#أقلام وأراء

اللواء محمود الناطور “أبو الطيب” والدكتور يوسف يونس: الحرب على غزة: تقدير موقف (7)

اللواء محمود الناطور “أبو الطيب” والدكتور يوسف يونس 16-1-2023: الحرب على غزة: تقدير موقف (7)

اعداد اللواء محمود الناطور “أبو الطيب” والدكتور يوسف يونس – مركز الناطور للدراسات والابحاث

ميدانيا:

  • مع اعلان جيش الاحتلال سيطرته على شمال قطاع غزة ومواصلة التقدم في وسط القطاع وخانيونس، لوحظ تراجع قوات الاحتلال في العديد من محاور القتال في شمال القطاع، في اشارة الى الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، حسب توصيات الإدارة الأميركية والبنتاغون، بتغيير طبيعة القتال والانسحاب من التجمعات السكانية، والاعتماد على الالوية العسكرية، بدلاً من الفرق الأربعة العسكرية، وتقليص عمليات التوغل في المدن، والتموضع في أماكن يمكن الدفاع عنها، وتكثيف النشاطات الاستخبارية، واقامة منطقة فصل عميقة بين القطاع ومستوطنات غلاف غزة، واعادة صياغة الترتيبات الامنية على محور فيلادلفيا، وتسريح معظم جنود الاحتياط للسماح بإعادة تحريك الاقتصاد، استعداداً لمواجهة تحديات على الجبهة الشمالية، وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، وتطورات البرنامج النووي الايراني بعد ان رفعت ايران وتيرة تخصيب اليورانيوم.
  • وفي هذه المرحلة تتمسك اسرائيل بعدم عودة سكان مدينة غزة والشمال إلى بيوتهم، ما يعني أن 1.8 مليون مواطن يتجمعون في جنوب القطاع قد يشكلون أرضية للاضطرابات ضد حماس، في ضوء الازمة الانسانية الخانقة التي يعيشها سكان تلك المناطق، والتي من المرشح ان تتعاظم.
  • وعلى الصعيد الميداني يلاحظ ان جيش الاحتلال يستخدم تكتيكات التقدم الحذر، للضغط على المقاومة في مناطق القتال، ثم يلجأ الى إعادة تموضع قواته، ثم يتقدم مجدداً، في إطار تكتيك “تحطيم الكتلة الدفاعية الصلبة”، لمواجهة تكتيكات حماس الدفاعية التي تركز على الاشتباكات المباغتة وتنفيذ هجمات مضادة، ووضع عبوات للآليات وهدم مبان على قوات جيش الاحتلال. ويمكن القول ان بطء تقدم قوات الاحتلال في محاور القتال، يعود الى ان تقديرات استخبارية ان قادة حماس والاسرى يتواجدون في تلك المناطق، وهو ما يفرض الحذر في التحركات.
  • وفي وسط قطاع غزة، على محور النصيرات، المغازي والبريج، تعمل الفرقة 36 في جيش الاحتلال من الجهة الجنوبية، والفرقة 99 من الجهة الشمالية، وتواصل عملياتها في عمق مخيمي المغازي والبريج، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي، وتقدم حذر للأليات على أطراف مخيم النصيرات من الجهة الشمالية والجهة الجنوبية.
  • وفي خانيونس، حيث تشير التقديرات الاستخبارية الى احتمال وجود عدداً من قادة حماس والمخطوفين، تتركز عمليات الفرقة 98، التي تضم 7 ألوية مقاتلة، في مواجهة خمسة كتائب مقاتلة وجزء كبير من شبكة القيادة والسيطرة لحركة حماس، التي تواصل الأداء رغم ظروف القتال الشديدة والدمار الكبير، ووفق المعلومات فقد سيطرت الفرقة 98 في جيش الاحتلال على شمال ووسط المدينة، وتتركز العمليات حاليا على المناطق الجنوبية والشرقية للمدينة وخصوصا قيزان النجار وجورت اللوت وبطن السمين ومعن ومحيط كلية العلوم والتكنولوجيا والجامعة الاسلامية التي تشهد معارك ضارية في هذه الاثناء.
  • وعلى الرغم من ان نشاطات قوات الاحتلال تواجه صعوبات في منطقة رفح، بسبب اكتظاظ السكان، الا انها تقوم بتسريب ادعاءات أن منطقة رفح تشكل مركزا هاماً لتهريب المواد الخام لإنتاج السلاح والوسائل القتالية، وهو ما يتطلب عملية عسكرية في المنطقة، بالتوازي مع تطبيق ترتيبات رقابة جديدة على محور فيلادلفيا، وهو الامر المحفوف بخطر المواجهة مع مصر، العملية في رفح ستحتاج إلى قوات أكبر ووقت أكثر، وستتسبب بسقوط الكثير من الضحايا، ما قد يعرض اسرائيل الى المزيد من الانتقادات الدولية.

  • تشير التقديرات الاستخبارية أن القدرات العسكرية لـ”حماس” تضررت بصورة كبيرة، في شمال القطاع، حيث تضررت الألوية المركزية والـ 12 كتيبة التابعة لها، وتعتمد حاليا حماس على تفعيل خلايا مقاتلة، غير مركزية. وعلى صعيد السلطات المدنية لـ “حماس” فقد تضررت في شمال القطاع، بينما تحتفظ بقدرات محدودة في جنوب القطاع، وهناك عجز في معالجة احتياجات السكان في رفح جنوب القطاع، التي اصبحت تعاني من ازمة انسانية خانقة.
  • وعلى الرغم من ذلك تشير التقديرات الاستخبارية الى استمرار “عجز” قوات الاحتلال عن تدمير شبكة الانفاق بصورة كاملة، على الرغم من السيطرة على عدة مناطق في قطاع غزة، حيث لازالت المقاومة قادرة على القيام بمبادرات هجومية وتلحق خسائر في صفوف قوات الاحتلال، ما يشير الى ان خلايا المقاومة تحتفظ بسيطرة نسبية تحت الأرض، ما يؤكد أن هدف السيطرة الشاملة لقوات الاحتلال وانهيار حماس، لازال بعيد عن التحقق.
  • ووفق التقديرات لم تؤدي الحرب الى الانهيار الكامل لمنظومة القيادة والسيطرة في حماس، وما تم تحقيقه حتى الان لا يتجاوز الانجازات التكتيكية ولم تصل الى اهدافها الاستراتيجية، وهو الامر الذي سيستغرق أشهرا طويلة، والعملية البرية الجارية الآن تضع أساساً لمواصلة المعركة، والانتقال الى المرحلة الثالثة سيطرح تحديات امام اسرائيل، فانسحاب معظم القوات من غزة سيقلص خطر “المراوحة المتواصلة”، الا انه لا يقلل احتمالات عودة الاحتلال لقطاع غزة بصورة دائمة وتحمل المسؤوليات عن ادارة شؤون السكان الفلسطينيين.
  • و أبدت قيادة الجيش انزعاجها من عدم تحديد المستوى السياسي أهداف استمرار الحرب، ومع مرور الوقت تنكشف الفجوة بين هدف الحرب المعلن: تفكيك حماس كقوة عسكرية وسلطوية، وبين النتائج العملياتية التي يحققها الجيش، هذه الفجوة يتطلب اغلاقها “تصور سياسي”، الا ان تهرب المستوى السياسي من عرض بدائل “اليوم التالي للحرب”، كما تطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، والاتهامات المواجهة لطاقم “اليوم التالي” الذي قام بتعيينه نتنياهو انه لا يستهدف تقديم الحلول وانما كسب الوقت. ما سيجعل اسرائيل مضطرة للرضوخ للتصورات الامريكية لمستقبل غزة بعد الحرب، ما قد يعزز احتمالية بقاء حماس قوة سياسية في غزة، ستشكل ارضية لإعادة بناء هياكلها العسكرية، ما ينذر بإفشال الإنجازات العسكرية في خلق واقع استراتيجي افضل، وهو ما يعزز التخوفات من تركيز المستوى السياسي على هدف المس بقادة حماس لاعتمادها كـ”صورة نصر” في الحرب، باعتبارها نقطة تحول استراتيجي في المعركة.
  • صعوبات امام امكانية تنفيذ اسرائيل اغتيالات استراتيجية، ولذلك كان اغتيال العاروري الهدف الأسهل، لا سيما أن تحركاته صارت علنية، واتضح أنه مكتب لحركة حماس في حي سكني وتجاري مكتظ في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتتوقع التقديرات ان اغتيال العاروري ومساعديه سمير فندي وعزام الاقرع قد يمس في المدى القصير نشاطات حركة حماس في بيروت، الا انه لن يغير الواقع والأيام القادمة في الضفة وفي القدس ستكون أكثر حساسية، كثيرون من أعضاء الذراع العسكرية لحماس في الضفة الغربية، سيرغبون في الثأر، سواء بعمليات تفجيرية في قلب اسرائيل، او رشقات صاروخية من شمال لبنان، وهو ما يتوافق مع توجهات السنوار بإشعال كافة الجبهات المحيطة بإسرائيل.

صفقة التبادل:

  • تسارع الاتصالات بشأن مقترحات مصرية لإنجاز صفقة تبادل، على ثلاثة مراحل، تتضمن المرحلة الأولى بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها حماس سراح 40 من الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال والذكور كبار السن، خصوصًا المرضى، وتطلق إسرائيل سراح 120 أسيرًا فلسطينيًا من نفس الفئات، بالتزامن مع وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود وغاز الطهي، وإعادة انتشار قوات الاحتلال بعيدًا عن التجمعات السكانية. وتتضمن المرحلة الثانية إقامة حوار وطني فلسطيني، وتشكيل حكومة تكنوقراط. وتتضمن المرحلة الثالثة وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل العسكريين الإسرائيليين، والأسرى الفلسطينيين ذوي المحكوميات العالية، والاسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، وانسحاب إسرائيلي من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.
  • الورقة المصرية تتفادى تسمية توقف العمليات، باعتبارها «هدنة إنسانية» كما تريدها إسرائيل، أو «وقفاً شاملاً لإطلاق النار» كما تصر المقاومة، وتركز على دفع الأطراف جميعها إلى «الانخراط الإيجابي» في بلورة الأفكار التي تم طرحها، والبناء عليها من أجل تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومن ثم الانتقال لمسار سياسي، على اعتبار ان المقترح المصري صيغة أولية، ستتم بلورة رؤية متكاملة عقب الحصول على موافقة كافة الأطراف.
  • المقاومة تعتبر أن الأسرى ورقة قوية ستساعد على الوصول إلى اتفاق شامل للإفراج عن كل الأسرى ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار وتدفق المساعدات الإنسانية وإعادة البناء والإعمار، ووفق تقديرات المقاومة فإن إسرائيل ستواصل حربها إذا حصلت على المحتجزين لأنهم يشكلون نقطة الضعف التي يمكن من خلالها وقف الحرب، ولذلك أكدت تمسكها بموقفها الرافض للمفاوضات من دون وقف شامل للحرب
  • خلافات داخل الحكومة الاسرائيلية، حول قضية الاسرى وادارة الحرب في غزة، حيث يتم توجيه انتقادات من بيني غانتس وغادي ايزنكوت، ان الحكومة لا تبذل ما يكفي لاستعادة الاسرى، ويعتبرون أن الأولوية هي لإطلاق سراح الأسرى، على أن يتم بعد ذلك استئناف الحرب، في المقابل يعتبر نتنياهو ووزير الجيش أن الأولوية لاستمرار الحرب وتحقيق هدف القضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى، والتوصل إلى وضع لا يشكل فيه قطاع غزة تهديدًا لدولة الاحتلال. وعلى الرغم من تلك الخلافات الا انه يوجد اجماع على استمرار الحرب وعدم وقف إطلاق النار، مع امكانية الموافقة على إبرام صفقة تبادل جديدة وهدنة مؤقتة لا تلزم إسرائيل بوقف الحرب بصورة نهائية.

محكمة العدل الدولية:

  • على صعيد مجريات الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بجرائم الابادة الجماعية التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة، وفي ضوء التوقعات بصدور قرار يدين اسرائيل بادر نتنياهو الى تعيين رئيس المحكمة العليا السابق اهارون باراك رئيسيا للفريق الاسرائيلي في محكمة لاهاي، في ضوء التحذيرات من خطورة الموقف بسبب قوة الادلة المقدمة، وهو ما يتطلب ضرورة التحرك بشكل قانوني وفعال، خاصة ان عدم التزام الاحتلال بمقررات المحكمة سيضعها كقوة مارقة خارجة عن القانون ويضعف التعامل معها ويسهل مقاطعتها وملاحقة قادتها.
  • من غير المتوقع صدور قرار بوقف فوري للعدوان، وسيقتصر الامر على صدور قراراً بإدخال المساعدات ووقف التهجير وعودة المهجرين وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الابادة الجماعية.
  • صدور قرار باتهام الاحتلال بارتكاب جرائم الابادة الجماعية سيحتاج نقله الى مجلس الامن لتنفيذ العقوبة ضد الاحتلال وهناك سيكون الفيتو الامريكي في الانتظار. وفي هذه الحالة، تستطيع دولة جنوب افريقيا نقل الملف الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاتخاذ قرار بتعليق مشاركات دولة الاحتلال تحت بند الاتحاد من اجل السلام، وهو ذات القرار الذي طبق على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ويوغسلافيا السابقة.
  • وعلى الرغم من احتمالات الفيتو الامريكي، بالإمكان ان يتم البناء عليه الكثير من الاجراءات التي يمكن من خلالها ملاحقة قادة الاحتلال لدى المحاكم المحلية في العديد من دول العالم، ولدى محكمة الجنايات الدولية لاحقا.

الجبهة الشمالية:

  • اسرائيل لم تتمكّن حتى الآن من تقديم إنجازات استراتيجية في حربها على قطاع غزة، ولذلك فقد قامت بتنفيذ موجةٍ من الاغتيالات، والهجمات المكثفة على القرى اللبنانية الحدودية، لأول مرة منذ 17 سنة، بهدف خلط الأوراق واستدراج حزب الله إلى المواجهة، وتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية، الا ان حزب الله لازال يتمسك بعدم الذهاب إلى معركة، واقتصر رده على رشقات صاروخية، في منطقة أكثر عمقاً في الجليل الاعلى وخليج حيفا، حيث توجد وحدة المراقبة الجوية الشمالية لسلاح الجو، اضافة الى محاولات إطلاق طائرات مسيرة هجومية، وسيواصل الحزب التركيز على المنطقة الشمالية ولن يحاول توسيع المعركة نحو مناطق المركز في اسرائيل.
  • وعلى الرغم من ان التقديرات تشير ان الساحة الأقرب للتدهور هي لبنان، إلا أن الطرفين حذران داخل معادلة “الردع المتبادلة”، وقد يسعى حزب الله لتمرير اتفاق “ترسيم الحدود”، وهو الامر الذي يحظى بدعم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، خاصة ان الخط الأزرق الذي انسحبت إليه إسرائيل عام 2000م اعتبر “خط انسحاب” وليس “خط حدود”.

الدور الامريكي:

  • يتمحور الخلاف بين إدارة بايدن والحكومة الاسرائيلية حول تركيز اسرائيل على استمرار الحرب، فيما تركز امريكا على اليوم التالي من انتهائها، وبينما لم يصل هذا التباين إلى مستوى تدخل أميركا لفرض وقف إطلاق النار في ظل غموض مرحلة اليوم التالي للحرب، ووفق المعلومات فقد عرضت إدارة بايدن مسودة استراتيجية حول مستقبل غزة، الا انها اصطدمت بالرفض الاسرائيلي وجود دور السلطة الفلسطينية في ادارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة.
  • تحاول الادارة الامريكية إبقاء غانتس وايزنكوت في الحكومة، بالاضافة الى الحفاظ على قنوات الاتصال مع المؤسسة الامنية الاسرائيلية، من اجل منع تدهور الاوضاع الى حرب اقليمية، والمساعدة على بلورة تصورات اليوم التالي للحرب في غزة، وجاءت جولة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الى المنطقة، سعياً إلى نزع فتيل التوتر والحيلولة دون توسع الصراع في المنطقة، وتورط الولايات المتحدة.

الموقف:

  • على الرغم من تضرر القدرات العسكرية لـ”حماس”، والقدرات الحكومية، الا ان المقاومة لازالت قادرة على القيام بمبادرات هجومية، ما يؤكد أن هدف انهيار حركة حماس، لازال بعيد عن التحقق، وما تم تحقيقه لا يتجاوز الانجازات التكتيكية، ما يؤكد ضرورة وجود “تصور سياسي” لليوم التالي للحرب، لازال المستوى السياسي الاسرائيلي يتهرب من عرضه، ما ينذر بإفشال الإنجازات العسكرية، ويعزز التخوفات من تركيز المستوى السياسي على هدف المس بقادة حماس لاعتمادها كـ”صورة نصر” في الحرب ونقطة تحول استراتيجي في المعركة، وتتخوف التقديرات الاستخبارية ان هذا السيناريو سيعزز احتمالات عودة الاحتلال الى قطاع غزة بصورة دائمة.
  • تواصل قوات الاحتلال سحب وحداتها المقاتلة من شمال وادي غزة، والانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، وتعرقل التوصل لوقف إطلاق النار، بسبب الخلافات الداخلية وغموض رؤية مستقبل غزة في اليوم التالي للحرب، حيث يطرح الاحتلال أفكاراً تتضمن تهميش دور حماس وعدم السماح بعودتها لحكم قطاع غزة، وهو الامر المرفوض من الحركة، التي تتمسك بورقة الأسرى، لضمان بقائها في المشهد. على الرغم من الخلافات في الحكومة الاسرائيلية، الا انه يوجد اجماع على استمرار الحرب، مع امكانية الموافقة على إبرام صفقة تبادل وهدنة مؤقتة لا تلزم إسرائيل بوقف الحرب.
  • من غير المتوقع صدور قرار بوقف العدوان من محكمة العدل الدولية، وقد يقتصر الامر على صدور قراراً بإدخال المساعدات ووقف التهجير وعودة المهجرين وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الابادة الجماعية. وعلى الرغم من احتمالات الفيتو الامريكي في مجلس الامن، بالإمكان ان يتم البناء عليه لملاحقة قادة الاحتلال لدى المحاكم المحلية في العديد من دول العالم، ولدى محكمة الجنايات الدولية لاحقا.
  • على الرغم من تحفظ الجميع على احتمالات اندلاع “الحرب الإقليمية”، إلا أن أخطاء محتملة في التقدير قد تؤدي الى اندلاع حرب اقليمية، وهو الامر الذي يشكل محور اهتمام التحركات الامريكية في المنطقة.
  • تمسك اسرائيل باستمرار بقاء 1.8 مليون مواطن في جنوب القطاع قد يشكلون أرضية للاضطرابات ضد حماس، في ضوء الازمة الانسانية الخانقة التي يعيشها سكان تلك المناطق، والتي من المرشح ان تتعاظم. ما يؤكد ان هناك تحديات صعبة ستواجه الجهة التي ستتولى إدارة غزة مستقبلا، في ضوء الدمار الشامل التي سببته الحرب، وانهيار كافة القطاعات الحياتية، وانتشار الفقر والجوع، وانعدام الامن، واحتمالات تعزز الفوضى في داخل قطاع غزة، ما سيؤدي حتما الى نمو التنظيمات المتطرفة التي ستشكل تهديدا للمنطقة بصورة عامة واسرائيل بصورة خاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى