الكسندر يعقوبسون / هل يوجد أحد باستثناء سموتريتش يريد غزة

هآرتس – بقلم الكسندر يعقوبسون – 31/5/2018
“ماذا بشأن خطر، حسب اقوال نتنياهو، أن تتحول غزة الى قاعدة ارهاب؟ من الجدير أن يعترف من يؤيدون الفصل بنزاهة، ربما أن نتنياهو على حق بهذا الشأن… يمكن تأمل سيناريوهات متفائلة اكثر، لكن محظور أن نتعهد للجمهور بهدوء… يجب أن نقول بصوت عال إنه حتى لو صدق المتشائمون، مع ذلك ملزمون بتقسيم البلاد بين الشعبين لأن تحويل اليهود الاسرائيليين الى اقلية قومية في ارض اسرائيل غير المقسمة معناه نهاية الدولة”، هذا ما كتبته في مقال بعنوان “مناطق مقابل السلام” (هآرتس، 18/8/2005)
الآن يتهم اسرائيل هرئيل (هآرتس، 17/5) من يؤيدون الفصل بأنهم “وعدونا بسلام وهدوء” وزعموا أن “الانفصال سيمهد الطريق للسلام”. ولكن مؤيدين آخرين للانفصال قالوا امور مختلفة. لا اذكر أن اريئيل شارون نفسه تعهد بهدوء وراحة.
على كل الاحوال السؤال الاساسي هو هل هو جيد أم غير جيد أن اسرائيل خرجت من غزة؟ هذا السؤال يستدعي حسب رأيي محاسبة نفس بالتحديد من جانب معارضي الانفصال ومعارضي اتفاقات اوسلو. اخلاء غزة تم على مرحلتين – اوسلو والانفصال. اليمين، لا سيما اليمين المتدين، عارض بشدة هاتين المرحلتين.
من الواضح أنه لم يكن هناك معنى للتوقف بعد المرحلة الاولى والبقاء في الجيوب الاسرائيلية في غزة. في السنوات التي سبقت الانفصال تكبدت اسرائيل في غزة خسائر اكثر من الخسائر في السنوات التي اعقبتها. من الواضح أنه كان للانسحاب من غزة ثمن باهظ: السؤال هو فيما اذا كان ثمن البقاء في غزة لم يكن اثقل. الحقيقة هي أنه ليس في اليمين الاسرائيلي من يقترح اليوم العودة الى غزة أو حتى ولا بشكل جزئي.
حتى عندما دخل الجيش الاسرائيلي الى غزة، وعندما اقترح نفتالي بينيت احتلالها من اجل اسقاط حماس، حرص على توضيح أنه لا يقترح البقاء هناك، بل الدخول والخروج. لماذا الخروج من اجزاء من الوطن التي احتلت في حرب دفاعية، اذا كان الانسحاب منها يشكل من البداية جريمة وكارثة؟ لماذا لا تتم اعادة المستوطنين المخلين الى اماكنهم والبقاء هناك من اجل الدفاع عنهم؟.
اضافة الى ذلك، النظرية السياسية لليمين بكل صيغها، ترتكز اليوم على النظر الى الاخلاء كحقيقة منتهية، تخدم مصلحة اسرائيل – في المقابل ادانة الذين خلقوا هذه الحقيقة، رغم أنف اليمين. حيث أن الادعاء بأن “الشيطان الديمغرافي” ليس فظيع جدا، مبني على أنهم لا يأخذون غزة في الاعتبار.
اليوم توجد ثلاث صيغ لموقف اليمين. حسب الصيغة الاولى الاكثر راديكالية يجب ضم يهودا والسامرة بدون غزة. هذا الموقف اصبح بالامكان فقط بفضل اوسلو والانفصال الذي اخرجنا من غزة. حسب الصيغة الثانية يجب ضم فقط مناطق ج، وليس كل الضفة. هذا موقف بينيت، الزعيم السياسي للصهيونية الدينية. وهذه الصيغة اصبحت ممكنة بفضل اوسلو والانفصال عن غزة، واتفاق اوسلو ب الذي في اطاره انسحبت اسرائيل من تلك الاجزاء في الضفة التي لا يريد بينيت السيطرة عليها.
الصيغة الثالثة التي كما يبدو هي صيغة بنيامين نتنياهو، تريد أن تضم لاسرائيل فقط جزء من المناطق ج وليس كلها، وهي مبنية على اوسلو أ واوسلو ب وعلى الانفصال وعلى الاستعداد لاخلاء مناطق اخرى – ابعد من انسحاب اوسلو ب. اذا قدم ترامب خطته للسلام يتوقع أن يكون عصر ذهبي جديد لهذا الموقف.
من هنا لا يوجد اليوم في اسرائيل مجموعة هامة من رجال اليمين موقفهم السياسي ممكن بدون اوسلو والانفصال. ربما أن عضو الكنيست سموتريتش كان يريد أن يسيطر ايضا في غزة. وبهذه الطريقة أو تلك على سكانها، ولكن هذا موقف هامشي. اغلبية رجال اليمين يتعاملون مع الانفصال وبصورة جزئية ايضا مع اوسلو، على طريقة “تبنيه ولعنه”.