسكن في رام الله تبين أنه توفي في ظروف غامضة.

وادعى ابناء عائلته بانه توفي بنوبة قلبية عندما كان يقود سيارته.

شاركت مصر، الاردن وتونس في التحقيق في ملابسات وفاة عرفات وبعثت بمحققين وطواقم طبية لاجراء بعض الفحوصات، ولكن النتائج لم تنشر ابدا.

ووفقا لمحافل في فتح، فان فريق التحقيق الفرنسي وفريق تحقيق سويسري وصلا الى رام الله وفتحا قبر ياسر عرفات لاخذ عينات من بقايا جثمانه ولكنهما لم يتوصلا الى اي استنتاجات قاطعة بالنسبة لادعاءات التسميم.

الرأي السائد في اوساط مجموعة كبيرة من المسؤولين في فتح هو ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يبقي الاوراق قريبة من صدره كي يفتحها في الوقت المناسب من ناحيته، كلما تصاعدت معركة الخلافة، كي يلقي بالذنب عن وفاة ياسر عرفات على خصمه السياسي محمد دحلان.

لقد كان ياسر عرفات شخصية قيادية محبوبة من الفلسطينيين وفرضية عمل محمود عباس هي انه اذا القى المسؤولية عن وفاته على محمد دحلان وكشف عن “الاثباتات” التي لديه فانه سيلحق ضررا سياسيا كبيرا بمحمد دحلان ويضر بشعبيته.

اما محمد دحلان من جهته فينفي كل صلة بوفاة ياسر عرفات ويدعي مقربوه بان من ربح من وفاة ياسر عرفات كان محمود عباس الذي خلفه في المنصب.

ياسر عرفات لم يستطب باقل تقدير محمود عباس. وادعى بان محمود عباس يحاول التآمر عليه، الى جانب رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان والادارة الامريكية.

وعرض ياسر عرفات، على سرير الشفاء في باريس، على احمد قريع (ابو علاء) ان يكون خليفته، ولكن قريع رد العرض واقترح تتويج محمود عباس كخليفة له.

ليس للسلطة الفلسطينية اي دليل قاطع على أن ياسر عرفات قتل فعلا بالسم، ولا توجد اي مؤشرات تؤكد هذا الزعم، كما ان الزعم بان اسرائيل هي المسؤولة عن “الاغتيال” هو زعم كاذب، وهزل هذا الزعم على مدى السنين بعد أن اتهم محمود عباس محمد دحلان بانه هو الذي يقف خلف وفاة عرفات.

في الشارع الفلسطيني يعتقد الناس بان جهة فلسطينية كانت مقربة جدا من عرفات وذات قدرة على الوصول اليه هي المسؤولة عن وفاة ياسر عرفات في اثناء الحصار الاسرائيلي على المقاطعة وهناك مطالبة بان تنشر السلطة استنتاجات لجنة التحقيق برئاسة توفيق الطيراوي.

ويدعي الناس في الشارع الفلسطيني بانه “اذا كان محمود عباس يعرف بالفعل من هو المسؤول عن وفاة ياسر عرفات كما يدعي، فلماذا لا يعلن ذلك على الملأ؟ فهذا واجبه”. وانقسمت حركة فتح الى معسكرين: معسكر برئاسة محمود عباس والمعسكر الثاني المسمى “التيار الديمقراطي” برئاسة محمد دحلان، وكل واحد من المعسكرين يدعي بانه يواصل طريق ياسر عرفات وكل منهما يتهم الاخر بالمسؤولية عن وفاته.

يبدو أن محمود عباس يحتفظ باستنتاجات لجنة التحقيق كسيف مسلط على رأس محمد دحلان كي يسقطه في الوقت المناسب من ناحيته “كضربة قاضية” سياسية، ولكن لدحلان ايضا توجد مفاجآت في جعبته، إذ يدعي مقربوه بانه يمكنه أن يكشف تفاصيل جديدة عن دور محمود عباس في وفاة ياسر عرفات.

كما ان سهى عرفات هي الاخرى تحتفظ بوثائق حساسة شخصية لياسر عرفات ولديها معلومات عن ملابسات وفاته، وهي توجد في معسكر محمد دحلان ولهذا فان محمد دحلان يمكنه أن يستعين بها كي يغذي ادعاءات ضد محمود عباس على دوره في المسؤولية عن وفاة ياسر عرفات.

ان الجدال حول ملابسات وفاة ياسر عرفات قد تتفجر علنا في المجتمع الفلسطيني كلما تعاظمت معركة الخلافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى