#أقلام وأراء

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” يكتب: في وداع اللواء فؤاد الشوبكي “ابو حازم”

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” يكتب: في وداع اللواء فؤاد الشوبكي “ابو حازم”

بسم الله الرحمن الرحيم

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

صدق الله العظيم

 

عندما نتلقى خبر وفاة احد الاخوة ورفاق الدرب الى رحمة، نكون مضطرين لاسترجاع شريط الذكريات في حياة طويلة مليئة بالاحداث والاشخاص، ويكون الحزن عميقا اذا كان شخصا كان هناك ارتباطا نضاليا وتاريخيا معه مثل الاخ والصديق والقائد اللواء فؤاد الشوبكي، الذي تلقينا بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره مساء اليوم الخميس 19-12-2024 نبأ انتقاله الى رحمة الله بعد مسيرة نضالية طويلة حافلة بالعطاء والتضحية من اجل فلسطين .. المناضل الوطني الكبير، صاحب المسيرة المشرفة، الذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا وقضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال، لم يتوانَ خلالها عن تأدية دوره النضاليّ في الدفاع عن شعبنا وحقوقه الوطنيّة المشروعة.

لقد شاءت الاقدار ان يجمعنا تاريخا طويلا من العمل النضالي المشترك تحت قيادة القائد الرمز ياسر عرفات، ومن خلالها تعرفت على شخصيته عن قرب، وعرفته كريما لا يتأخر عن مساعدة من يطلب مساعدته، دؤوبا مثابرا على العمل، ملتزما، قريبا من المناضلين والمقاتلين، كان ديوانه في مدينة غزة مركز استقطاب وتجمع الكثيرين من ابناء شعبنا، ولكل صاحب حاجة او مساعدة ، ولم يغلق ابوابه مطلقا في وجه الجميع، وهذا ما جعل فقيدنا الراحل فؤاد الشوبكي محل احترام وتقدير ومحبة الكثيرين من ابناء شعبنا.

المناضلة ام ناصر ابو حميد، اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” اللواء فؤاد الشوبكي “ابو حازم”

عرف اللواء فؤاد الشوبكي “ابو حازم” المعنى الحقيقي للقيادة طوال مسيرته النضالية الطويلة التي عرقته خلالها مناضلا صادقا كان مستعدا دائما للتضحية بكل شجاعة واخلاص من اجل فلسطين وشعبها وقضيتها وحريتها.

وتشهد معتقلات الاحتلال للمناضل فؤاد الشوبكي الذي أمضى فيها (17) عامًا بشجاعته وصموده على الأسر والمرض، وبفقدانه يخسر شعبنا في الوطن والشتات ولأسرانا في معتقلات الاحتلال الذين رأوا فيه النموذج النضاليّ الذي يحتذى.

وفي هذه المناسبة الحزينة اتقدم بالتعازي الحارة من عائلة الفقيد الراحل، وابناء حركة فتح، وأبناء شعبنا، سائلا الله، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

ولد اللواء فؤاد الشوبكي في 12 مارس 1940 في حي التفاح في مدينة غزة، وحصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة،

كان من طلائع المناضلين الذين التحقوا بالعمل الفدائيّ منتصف الستينيّات من القرن الماضي،

تدرّب في معسكرات الثورة الفلسطينيّة، وشارك في معاركها،

حظي بثقة قادة الحركة ومؤسسيها، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي كلّفه بإدارة الإدارة المالية العسكريّة،

عُيّن عضوًا في المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الثوريّ لحركة (فتح)،

تنقل مع الثورة الفلسطينيّة من الأردن ثم لبنان وصولًا إلى تونس وانتهاءً بعودته عام 1994 إلى أرض الوطن، ليساهم في بناء السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة ويُرسي دعائم الدولة الفلسطينيّة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

في 3 يناير 2002، نفَّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية أسماها عملية سفينة نوح، بهدف إيقاف سفينة «كارين A» في البحر الأحمر والسيطرة عليها، وادَّعت أن السفينة تحمل معدَّات عسكرية للفلسطينيين، واتهم الاحتلال، الشوبكي؛ بالمسؤولية المباشرة، وعدَّته العقل المُدبِّر في تمويل سفينة الأسلحة وتهريبها.

اعتقل في سجن أريحا تحت حراسة أمنية بريطانية أمريكية مشتركة عقب ضغوطات دولية وإسرائيلية على السلطة الفلسطينية بعد عملية “السور الواقي” التي نفذتها إسرائيل في مارس 2002 وفرضت في وقت لاحق حصارًا على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.

مكث في سجن أريحا 4 أعوام، وفي في 14 آذار 2006، حاصرت قوات الاحتلال سجن أريحا المركزي، واعتقلت فؤاد الشوبكي ومن معه، ليصبح أكبر أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وأُطلق عليه لقب “شيخ الأسرى”.

حكم عليه بالسجن لمدة 17 عاماً، قضاها متنقلاً في سجون الاحتلال، توفيت خلالها زوجته، وأصيب بالعديد من الأمراض جراء سياسة الإهمال الطبي كسرطان البروستات الذي عانى منه خلال الاعتقال والعديد من الأمراض.

أُفرج عنه بعد قضاء محكوميته بتاريخ 13 آذار/مارس 2023، حتى توفي اليوم في رام الله.

رحم الله الاخ والصديق والمناضل ابا حازم

انا لله وانا اليه راجعون

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب”

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى