ترجمات عبرية

الصحافة الاسرائيلية ٢-١٠-٢٠١٨

قسم العناوين  

هآرتس:

– لبنان: لا توجد مواقع صواريخ في بيروت، نتنياهو يحاول تبرير الهجوم  علينا.

– الأونروا تخلي معظم موظفيها الأجانب في غزة بسبب تهديدات على حياتهم.

– في دورة قادة حظائر يعلمون ارت معركة 1948، ولكن لا يتحدثون عن  المواضيع الحساسة.

– نوحي دانكنر يبدأ قضاء وحكوميته.

– الانذار لسكان الخان الاحمر ينفد وابتداء من اليوم يمكن لاسرائيل ان تنفذ اوامر الهدم.

– حماس: اسرائيل تضرب المتظاهرين في غزة كي تؤدي الى جولة قتالية.

-#لم اشتكي: قضية كبانو تنقل حركة “أنا أيضا” الى المرحلة التالية.

يديعوت احرونوت:

– ليبرمان يهاجم: “بينيت هو يمين مسيحاني ومتزمت”.

– حكومة في حالة انتظار.

– المتاهة التي يمكن ان تسقط الحكومة.

– نوبل لمنقذي الحياة.

–  التسونامي في اندونيسيا: عدد القتلى قد يرتفع.

– استعراض نتنياهو عن لبنان.

– تقرير: النرويج تتوسط في صفقة أسرى بين حماس واسرائيل.

معاريف/الاسبوع:

– مصيبة مزدوجة في حفلة الطبيعة.

–  بعد 16 قتيلا في السنة جراء الدراحات المهربائية: الحكومة تتدخل.

–  نوحي دانكنر الى السجن اليوم.

– لبنان يجري جولة للسفراء: “لا توجد هنا صواريخ”

– ايران تهاجم في سوريا ردا على العملية في المسيرة.

– اصابة عشرات الفلسطينيين.

–  باريس ترحب بافراج اسرائيل عن مخرب مواطن فرنسي.

اسرائيل اليوم:

– بعدهن: رقم قياسي في عدد الضابظات الكبيرات في الجيش الاسرائيلي.

– مصيبة في حفلة الطبيعة.

– الثأر الايراني.

– زيارة وداع: نتنياهو وميركل.

– جائزة نوبل في الاحياء لمن شق طريقا في معالجة السرطان.

قسم الأخبــــار  

الخبر الرئيس – غزة – هآرتس- من عميره هاس:

الأونروا تخلي معظم موظفيها الأجانب في غزة بسبب تهديدات على حياتهم../

تسعة من بين ال 11 موظفا اجبنيا من موظفي الأونروا في قطاع غزة، تم اخلاؤهم اليوم “الاثنين” على وجه السرعة من القطاع بسبب تهديدات على حياتهم وجهها عاملون في الاونروا والذين يواجهون امكانية الاقالة.

هكذا قالت مصادر فلسطينية: العاملون وصلوا إلى اسرائيل عبر حاجز ايرز، بالرغم من أنه مغلق في العيد. احد العاملين الذين ظلوا في غزة، هو مدير نشاطات الاونروا في القطاع، ميتاس شمالة.

قرار إخلاء العاملين في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بسبب تهديدات فلسطينيىة هو أمر شاذ. في الماضي تم اخلاء شخصيات كبيرة فقط بسبب هجمات اسرائيلية عسكرية أو خوفاً منها. خطوة كهذه لم يتم اتخاذها حتى في الفترات التي انتقدت فيها سلطات حماس وكالة الاونروا بسبب نشاطات مختلفة قامت بتنظيمها، مثل نشاطات رياضة وثقافية مشتركة بين الشباب والبنات. وفي الفترات التي كان فيها التوتر بين الطرفين كبيراً.

حسب وكالة الانباء الفلسطينية سما، فإن القرار بإخلاء التسعة اتخذ قي اعقاب التقديرات الأمنية للأمم المتحدة، والتي اتخذت بعد أن منع متظاهرون دخول الموظفين الى مكاتبهم وأسمعوا تهديدات تمس حياتهم.

موظفو الوكالة الفلسطينيون، يتظاهرون في القطاع منذ عدة اسابيع ضد التقليصات التي تقوم بها الاونروا، وضد اقالتهم او الغاء عقود الف من العاملين بها من بين الـ 13 الف موظف فيها. الوكالة اضطرت الى اتخاذ هذه الخطوات بعد أن أوقفت الولايات المتحدة دعمها المالي في نهاية سنة 2018. وطبقاً لبيانات الوكالة، فإن الأونروا قلّصت في السنة الماضية حتى عدد الموظمين الأجانب، والذين كان عددهم سنة 2017 يبلغ 27 موظفاً.

طبقاً لوكالة الأنباء سما، فإن عشرات موظفي الأونروا تظاهروا أمام فندق”الديرة” في غزة، حيث يسكن هناك مدير الأونروا في غزة ،شمالة. المتظاهرون أحاطوا بسيارة المسؤول الأمني عنه، وبعد ان لم تثمر المفاوضات ما بين لجنة العاملين مع الإدارة.

اللجنة قررت القيام باضراب عام لمدة يومين، يبدأ من يوم الثلاثاء في كل مؤسسات الاونروا في القطاع، من بينها حوالي 270 مدرسة، 21 مركز صحي، 12 مركز لتوزيع الغذاء. هذه المؤسسات تخدم حوالي 70% من سكان القطاع والمسجلين كلاجئين.

في التقرير الذي نشره البنك الدولي في الأسبوع الماضي ورد أن عدد سكان القطاع الذين يعيشون تحت خط الفقر في سنة 2017 كان 53%، وذلك بالمقارنة مع 38,8% في سنة 2011. هذه النسبة ارتفعت الآن، بعد أن قامت السلطة الفلسطينية في رام الله في السنة الأخيرة بتقليص الرواتب التي تدفعها لموظفيها في القطاع وكذلك مخصصات المعونة الاجتماعية.

قسم الافتتاحيات

هآرتس – افتتاحية – 2/10/2018

هذه ليست الدراجة

بقلم: أسرة التحرير

آري نيشر إبن الـ 17 الذي توفي بعد اربعة ايام من اصابة سيارة له في جادة روكح في تل ابيب، حين كان يركب دراجة كهربائية، هو القتيل الـ 16 من راكبي الدراجات الكهربائية هذه السنة. هكذا حسب معطيات سلطة الامان على الطرق. لقد حان الوقت للاعتراف بالحقيقة وللصراخ بها: الدراجة الكهربائية ليست دراجة. هذه مركبة مؤللة بكل معنى الكلمة، السفر فيها يتم بلا انظمة ادارية.

لا تدير الدولة تسجيلا للدراجات الكهربائية ولاصحابها، لا تلزم راكبيها بالاعتراف بقوانين حركة السير أو تعلم الانخراط في الحركة والخضوع لاختبارات نظرية السياقة. صحيح أن القانون يلزم راكبي الدراجات الكهربائية بأن يسيروا في دروب الدراجات حيثما توجد كهذه – وحيثما لا توجد فعلى الطريق – أما عمليا فالكثيرون من راكبي الدراجات الكهربائية يقودونها حيثما يروق لهم. الكثيرون منهم لا يطيعون قوانين حركة السير، يقودونها ضد اتجاه السفر، يجتازون الطريق في اشارة الضوء الحمراء، لا يتوقفون عند اشارة التوقف، يأتون من كل صوب، واحيانا بلا اضاءة مناسبةويقطعون من اليسار ومن اليمين. حين يكون مريحا لهم يصعدون على الرصيف وكأنهم دراجة، وحين يكون ملائما لهم – يكونون اسياد الطريق، وكأنهم سيارات، ولكن دون أي قيد ودون أي وسيلة امان.

دفاعا عنهم ينبغي الاشارة الى أنه في معظم المدن لا توجد مسارات للدراجات وحالة البنى التحتية سيئة للغاية. كما أنه لا يوجد وعي، أو قوانين مناسبة أو انفاذ لها.

صحيح أن القانون يحظر ركوب الدراجة الكهربائية على من هو دون سن الـ 16، لكن انفاذه جزئي. فالمعطيات من غرف الطواريء تثبت أن القانون لا يردع راكبي الدراجات الفتيان: 28 في المئة من نزلاء المستشفيات في إثر حوادث الدراجات الكهربائية هم دون سن 16. اضافة الى ذلك فان القانون يلزم باعتمار خوذة فقط حتى سن 18 (هذا سيتغير قريبا)، والكثيرون يخرجون عن السرعة المسموح بها: حتى 25 كم في الساعة.

إن كثرة الدراجات الكهربائية (وفقا للتقديرات فان عددها يصل الى نحو ربع مليون)، لا تعرض الشبان فقط للخطر. فعدد نزلاء المستشفيات عقب حوادث شاركت فيها دراجات كهربائية يرتفع كل سنة وهذا قصور من وزارة المواصلات ومن الوزير المسؤول اسرائيل كاتس. فمجال الدراجات الكهربائية منفلت تماما. فقد فشل كاتس في ترتيبه سواء من ناحية التشريع أم من ناحية البنية التحتية والانفاذ.

لماذا ينطبق على فتى أو فتاة إبني 16 سنة معنيين بالسفر على دراجة نارية ينطبق واجب الترخيص، واجب استصدار رخصة سياقة وواجب التحكم بمعرفة قوانين السير. بينما من يرغبون في ركوب الدراجة الكهربائية احرار في أن يفعلوا ذلك دون أي مطلب مسبق؟.

على الدولة أن ترتب بالتشريع هذه السخافة وعلى الشرطة أن تنفذ القوانين بذات التشدد المتبع تجاه سائقي الدراجات النارية والسيارات. نحن ملزمون بوقف قصور الدراجات الكهربائية.

يديعوت – مقال افتتاحي – 2/10/2018

نحو جولة اخرى في غزة

ومرة اخرى سنحطم لهم العظام

بقلم: اليكس فيشمان

في شعبة الاستخبارات يسمون ما يجري كل نهار وليل على طول جدار القطاع “تصعيد منضبط للتوتر”. اصطلاح مغسول يستهدف أن “يرتب” براحة الواقع الفوضوي للمخطط العسكري التقليدي. وتقريبا مثل “الردع” – اصطلاح مغسول آخر حين يطرحونه في سياق مكافحة الارهاب. يرى قادة جهاز الامن فيه ذخرا لاغراض الاعلام. حين يكون الردع، هذا ذريعة لعدم عمل شيء حيال التهديد المتعاظم من الجانب الآخر من الحدود. وحين يرفع الارهاب رأسه ويعود للهجوم، يشرحون لنا بأن الردع تآكل وأنه يجب “تحطيم عظامهم” من اجل استئنافه. وبدلا من معالجة التهديد بشكل متواصل – ليس فقط عسكريا، بل بالاساس سياسيا – يستيقظون ذات يوم ويشنون حربا، وكأن الحديث يدور عن قضاء وقدر. وهذا بالضبط ما ينضج الآن على حدود غزة.

السؤال الذي يطرحه على انفسهم رجال الاستخبارات اليوم هو هل الاضطرابات المحتدمة على حدود القطاع معناها أن حماس اجتازت الروبيكون وقررت احداث ازمة عسكرية متطرفة – ما سيؤدي وفقا لفهم قادة المنظمة باسرائيل، الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية لأن يغيروا نهجهم فيرفعوا الحصار عن غزة دون أن تتنازل حماس عن قوتها العسكرية وعن تطلعاتها في الساحة الفلسطينية الداخلية.

يتبين أننا نوجد بعمق في الفصل الثالث من المواجهة التي بدأتها حماس مع اسرائيل في شهر آذار الماضي. فالفصل الاول، الذي بدأ بـ “مسيرات العودة”، انتهى بنحو 200 قتيل فلسطيني وجولتي تصعيد تضمنتا اطلاق نحو 200 صاروخ وقذائف هاون نحو غلاف غزة. في الاسبوع الاول من آب بدأ الفصل الثاني – محاولات التسوية بين حماس، السلطة الفلسطينية واسرائيل، والتي لم تكن للحظة حقيقية ولكنها سمحت بتخفيض مستوى الضغط الداخلي عن الزعماء في كل الاطراف. المحادثات لا تؤدي الى أي مكان، والشتاء المقترب يهدد بأن يتفاقم الوضع الانساني في غزة اكثر فأكثر، وفي منتصف ايلول تنتقل حماس الى المرحلة الثالثة من “التصعيد المضبوط”.

منذ بضعة اسابيع وقادة حماس يجرون اتصالات مع قادة الفصائل في القطاع – ولا سيما مع الجبهة الشعبية، ولكن ليس معهم فقط – بشأن تحطيم الأدوات والدخول في مواجهة عسكرية مع اسرائيل. وتتجه النية الى نزع القفازات. ضمن امور اخرى، سيقتحم رجال الذراع العسكري الجدار في عدة نقاط، يتسللوا الى بلدة ما ويختطفوا مواطنين. هذا هو التطلع. فقد روى رئيس بلدية خانيونس السابق، د. فوزي شمالة، المقرب من حماس، في التلفزيون الغزي بأن النية تتجه الى احتلال “مستوطنة” (كيبوتس) وأخذ عدد كبير من الأسرى. ويقدر زعيم حماس، يحيى السنوار، بأنه اذا كان في يده مخطوفون اسرائيليون فان اسرائيل سترد بشكل عدواني ولكنها في نهاية العملية ستتراجع: ستضغط على أبو مازن لتحويل الاموال الى القطاع، تشجع اقامة بنى تحتية في غزة بأموال دولية وتحرر سجناء. في نظرته، القيادة الاسرائيلية هي جسم ضعيف وقابل للابتزاز، والمجتمع الاسرائيلي لا يصمد في اوضاع مخطوفين – أسرى – مفقودين.

عندما ينشر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بين الحين والآخر بأن نشطاء فلسطينيين اقتحموا الجدار، تسللوا بضعة امتار الى الاراضي الاسرائيلية وعادوا على اعقابهم، يتخذ هذا عندنا صورة العاب الاستغماية: جئت الى موقع خال للجيش الاسرائيلي، احرقت خيمة، عطلت تراكتورا، التقطت لنفسي صورة وعدت بسلام. ولكن يدور الحديث عن تجربة وتضليلا: هكذا يفحصون نقاط الضعف، المدة الزمنية التي تنقضي الى أن تصل الدورية الى الثغرة، أين توجد “المناطق الميتة” التي لا تراها نقاط الرقابة العسكرية الاسرائيلية وما شابه.

منذ شهر آب تجري اعمال يقوم بها رجال حماس ومنظمات اخرى على الجدار، ليل نهار، “لتعويد” الجيش الاسرائيلي وابقائه في روتين من التأهب العالي الذي يوجد فيه عنصر من عدم الاكتراث، حتى لحظة الاقتحام. المتظاهرون على الجدار، الذين يزداد عددهم في الاسابيع الاخيرة ليسوا من “الشعب”. ففي قلب المظاهرات يعمل رجال الذراع العسكري لحماس، الذين “يعلمون” الجيش الاسرائيلي كيف يتعايش مع القاء العبوات، مع الاقتحامات الصغيرة للجدار. ويمول الايرانيون هذا المشروع. ومؤخرا دُعي المشاركون في المظاهرات للتوجه الى فروع البنوك في غزة كي يحصلوا هناك، برعاية ايرانية، 200 دولار لكل واحد منهم. وبتعابير غزة هذا مال طائل.

وماذا تفعل حكومة اسرائيل امام سحب الحرب المتلبدة على الحدود الجنوبية؟ جهد سياسي حقيقي للوصول الى تسوية في غزة؟ ممارسة ضغط على السلطة الفلسطينية بحيث تغير النهج أو ضغط على الدول المانحة لتضخ المال الى القطاع؟ أم أنها تنتظر، كالمعتاد، حتى “ينتهي” الردع – وعندها سنحطم لهم (ولنا) العظام.

قسم التقارير والمقالات

هآرتس – مقال – 2/10/2018

كلمة طيبة عن ترامب

بقلم: تشيك فرايلخ

بعد خمسة وعشرون عاماً على اتفاق اوسلو، فإن إمكانية حل الدولتين، والانفصال عن الفلسطينيين، إخذ في الاختفاء إزاء التغييرات على الأرض، وتحصن الطرفين وراء مواقفهما. الآن تحاول ادارة ترامب اختراق الطريق المسدود، على طريقته المقدسة، عن طريق تكسير الأدوات.

من النادر أن تقدم هذه الإدارة المخبولة، فرصة لقول كلمة طيبة في حقها. إن اختياره المتكرر لسياسة تكسير الأدوات يعكس عدم القدرة على فهم واقع مركب، وكان مصيرها الفشل. ولكن، هنالك حالات يكون فيها الطرفان متمترسان في مواقعهما وفقط هزة قوية بإمكانها انقاذهما من هناك. إدارة ترامب شخصت بصورة صحيحة، أن القدس واللاجئين، هما المسألتين الرئيسيتين، واللتين تقتضيان تغيرات في موقعي الطرفين.

السنونو الأول، والبشرى الاولى، التي دللت على المقاربة الجديدة كان اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل. خطوة كهذه كانت مبارك بها بذاتها. بيد انها تمت خارج اطار المفاوضات، وبدون طلب مقابل اسرائيلي لها. الخطوة الثانية كانت وقف المساعدة الأمريكية عبر الأونروا، وهي منظمة ملوثة، تساهم في تخليد اللاجئين والضحايا الفلسطينيين. أيضاً هذه خطوة كانت ايجابية بذاتها، ولكنها تمت دون أن يتم الاهتمام منذ البداية بأنظمة مساعدة بديلة، ولهذا فإن من شأنها أن تؤدي إلى أزمة انسانية وإلى عنف متعاظم.

سرعان ما اتضح أن هذه الخطوات كانت فقط جزءاً من عملية أوسع، والتي تضمنت اعتراضاً على مبدأين مقدسين للفلسطينيين: التعريف الخاص لهم وللأونروا؛ والذي بمقتضاه اللاجئون الفلسطينيون يشملون ليس فقط المهجرين الأصليين، بل كل أحفادهم على مر الأجيال. بعد ذلك هزت إدارة ترامب الأوصال في رام الله، وعندما قالت أن دولة فلسطينية ليس بالضرورة أن تكون هي النتيجة الوحيدة لعملية المفاوضات، وأن ثمة بدائل أخرى، مثل كونفدرالية مع الأردن.

لهذا فقد وضعت الإدارة الأمريكية الفلسطينية أمام كيس مثقوب، انهيار لكل مواقفها وجهودها الدبلوماسية منذ أوسلو وحتى اليوم، وهذا أمر جيد.

إن كل من سعى حقاً للسلام يفهم أن الفلسطينيين يحتاجون الى “هزة صحية”، هم من جانبهم، في موقع يمكنهم منه فحص أين أخطأوا، وتمسكوا بمواقفهم كالعادة، والقوا اللوم على الإدارة، وبخطوة جسدت أكثر من أي شيء آخر فشلهم، قطعوا أي علاقة معها، بالرغم من أن العلاقات مع الولايات المتحدة كانت أحد الإنجازات الفلسطينية الأساسية لـ:اتفاقيات أوسلو. فعلياً: الإدارة قررت أن تفرض على الفلسطينيين بالقوة تغيير موافقهم. السؤال هو هل هو مستعد لدفع الثمن. الإكراه يجب أن يكون جزءاً من استراتيجية شاملة. والتي يرافقها تدخل مكثف. تلك هي ليست كما هو معروف مجالات التميُّز للرئيس. الاكراه يقتضي أيضاً إصرار واستعداد على ممارسة ضغوطات بمستويات من القوة تفوق قدرة الاحتمال للطرف الآخر. بالنسبة للفلسطينيين فإن الأمر يتعلق بقضايا أساسية. وعليها يصرون منذ عشرات السنين. إدارة ترامب تجد صعوبة في التركيز على مسألة ما لمدة 10 ساعات.

هذا علاوة على انه يوجد للفلسطينين روافع تأثير. مقاربة الإكراه ستواجه بمصاعب عندما تصرخ الدول العربية في وجع المعاناة، وفي وجه الجوع العام للفلسطينيين، أو عندما تقف اسرائيل أمام هجمات متزايدة من غزة وربما الضفة. مسألة حازمة أخرى هي أنه إذا كانت الادارة ستريد هزنا أيضاً.

مسألة حاسمة أخرى، هي هل تريد “الإدارة الأمريكية” هزّنا وإيقاظنا نحن أيضاً. دلالة أولى للإجابة بالإيجاب هي إعلان الدعم لترامب بحل الدولتين. خطوات أكثر أهمية ستكون، على سبيل المثال الاعتراف بعاصمة فلسطين في شرقي القدس، ومطالبة بالسيادة على كل الأراضي التي تقع شرقي الجدار – حوالي 90% من أراضي الضفة.

احتمالية أخرى مرتبطة بمسألة اللاجئين. إذا أرادت الإدارة الأمريكية هز الطرفين، فإنه يستطيع أن يقترح عودة محدودة ومراقبة إلى مناطق أ، ب في الضفة، وعودة غير محدودة إلى غزة، وحتى إلى أجزاء من منطقة جـ، حتى قبل التسوية الدائمة.

مقابل التخلي عن حق العودة، إنهاء العنف، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، اقتراح كهذا سيجبر اسرائيل على مواجهة الاجماع الذي يرفض أي عودة مهما كانت، وعلى الفلسطينيين أخذ قرار حاسم تاريخي: هل عليهم القبول بإنجاز محدود ولكنه ملموس وفوري. أو مواصلة تمسكهم العنيد بالحلم. والذي كما يبدو لن يتحقق للأبد.

الذين يستندون إلى بشارة أوسلو اعتادوا على تجاهل حقيقتين مؤلمتين: أولاً: هنالك شك كبير في هل ستكون الدولة الفلسطينية معتدلة، مستقرة، مزدهرة ومحبة للسلام. التجربة المريرة مع دكتاتورية فاسدة في الضفة، الثيوقراطية المقاتلة في غزة، تدلل على أنه من المتوقع أن يكون لدينا دولة أخرة عربية وفقيرة، استبدادية، عنيفة وغير مستقرة.

ثانيا: وصولاً للصورة المعهودة، اتفاق أوسلو لم يحدد طابع الاتفاق الدائم، والاستعداد الاسرائيلي لدراسة بديل الدولة الفلسطينية، كان مشروطاً وبحق بتحقيق الفلسطينيين كلا هذين الشرطين الحاسمين: إظهار قدرة فعالة على الحكم والقدرة على منع الارهاب. الفشل الفلسطيني المدوي وبكلا المجالين يلقي بظلاله على كل العملية السياسية.

حل الدولتين ضروري اذن ليس لأنه علاج لكل أمراض النزاع بل نظراً لأن البدائل الأخرى أسوأ بكثير وتشكل خطراً على المشرع الصهيوني. أحياناً ومن أجل بناء واقع جديد يجب بالتحديد تكسير الأدوات.

معاريف – مقال – 2/10/2018

حق العودة جيد لاسرائيل

بقلم: رامي لفني

الذين انتقدوا خطوات ترامب، والتي تسعى “لكي تزيح عن الطاولة” حق العودة، ومن بين تلك الخطوات وقف الدعم للأونروا، ركزوا على الادعاء القا ئل بأن الأمر يتعلق بسياسة تمس بالمصالح الفلسطينية. ولكن ليس أقل من ذلك يجب القول:ان المحو المسبق، وبدون توافق، لمبدأ حق العودة، يضر جداً بمصلحة اسرائيلية جوهرية. وخلافاً لما اعتقدناه طوال سنين- فإن حق العودة هو جيد لاسرائيل.

إن القصد ليس أن اسرائيل بحاجة الى تطبيق حق العودة على اراضيها بمعناه الحرفي، وأن تستقبل لديها جموع اللاجئين. ولكن مصلحتها العميقة تقتضي اجراء مفاوضات للتوصل إلى تسوية دائمة، تستند إلى تنازلات متبادلة، يتنازل فيها الفلسطينيون عن الورقة القوية الموجودة بأيديهم، -مسألة اللاجئين- وبالمقابل تتنازل اسرائيل عن السيطرة على القدس الشرقية، وعن الحرم، وتنسحب إلى حدود 1967 (مع تبادل ارضي بالحد الأدنى). هذا هو المسار السليم الوحيد لمفاوضات متوازنة، يمكن أن تؤدي الى سلام بعد أن يشعر الطرفان بأنهما قدما ما يكفي من تنازلات، وكسبوا القدر الكافي، ولهذا فإن الحفاظ على مخطط كهذا، يشكل مصلحة واضحة لإسرائيل. بكلمات أخرى: اسرائيل بحاجة إلى حق العودة من أجل أن يتمكن الفلسطينيين عندما يحين الوقت، من الموافقة على الأمر شديد المرارة، وهو التنازل عن المطالبة بعودة اللاجئين، مقابل الاستقلال. كبار الشخصيات الاسرائيلية والفلسطينية جميعهم، والذين شاركوا في جولات اللقاءات السياسية طول السنين، يعرفون أن هذه هي الصفقة، وليس ثمة غيرها. من هو مستعد لقبول هذه الصفقة، هو شخص يسعى للسلام. ومن هو غير مستعد لذلك –فهو معارض له.

ولكن عندما نخرج من معادلة حق العودة، ونقوِّض شرعيته سلفاً، استكمالاً لتقويض مسألة القدس فاننا نسحب البساط من تحت ارجل المفاوضات، لأننا نحوِّل علاقات القوى بين أطراف المفاوضات إلى علاقات غير متوازنة: الأول قوي جداً، وهو اسرائيل، من شأنه أن يغرق في الغطرسة والتطاول، وأن يبالغ في تقدير ما يمكن الحصول عليه على حساب الطرف المقابل، دون أن يدمر امكانية التوصل إلى تسوية دائمة تكون مقبولة وثابتة.

للجانب الضعيف، بالمقابل، تهبط في وضع كهذا، من سلب عدواني لأملاكه، الدافعية للتوصل إلى اتفاق، وتتعاظم لديه الخلافات الداخلية، وقيادته تدفع إلى القيام بتنازلات تضر بمكانتها في مجتمعها، في مرحلة تطبيق الاتفاق.

التوازن تم خرقه، ولهذا يدور الحديث عن وضع ليس في مصلحة أي من الأطراف.

ليس في هذا التحليل ما يعني بصورة قاطعة أن القوة ليست جيدة في المفاوضات. بالعكس، من الجيد أن اسرائيل قوية اليوم وبصورة تمكنها من المساومة، ومن ممارسة ضغط فعال على الفلسطينيين لقبول وجودها، بادراكهم انهم لا يستطيعون تدميرها. لو لم تكن اسرائيل قوية، لما كان باستطاعتها التوصل إلى سلام مع جاراتها. ولم تكن لتستطيع ان تقنع احدا بأن عودة اللاجئين بحجم كبير إلى أراضياه هو أمر غير واقعي. ولكن بالإمكان أيضاً أن تكون قوياً جداً. إن القوة الزائدة لاسرائيل اليوم تخرب امكانية المفاوضات الحقيقية، وخطوات ترامب في موضوع العودة، تزيد من حدة ذلك.

وثمة أفضلية أخرى للوضع الراهن، حتى وإن بدت شاذة، حيث أن حق العودة هو مسألة سياسية عالمية، والي يتم معالجته بصورة منفصلة عن ملفات اللاجئين المرتبطة بنزاعات أخرى في العالم، حيث المجتمع الدولي لا يقوم بتطبيع مكان اللاجئين إلى أن يتم ايجاد حل للمسألة الفلسطينية. الأفضلية هي أن العالم يعترف بأنه فقط للمثل الرسمي للفلسطينيين (م.ت.ف) الحق في التقرير بشأن مصير جميع اللاجئين، ومن المتوقع حدوث ذلك لدى إنشاء –بصورة متفق عليها مع اسرائيل- الدولة الفلسطينية. عندما توافق (م.ت.ف) على ذلك مع اسرائيل، سيكون ذلك نهاية مسألة اللاجئين. وهذا دليل آخر، حق العودة هو مصلحة اسرائيلية طالما أن اسرائيل تنوي بجدية السعي إلى السلام. في الحقيقة، أن هذا ليس هو مصلحة النظام الحاكم الحالي في اسرائيل.

معاريف – مقال – 2/10/2018

المفاجيء، الهزلي والمحرج

بقلم: يوسي ملمان

الجمعية العمومية للامم المتحدة هي حدث دولي ذو اهمية قليلة. وبالتالي فان زعماء العالم يعودون اليها كل سنة كي يلقوا الخطب – محدودة الزمن، وشكرا للرب – امام قاعة شبه مليئة في افضل الاحوال، وهذه الخطب تكاد تُنسى على الفور بعد أن تلقى.

ثمة بالطبع استثناءات، مثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي في اثناء خطابه كانت القاعة مليئة، ما لم يمنع الكثير من الحاضرين الانفجار ضاحكين عندما عدد كل انجازاته.

بقدر ما فان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استثنائي هو الآخر، وإن كان بخلاف ترامب، في اثناء خطابه كانت القاعة شبه فارغة. لقد حل نتنياهو اللغز الذي يسمح له بجذب الانتباه. فأقواله موجهة بالاساس الى الجمهور في الوطن، ويعمل مساعدوه بكد من خلف الكواليس كي يسمحوا له بأن يلقي خطابه دوما في ساعات المشاهدة الذروة في قنوات الاخبار في اسرائيل. يفعل رئيس الوزراء هذا منذ سنين، من خلال احابيل والاعيب، يعرض فيها بيانات، صور وجداول. مفهوم أن انجليزيته الفاخرة تساعده على نقل رسائله.

ولكن نتنياهو ايضا يعرف في خفاء قلبه أنه فضلا عن الانطباع الأولي، لأقواله تأثير قليل وهي لا تحدث افعالا، مثلما يرغب. فرسائل رئيس الوزراء تكرر المرة تلو الاخرى هوسه: ايران، ايران ومرة اخرى ايران. وما كشف النقاب عنه حول موقع آخر يوجد في طهران وفيه عتاد ومواد اشعاعية كان يتوجب على ايران أن تبلغ عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم تفعل ذلك، كان بالفعل كشفا مؤثرا.

وهو مؤثر اساسا لأنه يشهد على قدرة التغطية وعمق التسلل للموساد في هذه الحالة، بمعونة “أمان” (شعبة الاستخبارات) الى ايران (بالمناسبة، كان يمكن لنتنياهو أن يكون سخيا وأن يمتدح في خطابه أسرة الاستخبارات، لكنه لم يفعل هذا، وذلك على ما يبدو كي يحظى بمفرده بكامل الحظوة).

لقد روى نتنياهو في استعراضاته للصحافيين الذين رافقوه في زيارته الى نيويورك بأن المعلومات عن المخزن في طهران سبق أن نقلت قبل نحو شهرين الى اجهزة الاستخبارات. يمكن التقدير أنه يتحدث عن اجهزة استخبارات دول القوى العظمى الستة، التي وقعت على الاتفاق النووي مع ايران قبل نحو ثلاث سنوات – الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، المانيا وروسيا.

كما أن المعلومات نقلت للوكالة الدولية للطاقة النووية، لكنها مع ذلك لم تحرك الوكالة أو الدول ذات الصلة حتى الآن لعمل أي شيء. ولا حتى التوجه لايران لتلقي الشروحات؛ فما بالك ارسال، كما يفترض الاتفاق، المراقبين لفحص ما يوجد أو كان يوجد في مخزن سعت ايران لاخفائه.

في اثناء الزيارة وقعت ثلاثة احداث على الأقل – واحد مفاجيء، الثاني هزلي والثالث محرج – جديرة بالاشارة على نحو خاص. المفاجيء كان في اثناء المؤتمر الصحفي المشترك بعد لقاء نتنياهو وترامب. فقد قال الرئيس الامريكي إنه يؤيد حل الدولتين وهكذا أعاد المسألة الفلسطينية الى جدول الاعمال العالمي. نتنياهو فوجيء وأُحرج. وبعد ذلك اضطر لأن يتلوى من خلال السؤال “ماذا ستكون صورة الدولة الفلسطينية – كوستريكا أم ايران؟”.

ولكن مع مرور يوم، حين تبين أن ترامب مثل ترامب غير موقفه ولطف قوله في المسألة – عادت الحمرة الى وجنتي رئيس الوزراء وكلمتي “دولة فلسطينية” لم تعودا تظهران على شفتيه. فما بالك أن رئيس الوزراء يعرف بأنه في مسألة ايران والفلسطينيين تنسجم رؤية ادارة ترامب معه، وبالتالي ليس له مبررا يدعوه للقلق.

ستواصل واشنطن اثقال يدها بالعقوبات الشديدة على ايران، ويمكن التقدير بيقين عال بما يكفي بأنه في عهد ولاية نتنياهو – حتى اذا ما انتخب لاربع سنوات اخرى – لن تقوم دولة فلسطينية.

حدث واحد، كان أكثر مثابة لحظة هزلية، وقع عندما تفوه وزير الاتصالات أيوب قره، الذي يصعب عليه المرة تلو الاخرى التحكم بلسانه، فقال إنه شارك في لقاءات سرية عقدها نتنياهو مع زعماء عرب. وكشفت مراسلة “صوت الجيش” الاسرائيلي، اليئيل شاحر، النقاب عن أن واحدا من اولئك الزعماء كان نائب رئيس اندونيسيا، الدولة الاسلامية الاكبر في العالم، التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.

يمكن التقدير بأن رئيس الوزراء التقى بالخفاء مع قادة آخرين من الدول العربية (اضافة للقاء العلني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) والاسلامية. وإن كانت الحقيقة يجب أن تُقال إن ليس في ذلك أي جديد. فمعظم زعماء اسرائيل استغلوا في الغالب الجمعية لمثل هذه اللقاءات.

والحدث الثالث، المحرج، كان في اثناء احتفال استقبال السبت الذي أجراه رئيس الوزراء وعقيلته لاعضاء الوفد الاسرائيلي والضيوف، وفي اثنائه أطلقت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف والوزير قره اقوال تزلف ومدائح وجمائل على الزوجين نتنياهو. ولكن هذا لم يعد ينتمي الى مجال التغطية السياسية، بل الى نظرية النفس البشرية.

اسرائيل اليوم – مقال – 2/10/2018

حل آخر لـ “الدولتين”

بقلم: أوري هايتنر

ألقى الرئيس الامريكي بعبارة “الدولتين” فأشعل آمالا في اوساط مؤيدي “الحل الوحيد الذي لا بديل عنه”، بل ووعود التحصين لرئيس الوزراء اذا ما سار في هذا الطريق، بما في ذلك من جانب محرر “هآرتس” ألوف بن. لنفترض أن ترامب يحب جدا الفكرة حقا، وفي غضون بضعة اشهر سيطرح خطة كهذه كـ “صفقة القرن”، فما الذي سيجلبه، صيغة كلينتون؟ حسنا، والفلسطينيون الذين رفضوا هذه سيوافقون عليها الآن؟.

إن الامر الجيد الوحيد في “رؤيا الدولتين” هو حقيقة أن الفلسطينيين يرفضوها المرة تلو الاخرى فينقذوننا من أنفسنا. لماذا يرفضونها؟.

أولا وقبل كل شيء لأنها لا تتضمن فكرتهم المركزية: “حق” العودة؛ أي اغراق اسرائيل بملايين الفلسطينيين. طالما كانوا يصرون على ذلك، فلا يوجد أي احتمال لحل النزاع.

ولكن الحقيقة هي أن لديهم ايضا اسبابا وجيهة، متينة، لرفض هذه الصيغة. فهم يعرفون أن دويلة ممزقة، قسم منها في السامرة ويهودا وقسم في قطاع غزة – حيث سيتحقق، وفقا للصيغة، “حق” العودة، أي سيتعين عليها أن تستوعب وتعيل أنسال أنسال “اللاجئين” – ليست دولة قابلة للعيش. هذه دولة لن تتمكن من اعالة نفسها واعاشة سكانها، ولن تتمكن من الدفاع عن نفسها. دولة كهذه ستكون وعاء ضغط اجتماعي، سيوجهه الفلسطينيون الى حدود اسرائيل في “مسيرات عودة” وفي محاولات اجتياز الجدار. دولة كهذه معناها حرب محتمة.

هذه حالة واضحة من الخسارة للجميع “Lose Lose” – صيغة سيئة للطرفين. من ناحيتنا، فان معنى الصيغة هو ضياع الحدود القابلة للدفاع، جعل غوش دان والقدس “غلاف المناطق”، التنازل عن ذخائر وطنية – مناطق من بلاد اسرائيل، بينها مناطق ليست مأهولة باكتظاظ، تقسيم القدس واقتلاع جماهيري لمواطنين اسرائيليين من السامرة ويهودا.

علينا أن نبحث عن حل آخر، من خارج العلبة الصغيرة التي بين نهر الاردن والبحر: رؤيا اخرى لـ “حل الدولتين”: دولة اسرائيل والدولة الاردنية – الفلسطينية. إن الخروج من العلبة وتوسيع اللعب الى كل المنطقة من البحر وحتى الصحراء سيسمح بحل مناسب. دولة اسرائيل – مع حدود قابلة للدفاع، مع سيادة على غور الاردن الاكبر، القدس الاكبر، الكتل الاستيطانية، صحراء يهودا والمناطق التي هي غير مأهولة باكتظاظ بالفلسطينيين – ودولة اردنية فلسطينية على معظم اراضي بلاد اسرائيل التاريخية: كل اراضي الاردن، اراضي السلطة الفلسطينية ومناطق اخرى مأهولة في يهودا والسامرة، وربما ايضا قطاع غزة. من نهر الاردن شرقا – سيادة كاملة بكل عناصرها، بما في ذلك الجيش القوي، أما المناطق في تلك الدولة غربي نهر الاردن فتكون مجردة من السلاح.

حل ممتاز، يقولون لي، المشكلة هي أن ليس له “شريك”. المضحك هو أن من يقول هذا هم من يتمسكون بـ “صيغة الدولتين” التي سبق أن اثبتت أن ليس لها شريك. بدلا من التمسك بحل سيء وخطير ليس له شريك، من الافضل أن نجرب خلق شريك للحل المناسب.

اسرائيل اليوم – مقال – 2/10/2018

ايران أولا، وليس المسألة الفلسطينية

بقلم: ايال زيسر

للحظة عابرة بدا أن مسألة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ستكون في بؤرة مداولات الامم المتحدة وجدول الاعمال الدولي في السنة القريبة القادمة، الى أن جاء خطابا الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو فأعادا المسألة الايرانية الى المركز. بعد خطاب ترامب بات واضحا أن المسألة الايرانية ستكون مركزية بالنسبة للادارة الامريكية وبناء عليها تسعى لأن يحاكموها، بالضبط مثل مسألة كوريا الشمالية، التي كانت في مركز خطابه قبل سنة.

لقد سبق الخطاب في الامم المتحدة موقف قصير من ترامب تجاه النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد فاجأ حين أعلن عن التزامه بحل الدولتين قبل أن يتراجع عنه مرة اخرى، وحين وعد بأن في غضون بضعة اشهر سيعرض “صفقة القرن”، التي يفترض أن تجلب الحل للنزاع. طوبى للمؤمنين.

يمكن أن يكون الامريكيون لا يزالون يأملون بتسويق صفقة الاحلام التي وكأن بها، كما اعترف ترامب، صفقة عقارات لقطعة ارض أو مبنى في منهاتن. ولكن الاحتمالات متدنية. أولا، منذ زمن بعيد لم يعد يدور الحديث عن دولتين، بل عن ثلاث – اسرائيل، السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة ودولة حماس في غزة. الاخيرة لا تذهب الى أي مكان، وبالتأكيد لن تعقد بوساطة مصرية أي “صفقة قرن” مع السلطة الفلسطينية. ثانيا، الزعماء العرب “لن يستلقوا على الجدار” من اجل الفلسطينيين فيأخذوا باسمهم المسؤولية عن التنازلات. وأخيرا، القيادة الفلسطينية غير قادرة على أخذ القرارات التاريخية اللازمة.

يمكن لأبو مازن أن يستفز ترامب بـ “القدس ليست للبيع”، ولكن ترامب محق في أنه لا يوجد ما يدعوه لأن يمول بمئات ملايين الدولارات السلطة الفلسطينية وألا يحصل بالمقابل على قليل من الاحترام، الذي يحظى به فلادمير بوتين، الذي لم يتبرع أبدا قرشا للفلسطينيين  ومساهمته الاقليمية كانت قنابل وليس دولارات. فضلا عن ذلك، يجدر الذكر بأن الاتفاقات الدولية لا تعكس “عدلا مطلقا”، وبالتأكيد ليس “العدل” حسب رؤية الفلسطينيين ومؤيديهم. لقد فهمت الحاضرة اليهودية ذلك في العام 1948 ولهذا فقد نالت اقامة دولة.

كما أسلفنا، من وجدت نفسها في مركز الاهتمام العالمي، هي ايران. ففي خطاب نتنياهو استُعرضت مرة اخرى القدرات الاستخبارية والعملياتية لاسرائيل، والتي تجعل طهران وحزب الله مكشوفتين

وقابلتين للاصابة. ولكن خطاب الرئيس ترامب هو الآخر كرر بالقطع التزامه ألا يسمح لايران بالتحول الى نووية ونشر الارهاب والفوضى في الشرق الاوسط. هذه اقوال ملزمة، ومن مثل ترامب على وعي بأن نجاحه في السنة القادمة سيتقرر بقدر كبير وفقا لطريقة تصديه لايران.

لم يكن لدى الايرانيين جواب مناسب. فوزير الخارجية الايراني ظريف، قال إن الكارثة لا تبرر اقامة دولة اسرائيل على ارض تعود بزعمه للفلسطينيين. فمعنى اقوال ظريف وفره زعيم حزب الله نصر الله في خطابه بمناسبة يوم القدس. فقد سعى بالذات الى تهدئتنا: “لا نريد القتال أو الابادة أو القاء أحد الى البحر. نحن نتوجه الى الاسرائيليين ونقول لهم بالشكل الاكثر حضارية، إن عليهم الصعود الى الطائرات أو السفن والعودة الى حيث أتوا. فقط اليهود الذين عاشوا في فلسطين وكانوا من سكانها الاصليين (قبل اعلان بلفور) يمكنهم أن يبقوا فيها؛ أما كل المتبقين ممن جاءوا اليها من كل ارجاء العالم، فسيتعين عليهم المغادرة”.

هاكم سبب وجيه آخر لماذا ينبغي وقف ايران وحلفائها. كان يجدر بزعماء اوروبا أن يعطوا الرأي فيها، قبل ركضهم المجنون لمصالحة ايران.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى