#أقلام وأراءغزة

اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس: تقدير موقف (9): الحرب على غزة: تكتيكات عسكرية وتفاوضية

اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس، مركز الناطور للدراسات والابحاث 24-7-2024تقدير موقف (9): الحرب على غزة: تكتيكات عسكرية وتفاوضية

  • بينما يواصل جيش الاحتلال البحث عن صورة النصر، تواصل آلياته العسكرية فرض أمر واقع جديد في قطاع غزة، يستهدف استحالة الحياة في القطاع، وهو أحد اهداف الحرب الاسرائيلية، برزت مؤشرات على انتقال العمليات العسكرية إلى المرحلة الثالثة، لإبقاء المقاومة تحت الضغط العسكري المتواصل.
  • وترتبط العمليات العسكرية الاسرائيلية بمخططات اليوم التالي، فتوسيع محور فيلادلفيا، يهدف الى فصل قطاع غزة عن العالم الخارجي، وتعزيزات محور نيتساريم، تهدف الى السيطرة على حركة المواطنين بين شمال القطاع وجنوبه، والعمليات على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة تستهدف تعزيز المنطقة العازلة لحماية المستوطنات، وتصعيد الهجمات على وسط قطاع غزة، يستهدف تعزيز العمق الدفاعي على محور نيتساريم، وابقاء المقاومة في المنطقة الوسطى تحت ضغط عسكري.
  • يواجه نتنياهو ضغوطاً من المؤسسة الامنية، للاستفادة من النجاحات التكتيكية، للتوصل إلى صفقة تبادل، والانتقال الى تنفيذ خطوات استراتيجية، تتعلق بخطة اليوم التالي للحرب، باعتبار ان عامل الوقت لا يعمل لصالح اسرائيل، سيفرض على اسرائيل البقاء “كقوة احتلال”.
  • تغيرت اولويات التفاوض لدى الجانبين وأصبح التركيز على اليوم التالي للمعركة، فقد قامت حركة حماس بإعادة صياغة مواقفها في العديد من القضايا التفاوضية، واصبحت تركز على ضمان استمرار سيطرتها على قطاع غزة في المستقبل. وفي المقابل لازالت اسرائيل عاجزة عن صياغة برامج عمل قابلة للتنفيذ، وبينما يطالب الجيش بالموافقة على صفقة وقف إطلاق النار، يحاول نتنياهو التأجيل لحساب اجندته السياسية، ولكنه يحتفظ بقدرته على عرقلتها مستقبلاً، ولا يجب اغفال رغبته بانتظار نتائج الانتخابات الامريكية، ولذلك يتوقع انه سيحاول التوصل إلى صفقة يتمكن من خلالها من إطلاق سراح غالبية الرهائن في “المرحلة الاولى”، ثم يعود بعدها لاستكمال الحرب.
  • في إطار التركيز الاسرائيلي على فصل جنوب قطاع غزة عن شماله، جاءت العملية الاخيرة في مدينة غزة للقضاء على قدرات حماس، وتمهيد الطريق امام تنفيذ نموذج “الحكم المدني”، بدعم جهات عربية بدأت بتنفيذ بعض مشاريع البنية التحتية في شمال قطاع غزة، وهناك معلومات عن توجهات الاحتلال لفرض هوية تعريف مدنية جديدة للسكان. ووفق التسريبات تصر قوات الاحتلال على استمرار السيطرة على محور نيتساريم، مع تعزيزات عسكرية وامنية، لتقييد حرية عودة سكان الجنوب الى الشمال، بالإضافة الى طرح شرط خروج مقاتلي حركة حماس من شمال قطاع غزة الى الجنوب…!
  • وستسعى اسرائيل الى استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا، ما يعني عدم عودة معبر رفح للعمل، واحتمال نقله بالقرب من معبر كرم ابو سالم، على طريق “محور ديفيد الجديد”، وفي ظل عدم التوافق الفلسطيني، ستكون ادارة المعبر الجديد اجنبية – فلسطينية، تحت اشراف الاحتلال، ما يعني انفصال قطاع غزة بصورة رسمية عن الضفة الغربية.
  • تؤكد تلك التسريبات، ومجريات العمليات العسكرية لجيش الاحتلال، والتدمير المتواصل لكافة مناحي الحياة في قطاع غزة، على حقيقة الاهداف الاسرائيلية لهذه الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، ويبقى السؤال الملح، ماذا نحن فاعلون..؟، وهل سنستمر في احصاء الضحايا من الشهداء والجرحى..؟، عاجزين عن استغلال كل هذا التفاعل الدولي مع قضيتنا الوطنية..؟، مكتفين بما يتم ترويجه من بطولات فدائية، لا يمكن اغفال دورها واهميتها، ولكنها بحاجة الى مساندة سياسية تنتزع انتصارات حقيقية، تترجم كل تلك التضحيات الى انجازات ملموسة يتم تقديمها لهذا الشعب الذي تتواصل معاناته وتضحياته.

 

 

Thumb:

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى