أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

اللواء محمود الناطور – أبو الطيب يكتب – فلسطين تودع القيادي الإعلامي الكبير احمد عبد الرحمن

بقلم اللواء محمود الناطور – أبو الطيب 3-12-2019م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

صدق الله العظيم

لقد تلقيت مساء امس الاثنين 2-12-2019 خبر وفاة الأخ والصديق والقائد الكبير والإعلامي البارز احمد عبد الرحمن “أبو يزن” الذي وافته المنية في احد مستشفيات رام الله .. بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء .. قضاها في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلا، وكاتباً صحفيّاً، ومفكراً، وسياسيا.

وكم كانت تلك اللحظة قاسية التي تلقيت فيها هذا الخبر الحزين الذي أعاد الي ذكريات سنوات طويلة مرت في لحظة واحدة .. تذكرت خلالها كل أولئك الابطال الذين كانوا معنا في مسيرة الثورة .. مسيرة التضحية من اجل فلسطين .. وكان احمد عبد الرحمن “أبو يزن” وجها ساطعا في هذا المشهد المهيب.

لقد عرفته منذ سنوات طويلة ، وربطتنا علاقة صداقة قوية ، حيث كنا دائما في الدائرة الضيقة القريبة من القائد الرمز ياسر عرفات ، وتشاركنا لحظات عصيبة كثيرة من مسيرة الثورة الفلسطينية .. وكان دائما مبعث الامل والتفاؤل ، حتى في احلك الظروف.

كان صديقا للجميع ، واستطاع ان يكون جزءا هاما ووجه بارزا في منظومة اعلام الثورة التي كانت وبحق احد اهم اذرع الثورة الفلسطينية ، والتي نجحت في ان توصل الصوت الفلسطيني الى كل العالم، حيث استحوذ الاعلام الفلسطيني على ثقةِ الجميع ، ليس أبناء الشعب الفلسطيني فحسب ، وانما كذلك الكثير من احرار وشرفاء العالم.

ولم يتأخر يوما ان يكون في الصفوف الامامية مع القادة المؤسسين أبو عمار وأبو جهاد متنقلا بين القواعد والمتاريس والمقاتلين ، لينقل صورة حقيقية ، كان ينتظرها الكثيرون ، والذين بفضل كتاباته كانوا يعيشون حياة المقاتلين الحقيقية وان كانوا بعيدين عنها ، فهذه هي مهمة الإعلامي الثوري الناجح والتي كان يمثلها الفقيد والقائد احمد عبد الرحمن، الذي واكب كافة معارك الثورة ولم يتوان عن مهمته الثورية الرائعة. وكان أحمد عبد الرّحمن بمقالاتِه الافتتاحيةِ الأسبوعيّةِ “سيفَ فتح الإعلاميَّ” في مواجهة أعداء الثورة من الداخل والخارج.

فقيدنا الراحل ، أحمد عبد الرحمن من مواليد قرية بيت سوريك شمال غرب القدس عام 1943م، تخرج من جامعة دمشق كلية الآداب ثم حصل على ماجستير في القانون. التحق بعضوية حركة فتح عام 1966. شغل عدة مناصب ومواقع متقدمة في العمل السياسي والتنظيمي، عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، عضو مجلس مركزي، ومجلس ثوري لحركة فتح، كان من مؤسسي الإعلام الموحد مع الشهيد ماجد أبو شرار، وهو من مؤسسي إذاعة صوت فلسطين، وترأس تحرير مجلة فلسطين الثورة، وكان ناطقا باسم حركة “فتح” ومستشارا للرئيس الشهيد ياسر عرفات، وهو أول أمين عام لمجلس الوزراء.  كان عضوا في الأمانة العامة للاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وله عدة مؤلفات، منها “عشت في زمن عرفات” وقد فاز بجائزة الدولة لعام 2015 وكتابه الأخير، بعنوان: عرفات.

لقد ترك أبو يزن برحيله ، بما يمثله من كونه قامة وطنية وإعلامية ونضالية  ، أثرا كبيرا في المشهد الوطني بما امتلكه من قدرات أسهمت في إثراء الحركة الوطنية، وشكل رحيله خسارة فادحة للمشهد الوطني والاعلامي والثقافي الفلسطيني، فالإرث الذي تركه تؤكد أن فلسطين افتقدت نجماً مضيئاً في سماءها، وقلمًا حرًا وثّق سيرة شعب يناضل من أجل الحريّة.

سيبقى القائد الكبير احمد عبد الرحمن حاضرا في ذاكرة الشعب الفلسطيني ، ونموذجا للأجيال القادمة صانعة النصر والطريق الى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .. وكما كان يردد دائما الشهيد القائد أبو عمار، عبر اثير صوت الثورة الفلسطينية ، الذي اسسه احمد عبد الرحمن ورفاقه ، أن شبلا من اشبالنا سيرفع علم فلسطين فوق اسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس.

نم قرير العين يا أبى يزن .. ستبقى خالدا في تاريخ شعبنا وثورتنا وامتنا .. وسيبقى تراثكم وجهادكم ونضالكم عنوانا لصناعة الامل والفجر القادم.

وانني بهذه المناسبة الحزينة أتقدم من عموم الشعب الفلسطيني وعائلة الفقيد الراحل ، وزوجته الأخت الفاضلة ام يزن ، وابناءه جميعا ، بأحر التعازي ، داعيا الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهمكم الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى