#أقلام وأراءشؤون فلسطينية

اللواء محمود الناطور يكتب – في الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد خليل الوزير “ابو جهاد” .. لنستمر في النضال حتى النصر

بقلم اللواء محمود الناطورابو الطيب 16-4-2020م

يبدو ان شهر نيسان يأبى الا ان يعود كل عام ليذكرنا انه بالفعل هو شهر الشهداء ، فقد استشهد هذاالشهر الكثير من قادة وابناء الشعب الفلسطيني في نضالهم في وجه المؤامرات الدولية الهادفة لانتزاع شعبنا الفلسطيني من ارضه واقامة الوطن البديل لمجموعة من المهاجرين القادمين من اماكن مختلفة من العالم.

ويوافق السادس عشر من نيسان هذا العام ، الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد خليل الوزيرأبو جهاد” (نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينيةالذي أقدمت اسرائيل على اغتياله، مستخدمة اخطرالامكانيات العسكرية ، مدعومة من قوى دولية ، في مشهد اعتادت اسرائيل على استخدامه في عملياتالاغتيال، لإبعاد القادة الفلسطينيين الأكثر قربا للوعي النضالي الفلسطيني والأكثر تأثير في مجرياتالصراع.

لقد جاء قرار اغتيال القائد خليل الوزيرابو جهاد“، مع استمرار الانتفاضة ونجاحها في اختراق جدارالصمت العربي والدولي الذي حاول أن يلف القضية الفلسطينية ويعزلها عن حقائق الحق والعدل والحرية.. وعجز جيش الاحتلال الإسرائيلي بكافة أدواته عن وقف هذا الاندفاع الثوري للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وعندما أكتب قصة استشهاد الأخ (أبو جهاد) فإنني لا أروي ذكريات، أو تفاصيل أحداث مضت، إنما أسطّر دروس وعبر هي من حق أجيالنا المقبلة ليعلموا أن مسيرته النضالية كانتنتاجا طبيعيا للمسيرة التي قادتها حركة فتح، متسلحا ببرامجها وشعاراتها السياسية، كما التزم الأخالشهيد بذلك مقدما مفهوم الرافعة السياسية لحركة فتح وللقوى الوطنية الفلسطينية وهي الرافعة التي أوجدت جيلا من المناضلين في المجالات العسكرية والأمنية والجهاد في سبيل أهدافنا الوطنية، ذلك الجيلالذي جعل من حركة فتح هي الرد الطبيعي والتاريخي والسياسي والأخلاقي والإنساني على النكبة التي تعرض لها شعبنا في العام 1948، وفجر من خلالها الثورة والكفاح المسلح والانتفاضة وما تحقق عنها منمكاسب وطنية. إن الأخ أبو جهاد وأخوانه من الرواد الأوائل والمؤسسين من حملوا الأمانة وكانوا المثل والقدوة لكل أجيال شعبنا الذي أنجب هؤلاء وبرهن بصموده ونضاله أنه شعب يستحيل أن ترهبه عمليات الاغتيال.

وبعد هذه السنوات الطويلة، اسعى الى الكشف عن احد اهم الاسرار التي دفعت اسرائيل لاغتيال الشهيد ابو جهاد ، الذي وقف وراء اخطر العمليات الفدائية في تاريخ الصراع ، ليس فقط عملية كمالع عدوان الفدائية في العام 1978م بقيادة دلال المغربي والتي عرفت بأنها من اخطر واجرأ العمليات الفدائية الفلسطينية . وعملية مفاعل ديمونا التي نفذتها مجموعة فدائية من حركة فتح ضمت كل من محمد خليل صالح الحنفى، محمد عبد القادر محمد الحسينى وقائد العملية الشهيد البطل عبد الله عبد المجيد كلاب ، والتي نجح فيها الشهداء الثلاثة باختطاف باص يقل مجموعة من العلماء الاسرائيلين العاملين في مفاعل ديمونة. حيث اكدت معلوماتنا ان العملية البطولية التي خطط لها الشهيد ابو جهاد في العام 1985 لاقتحام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية  وأسر كبار الضباط والعاملين في الوزارة بما فيهم اسحق رابين وزير الدفاع آنذاك، لتكون تعبيرا عن رؤيته القائلة: “سنجبر إسرائيل على البقاء في حالة استنفار“. رغم أن العملية لم تنجح تماما كما خطط لها أبو جهاد، إلا أن تلك العملية كانت بالنسبة للقيادة الإسرائيلية ناقوس خطر مرعب وكانت تمثل خرقا لقواعد الصراع بين الطرفين التي تقضي بعدم المساس بقادة الصف الأول.

لقد كانت كلمات الشهيد ابو جهاد الاخيرة التي قال فيهالا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة “، تجسد وصيته أن نواصل الطريق وان يستمر النضال  من اجل فلسطين وحريتها واستقلالها. ومن هنا فاننا نؤكدان هدفنا دائما وأبداً سيركز على ضرورة واهمية الرد على الرواية الاسرائيلية التي تحمل الكثير والكثيرمن الاكاذيب، والتي سنسعى لدحضها ، رغبة منا في ايصال الرواية الفلسطينية الحقيقية عن هذه المرحلة الى الأجيال الصاعدة، “فمعركة الروايةلا تقل ابدا عن أهمية المعارك العسكرية التي خاضتها الثورةالفلسطينية طوال سنوات نضالها من اجل حرية واستقلال الشعب الفلسطيني.

ولعل من اهم الأسباب التي دفعتني الى الخوض مرارا وتكرارا في نبش الذاكرة الفلسطينية ، هو هذاالفيديو الذي انتشر على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي قبل عدة سنوات، والذي اعتبرته بمثابة كارثة في تاريخنا الفلسطيني المعاصر عندما فشل الكثير من طلاب جامعاتنا في التعرف على شخصية الشهيد خليل الوزير ابو جهاد. فقد كان هذا المشهد مؤثرا جدا واعتبرته بمثابةعار وطنييلحقنا جميعا.. ونتحمل جميعا مسؤوليته .. فنقل التاريخ لهذا الجيل هو مسؤوليتنا جميعا في كافة مؤسسات الثورةالفلسطينية وكوادرها وقياداتها .. فهذا الجيل لديه امانة في اعناقنا ويجب ان ننقلها اليها، لا ان تبقىحبيسة في ذاكرة البعض منا. وهو ما قد يسمح للكثيرين بالتأمر لاعادة كتابة هذا التاريخ وتزويره وفقا لمصالحهم الشخصية واهواءهم وتعاونهم مع جهات معادية لتاريخنا وشعبنا وثورتنا .

ولذلك فإنني أضع الأمانة أمام هذا الجيل الصاعد ، جيل النصر والتحرير، والتي تحتوي الكثير من تفاصيل واسرار عملية اغتيال الشهيد القائد ابو جهاد ، والتي وردت في الفصل العاشر من كتابنا:”حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات” ، محاولا تقديم الحقائق والمعلومات حول عملية الاغتيال وأهدافهاوأبعادها وأوجه القصور التي شابتها وأدت إلى نجاح المخابرات الإسرائيلية في الوصول إلى أهدافها، حتى يكون لدينا القدرة على استخلاص العبر والتعلم من دروس المضي والتاريخ الذي صنع بدم أولئكالشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة طريق الحرية والاستقلال.

 ?التفاصيل? 

[better-wp-embedder width=”100%” height=”800px” download=”all” download-text=”” attachment_id=”107256″ /]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى