ترجمات عبرية

القناة 12: هكذا شق بشارة بحبح طريقه إلى قلب الإدارة الأميركية وأقام قنوات اتصال مع حماس

القناة 12 26-5-2025، باروخ يديد: هكذا شق بشارة بحبح طريقه إلى قلب الإدارة الأميركية وأقام قنوات اتصال مع حماس

بشارة بحبح هو الأميركي من أصل فلسطيني الذي أنشأ قنوات الاتصال المباشرة بين قيادة حماس في الخارج وبين إدارة ترامب. وهو المسؤول عن الاتصالات المباشرة والمحادثات التي تُجرى، حاليا، بين ستيف ويتكوف وخليل الحية، نائب يحيى السنوار في قيادة غزة.

وُلد بشارة بحبح في القدس عام 1958 لعائلة هربت من المدينة القديمة إلى الأردن ثم عادت للعيش بين أسوار المدينة. في سبعينيات القرن الماضي، أسس صحيفة ‘العودة’ التي وُزعت في الولايات المتحدة، أيضا، بالإنجليزية، وذلك بالتعاون مع الصحفية الفلسطينية ريموندا الطويل، والدة سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات.

سيكون للاثنتين دور حاسم في إقامة العلاقات المباشرة بين الأميركيين وحماس لاحقًا. أدار بحبح وطويل صحيفة ‘العودة’، وجذبا أنظار القيادة الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي، التي قررت، لاحقا، اختيار بحبح للمشاركة في المحادثات ضمن مؤتمر السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بين السنوات 1991 و1993، محادثات أدت إلى اتفاقيات أوسلو.

بحبح هو خرّيج جامعة هارفارد، تخصص دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، وشغل، لاحقا، منصب نائب رئيس معهد أبحاث الشرق الأوسط في الجامعة. بدأ مسيرته السياسية بدعم الديمقراطيين، لكن الغضب الكبير من سياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط دفع بحبح إلى الانتقال لدعم الجمهوريين. 

في العام 2024، أقام منظمة “الاميركيون العرب من أجل دونالد ترامب”، وذلك رغم أنه غضب، قبل ذلك، من قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس. “لقد غضب جدا من الجمهوريين، لكن من الديمقراطيين غضب أكثر”، يقول مقربوه.

في نشاطات في إطار هذه المنظمة، التقى بحبح، أيضا، بمسعد بولس، قريب عائلة ترامب وصهره. يقول مقرّبو بشارة لنا: “لم يُظهر بولس طاقة وحيوية ولم يكن متحمسًا ولذلك خسر منصب المستشار لشؤون العرب لصالح بشارة، الذي نجح في لفت انتباه ترامب عندما نظّم له الحملة الانتخابية في ميشيغان، وساهم كثيرًا في دعم الجمهوريين وفي فوز ترامب على كامالا هاريس”.

نساء عائلة الطويل وعرفات لم يقطعن الاتصال مع بحبح. قبل عدة أسابيع، توجّه غازي حمد، أحد كبار قادة حماس، إلى بشارة في محاولة للاستفادة من علاقاته مع الإدارة الأميركية. ومن نصحت حمد، القيادي في حماس، بالتوجه إلى بشارة بحبح، لم تكن سوى سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات وابنة الصحفية ريموندا الطويل، شريكة بحبح في صحيفة ‘العودة. سهى، التي حافظت على علاقات جيدة مع قيادة حماس في الخارج، علمت من حمد أن حماس تبحث عن علاقات مباشرة مع الأميركيين، ومن مقر إقامتها في مالطا، أرشدت غازي حمد إلى العنوان الواعد.

هكذا، بعد أن أجرت محادثات تمهيدية مع الاثنين، بدأت المكالمات الهاتفية الأولى بين القيادي في حماس وبين بحبح. فيما بعد، وضع حمد هذه العلاقات تحت تصرف خليل الحية، الذي يترأس وفد حماس للمفاوضات، بينما أبلغ بحبح ستيف ويتكوف عن هذه العلاقات الجديدة.

يقول مقرّبو بحبح لنا هذا الصباح: “هو يهتم بحماس وهم يهتمون به، ولا يخذلونه بوعود كاذبة أمام الإدارة الأميركية، وذلك على رغم الغضب الشديد في صفوف الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، غير المتحمس لهذه العلاقات الجديدة…”

 

بحبح هو الفلسطيني الذي وصل إلى أبعد مدى في محاولة كسر الاحتكار الإسرائيلي للعلاقات مع البيت الأبيض وممرات الجمهوريين، وأثبت أن الفلسطينيين، أيضًا، قادرون على تحقيق تأثير ملموس”، يقول لنا أحد مقرّبيه. في إحدى المحادثات بين بحبح وخليل الحية، ضحك الاثنان أن فلسطينيا من القدس وفلسطينيا من غزة أقاما اتصالا مباشرا مع البيت الأبيض…

بحبح، كما ذُكر، غضب جدا من ترامب عندما نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكن مع ذلك، أقام في عام 2024 منظمة “الأميركيون العرب من أجل ترامب”، إلا أنه بعد أن نشر ترامب خطة التهجير لسكان غزة، غضب بَحبَح بشدة وكتب رسالة غاضبة إلى ترامب، بل هدّد بقطع الصداقة الناشئة.

بشارة مرهج

الذين حذّروه من القيام بذلك كانوا مقرّبوه في منظمة “الاميركيون العرب من أجل ترامب” وكذلك سهى عرفات. ويقول مقرّبوه: “قرر بحبح البقاء ومحاولة التأثير من الداخل”. بعد أن علم ترامب بغضب من بدأ بالفعل في إقامة علاقات مع حماس، نقل الرئيس رسائل إيجابية إلى بحبح وأشار له بالعودة إلى فريق ويتكوف.

ترامب”، يقول مقربو بَحبَح لنا، “فرح جدا بعودته للعمل وقرر أن يكون مستشاره لشؤون العرب، أيضا لأن مسعد بولس لم يُظهر أداءً مميزًا في القناة اللبنانية، الذي أوكل ترامب أمرها إلى مورغان أورتاغوس.

لكن من دفع بحبح الى التقدم، بالأساس، داخل البيت الأبيض هو ستيف ويتكوف، الذي ينسب لنفسه إطلاق سراح عِيدان ألكسندر ويحسّن مكانته أمام ترامب، الذي استمتع، بنفسه، بهذا الإنجاز عشية زيارته إلى الشرق الأوسط. عاد بحبح للعمل وبدأ في بناء الثقة مع ترامب.

كما أن القطريين كانوا سعداء جدا بتقوية العلاقة بين بَحبَح وخليل الحية في الطريق إلى البيت الأبيض، وقرروا المساعدة عندما وعدوا قيادة حماس باستخدام كل تأثيرهم وعلاقاتهم مع البيت الأبيض لفتح غزة أمام المساعدات الإنسانية وهم ينسبون لبحبح الفضل في تصريحات ترامب بهذا الشأن خلال الأسابيع الماضية.

مفارقة القدر أن خطة التهجير، بالذات، التي طرحها ترامب، والتي حاول من خلالها الرئيس الاميركي إخراج ملايين من الغزيين من قطاع غزة، هي التي أدت في نهاية الامر إلى إنشاء العلاقات بين حماس والإدارة الأميركية، وجعلت ترامب يتحدث لصالح المساعدات الإنسانية، بل ويقيم اتصالا مع قيادة حماس.

يقول لنا مقرّبو بحبح: “جميعهم علموا بهذه العلاقات، الأميركيون، القطريون وحماس، جميعهم علموا، لكن من غير المؤكد أن إسرائيل كانت تعلم. بعض المحادثات بين خليل الحية وبحبح وويتكوف جرت بينما كان رون ديرمر نفسه متواجدا في البيت الأبيض…”.

بحبح هو الذي يقف، أيضا، وراء فكرة الربط بين إطلاق سراح عِيدان ألكسندر “الأميركي” وفتح غزة أمام المساعدات الإنسانية. هذا الأمر أعجب حماس الخارج والقطريين، بشكل خاص، الذين رأوا كيف سيعزز عِيدان ألكسندر مكانتهم عندما ينضم إلى ترامب في زيارته إلى قطر، التي لم تخرج في النهاية إلى حيز التنفيذ.

رأت حماس في ذلك اختراقا تاريخيا وخطوة استراتيجية تجاه الإدارة الأميركية، وقررت العمل على إطلاق سراح ألكسندر، لكن ويتكوف، الذي أعطى الضوء الأخضر لخطوة بحبح هذه، أخذه إلى ترامب وساهم في إطلاق سراح عِيدان.

وقال لنا مقرّبو بحبح: “نشر خطة ترامب للهجرة كاد يقضي على العلاقة الناشئة”، ويضيفون أنه مسؤول عن سلسلة طويلة من المهام السياسية السرية”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى