ترجمات أجنبية

الغارديان: مصر تضع خطة لإعادة إعمار غزة تستثني حماس

الغارديان 17-2-2025، باتريك وينتور: مصر تضع خطة لإعادة إعمار غزة تستثني حماس

تعكف مصر على إعداد بديل لخطة دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” المملوكة للولايات المتحدة، والذي بموجبه سيتم استبعاد حماس رسميا من الحكم والسيطرة على إعادة إعمار القطاع.

وسيتم تسليم العملية على أساس مؤقت لرقابة لجنة الدعم الاجتماعي أو المجتمعي. ولن يشارك أي عضو من حماس في اللجنة. لكن الوضع العسكري المستقبلي لحماس داخل غزة لم يتم حله بعد، وهو ما من المرجح أن يشكل عائقاً أمام موافقة إسرائيل على الخطة.

وتستعد الدول العربية ـ وخاصة الإمارات العربية المتحدة وقطر ـ لتقديم عروض مالية لتمويل إعادة الإعمار، ولكن على أساس منح الفلسطينيين الحق في البقاء في غزة وعدم إجبارهم على البحث عن ملجأ مؤقت أو دائم في مصر أو الأردن. وسوف تستغرق عملية إعادة الإعمار من ثلاث إلى خمس سنوات، حيث تم تدمير 65% من الممتلكات في غزة.

تركز الخطة المصرية على التعاون مع البنك الدولي واستبعاد حماس من الحكم وإدارة القطاع وأي دور لها في عملية الإعمار. وتشمل الخطة المقترحة على تشكيل لجنة دعم اجتماعي أو مجتمعي

وتقول مصادر أوروبية إن عملية تقديم ضمانات أمنية إلى إسرائيل ما زالت بدون حل، وبخاصة أن أيا من الدول العربية لم تعبر عن استعداد لإرسال قواتها إلى القطاع، وفي غياب أفق سياسي واضح من جانب إسرائيل لقيام دولة فلسطينية. ومن المقرر أن تعقد قمة عربية في الرياض في 27 شباط/فبراير والتي ستناقش خطة بديلة لمقترحات ترامب بشأن غزة والكشف عن تفاصيل من الخطة العربية.

ولم تطالب السعودية حتى الآن صراحة باستبعاد حماس من عملية إعادة الإعمار أو إدارة غزة، لكن أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، أشاد بدعوة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لحماس للتنحي عن إدارة غزة ووصفها بأنها “مناسبة وعقلانية”. وقال أبو الغيط: “إن مصالح الشعب الفلسطيني يجب أن تأتي قبل مصالح الحركة، وبخاصة في ضوء الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة، وما نتج عن ذلك من حرب دمرت قطاع غزة ومزقت نسيجه الإنساني والاجتماعي نتيجة لقراراتها”.

وتحدث أبو الغيط في قمة حكومات العالم الأسبوع الماضي قائلا إن اقتراح ترامب تهجير حوالي مليوني فلسطيني من غزة من شأنه أن يدفع المنطقة إلى دوامة من الأزمات ذات التأثير المدمر على السلام والاستقرار. وقال: “إنه أمر غير مقبول بالنسبة للعالم العربي، الذي حارب هذه الفكرة لمدة 100 عام”. ومن المتوقع أن تضم اللجنة المقترحة في الخطة العربية تكنوقراطا مستقلين وممثلين عن المجتمع المدني والنقابات، لضمان عدم هيمنة أي فصيل واحد.

وحتى الدبلوماسيون العرب المعتدلون يرون أن خطة ترامب ليست عملية ولا صحيحة أخلاقيا، لكن أحدهم قال: “يتعين علينا التعامل معها وإن أمكن إبعاد الناس عنها”. وقال مصدر عربي ثان: “الكثير منها يبدو بعيد المنال، مثل تحويل أنفاق حماس إلى شبكة مترو، فقد جاءت الفكرة من العدم”.

ولم تؤيد السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية، خطة اللجنة، خوفا من أنها قد تنذر بانقسام دائم بين الضفة الغربية وغزة من خلال نظامين إداريين منفصلين. وقال جبريل الرجوب، أحد مسؤولي فتح التي تهيمن على السلطة الوطنية، إن المجموعة رفضت مناقشة فكرة اللجنة، ووصفها بأنها “مقدمة لتكريس الانقسام”، وشدد على التمسك بما أسماه “وحدة الحكومة والنظام”.

واستبعد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أي خطة بديلة عن مقترح ترامب. وشدد يوم الأحد، في معرض حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا إن “أي خطة تترك حماس في قطاع غزة ستكون مشكلة، لأن إسرائيل لن تتسامح مع هذا”. ويقوم روبيو بجولة في الشرق الأوسط حيث سيناقش اليوم في الرياض غزة ويلتقي فريقه مسؤولين روس للبحث في كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى