ترجمات أجنبية

الغموض يلف لائحة المرشحين في البنتاغون


مركز الناطور للدراسات والابحاث

 تفيد مصادر مقربة من الإدارة الأميركية بأن المناقشات مستمرة لاختيار خلف بانيتا، لكن لا يزال الوقت مبكراً لاتخاذ قرار نهائي، فثمة أمر مؤكد واحد: لا أحد يتوقع أن يعود بانيتا إلى مزرعته في مونتيري في شهر يناير.

 لو كان التاريخ مؤشراً وافياً، يُفترض أن يسمح انتصار الرئيس أوباما يوم الثلاثاء لإدارته بتغيير مسارها ومعالجة بعض مسائل الأمن القومي الشائكة التي تأجلت خلال الموسم الانتخابي. على رأس تلك اللائحة، يبرز مصير المعتقلين في غوانتنامو، ووتيرة إنهاء الحرب في أفغانستان، ومعركة الميزانية المستمرة مع الجمهوريين في الكونغرس في ما يخص الإنفاق الدفاعي وإجراءات مصادرة الأملاك.

 لكن في مبنى البنتاغون الواقع على الجانب الآخر من نهر بوتوماك، من الواضح أن فريق العمل التابع لهذه الإدارة ليس مستقراً بأي شكل، بدءاً من المراتب العليا. لا يتوقع أي شخص بقاء وزير الدفاع في عهد أوباما، ليون بانيتا، في منصبه بحلول الصيف المقبل. حين يرحل بانيتا، سيرحل معه على الأرجح عدد كبير من فريق عمله، بما في ذلك يده اليمنى ومدير مكتبه الخاص جيريمي باش.

 اضطر أوباما ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس إلى توسل بانيتا مرات عدة كي لا يتقاعد ويعود إلى كاليفورنيا في السنة الماضية بل أن يتولى منصبه في البنتاغون. كان الإصرار على تعيين بانيتا مبرراً لأنه كان ديمقراطياً مخضرماً ولديه مصداقية بين الناس وقد وجّه وكالة الاستخبارات المركزية خلال عملية قتل أسامة بن لادن، وكان أيضاً مدير الميزانية السابق في البيت الأبيض ورئيس لجنة الميزانية في مجلس النواب.

 لكن لم تتضح بعد أهمية بانيتا في مفاوضات الميزانية التي تخوضها الإدارة. يعارض بانيتا قانون مصادرة الأملاك ولكنه يدعم، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي، التخفيضات في قطاع الدفاع. لم يتضح أيضاً حجم النفوذ الذي يمكن أن يفرضه بانيتا خلال هذه المرحلة الانتقالية لاستمالة أمثال النائب بول راين، رئيس لجنة الميزانية في مجلس النواب وقد خسر لتوه منصب نائب رئيس البلاد أمام أوباما. لكن خلال معظم فترات السنة، توسع الصراع حول الميزانية بين الرئيس وقيادة مجلس النواب ومجلس الشيوخ لدرجة أن بانيتا نفسه لم يعد يستطيع حل المشكلة.

 يتوقع البعض هوية الشخص الذي سيحل مكان بانيتا لكن لم تتغير اللائحة الصغيرة المقترحة بعد، وعلى رأسها ميشيل فلورنوي، وكيلة وزارة الدفاع الأميركية سابقاً للشؤون السياسية في البنتاغون وهي أعلنت دعمها الشديد لأوباما؛ ونائب وزير الدفاع آش كارتر، المسؤول المحترم والمعروف في القطاع العسكري والصناعي وفي الكونغرس. تفيد مصادر مقربة من الإدارة الأميركية بأن المناقشات مستمرة لاختيار خلف بانيتا، لكن لا يزال الوقت مبكراً لاتخاذ قرار نهائي. ثمة أمر مؤكد واحد: لا أحد يتوقع أن يعود بانيتا إلى مزرعته في مونتيري في شهر يناير.

 لو تخلى كارتر عن منصبه، فستتوجه الأنظار إلى مراقب البنتاغون بوب هايل. هايل معروف بأنه بطل صامت في البنتاغون. كذلك، يحظى المسؤول الثاني بعد هايل، مايك ماكورد (نائب وكيل الدفاع)، بسمعة جيدة بما يكفي كي يتولى منصباً مميزاً وبالغ الأهمية نظراً إلى استمرار معركة الميزانية.

 تحدث مسؤول أصر على عدم الإفصاح عن هويته عن التغييرات المحتملة في طاقم العمل فقال: “يجب أن يركعوا ويصلوا كي يبقى بوب هايل ناشطاً في منصبه”.

 قال موظف المشتريات في الجيش إنه لم يشعر يوماً بارتباك مماثل حول طاقم عمل البنتاغون، فذكر أن تاريخ تقاعد بانيتا لا يزال مجهولاً، وتحدث عن عدم وجود أي اتفاق لتجنب قانون مصادرة الأملاك، واعتبر أن الجميع يترقبون طرح خطة حربية جديدة في أفغانستان لعام 2013 وما بعده.

 يسود ارتباك مماثل في الأوساط المقربة من بانيتا أيضاً، بما في ذلك باش والناطق باسم وزارة الدفاع جورج ليتل.

 قال مسؤول في البنتاغون: “من المتوقع أن يكون جيريمي باش وجورج ليتل ضمن طاقم العمل خلال ولاية أوباما الثانية”. لكن سيرغب أي وزير جديد في الحصول على “مساعده الخاص”. بالتالي، حتى لو بقي باش ضمن فريق أوباما، فهو لن يكون على الأرجح ضمن فريق البنتاغون بعد رحيل بانيتا.

 في ما يخص ليتل، يعني تغيير وزير الدفاع في العادة تعيين متحدث جديد كما يحصل في معظم مراحل مداورة السلطة، لكن غالباً ما تتخذ الشؤون العامة في البنتاغون مساراً غير مألوف. ظهرت أربعة وجوه مختلفة على منصة الكلام خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية: جيف موريل، المتحدث السابق باسم وزير الدفاع روبرت غيتس؛ ودوغ ويلسون، المساعد السابق لوزير الدفاع؛ وجون كيربي، المتحدث السابق باسم الأميرال مايك مولن ووزارة الدفاع التي تدير اليوم شؤون البحرية العامة؛ ثم جورج ليتل.

 جاء ليتل من وكالة الاستخبارات المركزية في عام 2011 مع بانيتا. لكن خلال سنة تقريباً، شهدت شؤون البنتاغون العامة ثلاث مداورات على الأقل، فتولى ليتل مستويات متعددة من السلطة. تحول ليتل من مجرد متحدث باسم الوزارة إلى منصب رفيع حين أصبح مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة. لم يتأكد تعيين ليتل حتى الآن لأن المنصب الذي قد يتولاه لم يتأكد بعد، لكن انتشرت معلومات مفادها أن الإدارة الأميركية ستفضّل الحفاظ على نوع من الاستقرار في ذلك المنصب بعد رحيل بانيتا.

 في المراتب الأقل مستوى، غيّر البنتاغون في السنة الماضية عدداً من أهم نواب مساعدي وزراء الدفاع بعد تقاعد غيتس. مع ذلك، يشغل مسؤولان “ناشطان” منصبين مهمين: يتعلق المنصب الأول بالشؤون الأمنية في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ (دايف هيلفي الذي يغطي شؤون شرق آسيا)، ويتعلق المنصب الثاني بالعمليات الخاصة والصراعات المنخفضة الشدة (كارين هوليس التي تُعنى بمكافحة المخدرات والتهديدات العالمية). ثمة منصب شاغر حتى الآن: نائب مساعد وزير الدفاع لسياسة الفضاء ضمن ملف الشؤون الاستراتيجية العالمية.

 خارج نطاق الإدارة، يتم تداول أسماء ثلاثة مسؤولين سابقين في البنتاغون وهم فلورنوي، وويلسون، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط السابق كولن كال. بعد الجدل المحتدم حول الأمن القومي خلال الحملة الانتخابية، يجب أن يكون هؤلاء المرشحون الثلاثة على رأس لائحة البيت الأبيض لاختيار الأشخاص الذين سيعودون إلى فريق الإدارة الأميركية.

كتب الخبر: Kevin Baron

قسم الترجمة – الجريدة – 14/11/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى