#شؤون فلسطينية
اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس: حركة حماس ما بعد السنوار تحديات وتساؤلات

اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس، مركز الناطور للدراسات 9-11-2024: حركة حماس ما بعد السنوار تحديات وتساؤلات
- وقفت ضغوط امريكية، وراء مبادرة الجيش الاسرائيلي الاعلان عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، بهدف تقديم “صورة النصر” التي كان من المفترض ان يستخدمها نتنياهو لإنهاء الحرب، ما يتناسب مع مصالح الادارة الامريكية في الانتخابات، الا ان نتنياهو حاول تأخير الاعلان عن الاغتيال بسبب رغبته في استمرار الحرب.
- وجاء تناقض الرواية الاسرائيلية بهدف “حرف الانظار” عن التعاون الاستخباري الامريكي الاسرائيلي في عملية الاغتيال، فقد توفرت معلومات أن البنتاغون أرسل إلى إسرائيل عناصر عمليات خاصة وضباط استخبارات، وضباط متخصصين في تحليل المعلومات الاستخباراتية، وطائرات “إم كيو 9 ريبر”، للمساعدة في جهود استعادة الرهائن و “ملاحقة قادة حماس“، ونجحوا في تنفيذ العديد من المهام اهمها المشاركة في عملية اغتيال يحيى السنوار.
- استطاع السنوار السيطرة على القرار السياسي والعسكري، واحدث تغييرات في طبيعة قيادة حركة حماس، باتجاه اكثر تشددا، وعزز موقع كتائب القسام وقيادة قطاع غزة في اتخاذ القرار داخل الحركة، وعزز التحالف والعلاقات مع ايران، وسيكون لغيابه تداعيات ستضع الحركة أمام مرحلة ستتطلب مراجعة شاملة لسياستها وإعادة ترتيب صفوفها.
- ترتبط مشاورات حركة حماس لاختيار القائد الجديد بالعديد من العوامل اهمها الموقف الايراني، الحليف الأقوى للحركة والداعم الاهم للجناح العسكري، موقف قطر صاحبة الدور المحوري في المنطقة، والتي تخوض صراعات مع الامارات حول مستقبل غزة بعد الحرب، ولا يجب اغفال دور الاخوان المسلمين، وكتائب القسام التي تخوض المعركة في غزة.
- وتنحصر عملية اختيار قائد الحركة ما بين: محمد السنوار، خالد مشعل، خليل الحية، ومحمد درويش “ابو عمر حسن”، الا ان الحركة قد تتجه لتكليف “لجنة خماسية” تتولّى إدارة شؤون الحركة، إلى حين إجراء الانتخابات القادمة، تتكوّن من قادة الأقاليم الثلاثة: خليل الحية (قطاع غزة)، وزاهر جبارين (الضفة الغربية)، وخالد مشعل (الخارج)، ورئيس مجلس الشورى في الحركة محمد درويش، وأمين سرّ المكتب السياسي، رغم توقعات عدم قدرة هذا الخيار على مواجهة صراعات المحاور، الذي سيكون بحاجة الى قائدا ينجح في “ادارة التوازنات”.
- من المستبعد ان تشكل كتائب القسام ثقلا مؤثرا في مركز صناعة قرار الحركة، رغم امتلاكها ورقة الاسرى، فقد ادت حرب غزة الى خسارتها الكثير من امكانياتها وقدراتها القتالية، ما دفع بعض القادة الميدانيين للارتجال والتركيز على التحركات الفردية، ضمن تكتيكات حرب الاستنزاف. وسيبقى الرهان على قدرة الكتائب على تنفيذ عملية نوعية في العمق الاسرائيلي واطالة امد حرب الاستنزاف في قطاع غزة.
- اعتمدت استراتيجية حركة حماس التفاوضية على مبدأ “الدخول في مفاوضات لا تنتج صفقة”، من خلال الانخراط في المفاوضات واقتراح التعديلات في كل ما يُعرض دون رفضه تماماً، ما يبقيها داخل دائرة التفاعل الدولي والإقليمي، ودون المغامرة بإنهاء العملية والدخول في صفقة سياسية تلزم الحركة بشروط لا تتناسب مع مصالحها. وترك غياب السنوار تساؤلات عن مصير المفاوضات، حيث تقف الحركة امام خيارين: المرونة او التشدد. وتستبعد التقديرات أن تقدم الحركة تنازلات في صفقة الاسرى، وستواصل التمسك بمطالبها التي وضعها السنوار، وستتحدد قدرة الحركة على المناورة بناءاً على: اعداد الاسرى الاحياء، التطورات الميدانية والاقليمية، عدم قدرة القيادة السياسية الجديدة فرض قرارتها على قادة كتائب القسام في قطاع غزة، الدور القطري.
- تتوقع التقديرات ان اسرائيل ستقوم بتصعيد الهجمات على الجبهتين الشمالية والجنوبية لتحقيق المزيد من الانجازات العسكرية، تساعده على تحسين موقفه، وفرض التصور اليميني الإسرائيلي لتغيير الوضع الديمغرافي والسياسي في قطاع غزة، من خلال انهاء حكم حماس، وتجريد غزة من السلاح، وتهجير معظم اهالي القطاع، ما يعني أننا بعيدين عن الوصول إلى هدنة دائمة، بانتظار استلام الادارة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب مهام منصبه، وإعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد.
- ركزت حركة حماس جهودها للانفراد في ادارة شؤون قطاع غزة واحباط محاولة اية جهة للاقتراب من هذه المسؤوليات، وقامت بالترويج لنجاحها في توسيع ادارتها للشؤون المدنية في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال، ما ادى الى عودة قوات الاحتلال الى تلك المناطق بحجة القضاء على ادارات حماس وفق تكتيك “جز العشب”، واستهدفت مراكز الايواء والمدارس بحجة ان حركة حماس كانت تستخدمها كمراكز لادارة نشاطاتها. ومن المستبعد تخلي حماس عن سلطاتها المدنية في قطاع غزة، مع امكانية الموافقة على مشاركة السلطة الفلسطينية في ادارة شؤون قطاع غزة، وفق تصورات الحركة، ما يعكس إصرار الحركة على استمرار حضورها في إدارة غزة، واستمرار اعتبار مسألة إبعادها عن المشهد تمثل معركتها الرئيسية لا تقلّ ضراوة عن الحرب العسكرية.
- على الرغم من اتفاق فتح وحماس على تشكيل لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة، اعتبرت حركة حماس ان هذه اللجنة قد تمثل محاولة لاخراجها من المشهد بصورة غير مباشرة، الا انها تعتقد ان التحديات الداخلية التي تفرضها ظروف الحرب، والضغوط الدولية، جميعها عوامل تدفع الحركة باتجاه التعامل بمرونة مع تلك المقترحات التي تمثل الحد الادنى من مطالب الحركة، التي ترى انها لازالت تسيطر على الارض من خلال الجناح العسكري. العديد من العقبات ستقف امام هذه المبادرة، خصوصا اسرائيل التي تعتبر انها تتعارض مع مخططاتها في قطاع غزة، والتي تقتضي عدم السماح بتواجد اية ادارة فلسطينية ستكون عقبة امام قرار نتنياهو استمرار الحرب وضرب البنية التحتية لحركة حماس، واستبعاد اي دور للسلطة الفلسطينية، والابقاء على عنوان واحد وهو “الابادة والتهجير”.
- ما يفرض على القيادة الفلسطينية، التحرك لقطع الطريق على أجندة نتنياهو لاستكمال النكبة الفلسطينية الجديدة، والارتكاز الى المبادرة السعودية الداعية الى تشكيل تحالف دولي لاقامة دولة فلسطينية وفق حل الدولتين، واطلاق مبادرة فلسطينية لإنهاء حرب غزة والعودة الفاعلة للسلطة الفلسطينية الى قطاع غزة مدعومة بقوات حفظ سلام دولية وعربيا، وتقوم السلطة الفلسطينية بالاشراف على مشاريع إعادة اعمار قطاع غزة بدعم عربي ودولي، وربط المبادرة الدبلوماسية لإنهاء الحرب والتطبيع التي تدعمها ادارة الرئيس ترامب مع مشروع إقامة دولة فلسطينية، باعتباره الحل الامثل للاستقرار في المنطقة.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook