ترجمات عبرية

العميد احتياط يوسي كوبرفاسر يكتب – المرحلة التالية: تصعيد الوعي والردع

معاريف – مقال – 9/12/2018

بقلم: العميد احتياط يوسي كوبرفاسر

إن كشف الانفاق المتسللة لحزب الله سحب من أيدي المنظمة ومن أيدي ايران عنصرا هاما في المعركة ضد اسرائيل، والتي من شأنها أن تندلع في هذا الوقت أو غيره. فقد سحب منهم القدرة على مفاجأة اسرائيل من خلال خطوة برية هجومية في داخل اراضيها، ما كان يفترض به أن يكون مدماكا مركزيا في خلق أثر الصدمة في الوعي الاسرائيلي وهز أمنها. كما أن الكشف يستوجب اعادة تفكير في مفهوم المعركة بأسرها. اضافة الى ذلك، فانه يحرج مرة اخرى ايران وتوابعها في أنه يبرز التفوق الاستخباري لاسرائيل وذلك استمرارا لكشف الارشيف النووي الايراني وجلبه الى البلاد.

السؤال الان هو بأي قدر ستنجح اسرائيل في استخدام الانجاز في الاستخبارات وفي الوعي لتصميم إطار تدور فيه المعركة في الساحة الشمالية، مع التشديد على الاهداف التالية:

غرس الفهم في لبنان وفي الاسرة الدولية بان حزب الله، كملحق ايراني، ليس “درع لبنان” بل يشكل خطرا كبيرا عليه في أنه يطور قدرات هجومية واضحة ضد اسرائيل انطلاقا من منشآت مدنية بل ويعمل خلف الخط الدولي (في داخل اراضي اسرائيل) كي يخدم مصالح ايرانية فقط، بشكل يشكل خرقا فظا للسيادة الاسرائيلية ويبرر ردا حادا يمس بدولة لبنان ومواطنيها. ان حرص اسرائيل على الامتناع عن تدهور الوضع يجب ان يعرض ايضا كجهد اسرائيلي لمنع المس بلبنان. من يعرض لبنان للخطر هم حزب الله وايران ومن يحافظ عليه هي اسرائيل.

ان تصعيد الردع لايران وحزب الله على خلفية تسللاتهما الاستخبارية، بحيث يترددا في مواصلة محاولات تطوير عناصر اخرى من التهديد على اسرائيل، كتحسين دقة الصواريخ وبناء بنية  تحتية في مجال هضبة الجولان.

ان غرس الفهم في اوروبا بان المحاولة للفصل بين الذراع العسكري والذراع السياسي لحزب الله سخيفة الا اذا اعتقد احد ما بان بضعة نشطاء ارهاب عاقين ونشيطين على نحو خاص من حزب الله هم الذين قرروا بناء على رأيهم الخاص حفر منظومة انفاق مركبة ومتفرعة، تحتاج الى مقدرات كبيرة جدا، تدخل الاراضي الاسرائيلية. مذهل ان نرى بان الاوروبيين اعربوا عن تأييدهم لحق اسرائيل في العمل على احباط الانفاق، ولكنهم امتنعوا عن القاء الذنب على حزب الله او عن الاعتراف بانه لا يوجد فصل بين الذراع العسكري والسياسي. ان التغيير في الموقف الاوروبي سيحدث تغييرا هاما في قدرة حزب الله على المناورة في الساحة اللبنانية وسيشكل  ثمنا باهظا ومناسبا على خلق سيادة اسرائيل.

ان تشجيع قوات المراقبين الدوليين على أن ينفذوا اخيرا قرارا 1701 القاضي بان يكون الجيش اللبناني وحده هو المتواجد في جنوب لبنان واستغلال التفويض الواسع الذي اعطي لها قبل سنتين لهذا الغرض. حتى الان اكدت قوة المراقبين وجود النفق ولكنها امتنعت عن القول ان حزب الله خرق بشكل جوهري سيادة اسرائيل.

ان تأكيد دور ايران كعنصر يملي نشاط حزب الله واضح ان بناء قوة حزب الله، ولا سيما منذ حرب لبنان الثانية يرمي الى خدمة الاهداف الايرانية والسماح لايران بالمس باسرائيل كرد على التهديد على برنامجها النووية. هذا هو السبب الذي يجعل ايران تستثمر مقدرات عديدة جدا في حفر الانفاق وفي تحسين دقة الصواريخ.

ان التغطية الاعلامية الواسعة التي يوفرها رئيس الوزراء ورئيس الاركان لهذه الحملة يستهدف، على اي حال، التأثير على الوعي الدولي، الاسرائيلي، العربي، اللبناني والايراني – في هذا الموضوع، ولكن عليها ان تترافق ونشاط سياسي غايته تحقيق هذه الاهداف. المشكلة هي أن التهكمية الاوروبية تشكل عائقا هاما في الطريق الى تحقيق الاهداف، والعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة واوروبا تقلص من قوة الرافعة الامريكية في هذا السياق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى