#أقلام وأراءغزة
اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس: تقدير موقف (13): اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: احتمالات الصمود والانهيار

اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس، مركز الناطور للدراسات والابحاث 2-2-2025م: تقدير موقف (13): اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: احتمالات الصمود والانهيار
-الملخص-
- استطاع نتنياهو فرض “صفقة جزئية متعددة المراحل”، وتأجيل المواضيع المركزية إلى المرحلة التالية؛ قد يحاول عرقلتها، مستغلا ثغرات الصفقة، والتضخيم الاعلامي لقوة حماس، وعدم تخليها عن الحكم، لخدمة مخططاته الاستراتيجية، لاحداث تغيير ديمغرافي في قطاع غزة. وسيحاول مقايضة انهاء الحرب في غزة بالتعاون الاستراتيجي مع ترامب في ملفات كبرى مثل التطبيع مع السعودية، والاعتراف بضم المستوطنات، ومناطق واسعة في الضفة الغربية، ودعم الخطوات الاسرائيلية في سوريا، وزيادة الاستثمار الأمريكي في الصناعة العسكرية الإسرائيلية، والتصدي لإجراءات محاسبة اسرائيل في المحافل الدولية، والهجوم على المنشآت النووية في إيران، باعتبار أن فرصة اصبحت مواتية لذلك.
- وسيركز نتنياهو على اقناع ترامب بمخططاته لمستقبل قطاع غزة، التي ستتضمن استبعاد السلطة الفلسطينية، وعدم عودة حماس، وتجريد القطاع من السلاح، تحت اشراف قوات دولية، وتأسيس إدارة موقتة لحكم القطاع، تضم شخصيات مستقلة بالتعاون مع جهات دولية، دخلت بالفعل الى قطاع غزة لتقييم الاوضاع ووضع مخططات المرحلة القادمة.
- تسعى حركة حماس للخروج بانتصار “اعلامي” يساعدها على تجاوز تداعيات الحرب، والتأكيد على نيتها البقاء في الحكم في غزة باعتبار انها القوة المركزية. وجاءت موافقة الحركة على خروج العسكريين من قطاع غزة، بعيدا عن وسائل الاعلام، للحفاظ على صورة النصر، والتقاط متطلبات المرحلة القادمة، والقيام بعملية التحول المطلوبة باتجاه التركيز على المجال السياسي، واستبعاد العناصر العسكرية المحسوبة على ايران، واعادة انتاج «حماس المتجددة»، ما سيؤهلها بعد فترة انتقالية، للمشاركة في السلطة القادمة في القطاع، خصوصا في ظل سلبية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وعدم المبادرة لتحمل تبعات التقاط اللحظة التاريخية.
- مناورات حماس قد تكلف على الشعب الفلسطيني المزيد من الخسائر، وتفسح المجال امام حربا طويلة الامد وعدم السماح بإعادة الإعمار، في ظل المخططات الاستراتيجية الاسرائيلية التي تؤكد على خلق البيئة الطاردة للسكان في قطاع غزة وهو الذي تغفل عنه حركة حماس.
- قد تبادر الادارة الامريكية الى فرض خيار اقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، وهياكل جديدة أو “متجددة”، من شخصيات مدنية، تتماشى مع المخططات الامريكية، بعد تهجير نسبة لا بأس بها من السكان، لتجاوز تخوفات اسرائيل الاستراتيجية التي تتعلق بالخطر الديمغرافي، وهو الخيار الذي يتطلب استدعاء قوات دولية تتولى مسؤولية الامن في قطاع غزة لعدة سنوات، سيتم تجهيز القطاع لتمرير هذا الخيار.
- مؤشرات استئناف الحرب أعلى من مؤشرات وقفها، في ضوء التناقض بين القرار الإسرائيلي بإنهاء حكم حركة حماس وإصرار الحركة على الاستمرار، ما يعزز موقف المطالبين بعودة الحرب، وخصوصا المؤسسة الامنية التي تعتبر بأنها تشكل خطراً استراتيجياً على اسرائيل. وسيتراوح مستقبل غزة ما بين المماطلة التفاوضية والمناوشات العسكرية، وسيسعى نتنياهو لرسم مستقبل غزة، وفصلها عن الضفة الغربية، واطالة وتعميق الازمة الانسانية في غزة، وسيتجنب الإعلان عن إنهاء حالة الحرب، وسيركز جهوده على صفقات جزئية وإنسانية، ولن يتم الانتقال الى اعادة الاعمار، وسيواصل المواطنين التعايش مع اوضاعهم في مخيمات النازحين، وستبقى حالة الحرب و اللا حرب، وحالة من الفوضى والاقتتال الداخلي، ما سيعزز البيئة الطاردة للسكان، الذين سيضطر الكثير منهم للرحيل، بعد اليأس وفقدان الامل في تحسين اوضاعهم المعيشية. ما يفرض على القيادات الفلسطينية ضرورة التوصل إلى تفاهمات داخلية للتحرك لمواجهة تلك المخاطر، واستغلال المواقف العربية، خاصة الموقف المصري والأردني، الرافضة للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية.