أقلام وأراء

العملية السيبيرية ضد مفاعل نطنز بطهران هي اعلان ورسالة

بسام ابو شريف *- 13/4/2021

الاعلان والرسالة الايرانيتان موجهتان لواشنطن وموسكو وبكين ولاوروبا، اضافة لما تتضمنه لايران.

ما هذاالاعلان وما هي الرسالة ؟

شنت اسرائيل هذه العملية الخطيرة والتي تدل على قدرة عالية جدا في ميدان الحرب السيبيرية، في اللحظة التي وطأ فيها وزير دفاع الولايات المتحدة ارض تل ابيب وفي اللحظة التي وصل فيها رئيس وزراء كوريا الجنوبية الى طهران لبحث التعاون الثنائي.

ولذلك شكلت العملية هذه اعلانا اسرائيليا بانها اصبحت قوة عالمية قادرة على اتخاذ قرار حرب قد يعني اشعال حرب كونية.

ولكي يكون الاعلان واضحا لوزير دفاع واشنطن فقد حرص نتنياهو على تغطية اجهزة الاعلام جزءا من حديثه مع وزير دفاعه ووزير خارجيته بحضور كبار جيش الاحتلال .

هذا الجزء هو:

اسرائيل قوية، لقد اصبحنا قوة عسكرية عالمية وليس فقط على مستوى جيراننا.

اما الرسالة فهي موجهة لواشنطن وموسكو وطهران ومفادها ان اسرائيل، كونها قوة عسكرية عالمية، ستتخذ قراراتها بغض النظر عن رأي واشنطن، اذا كان الامر يتعلق بأمن ومصالح اسرائيل.

هذه الرسالة خطيرة لانها تعني بوضوح لن تخضع في استخدام قوتها، لمقاييس القوى العالمية الاخرى ويعني بذلك واشنطن وموسكو وبكين .

فهذه الدول العظمى تراعي حساسية وخطورة ما يمتلك من ادوات تدمير وقوة ولذلك فهي مقاييس حساسة تسمح بالتناقض والتنافس لكنها تقف عند حدود الحرب ، لانها مدمرة للعالم .

اسرائيل وجهت رسالة تهديد لواشنطن وموسكو وبكين واوروبا تقول فيها ان مقابيسهم لا تتحكم بقرار اسرائيل ، فقرار اسرائيل ينبع من أمنها ومصالحها .

لقد بذل نتنياهو جهودا كبيرة واستخدم كل ادوات نفوذ اسرائيل في واشنطن لمنع بايدن من رسم استراتيجيته للعودة للاتفاق الثوري .

لكن ادارة بايدن لها وجهة نظر اخرى فهي تريد العودة للاقامة وتستهدف من ذلك القاء القبض على ايران بالدبلوماسية وليس بالحرب والعقوبات .

وادارة بايدن ادارة خبيثة وعدوانية لذلك تريد ان تستخدم قرارات ترامب لتحقيق امور ابعد واوسع من الاتفاق النووي.

ادارة بايدن تريد ابرام صفقة تتعلق بالمنطقة ككل.

فهي تعتبر ايران معتدية على مصالحها لانها تدعم قوى شعبية وتسلحها للقتال سعيا للتحرر ونهب ثروات المنطقة والتي تشارك فيها انظمة صنعتها واشنطن ولندن.

ولا تتعارض ادارة بايدن مع مخطط ترامب لجعل اسرائيل شريكا في النهب وقائدا لحلف عسكري يحمي مصالح الغرب في كل الشرق الاوسط.

واذا اردنا الحديث نقول ان ادارة بايدن تريد:

اولا: خروج ايران من العراق.

ثانيا: خروج ايران من سوريا.

ثالثا: وقف دعم انصار الله في اليمن.

رابعا: وقف دعم حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية.

اي ان ادارة بايدن تريد ان تحصل على كل ما كان يسعى اليه ترامب مقابل ازالة عقوبات ترامب ووضع حدود لصناعة الصواريخ والاسلحة.

لذلك ركز الاسرائيليون في مباحثاتهم مع وزير الدفاع الاميركي على الاهداف التي تخدم مصلحة التوسع والتمدد والسيطرة الاسرائيلية.

ونستطيع بكل ثقة هنا ان اهم تلك القضايا  وهي خطيرة وتمت موافقة الوزير اوستن عليها… وهي:

اولا: منع سباق تسلح في المنطقة وهذا يعني اشتراط عدم صناعة وتطوير الاسلحة في ايران خاصة الصواريخ.

ولا شك ان هذا البند موجه ايضا الى روسيا والصين وكوريا وهي الدول التي تتعاون مع ايران لتطوير الاسلحة بمختلف انواعها.

ثانيا: ان الولايات المتحدة تضمن أمن اسرائيل وتدافع عنها كما  تدافع عن الولايات المتحدة .

فهذا يعني الزام واشنطن بالدخول في حروب عالمية دفاعا عن اسرائيل حتى ولو كانت اسرائيل حتى لو كانت اسرائيل هي التي سببتها .

ثالثا: تتعهد الولايات المتحدة بالحفاظ على تقوية اسرائيل بالاسلحة ووضع الاليات  للتقوية بشكل دائم.

وهذا يعني اشراك اسرائيل في صناعة اسلحة المستقبل مع الولايات المتحدة.

لا اعتقد ان الوزير اوستن وهو اول زائر رفيع المستوى من ادارة بايدن يزور اسرائيل، لا يفهم معنى الكلمات التي قالها او التي قيلت له بتل ابيب.

لذلك نقول ان هذه العملية الارهابية هامة لانها تشكل علامة فارقة بين مرحلتين بالنسبة للصراع مع اسرائيل.

ولذلك فان واجب محور المقاومة وايران بالذات الا تمرر هذه العملية كما صبرت على الرد على عمليات اخرى.

اسرائيل تعتقد ان ايران لن ترد وهذا سيظهرها بمظهر غير القادر او الضعيف.

وهي تعتقد ان ايران لا تريد القيام بعمل مضاد خشية فرط فرط مباحثات فيينا.

وهذا هو بيت القصيد، ان الرد الايراني المحكم والمؤذي جدا سوف يكون من طرف محور المقاومة.

اعلان على رفض عنجهية القوة العنصرية الفاشية ورسالة لاميركا واوروبا واسرائيل بان احلام الصهيونية لن تتحقق لان دعم الشعوب لن يتوقف وسعي الشعوب للحرية والسيطرة على ثرواتها لن يتوقف  وان فلسطين ستقاوم وتنتصر.

اهمية الرد السريع هو افشال مهمة اوستن وحرق اوراقه قبل ان يناقشها في مجلس الامن القومي.

وهي ايضا رد على ما تحضره واشنطن من شروط لتغيير مسلكية ايران في المنطقة.

فالمعتدي هي اميركا واسرائيل وايران قوة تحررية تساعد المظلومين ضد الظالمين.

والدليل الساطع هو مقاومة الشعب العربي للعدوان الذي تقصده واشنطن وتشارك فيه اسرائيل.

ان ما حمله الاعلان الاسرائيلي قد يكون سببا في بث الخوف والرعب لكن الرؤية الصحيحة ترى ان هذا الكلام هو دليل رعب الصهاينة.

فهم الذين يقولون انهم قوة عظمى …فلماذا يلهث نتنياهو ووزير دفاعه وراء ضمان اميركي لأمن اسرائيل؟

هذا يعني رغبة في تطويع القرار الاميركي ليصبح تابعا للقرار الاسرائيلي.

سبق لادارات اميركية ان سرت وحل مثل هذه الحالة وخرجت تجرجر الهزيمة والعار.

والشرق الاوسط رماله خطيره فأهلا وسهلا بمن يريد ان يتوه في الصحراء المتحركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى