الصحافة الاسرائيلية ليوم ٣٠-٩-٢٠١٨
قسم العناوين
هآرتس :
– مقتل سبعة فلسطينيين في المظاهرات في عزة.
– السلطة الفلسطينية ترفع دعوى في لاهاي ضد نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
– قراصنة يستغلون ثغرة في الفيسبوك ويصلون الى 50 مليون حساب.
– مقتل نحو 400 شخص في تسونامي في اندونيسيا.
– بالتدريج وبالعمد، حماس توتر الحدود.
– نتنياهو: سأدرس مشروع السلام لترامب بعناية.
– روسيا: بدأنا بنقل منظومة اس 300 لسوربا.
– نتنياهو: نحن مستعدون لكل سيناريو في عزة وهذا ليس قولا عبثا.
يديعوت احرونوت :
– 100 عبوة على الجدار.
– نتنياهو: سأدرس مشروع السلام لترامب بعناية.
– الارض تشتعل (في غزة).
– اليوم يصل المطر.
– من ستصدق امريكا.
– الليكود في القدس ضد الكين.
– الاقتحام الأكير لفيسبوك.
معاريف/الاسبوع :
– بينيت يتهم: “اتفاقات ليبرمان مع حماس انهارت”.
– التقدير: نتنياهو يؤخر تعيين رئيس الاركان.
– الجمعة على حدود غزة: 20 الف متظاهر، 7 قتلى، 500 جريح.
– نتنياهو:”الأزمة في غزة – بسبب عدم وجود اقنصاد سوق وادارة سليمة هناك”
– ما الذي دفن في المخزن في طهران؟.
– ريجف للزوجين نتنياهو: انتما زوجان منتصران.
– قتل مزدوج في الرامة.
اسرائيل اليوم :
– اسرائيل ستشرك الآخرين بالمعلومات عن المنشأة في طهران.
– بينيت: “اتفاقات ليبرمان مع حماس انهارت”.
– هيلي:”ابو مازن لا يساعد الفلسطينيين”.
– ابو مازن يستخدم حماس ضد اسرائيل
– قاضي عليا مع وقف التنفيذ.
– الثغرة في الفيسبوك.
القناة العاشرة الإسرائيلية :
تزايد احتمالات المواجهة على حدود قطاع غزة.
نتنياهو قرر عدم الكشف عن موقع نووي إيراني ثالث.
ريال مدريد استقبل عهد التميمي.
وفد من حركة حماس للقاهرة، وأكثر من 100 جسم متفجر أرسل من قطاع غزة على السياج.
اختراق أمني خطير لشبكة فيسبوك سربت بيانات عشرات ملايين المستخدمين.
نتنياهو، سأدرس بعقل مفتوح المبادرة الأمريكية للسلام.
القناة الثانية الإسرائيلية :
سيتم السيطرة على الأوضاع على حدود غزة، ونتنياهو يقول :إسرائيل جاهزة.
عهد التميمي ضيفة شرف لدى نادي ريال مدريد.
منسق حكومة الاحتلال الإسرائيلي كميل أبو ركن في الأمم المتحدة لمناقشة قضايا تتعلق بقطاع غزة.
القناة السابعة الإسرائيلية :
نفتالي بنت، اتفاقيات حماس ليبرمان انهارت.
المستوطنون يطالبون ببناء 800 وحدة استيطانية في مستوطنة هار براخا رداً على مقتل مستوطن.
عهد التميمي ضيفة الشرف لدى نادي ريال مدريد.
100 جسم متفجر ألقيت من قطاع غزة على جنود إسرائيليين على حدود غزة.
موقع واللا نيوز :
بعد يوم مظاهرات على حدود قطاع غزة، الفلسطينيون يبحثون عن رد.
وزير خارجية كوريا الشمالية، لن نفكك سلاحنا النووي بدون ثقة بالولايات المتحدة.
نفتالي بنت يهاجم من جديد وزير الحرب الإسرائيلي بسبب سياسته على حدود غزة.
مصدر سياسي إسرائيلي، صواريخ S300 تحدي ليس بسيطاً ل إسرائيل.
قسم الاخبار والمقالات
يديعوت / نتنياهو : سأدرس مشروع السلام لترامب بعناية
يديعوت – بقلم تسيبي شملوففتس – 30/9/2018
قضى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهاية اسبوعه في نيويورك في سلسلة لقاءات ومقابلات صحفية حاول فيها التحذير من الخطر الايراني، وبالتوازي السير ايضا على الخط مع بيان التأييد المفاجيء من الرئيس ترامب لحل الدولتين.
ففي مقابلة مع الـ “سي.ان.ان” وعد نتنياهو بأن يدرس “بعناية وبرأس مفتوح” مبادرة السلام التي ستنشر في الاشهر القادمة. وواصل نتنياهو ابداء الغموض حول مسألة رؤيا الدولتين فقال “تبين لي أنك عندما تستخدم التوصيفات فانك لا تصل بعيدا لأن الناس المختلفين يقصدون أمورا مختلفة عندما يقولون “دولة”. وبدلا من الحديث عن التوصيفات، بودي أن أتحدث عن المضمون”. وعندما سئل عن الطلب المبطن من جانب ترامب لحاجة التنازلات الاسرائيلية أجاب “ليس معروفا ماذا سيكون في الخطة، لكنني سأنظر اليها بجدية كبيرة. اعرف أن الامريكيين يعملون عليها”.
وكان نتنياهو التقى يوم الجمعة بسفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هيلي ومع زعماء يهود ايضا. وفي اللقاء شكر نتنياهو هيلي على أن “تنظيفك للاجواء الفاسدة” في اطار جهودها لمكافحة النهج المناهض لاسرائيل في منظمتي اليونسكو والاونروا. واتهمت هيلي أبو مازن بالجمود وأعربت عن الثقة بأن يعود الفلسطينيون الى المفاوضات قريبا قائلة “اذا كان الفلسطينيون يريدون أن يتهموا أحدا ما فهذا ليس اسرائيل بل عباس”.
أما في السلطة الفلسطينية فقد رفعوا مستوى صراعهم ضد الادارة حين تقدموا يوم الجمعة بشكوى للمحكمة الدولية في لاهاي ضد الولايات المتحدة على نقلها السفارة الى القدس بدعوى أن القرار “ينتهك القانون الدولي”.
يديعوت / الارض تشتعل
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 30/9/2018
القاء اكثر من مئة عبوة وقنبلة يدوية، اشعال اطارات السيارات ورشق الحجارة نحو مقاتلي الجيش الاسرائيلي: مظاهرة عاصفة على حدود القطاع في يوم الجمعة حين شارك اكثر من 20 ألف شخص خلفت سبعة قتلى فلسطينيين – بينهم فتيان إبنا 12 و14 – واثارت مخاوف في أن الهدوء الذي كان ملموسا في الجبهة في الاسابيع الاخيرة على شفا الانهيار.
في الوقت الذي تعلق فيه عمليا المفاوضات على التسوية بين حماس ومصر، وحين لا تبدي الاسرة الدولية اهتماما كبيرا بغزة وحماس تعمل فقط على رفع مستوى اللهيب، فان العنف في حدود غزة يقترب مرة اخرى من نقطة غليان خطيرة.
في اطار اعمال اخلال شديدة بالنظام شارك فيها عدد اقصى من المتظاهرين منذ استئناف المظاهرات على الجدار في وقت سابق من هذا الشهر، ألقي اكثر من مئة عبوة ناسفة نحو قوات الجيش الاسرائيلي في منطقة وسط القطاع. وهاجم الجيش ردا على ذلك موقعا لحماس وبدأ بالتوازي بعملية تعطيل لعشرات العبوات والقنابل اليدوية التي القاها المتظاهرون وبقيت في الميدان.
كما أن البالونات الحارقة تواصل الطيران نحو الغلاف: فقرابة عشرين حريق اندلع في نهاية الاسبوع في منطقة الجدار كنتيجة للبالونات المتفجرة. والى ذلك صرح مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط، نيكولاي ميلدانوف فقال إن “غزة لم تنس. فمعاناة المواطنين توجد في كل المداولات في شأن القضية الفلسطينيية بين الامم المتحدة ودول الخليج، الاتحاد الاوروبي ودول عدم الانحياز، الى جانب الكثير من الجهات الاخرى. نحن ملزمون بالعمل على منع مزيد من التصعيد في غزة”.
ومن جهته تناول رئيس الوزراء نتنياهو في مقابلات منحها لوسائل الاعلام الامريكية في نهاية الاسبوع المسألة الفلسطينية فقال “نحن جاهزون لكل سيناريو، وهذا ليس قول عابث”. ويؤكد هذا القول عمليا ايضا الاستعدادات في قيادة المنطقة الجنوبية نحو امكانية جولة عنف اخرى، على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت اليه المحادثات مع حماس. ويدعي مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي بأن حماس تشجع المظاهرات وتصعد العنف في الوقت الذي انطلق فيه وفد من رجالها، بمرافقة مندوبين عن الجهاد الاسلامي، الى مصر أمس لخوض جولة محادثات اخرى في موضوع المصالحة الفلسطينية الداخلية. والتقدير هو أن احتمال التسوية آخذ في التضاؤل بينما احتمال المواجهة يتصاعد فقط.
ليس صدفة أن السلطات في بلدات الغلاف وزعت في الايام الاخيرة تعليمات حديثة، ولا سيما على خلفية تصاعد ارهاب البالونات. ومع أن العبوات ليست بقوة شديدة – المواد المتفجرة والحارقة من شأنها أن تتسبب بجراحات خطيرة. “البالونات الحارقة والمتفجرة اشتدت في الايام الاخيرة وتطلق ايضا في الليل وفي النهار”، كما جاء في البيان. “حين تشخصون شيئا ما على الارض، لا تلمسوه وابتعدوا عنه”.
كما أن التصعيد على حدود غزة يشدد ايضا التوتر في داخل الائتلاف. فقد هاجم رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت بشدة أمس وزير الدفاع افيغدور ليبرمان فقال إن “اتفاقات ليبرمان – حماس انهارت. الارهاب يتواصل على حساب أمن سكاننا، بسبب سياسة التجلد والضعف لليبرمان. سأطرح الموضوع على البحث في جلسة الكابنت القريبة”. واتهم بينيت بأنه “في الايام الاخيرة نشهد النتائج الخطيرة التي اسفرت عنها سياسة التجلد والضعف لوزير الدفاع حيال غزة – مزيد من التجلد، مزيد من الارهاب”، وأجمل قوله أن “هكذا لا تدار سياسة الأمن. هكذا تبدو سياسة فاشلة”. واضاف مدعيا بأن “مصوتي اليمين الوطني يتوقعون قبضة حديدية وصفر تسامح تجاه الارهاب الفلسطيني الخطير. هذا الوضع يجب أن يتوقف”.
اسرائيل اليوم / ابو مازن يستخدم حماس ضد اسرائيل
اسرائيل اليوم – بقلم أمنون لورد – 30/9/2018
توجد القضية الفلسطينية منذ زمن بعيد للغاية في حالة حشر تعجز فيها عن الخلاص في جبهتيها. فلا في جبهة رام الله ودعايتها برئاسة أبو مازن ولا في جبهة غزة في ارهابها الاسلامي.
كل هذا يوجد في خلفية اللقاءات التي تقع ظاهرا على مستوى اكثر ايجابية من أي وقت مضى في جبهة نيويورك. فالمسيرة التي بادرت اليها ادارة ترامب، برئاسة الرئيس وبالمشاركة الفاعلة جدا من السفيرين ديفيد فريدمان في القدس ونيكي هيلي في الامم المتحدة، تستغرق زمن اطول مما كان ممكنا الاعتقاد في بداية الطريق.
يحتاج التغيير الحقيقي لوجهة السياسة على ما يبدو زمنا اطول من التغيير الشخصي في قمة الادارة في الولايات المتحدة. فالكثير من الزعماء في العالم، بمن فيهم زعماء ايران وزعماء السلطة الفلسطينية لا يزالون يؤمنون بأنه لا حاجة لهم سوى النجاة لاجتياز الادارة الحالية. وحتى ذلك الحين، هناك حاجة للتسويف في صراعات كتلك التي تديرها ايران من خلال الحكومات المتصالحة في اوروبا ضد العقوبات الامريكية، ومثل ذاك الذي يخطط له أبو مازن الآن في المحكمة في لاهاي ضد الولايات المتحدة. يبدو أن احدا ما اثبت للفلسطينيين بأنه يمكن بناء ملف قانوني ضد الاعتراف الامريكي بالقدس ونقل سفارتها اليها. فنخبة كاملة تعمل على عقيدة تحاول تحويل المفهوم المجازي لـ “القانون الدولي” الى دستور اعلى يفوق قوانين كل لدول وسيادتها.
لقد كان من الخير لاسرائيل أن تصل الى مفاوضات مع الفلسطينيين، ولكنه كان من المجدي الوصول الى هناك بعد تسوية صغرى مع حماس في غزة. ورغم أننا كنا قريبين من هذا قبل نحو شهر، فان الفلسطينيين اسوأ من البريطانيين، فهؤلاء واولئك غير قادرين على عقد صفقة. فالعقدة هي الوضع المحبب للأمتين، ولاسرائيل تجربة مريرة معهما على مدى مئة سنة مضت. ولكن اسرائيل ايضا لا تتصرف بشكل عقلاني في موضوع غزة.
لاسباب انسانية لا نفعل ما يلزم كي نعقد صفقة ذات ابعاد استراتيجية. فمسؤولون في الحكومة يؤمنون بأن ميناء في قبرص تحت رقابة اسرائيلية هو تنازل يجدي اسرائيل ويمكن الوصول الى تسوية بعيدة المدى. بمعنى أن للتسويات الاقليمية المحلية منفعة اكبر من الامر الكبير. “نحن نؤمن بأن الفلسطينيين سيكونون ملزمين بالوصول الى طاولة المباحثات”، قالت السفيرة هيلي في لقائها أول أمس مع رئيس الوزراء نتنياهو. “عباس لا يساعد الشعب الفلسطيني بشكل عام، وهو لا يعترف بحماس”. عباس يستخدم حماس ليلطم بها وجه اسرائيل.
يبدو أن هيلي هي المرأة المحببة جدا على الاسرائيليين، ونتنياهو قال لها: “بودي أن اشكرك على تنقية الاجواء في هذه القاعة (الجمعية العمومية)”. فالرائحة الكريهة من اروقة الامم المتحدة لن تستبدل بهذه السرعة، ونتنياهو تحدث عن ذلك في خطابه.
يستخدم الفلسطينيون كلحم مدافع من جانب اوروبا والامم المتحدة، حين تستأنفان الحرب ضد اسرائيل بوسائل اخرى.
معاريف / يقومون علينا لابادتنا
معاريف – بقلم بن غبريئيل – 30/9/2018
كان د. شلومو غباي (74 سنة) طبيب القلب الاسرائيلي المسؤول عن سلسلة من الابتكارات في مجال طب القلب بما فيها الصمامات البيولوجية التي لا تستلك مضادات التجلط، ولكن جل وقته في السنوات الاخيرة يكرسه لبحث في التاريخ العسكري لدولة اسرائيل.
في كتاب اصدره مؤخرا (“من دافيد حتى دافيد لم يقم كدافيد”) يحلل بشكل دراماتيكي جدا التطورات الاخيرة في المنطقة ويحذر من أن ايران تخطط لأن تخنق اقتصاديا اسرائيل، مصر والسعودية من خلال السيطرة على مضائق باب المندب التي تفصل بين آسيا وافريقيا. ويقول غباي في حديث عابر للاطلسي من بيته في نيويورك إن “الجميع منشغلون بمخططات ايران للحصول على قنبلة نووية ولا يفهمون بأن هذا مجرد جزء من الخطة. فالخطة الحقيقية لآيات الله من طهران هي جعل ايران كوريا الشمالية الشرق الاوسط. اذا كان ثمة شيء ما اثبتته كوريا الشمالية فهو أنه حتى قوة عظمى كلية القدرة مثل الولايات المتحدة، مع رئيس لا حدود له مثل ترامب لن تصطدم بدولة يوجد لها سلاح نووي”.
أي أن نتنياهو محق؟ ايران تريد الحصول على سلاح نووي كي تلقي علينا قنبلة وتبيد دولة اسرائيل؟.
“نتنياهو محق جزئيا. ايران لن تلقي علينا قنبلة، لأنها تعرف أن لدينا قدرة الضربة الثانية وهذه ستصفيها بيقين. نرى أنها تمتنع ايضا عن فتح جبهة عسكرية مباشرة امامنا، لأنها تعرف أن يدنا هي العليا. والدليل هو أنه في المرة الوحيدة التي اطلقت نحونا 60 صاروخا، اثنان فقط تسللا الى اراضينا واسقطا عل الفور. وبالتالي فان الخيار العسكري ليس حقا خيارا من ناحيتها. وبدلا من أن تلقي علينا قنبلة فانها تخطط لشيء ما اكثر ذكاء واكثر خطورة. فهي تخطط منذ بضع سنوات للسيطرة على سوريا، والآن نجحت – بثمن غير بسيط من ناحيتها. أما المرحلة التالية فهي خلق تواصل اقليمي حتى مضائق باب المندب. وهي تعرف أن السيطرة على هذه المضائق هي اعلان حرب وبالتالي فانها لن تفعل هذا إلا في اللحظة التي تكون لديها قنبلة نووية، وهذا ما سبق لادارة اوباما أن ضمنته لها. مهما يكن الامر، ففي غضون عقد في اقصى الاحوال ستكون لايران قنبلة، إلا اذا نشأ في السنتين القادمتين تحالف من الدول الثلاثة التي تتعرض للتهديد بشكل مباشر من جانب ايران: اسرائيل، مصر والسعودية. مثل هذا التحالف وحده قادر على مهاجمة المنشآت النووية لايران”.
يخيل لي أنك نسيت جهة واحدة: الولايات المتحدة.
“لغرض الهجوم لا تحتاج اسرائيل الى مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة، بل فقط الى مصادقتها على العمل. فمنذ اليوم توجد لاسرائيل قدرات هجومية ليست لدى أي دولة في العالم، باستثناء الولايات المتحدة. لدينا اف35 لايتنينغ، هذه هي الطائرة المتملصة الاكثر تطورا في العالم التي طورت مع الامريكيين، وهي تعرف كيف تخترق كل خندق”.
“شطب التخليد لغولدا فورا”
على حد قول د. غباي، اذا كانت اسرائيل تحب الحياة فان هذا الهجوم محتم. أما على سؤال متى سيقع هذا الهجوم فانه يقدم احتمالين. “اذا كان في الانتخابات للكونغرس الامريكي في تشرين الثاني اغلبية للجمهوريين، فهناك احتمال جيد أن ينتخب ترامب لولاية ثانية. اذا حصل هذا، فان الهجوم سيقع في السنة الاولى من الولاية الثانية. اذا توصلوا في القدس الى الاستنتاج بأن ترامب لن ينتخب مرة اخرى أو لن ينهي الولاية بسبب قضايا قانونية، فان الهجوم سيقع في السنتين القريبتين. واضح للجميع أنه لن يكون لاسرائيل شريك مريح اكثر في البيت الابيض من الرئيس ترامب، واذا لم يقع الهجوم وهو في الحكم – فان نافذة الفرص ستغلق وعندها ستكون اسرائيل في مشكلة عويصة. كنا قبل اربعين سنة على شفا خراب البيت. يخيل لي أن الدرس إياه استوعب جيدا للاجيال”.
عندما تحدث د. غباي عن خراب البيت فانه يقصد حرب يوم الغفران التي امسكت باسرائيل في مفاجأة تامة. “أنا كنت ضابط مدرعات شاب في حرب الايام الستة والتقيت معظم ابناء دورتي في 1964. في يوم الغفران لم التق بأي منهم، إذ أن معظمهم إن لم يكونوا جميعا سقطوا في المعركة، وعلى هذا لن أغفر لغولدا. فقد نشبت الحرب كنتيجة لعمل غولدا بخلاف لمباديء بن غوريون: انتهاج مبدأ “الرسمية” أو وضع مصلحة الدولة فوق كل مصلحة سياسية، حزبية أو داخلية”.
ماذا تقصد؟
“قبل اسبوعين من الحرب حذر مناحين بيغن بأنه يجب التسلح، فاستخفت غولدا به. وبعد أن فتحت الملفات من الارشيف تبين أن غولدا كانت تعرف عن النية لبدء الحرب. ولكن لما كانت الانتخابات ستجرى بعد اسبوعين من اندلاع الحرب فقد ارادت أن تبث الأمن للمواطنين، وبالتالي الغت كل تقديرات قادة الجيش إذ كان واضحا أنه لو كنا نصبنا المدافع على القناة مثلما طلبوا في الجيش لكان الهجوم المصري صد. ولكن بسبب العزة خسرنا في الحرب وتكبدنا خسائر فادحة. بكلتي عيني رأيت جنودا يتفجرون ويتمزقون الى اشلاء. تحدثت مع اطباء في المستشفيات وكانوا في حالة صدمة. احد الاطباء قال لي يا شلومو كل الجثث متفحمة. لم تكن لها أي فرصة امام شدة النار. أتفهم؟ دبابات كاملة تبخرت من الانفجارات وكل ذلك بسبب اعتبارات العزة الذاتية والسياسة الحزبية. العقل لا يحتمل هذا”.
وعلى حد قوله، لو كان الامر منوطا به لكان شطب كل مشروع التخليد لغولدا مئير وموشيه ديان. “الاثنان جلبا علينا المصيبة الاكبر التي شهدناها. والافظع هو أنهما حاولا القاء الذنب على دادو الذي كان الوحيد الذي عمل على نحو صحيح وانقذ الدولة. نحن ملزمون باصلاح الظلم الذي احيق به، وعلى كل شارع ومدرسة سميا على اسم غولدا يجب شطب اسمها وتسجيل اسمه. هذا الحد الادنى الذي ندين له به”.
أشواق لبن غوريون
في كتاب د. غباي تبرز صورة رئيس الوزراء الاول لدولة اسرائيل، دافيد بن غوريون، كمن وضع البوصلة الاخلاقية للحكم على مدى الاجيال. “لقد اعلن بن غوريون بأن السلام مع العرب هام بالضبط مثل وجود دولة يهودية، ولكن المرة تلو الاخرى نشهد أن دولة اسرائيل تفوت الفرص التاريخية لصنع السلام مع الجيران”، يقول غباي. وعلى حد قوله “لاول مرة يوجد لاسرائيل حلفاء كثيرون. اولا، يوجد لاسرائيل اتفاق سلام مع مصر، التي هي دولة سنية. يبدو أن الرئيس المصري يفهم جيدا أن الارهاب فقط يمس باقتصاد دولته، ولهذا فان كل قراراته موجهة لتحسين الوضع المستقبلي لمصر ومنع تدهورها. ثانيا، الاردن كان منذ الأزل حليفا خفيا لاسرائيل. ثالثا، عقيدة اوباما بشأن دعم الايرانيين أدت الى حلف غير متوقع بين السعودية، الاردن، مصر ودول الخليج وبين اسرائيل، لمنع ايران من نيل القنبلة النووية. إن الحلف بين السعودية، الاردن، مصر ودول الخليج وبين اسرائيل كفيل بأن يجلب سلاما حقيقيا في الشرق الاوسط ويجعل المنطقة قوة اقتصادية، ولا سيما اذا انضمت تركيا اليه، ولعله يأتي يوم تنضم فيه سوريا ايضا”.
ويشدد غباي قائلا: “سيكون ممكنا الحصول على هذا فقط اذا ما ترك الامريكيون، الاوروبيون والروس الشرق الاوسط لحاله. تحالف من هذا النوع يمكنه ايضا أن يتغلب على مثيري المشاكل الفلسطينيين ممن يريدون أن يبيدوا الدولة اليهودية، بدلا فقط من أن يدفعوا بالفلسطينيين الى الامام ويجبرونهم على التخلي عن موقف كل شيء أو لا شيء”.
لتعظيم احتمالات السلام يحث غباي زعماء الدول على العمل فورا على وضع دستور. “بالضبط مثلما في حالة فرنسا قبل عودة شارل ديغول الى الحكم، يوجد في اسرائيل عدد اكبر مما ينبغي من الاحزاب السياسية والامر يضر جدا بالحكومة وبادارتها. اذا كان في اسرائيل نظام رئاسي وقدرة الحكم تكون بيد الرئيس، فالاحزاب ستتحد كي تعظم قوتها، ولن تتمكن الاحزاب الصغيرة بعد اليوم من أن تفرض على الاحزاب الاخرى التنازلات بسبب المصالح الخاصة. وفضلا عن ذلك، من الواجب الفصل بين الدين والدولة. فالدستور حيوي لضمان حقوق متساوية لكل المواطنين والتزام متبادل بين اليهود والعرب”.
هآرتس / بالتدريج وبصورة مقصودة، حماس توتر الحدود
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 30/9/2018
اليوم الدامي في قطاع غزة أول أمس، سبعة قتلى فلسطينيين، والعديد من الجرحى بنيران جنود جيش الدفاع الاسرائيلي، هو اليوم الأخطر الذي حدث هناك منذ ما يقارب شهرين. شدة العنف بدت كنتيجة مباشرة لقرار جاء من أعلى في حماس.
زعماء حماس في القطاع يهددون في الأسابيع الأخيرة بزيادة حدة المواجهة مع اسرائيل، حول الجدار الأمني، إزاء الجمود في الاتصالات بشأن خطة إعادة إعمار
غزة في هذه المرحلة ازدادت وتيرة المظاهرات والتي أصبحت شبه يومية، والى جانبها محالات اقتحام الجدار. أيضاً أول أمس نجح عشرات المتظاهرين في اختراق الجدار وتخريبه، إلى أن تم ابعادهم بأيدي الجنود.
أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بأنه في يوم الخميس شارك حوالي 20 ألف متظاهرا فلسطينيا، قريباً من ضعف عددهم في الأسبوع الماضي، والقوا أكثر من مئة عبوة ناسفة مصنعة يدوياً، وقنابل باتجاه الجنود. هذه أرقام تدلل كما يبدو على تخطيط واستعداد مسبق. صحيح أن مسيرات العودة بدأت في 30 آذار من هذا العام بمبادرات مستقلة محلية، ولكن تقريباً كل ما يحدث منذ ذلك الحين يعكس برنامج عمل منظم لحماس، التي تسيطر على شدة العنف وحتى اليوم وتضبطه في كل مرة يبدو لها أن الأمور من شأنها أن تتدهور وتنزلق إلى مواجهة عسكرية مع اسرائيل في أراضي القطاع.
جولة العنف الصعبة الأخيرة ما بين اسرائيل وحماس وقعت في 8 آب عندما أطلقوا حوالي 200 قذيفة على الأراضي الاسرائيلية، وقام سلاح الجر بمهاجمة عشرات الأهداف في القطاع. بعدها تم التوصل إلى هدنة مؤقتة، بواسطة مصر والأمم المتحدة، وبدأت اتصالات أكثر كثافة للتوصل إلى تسوية بعيدة المدى، ولكن المفاوضات والتي أغلبها حدث في القاهرة ما بين حماس والسلطة الفلسطينية فشلت. وفي غياب تقدم، بدأت حماس بتسخين الجو بالتدريخ على طول الحدود.
إن آمال المصريين بالتوصل إلى اتفاق طويل المدى ما زالت تسنتد على مساهمة رئيس السلطة محمود عباس. ولكن ليس لعباس مصلحة في أن يساند اتفاقاً للتسوية، يخدم خصومة السياسيين، وينقل للشعب الفلسطيني رسالة تقول أن من يعارض اسرائيل بقوة يمكنه أن يبتز منها تنازلات. ان كل ما حققه الوسطاء حتى الآن – ضخ المزيد من الأموال للأونروا، وموافقة قطر على ما يبدو لتمويل الوقود الذي ستستخدمه محطةالكهرباء في القطاع – هي بالاجمال بدائل جزئية للعقوبات التي فرضت مؤخراً، من قبل الولايات المتحدة على الفلسطينيين ومن قبل عباس على القطاع. ان تأثير هذه الخطوات من شأنه أن يشتد في الأشهر القادمة.
هذا هو أساس التقديرات المتشائمة التي تصدر عن جهات استخباراتية في جلسات الكابينيت والحكومة مؤخراً، بشأن احتمالية حدوث تصعيد أشد في القطاع. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في نهاية الاسبوع للمراسلين الاسرائيليين، الذين رافقوه في رحلته الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بأن الحكومة وجهاز الأمن مستعدة “لكل سيناريو. هذا ليس قولاً عبثياً”. نتنياهو صدّ حتى اليوم الاصوات الاكثر صقورية في ائتلافه الحكومي، والتي حاولت الدفع نحو عملية عسكرية واسعة في غزة رداً على اطلاق الطائرات الورقية الحارقة، ولكنه لا يتحدث عما فعله فعلياً من أجل زيادة التسهيلات الاقتصادية في القطاع، والتي ربما يكون بامكانها أن تؤجل لفترة من الزمن اندلاع العنف من جديد هناك.
بالصدفة، كما يبدو، أن أشهر ايلول- تشرين الأول معروفة كفترة حساسة في المواجهات ما بين اسرائيل والفلسطينيين. في مثل يوم امس قبل 18 عام اندلعت المواجهة الأشد ما بين اسرائيل والفلسطينيين في العقود الماضية، وهي الانتفاضة الثانية، والتي ذوت نيرانها فقط بعد ست سنوات. وفي مثل هذا الأسبوع قبل 3 سنوات، ابتدأ ما سمي بـ “انتفاضة السكاكين”، وهو موجة طعن ودهس واطلاق نار، والتي تم كبحها من قبل قوات الأمن فقط بعد ما يقارب العام.أيضاً الأسابيع القادمة لا تقدم سبباً للتفاؤل.
هآرتس / أغنية الأعشاب اليهودية
هآرتس – بقلم ايلانا هامرمان – 30/9/2018
عشية رأس السنة توجه اكثر من 200 مواطن ببيان كبير في الصفحة الاولى لـ (هآرتس) إلى “الجمهور الملتزم بالقيم الاساسية الانسانية في اسرائيل لتأكيد التزامه بتلك القيم، والتعبير عن المعارضة الشديدة “التي لا هوادة فيها” لمواصلة بقاء نظام الاكراه والقمع السائد في المناطق الفلسطينية التي احتلت سنة 1967″
بعد ايام معدودة من ذلك نُشر في صفحات الرأي في الجريدة مقال ممتاز لأحد الموقعين على البيان. كتب فيه: “الاغلبية المطلقة من الجمهور اليهودي في اسرايل- تلك التي عُرّفت مؤخراً في قانون اساس كدولة قومية أحادية القومية، والتي تدمج هويتها بمعايير اثنية، عرقية وثقافية- يعيش منذ سنوات في انكار يمكّنه من مواجهة الاستياء الكامن في حقيقة أن دولته ترتكب منذ عشرات السنين جرائم تعتبر كجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية” (دانييل بلتمان 14/9).
أحد هذه الجرائم ترتكب هذه الايام بصورة اكثر شدة: تطهير عرقي. منذ شهور، في كل مرة أذهب فيها الى غور الاردن مع اعضاء المجموعة المصممة الصغيرة لـ “تعايش”، أكون شاهدةً على تقدمه: بصورة ممنهجة وبتصميم وبقسوة تقوم اسرائيل بالتضييق في كسب الرزق وبمرمرة حياة آلاف عائلات الرعاة المنتشرين في تجمعات صغيرة في هذا الفضاء الواسع الصحراوي، والذي فقط تزدهر فيه المستوطنات اليهودية، حيث أن هذه البقعة من الارض والتي تبلغ تقريبا ثلث الضفة الغربية أعدت لتكون أحادية العرق.
العديد من الادوات اخترعتها الدولة اليهودية بهدف طرد الناس غير المرغوبين، هؤلاء الذين يعيشون هناك منذ أجيال: حوالي نصف المنطقة يعتبر”منطقة عسكرية مغلقة”، أغلبها مناطق نيران. حوالي خمسها يعتبر “محميات طبيعية”. حول المستوطنات، ثمة مناطق واسعة تعتبر “منطقة أمنية خاصة”. كل هذه المساحات- حوالي 85 في المئة من الغور،ملكيتها مصادرة واستخدامها محظور على السكان غير اليهود: يحظر عليهم أن يقيموا عليها خيامهم ويحظر عليهم البناء عليها، وكذلك الرعي فيها ممنوع. لا يسمحون لهم بالاتصال بالبنى التحتية لا للمياه الجارية ولا للكهرباء ولا للشوارع. مئات من المباني والخيام سبق وهدمت، وكذلك من المساكن البائسة المثيرة للشفقة، والذين ما زال يسمح لهم ولقطعانم حتى الان أن يستظلوا فيها، يخلونهم اياما كاملة لاغراض التدريبات العسكرية.
ليس هنالك عدد للجرائم التي ترتكب هنا يومياً.
اليكم ما يبدو عليه الأمر، في “أسبوع الايام الفظيعة” المكان شمال غور الاردن. على أحد التلال قامت قبل سنة أو سنتين نقطة استيطانية اسمها “اغنية الأعشاب”. على سفح التلة تنتشر تجمعات بدوية. كل هذه المنطقة تعتبر”منطقة نيران”. المنطقة التي تقع خلفها غير مؤشر عليها في الخارطة حتى كمنطقة نيران ولا كمحمية طبيعية. واسعة هي منطقة النيرانتلك، والأعشاب فيها قليلة في هذا الموسم، لهذا فالرعاة يبحثون لقطعانهم بين التلال عن القليل من القسائم والتي ما زال متبقياً فيها للاغنام ما تمضغه وتجتره ،ولكن المستوطنين والجنود يطردونهم بعنف وبتهديدات وباعتقالات. حتى وقت اقامة النقطة الاستيطانية كانوا يرعون فيها. منذ أن أقيمت النقطة الاستيطانية والاعشاب تغني فقط لسكانها اليهود، المسلحون بالسلاح والعصي، وبالتراكتورات الصغيرة وبالكلاب. هم الذين يرعون بأغنامهم على التلال.
وهكذا في أحد الأيام الفظييعة تلك ،صعدنا إلى التلال التي تحيط بالبؤرة الاستيطانية – شابان وفتاتان-. أردنا “تأكيد التزامنا بالانسانية في اسرائيل” كما هو مكتوب في ذلك البيان. أردنا تمكين الرعاة البدو من أن يطعموا هم أيضا اغنامهم. لم ننجح. وربما أيضا لأننا كنا قليلون جداً. أمام أعيننا، بعيدا عن النقطة الاستيطانية، داخل “منطقة النيران” انطلق على ظهر حماره شاب يعتمر قبعة مطرزة كبيرة وبسوالفه الطويلة المجعدة. بين رجليه كان يركض كلب رعاة ألماني، وحوله كان هنالك قطيع من الاغنام جميلة المنظر والصحة تمضغ طعامها. بعد وقت قصير اقترب منا جيب عسكري ونزلت منه 3 مجندات: “هذه منطقة نيران” قلن لنا ،” أنتم تعرضون حياتكم للخطر اخرجوا حالاً”. لم نغادر حالاً ولهذا تم توقيفنا لفترة ما، وعدنا حزينين كل الى بيته.
بعد يومين طرد من هناك الرعاة البدو وطرد أيضاً مرافقونهم الاسرائيليون الاقلاء وتم توقيفهم لفترة ما وبعد ذلك اطلق سراحهم. ولكن هذه المرة تمت مصادرة سيارتهم. هذه المرة قال لهم الجنود: أنه أعطي لمستوطني “أغنية الاعشب” تصريح خاص لرعي قطيعهم في”منطقة النيران”. أمر كهذا حتى الآن لم نسمع عنه. ولكن سواء كان هذا كذباً أو كان تجديدا، فهكذا هو الواقع هنا طوال الوقت، حول كل بؤرة استيطانية.ومؤخراً تقام في غور الاردن المزيد من البؤر الاستيطانية من مبعوثي المستوطنات. هذه المستوطنات توفر لهم المياه الكهرباء، والجيش يوفر لهم الامن صباح مساء. في الليالي يكثر من زيارة التجمعات البدوية- عليهم أن يعرفوا أن الله لن يتخلى عن اسرائيل ويهودا وخاصة اله الجيوش: ليذهبوا من هنا، ليتبخروا.
“المعارضة لنظام القمع العنيف هذا هي أمر اخلاقي وضرورة وجودية نظراً للأخطار التي تكتنف استمرار هذا النظام”، هكذا أصدر من صاغوا بيان عشية رأس السنة حكمهم. ولكنهم صمتوا ولم يوضحوا أي معارضة يقصدون. ما هي تلك المقاومة “التي لا هوادة فيها” الذيت يطلبونها من الجمهور “الملتزم بالقيم الأساسية للانسانية في اسرائيل”؟
لقد كتب بلتمان في مقاله أن معظم اليهود في اسرائيل يعيشون اليوم داخل فقاعة انغلاق المشاعر… قبر يوسف في نابلس، الحي اليهودي في الخليل أو البؤر الاستيطانيىة غير الشرعية للنازيين الجدد في مناطق تهم معظم سكان أشدود، ريشون لتسيون ونتانيا كأهمية الثلج في العام الماضي. هم لا يزورون هذه الاماكن، ولا يشاهدون سكانها”. حسب رأيي حتى الأغلبية الساحقة من سكان تل أبيب لا يهمونهم. وبالرغم من ذلك ليس لدي شك أنه في مدن اسرائيل وباقي بلداتها مع ذلك هنالك عدد لابأس به وربما حتى يتزايدون في هذا الوقت السيء الذين يرون أنفسهم ملتزمون بالتحديد بالقيم الاساسية للانسانية. فكيف تويدون منهم يا من صغتهم البيان أن “يؤكدوا التزامهم”– الآن وحيث ان قواعد اللعبة هنا تغيرت كثيراً، الآن حيث يوجد لدينا مصلحة مع النازيين الجدد كما يقول بلتمان “مرتين” في مقاله الذي لا يوجد له مثيل في التطرف؟ لماذا سيداتي سادتي الاكادميون لا تشجعونهم بعريضة لكم للانضمام الى حفنة من يخرجون إلى تلك الأماكن- الى “محطمي الصمت في الخليل” والى ” تعايش” وإلى “دراما المشاركة الجماعية” في جنوب جبل الخليل والغور؟ وليس فقط عليكم، أن تتوسلوا لهم للانضمام بل أيضاً ان يرفضوا الاوامر غير القانونية للجيش، والذي ينفذ هذه الجرائم باسم الدولة وباسمهم كواطنيها. اليست تلك هي المقاومة المطلوبة في الظروف الحالية؟
“الوقوف خارج الاجماع هي ضرورة ليس فقط بسبب مضمونه الذي لا يحتمل” انتم تكتبون، “بل نظراً لأن إعطاء أولوية للانتماء الوطني على الانتماء الانساني يقتضي موافقة بالصمت مع قمع الفلسطينيين. ولكن في هذا الوقت أيضا الاكتفاء بالتوقيع على عرائض مراوغة من هذا النوع أو ذاك مرتبطة بالموافقة. ربما ليست موافقة بالصمت بل موافقة بالوقوف جانباً بصورة مريحة. لأنه في هذه الأثناء ما زال كل مواطن “يهودي” في اسرائيل قادراً على أن يرفع صوته من الآلة الكاتبة الموجودة في بيته دون أن يمسه شيء.
لقد عنونتم عريضتكم بـ “معارضة لنظام القمع في المناطق المحتلة” ولم تعطوا لهذه المعارضة أي مضمون، في الظروف الحالية وإزاء القوانين الجديدة، توسيع المستوطنات وإنشاء بؤر استيطانية جديدة فإن المعارضة المناسبة الوحيدة هي العصيان المدني. حتى لو بدأ به فقط حوالي 200 من الموقعين على البيان، هذا الصوت- من قلب المجتمع الاسرائيلي- يكون علامة مميزة وهامة في الطريق، وستكون مفيدة ومشجعة وصحيحة.
هآرتس / مندوبو الأمم المتحدة المحترمون ، اليكم الحقيقة
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 30/9/2018
بعد الردود المملة في العالم على خطابي في الجمعية العمومية يوم الخميس، فقد قررت التوجه الى سكرتارية الامم المتحدة بطلب استثنائي لكي اخطب ثانية. وتعهدت ان القي وللمرة الاولى في حياتي، خطاباً يقول الحقيقة. أنا اشكر السكرتارية التي استجابت لطلبي.
أنا اقف امامك، ايها المندوبين المحترمين، كرئيس لحكومة اسرائيل، سنة وراء الآخرى، وأحاول أن أصرف انتباهكم، وانتباه العالم ومواطني بلادي وأن أضللكم .كل خطاباتي تركزت دائماً على موضوع واحد ،وهو ايران، ايران، ثم ايران.
لقد أحضرت مساعدين، استخدمت الخدع، كشفت عن معلومات استخباراتية حقيقية ومزيفة، كل هذا من أجل صرف انتباهكم. العديد منكم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، سقطوا في الفخ الذي نصبته لهم وتحولت ايران الى عدوة الانسانية. اليوم أود أن أقول لكم الحقيقة: إيران أقل خطرا بكثير مما وصفته لكم. يوجد لدى اسرائيل القوة الكافية للدفاع عن نفسها في وجهها، والاتفاق الذي وقِّع معها كان جيداً، هو أفضل من كل البدائل الأخرى.إنسوا الصور المضحكة التي عرضتها أمامكم. يوجد في الحقيقة محلاً لتنظيف السجاد بالقرب من البوابة الحديدية في طهران، كما أخبرتكم، ولكنكم تعرفون أنه في اسرائيل يوجد منشآت أكثر خطراً من المنشأة الموجودة بالقرب من مصنع تنظيف السجاد الايراني- ولا احد يتحدث عنها.
أنا أقف هنا في كل عام. بهدف تخويف حتى مواطني اسرائيل، بسياساتي وسياسات من سبقني، وليس لدي أي نية كي أنتحر سياسياً من أجل حلها. لهذا فإني اصرف انتباهكم عنها.
غزة ، أيها المندوبون المحترمون، على حافة الانفجار. ان التجارب على بني البشر، التي تقوم بها اسرائيل منذ سنين وصلت الى مرحلتها الحاسمة. مليوني شخص اصبحت حياتهم بدون معنى. وهم يصرخون من خلف الجدار الذي سجناهم خلفه. ان احداً لا يصغي لهم، سوى اذا قاموا باطلاق سلاحهم الفارغ نحو اسرائيل. قريباً سوف يقومون بذلك ثانية.
إن المسؤولين عن الحرب القريبة القادمة في غزة، ايها المندوبين المحترمين، تقع كلها على عاتق اسرائيل. هي التي تسجن وهي التي تنكل، وهي التي تدفع نحو اليأس. لقد وعدت بأنني لن أكذب هذه المرة. لقد كان بامكاننا ان نفتح غزة على العالم. لقد كان بامكاننا أن نمكن سكانها من العيش بحرية وازدهار. ولكننا اخترنا أن نسجنهم. هذا مريح لنا. وانتم لا يهمكم ذلك.
هكذا نتصرف أيضاً في الضفة الغربية، اننا لم نفكر في يوم من الأيام أن ننهي الاحتلال، وحتى اليوم ليس لدي نية للقيام بذلك. افهموا هذا. كل ما اصنعه يستهدف تخليد الوضع الراهن، ومرمرة حياة الفلسطينيين، وبهذا فإن جزءاً منهم، سوف يغادرون. انكم تمكنونني من ذلك وأنا شاكر لكم. اسرائيل هي دولة اليهود. دولتهم فقط. سوف نواصل ترسيخ هذا عن طريق قوانين.
في خطابي السابق تفاخرت بالمساواة بين العرب واليهود. كالعادة اخفيت عنكم وجود أربعة ملايين شخص يعيشون تحت حكمنا وأنه لا يوجد لهم حقوق- وأنتم تواصلون تصديق خديعة ديموقراطية اسرائيل. لقد كذبت ايضاً عندما تفاخرت بأن بلادي ليست عنصرية. لم أخبركم عن الأريتيريين وتفاخرت بالاثيوبيين. لماذا لا تسألوا الاثيوبيين، فيما إذا كانوا يعيشون قي دول عنصرية؟ بهذا تعرفون الحقيقة.
لقد أخفيت عنكم كم نحن نتدخل في سوريا. ولم أقل لكم بأن امريكا موجودة في جيبنا الصغيرة، لهذا نحن نستهين كثيراً بأوروبا ولكننا نرتجف من فلاديمير بوتين. لم أقل بأنه مسموح لكم أن تكونوا لاساميين طالما أنكم تؤيدون الاحتلال. جربونا.
أول أمس، أيها المندوبين المحترمين، قتل جيش الدفاع سبعة متظاهرين في غزة، من بينهم طفلان، وجرح حوالي 500 شخص، أعطوني دولة أخرى فعلت شيئا كهذا، ومواطنوها يواصلون العيش كالمعتاد. يسافرون للخارج ويملأون المطاعم، وموجودون في المركز الحادي عشر على مقياس السعادة العالمي، وحتى أنهم يصدقون من وقاحتهم أن بلادهم هي منارة للعالم. هاتوا لي مجتمعاً منغلقاً ومتبجحاً كهذا.
هذه هي الحقيقة أيها المندوبون المحترمون. أردت أن أقول لكم هذا لمرة واحدة.
هآرتس / الايمان باله الاشراف الخاص هو حماقة
هآرتس – بقلم روغل ألفر – 30/9/2018
يائير اسولين يعترض على أنه في الخطاب ضد التهويد وضد الدين يبدو الايمان بالله “كأمر يجب أن يخجل منه” (هآرتس 22.9) ويشير إلى انه طوال التاريخ آمن بالله العديد من المفكرين والمبدعين المهمين جداً لتطور الحضارة الغربية.
يجب التمييز ما بين الايمان الوجودي بالله، وبين الايمان بإله الاشراف الشخصي. ليبوفيتش آمن بإله والذي عقل الانسان لا يدرك شيئاً بشأنه.وانه ليس للانسان القدرة على معرفة أي شيء بخصوصه، هذا اله يتجاوز كل معرفة انسانية، وكذلك يتجاوز كل تصور انساني. إنه ليس بالامكان قول شيء عنه، مثل “شيء بحد ذاته” كانتيّ.
هذا إله ليس بالامكان رؤية وجهه في الصلاة. وليس بالامكان أن تطلب منه أن ينقذ حياة، وان يساعد في العثور على زوج، وان يهب الرزق. هو إله ليس بالامكان أن تقيم معه أي علاقة. هو برانيّ “خارجي” تماماً بالنسبة للكون المادي، المحكوم بقوانين الطبيعة. اله لا يتدخل مطلقاً بما يجري في العالم. هذا هو اله ليفوفيتش. ليفوفيتش يقول؛ أن من يريد أن يشفى عليه الذهاب للطبيب، ومن يريد كسب الرزق ليذهب لمكتب التشغيل.
في ظل عدم وجود اله للشخص يؤمن به، لا يمكن وجود أي اتصال. ان اختبار الايمان باله كهذا بالتأكيد هو أمر صالح من ناحية فلسفية ويجب احترامه. كما أنه يتساوق تماماً مع النظرة العلمية –مع نظرية التطور، ومع الفيزياء والكيمياء، ومع كل التفسيرات العلمية للظواهر الموجودة في العالم. لأن الإله يسكن خارج العالم ولا يتدخل به.
ونظراً لعدم إمكانية معرفة شيء عنه، فإنه ليس بالإمكان معرفة هل خلق العالم أم لا. بايمان باله كهذا ليس هنالك ما يدعو للخجل. وهنا ايضاً تأتي الفرصة للإشارة إلى ادعاء ابن يشعياهو ليفوفيتش، في كتابه “علينا أن نقرأ التوراه من جديد”، بأن الإيمان الوجودي لأبيه في الحقيقة، كان نوعاً من الإلحاد. وان لم تكن علمانية، حيث أن ليفوفيتش كان من المحافظين جداً على تنفيذ الوصايا اليهودية”، الإلحاد هو رؤيا، والعلمانية هي نمط حياة.
الأيمان بإله الاشراف الخاص، هو أمر مختلف تماماً. ليفوفيتش سماها عملاً غريبا. الأيمان بإله كهذا يرتبط قبل كل شيء بالأيمان بأن الانسان قادر أن يعرف شيئاً عنه. هذا الأيمان بالتأكيد يتعارض تماماً مع الرؤية العلمية. إذا كانت المعرفة حول الإله هي من نسج الخيال، فإن ذلك نوع من النتاج الأدبي.
بيد أن المؤمنين بإله الإشراف الخصوصي لا يتعاملون معه كأنه ذو شخصية متخيلة، نتاج للخيال. هم ينسبون له الواقعية، ويعتقدون أن لديه مشاعر، نوع من الشخصية المؤنسنة، والتي تجلس في مكان ما في السماء، وتغضب وتشفق على بني البشر الذين خلقتهم. حسب هذا الايمان هذا الإله موجود في العالم، ويتدخل في شؤونه، يشرف على رعاياه، يحدد مجريات حياتهم، ويستجيب لصلواتهم أو يرفضها.
على ضوء النجاح الهائل للعلم في وصف الواقع، وفي توفير تفسيرات للظواهر، وفي صياغة قوانين الطبيعة وفي توقع الأحداث الطبيعية المستقبلية (الأمر الذي يمكنه مثلاً من تشغيل القبة الحديدية)، فليس هنالك مناص من القول أن الإيمان بإله الإشراف الخاص هو حماقة والذي هو أصلا يناقض مكتشفات العلم الحديث.
هذا الإيمان الأحمق أثمر طوال السنين منتاجات فنية هامة، في الموسيقى، الرسم، الشعر وغيرها. ليس هنالك أي مانع في الاستمتاع بالايمان الكبير القائم على الدين، بالضبط مثلما أن الاعتقادات الحمقاء لفاغنر لا تلغي امكانية الاستمتاع بموسيقاه.
إسرائيل اليوم / ملادينوف يلتزم بمنع حماس من استخدام ” أموال الأمم المتحدة”
إسرائيل اليوم – 30/9/2018
قالت مصادر إعلامية عبرية، إن مبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف تعهد بمنع “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى تنشط في قطاع غزة، من استخدام الأموال والمرافق التابعة للأمم المتحدة.
ونشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية الأحد،أن ذلك التعهد جاء ردا على رسالة وجهها إليه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد اردان، “شرح بالتفصيل أنشطة حركة حماس العديدة في تحريض الأطفال والشباب في قطاع غزة على قتل اليهود”!.
وكتب اردان في خطابه لملادينوف يقول: “حماس تدرب الأطفال على القيام بأعمال لتحويل الإرهابيين إلى نماذج يحتذى بها، وللأسف تتبنى منظمات الأمم المتحدة رواية حماس”.
وطلب الوزير الإسرائيلي من ملادينوف “إدانة صريحة للمعسكرات التي تديرها حماس في غزة خلال العطلة الصيفية”، وأضاف أنه “من الضروري أن تضمن الأمم المتحدة عدم استخدام أي بنية تحتية أو تمويل قادم من الأمم المتحدة للمساس الفظ بحقوق الأطفال بأي شكل من الأشكال. إذا كانت الأمم المتحدة تريد حماية أطفال غزة يجب عليها أولاً وقبل كل شيء حمايتهم من حماس”.
المصدر / نتنياهو للسيسي: “يجب الضغط على أبو مازن لتقليل الخناق على غزة”
الوضع في غزة يحتدم… بينيت يتهم ليبرمان ويطالب بالقضاء على قيادة حماس. خرجت بعثة تابعة لحماس إلى القاهرة لمتابعة النقاشات حول التهدئة .
المصدر – 30/9/2018
بعد أن كانت نهاية الأسبوع الماضية “مستعرة” بشكل خاص في منطقة السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، وشارك عدد كبير من المتظاهرين وصل إلى نحو 20 ألف متظاهر في تظاهرة، ألقوا فيها نحو مئة قنبلة يدوية وعبوات ناسفة مرتجلة باتجاه إسرائيل، وقُتل فيها سبعة فلسطينون، أصبح الوضع في غزة يحظى باهتمام وسائل الإعلام واهتمام السياسيين.
في هجوم خطير بشكل خاص، اتهم وزير التربية، من حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، وزير الدفاع، ليبرمان بالفشل في معالجة الوضع في غزة قائلا: “انهارت الاتفاقات بين ليبرمان وحماس. ما زال الإرهاب مستمرا على حساب أمن مواطني إسرائيل، وذلك بسبب سياسة ليبرمان المتساهلة والضعيفة؛ سأطرح الموضوع أمام جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قريبا”، قال بينيت، وأضاف: لا يمكن إدارة سياسة الأمن بهذا الشكل، لأن هكذا تبدو سياسية الفشل”. ردا على ذلك هاجم ليبرمان هذه الأقوال موضحا: “يبدو أن الهجوم المتكرر الذي يشنه وزير التربية ضد وزير الدفاع تشير إلى ماضي بينيت وكراهيته”.
في هذه الأثناء، ورد تقرير، أمس السبت، في قناة “كان” الإسرائيلية جاء فيه أن رئيس الحكومة نتنياهو حث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لممارسة ضغط على أبو مازن لإزالة العقوبات عن غزة. حدث ذلك خلال لقائمها في نيويورك. وفق التقارير، قال نتنياهو للسيسي: “يجب الضغط على أبو مازن لتقليل تضييق الخناق على غزة، لأن هذا الوضع يؤدي إلى الانفجار، الأمر الذي يتجنبه الجميع”.
في ظل الخلافات، خرجت أمس السبت، بعثة من حماس والجهاد الإسلام إلى مصر لإجراء محادثات حول تسوية فلسطينية داخلية مع فتح فيما يتعلق بالتسوية مع إسرائيل. سيلتقي أعضاء البعثة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروي، خلال اليوم مع رجال المخابرات المصريين.
يديعوت / هكذا تخطط حماس لاختراق جدار غزة
يديعوت أحرونوت – 30/9/2018
قال ماتان فيلغ، رئيس حركة “إم ترتسو” اليمينية الإسرائيلية، إن “العائق المادي الذي تقيمه إسرائيل حول قطاع غزة سيتم اختراقه كما حصل مع خط بار-ليف خلال حرب أكتوبر 1973 مع مصر؛ لأنه بعد مرور 45 عاما على تلك الحرب، و25 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، فإن إسرائيل تجد نفسها من جديد في شرك خطير”.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه “حين تريد حماس فإن آلاف الفلسطينيين سيكونون قادرين على اختراق الجدار الحدودي القائم شرق قطاع غزة، هذه دعوة لليقظة والحذر، لأن انهيار خط بار-ليف في حرب الغفران كان أحد الرموز الواضحة للإخفاق الذي وقع فيه كبار قادة الجيش الإسرائيلي والدولة بأسرها حين بدأت بحصر أعداد قتلاها”.
وأشار إلى أن “خط بارليف تم اعتباره في تلك الأيام على أنه خط الدفاع عن إسرائيل غير القابل للاختراق، في حين أن جميع تدريبات العدو تركزت في كيفية تجاوزه، والالتفاف عليه للوصول لقناة السويس، وجميع عمليات التجنيد كانت لهذا الغرض، وتم ذلك بهدوء بعيدا عن أعين قادة إسرائيل”.
وأكد أن “ثمن اختراق خط بار-ليف كان بجباية أرواح 2673 جنديا إسرائيليا، ومن الصعب المرور على هذا الثمن الباهظ من الخسائر البشرية من الأرواح، وبتنا أمام دمار نفسي لجيل كامل من الإسرائيليين، ما زلنا نعيش آثاره”.
وأضاف أن “خطيئة أوسلو التي وقعت عام 1993 بعد مرور عشرين عاما على تلك الحرب التدميرية، قامت هي أيضا على فرضية خاطئة متوقعة بأن يأتي ياسر عرفات بالسلام بين الشعبين، لكن الاتفاق جبى من الإسرائيليين حياة أكثر من ألف يهودي، حتى تنفيذ عملية السور الواقي في الضفة الغربية عام 2002، التي أوقفت هذا الكابوس من الهجمات المسلحة”، على حد زعم الكاتب.
وأوضح أن “جيلا كاملا مضى على تلك الحقبة، ومرة أخرى يعود الجنرالات الإسرائيليون أمام نموذج جديد من خط بار-ليف على حدود قطاع غزة، من خلال إقامة عائق تحت-أرضي غير مسبوق، ابتدعته دماغ الخبراء العسكريين، بحيث يكون غير قابل للاقتحام”.
واستدرك قائلا إن “حماس بدأت التدرب عليه منذ زمن بتقصدها اختراق الجدار، والتقدم بالآلاف سيرا على الأقدام باتجاه التجمعات الاستيطانية بغلاف غزة، وكما كان سابقا يعاد اليوم، فالعدو لا يقوم بذلك دفعة واحدة، وإنما بتدريب مقاتليه عليه بتحويل عمليات الاقتحام لسلسلة خطوات ميدانية، تجعلها وقت صدور القرار عملية طبيعية، وطيلة الأشهر السابقة تتدرب حماس على إرسال الطائرات الورقية المشتعلة والبالونات الحارقة”.
وختم بالقول إن “هذه المرة فإن الفرق بين جدار غزة وخط بار-ليف، أن الأول لن يتم اختراقه كما تم مع الثاني، وإنما من خلال انهياره من خلال قوافل من آلاف الفلسطينيين الذين يتصدرهم الأطفال والنساء الحوامل، ولن يستطيع أحد إيقافهم، وهذا السيناريو المتوقع في أي لحظة يعدّ دعوة للرأي العام في إسرائيل لإبداء المزيد من اليقظة والحذر”.
المصدر / وزيران يتنافسان على مديح نتنياهو في نيويورك فيحرجانه
الوزير قرا قال إن زعماء المنطقة ينظرون إلى نتنياهو على أنه زعيم عظيم ويريدون العمل معه، والوزيرة ريغيف شكرت نتنياهو على خطابه في الأمم المتحدة دون انقطاع، فكانت النتيجة إرباك نتنياهو وإحراجه .
المصدر- 30/9/2018
تبارى الوزيران الإسرائيليان، أيوب قرا ميري ريغيف، المرافقان لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إلقاء خطاب المديح الأقوى للزعيم الإسرائيلي خلال احتفال للوفد الإسرائيلي في نيويورك، يوم الجمعة، فكانت النتيجة إحراج نتنياهو أمام الحضور وإرباكه.
في حين راح قرا يشيد بزعامة نتنياهو في المنطقة قائلا إن “زعماء الشرق الأوسط ينظرون إلى نتنياهو على أنه زعيم عظيم”، كادت ميري ريغيف تنسى نفسها وهي تكيل كلمات الإطراء على نتنياهو بعد الخطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقالت أكثر من مرة لنتنياهو “جلبت الفخر لنا ولشعبك. أنت زعيم عظيم”.
وكان رد نتنياهو على هذا المديح المبالغ به الصمت بداية، وبدا على وجهه الارتباك وعدم الارتياح لها، وقال باقتضاب للوزير قرا “لا أدري عن أي زعماء تتحدث”.
وادعى الوزير قرا أنه حضر لقاءات سرية لنتنياهو مع زعماء من المنطقة، وكان الانطباع أن زعماء المنطقة مقتنعون أن نتنياهو جزء من بناء الشرق الأوسط ويريدون العمل معه. “زعماء من الشرق الأوسط يشعرون أنه لا يمكن التقدم من دونه (أي نتنياهو)” قال قرا وفاجأ الحضور وخاصة رئيس الحكومة.
ونفى مقربون من رئيس الحكومة لمندوبي الصحافة الإسرائيلية الذين استفسروا عن اللقاءات التي تحدث عنها قرا مع زعماء من الشرق الأوسط مشاركة الوزير قرا في لقاءات سرية إلى جانب نتنياهو، وقالوا إن نتنياهو قرر ضم قرا وريغيف إلى الوفد إلى نيويورك كبادرة حسن نية من جانبه، لكنه شعر أن مديحهما خلال الحفل مبالغ به ومهين.
ووصف معلقون إسرائيليون على توتير كلام الثناء الذي أطراه قرا وريغيف على نتنياهو بأنه “تملق مخجل يقلل من شأن نتنياهو بدلا من أن يفيده”.
المصدر / روسيا تحصل على مليار دولار من سوريا مقابل منظومة S-300
قناة “كان”: كانت الأموال في البنوك الروسية جاهزة حتى إكمال الصفقة، التي جُمّدت بعد ممارسة ضغط إسرائيلي .
المصدر – 30/9/2018
حصلت روسيا على مليار دولار من سوريا مقابل صفقة S-300، هذا ما كشفته أمس قناة “كان” الإسرائيلية. وفق التقرير، نُقلت الأموال إلى مصارف روسية قبل بضع سنوات، ولكن بسبب تأجيل الصفقة بعد ممارسة الضغط الإسرائيلي والأمريكي، لم تتلق روسيا هذه الأموال بشكل فعلي.
بعد نقل المنظومة إلى جيش الأسد، ستحصل روسيا على الأموال. وأضافت الجهة التي نقلت المعلومات أن المنظومة تخدم المصالح الاقتصادية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. في غضون ذلك، اعترفت جهة سياسية أخرى بأن نقل المنظومة يثير تحديا إسرائيليا. “تقف إسرائيل أمام تحد صعب، ونحن نواجهه بطرق مختلفة، وليس بالضرورة أن تكون المواجهة عبر منع نقل الإرساليات”، قال مصدر إسرائيلي. طلب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بعض الطلبات الخاصة المتعلقة بنقل المنظومة، ووفق أقوال نتنياهو فقد استجاب الرئيس ترامب لجميعها.
في بداية الأسبوع، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن روسيا ستنقل إلى الجيش السوري منظومات دفاع متقدمة من طراز S-300 تتيح لسوريا قدرة دفاعية محسنة ضد الهجمات الجوية. أشار شويغو إلى أن روسيا لم تنقل المنظومة في عام 2013 بناء على طلب إسرائيل، ولكن منذ ذلك الحين فقد “تغييرت الظروف الميدانية، دون علاقة بروسيا”.
واللا العبري / الفلسطينيون يبحثون عن رد، ولقاءات لمنع التدهور في غزة
موقع واللا العبري الاخباري – بقلم أمير بوحفوت – 30/9/2018
بعد التظاهرات العنيفة خلال اليومين الماضيين على حدود قطاع غزة، والتي استشهد إثرها سبعة متظاهرين فلسطينيين؛ عملت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس، على تحييد عبوات وقنابل يدوية أُلقيت نحو قوات الجيش، في أحد أعنف الأيام منذ التظاهرات الضخمة التي شهدناها عقب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. حسب الجيش الإسرائيلي، شارك في التظاهرات حوالي 20 ألف متظاهر، حاول بعضهم اختراق السياج الحدودي، وتم إلقاء أكثر من 100 عبوة ناسفة.
من جهته، أشار قائد فريق التخلص من القنابل في الكتيبة الشمالية إلى إلقاء أكثر من 100 عبوة ناسفة وقنابل متفجرة، “لقد خرجنا صباح أمس لتحييد القنابل والعبوات التي تم إلقاؤها نحو القوات، وقد عمل فريقي في منطقة السياج دون توقف وبشكل مهني. نحن مستعدون وصارمون في الدفاع عن السكان في المنطقة”.
في المقابل، نقلت قناة الميادين أن الفصائل الفلسطينية ناقشت إمكانية الرد على استشهاد سبعة متظاهرين. وردًا على ذلك، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس “نحن مستعدون لكل سيناريو” على حدود قطاع غزة، في ظل التقديرات بأن حماس تبحث عن استباق لمواجهة مع إسرائيل. على خلفية التوتر المتصاعد، أجرى منسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء كميل أبو ركن، سلسلة لقاءات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حول الواقع الإقليمي في قطاع غزة والضفة الغربية. من بين جملة أمور، التقى أبو ركن ورئيس الدائرة المدنية في إدارة أعمال الحكومة في المناطق الجنرال شارون بيتون مع مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق المساعدات الطارئة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة أورسولا مولار.
خلال اللقاء، ناقش الحضور سبل تحقيق استقرار الوضع الإقليمي في قطاع غزة، والتزمت مولار بالعمل لمساعدة السكان المدنيين، فيما أكد أبو ركن أمام مولار على أهمية إعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة. علاوة على ذلك، التقى أبو ركن نائب الأمين العام للأمم المتحدة، نائب المدير والمدير الإقليمي للدول العربية في الأمم المتحدة مراد وهبة، حيث ناقشا خلال لقائهما التحديات المختلفة في غزة، واتفقا على أنه يجب مواصلة التعاون بين التنظيمات من أجل تعزيز تنفيذ المشاريع التي تساهم في منع تدهور إقليمي في القطاع.
التوتر في غزة والقلق من تصعيد كان له نصيب النقاش الأكبر خلال لقاء نتنياهو مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا الأسبوع، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. حسب قول مسؤول سياسي رفيع المستوى، فقد طلب نتنياهو من السيسي الضغط على أبي مازن لرفع العقوبات عن قطاع غزة، وطلب أن “يتوقف عن التهرب، لأن ذلك سيؤدي لانفجار لا أحد يرغب به”.
هآرتس / قبل لحظة من الانفجار
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 30/9/2018
في الوقت الذي تلوى فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المقابلة مع شبكة الـ “سي.ان.ان” في مسألة “ما الذي نقصده حين نقول دولة”، قتل سبعة فلسطينيين آخرين بنار الجيش الاسرائيلي في مظاهرات قرب الجدار، بينهم ناصر عزمي مصباح، إبن 12، محمد نايف الخم، إبن 14، هكذا أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
“تبين لي أنه عندما تستخدم التوصيفات لا يصل المرء بعيدا لأن الناس المختلفين يقصدون امورا مختلفة حين يقولون “دولة”. وبدلا من الحديث عن التوصيفات، افضل الحديث عن الجوهر”، اجاب نتنياهو عندما سئل اذا كان مستعدا لأن يعود ويبدي التزاما باقامة دولة فلسطينية.
غير أنه من ناحية الغزيين، لا يوجد فرق حقيقي اذا كان نتنياهو يفضل الحديث عن التوصيفات أو عن الجواهر. فـ 57 في المئة من سكان القطاع عاطلون عن العمل، معظمهم أبناء 18 – 30، ومؤخرا يقضون اوقاتهم في خيام اقامتها حماس في بداية مظاهرات العودة. هناك على الاقل يوجد تلفزيون وانترنت.
لقد استأنفت حماس المظاهرات، وتواصل المنظمة تدريب قواتها المقاتلة ومؤخرا اجرت مناورة في الجبهة الداخلية لسكان القطاع، في حالة نشوب حرب مع اسرائيل. ومثلما في اسطوانة مشروخة، الجيش الاسرائيلي هاجم هو الآخر.
لقد كان التصعيد في غزة متوقعا والمواجهة العسكرية ليست سوى مسألة وقت، بتقدير مسؤولي الجيش الاسرائيلي. واسباب ذلك، حسب الجيش هما اثنان: عدم التقدم في اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس وانعدام البديل لمساعدات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، التي في اعقاب التقليصات الامريكية ستتوقف قريبا عن تقديم المساعدات الانسانية.
نحو نصف سكان القطاع متعلقون بالغذاء الذي تزوده لهم الاونروا. كما أن الوكالة تدير شبكة تعليم يتعلم فيها300 ألف تلميذ ويعمل فيها نحو 18 ألف معلم وموظف. وفي تشرين الاول سينتهي التمويل لذلك. في اعقاب القرار الامريكي، سيضيف الاتحاد الاوروبي 40 مليون يورو لتمويل الاونروا. فهل حكومة اسرائيل تهتم بمسألة ماذا سيفعل مئات آلاف الغزيين المحتاجين للغذاء الذي تزودهم به الاونروا؟ ماذا سيفعل 300 ألف تلميذ سيتعطلون عن دراستهم بسبب نقص التمويل؟ وماذا سيفعل الجيش الاسرائيلي اذا ما وعندما يحاول سكان غزة في حالة الانهيار الانساني البحث عن مخرج في اسرائيل؟ فهل سيطلقون عليهم النار الحية؟.
تكتفي السياسة الاسرائيلية بالردع، ولكن بم يمكن أكثر من ذلك تهديد الغزيين لأجل تحقيقه؟ بعد 11 سنة من الاغلاق، دون توريد مناسب للكهرباء والماء، دون مصادر دخل، دون وقود، في السجن الاكبر في العالم وقريبا بلا مساعدات انسانية، لا يتبقى للغزيين ما يخسروه. اذا كان نتنياهو يريد أن يتحدث عن جوهر الامور، فلا مكانا مناسبا للشروع في النقاش اكثر من غزة. غزة تتطلب جوابا سياسيا فوريا.
قسم الملحق الاستراتيجي
نظرة عليا / ازمة اقساط الطائرة الروسية – ماذا بعد؟
نظرة عليا – بقلم عاموس يدلين، تسفي مغين وفيرا مخلين شبير – 30/9/2018
بعد اسقاط الطائرة، وعلى ما يبدو قبل أن ينتهي التحقيق في الحدث، نفت اسرائيل التقرير الامريكي بأن الطائرة اعترضها السوريون ووجهت الذنب نحو سفينة من الاسطول الفرنسي كانت في المنطقة في اثناء الهجوم الاسرائيلي. بعد بضع ساعات بلورت وزارة الدفاع الروسية الصيغة الرسمية لوسائل الاعلام، اتهمت فيها اسرائيل بعملية “استفزازية” و”عديمة المسؤولية” في أن طائرات الـ اف16 الاسرائيلية “اختبأت” خلف طائرة الـ يو20 الروسية. وهدد وزير الدفاع الروسي بأن روسيا تحتفظ لنفسها بحق الرد على الحادثة.
لقد حظي الموضوع بتغطية واسعة للغاية في القنوات الروسية التي يتحكم بها الحكم، تغطية تميزت بحماسة مناهضة لاسرائيل على نحو جارف، دعوات للانتقام وعقوبات ضد اسرائيل. كما أن الناطق بلسان بوتين، باسكوف، ساند في هذه المرحلة وزارة الدفاع. من الجانب الاسرائيلي، يبدو أن الغموض الذي بث في البداية لم يخدم مصالحها. وفي وقت لاحق غير الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي السياسة وأكد العملية الاسرائيلية في سوريا، أعرب عن الأسف على فقدان حياة الروس، ولكنه ألقى بالذنب كله على سوريا التي اعترضت الطائرة (عندما كانت طائرات سلاح الجو قد اصبحت في الاراضي الاسرائيلية) وعلى ايران، التي تعمل في سوريا. بعد بضع ساعات لطف الرئيس بوتين رد الفعل الروسي واعتبر الحادثة “سلسلة اخطاء مأساوية”، اكد المسؤولية السورية عن اسقاط الطائرة، ولكنه أيد ايضا – بلغة معتدلة – المواقف التي عرضتها وزارة الدفاع.
صحيح أن الرد الروسي يعكس ظاهرا غضبا حقيقيا على اسرائيل، التي عملت على مسافة غير بعيدة من خلف انتشار القوة العسكرية الروسية في سوريا (قاعدة حميميم) وفي الوقت الذي كانت فيه طائرة روسية في الجو في طريق عودتها الى هناك. وهكذا خلقت وضعية يكون فيها خطأ منظومة الدفاع الجوي السوري في غاية المعقولية. يحتمل ايضا أنه توجد هنا رغبة من المؤسسة الامنية الروسية في ابعاد الذنب عن القوة الروسية في سوريا، لأن هذه تعمل بتعاون كامل وباندماج مع سلاح الجو والدفاع الجوي السوري، وكان ينتظر منها منع مثل هذه الاخطاء. ولكن جملة ردود الفعل الروسية، وعلى رأسها الانفلات المنظم والمناهض لاسرائيل في وسائل الاعلام، يمكنها أن تشير الى نية روسية لاستغلال الحدث لتعظيم الازمة، كي يكون ممكنا استخدامها لاحقا لتحقيق اهداف روسية في المنطقة.
في هذه الاثناء اعلنت روسيا عن اغلاق جزء من المجال الجوي والبحري غربي الشاطيء السوري امام نشاط كل طيران وطائرات في اثناء الاسبوع القادم، وإن كان معقولا أن تفتح المنطقة لاحقا أمام الحركة بسبب المواصلات المدنية. هناك خطر في أن يتضمن الرد الروسي ايضا اعمالا لتعزيز الدفاع الجوي السوري، بما في ذلك نقل منظومات دفاع جوي اكثر تطورا تجري سوريا مفاوضات عليها منذ الآن. والى ذلك، ينبغي أن نأخذ بالحسبان أن عناصر في الحكم الروسي ليست منسجمة مع حرية العمل التي اعطتها روسيا لاسرائيل للعمل ضد التواجد الايراني، ستستغل هذه الحادثة للمس بالعلاقات الروسية مع اسرائيل والمس بحرية عمل اسرائيل في سوريا. يحتمل أن يكون هذا وجد تعبيره منذ الآن في شدة النقد على اسرائيل في وسائل الاعلام الروسية.
ومع ذلك، يبدو أنه في الصورة الاكبر سيسمح عمق المصالح، الاسرائيلية والروسية، للطرفين بالتغلب على الحادثة. ليس معقولا أن تكون روسيا معنية بأن تمس الآن جوهريا بالعلاقات، الحيوية لها ايضا، مع اسرائيل. وعليه، فمن المتوقع أن تسوى الازمة في الايام القريبة القادمة من خلال الوصول الى تفاهمات بين زعيمي الدولتين، اللذين تسود بينهما علاقات ثقة. لقد اصاب رئيس الوزراء نتنياهو إذ اتصل واعرب عن أسفه، بل ووقف ايضا عند حقيقة أن الذنب ليس في الملعب الاسرائيلي. ينبغي الأمل في أن يجد الموضوع حلا متفقا عليه بين الطرفين، في صيغة التسوية المعروفة حتى الآن في المجال السوري الى هذا الحد أو ذاك، مع قيود بالحد الادنى على حرية العمل الاسرائيلية وآلية لمنع الاحتكاك.
ومع ذلك، توجد امكانية تشديد ما على حرية العمل في سوريا. يحتمل أن يطلب الروس من اسرائيل الامتناع عن اعمال في مناطق انتشار قواتها، وللأسف اعطاء القوة الروسية اخطارا اطول. ستحاول روسيا، على عادتها، أن تستغل ايضا هذا الحدث لتحقيق مزيد من مصالحها. في هذا السياق، من المتوقع لزيارة قائد سلاح الجو، اللواء عميكام نوركين، في موسكو، لاهداف ايضاح الموقف الاسرائيلي، أن يعطى بعد اعلامي من جانب الروس. فهؤلاء سيتطلعون الى استغلال الحدث كرافعة تأثير على اسرائيل وسلوكها في سوريا، بل ولاستعراض مكانتهم السائدة في الدولة وحاجة كل الاطراف الى مراعاتها.
حادثة من هذا النوع كانت ممكنة آجلا أم عاجلا، بسبب النشاط المكثف لسلاح الجو الاسرائيلي ضد التواجد الايراني في سوريا، ونقل السلاح المتطور لحزب الله. أما الاسباب التي أدت باسرائيل لأن تتبنى هذه الاستراتيجية فلا زالت سارية المفعول، واسرائيل ستتطلع الى مواصلة سياستها. سلاح الجو، الذي لا بد أنه حقق بعناية في الحدث، سيتعين عليه أن يستخلص الدروس وأن يشدد الشروط التي ينفذ فيها هجوم كهذا في مناطق الانتشار والنشاط للقوة الروسية، في ظل مراعاة اكبر للنشاط الجوي للقوة الروسية، حتى وإن لم يكن قريبا من مسار طائراتها. معقول أن يتقلص نشاط سلاح الجو في سوريا، في الفترة القريبة على الاقل ويكون خاضعا لرقابة وثيقة اكثر من القيادة السياسية. يحتمل ايضا أن يكون ممكنا اجراء تغييرات طفيفة على آلية الاخطار ومنع الاحتكاك مع الروس، بثمن المخاطرة بأن تنقل هذه الاخطارات الى الدفاع الجوي الروسي.
كما لا بد من استغلال الحادثة للايضاح للجانب الروسي بأن نقل منظومات دفاع جوي اكثر تطورا الى السوريين سيزيد الخطر على قوتهم، وذلك لأن الحادثة تجسد الأداء العليل للدفاع الجوي السوري. كما أن هذه فرصة اخرى للايضاح لروسيا بأن تواجد قوات ايرانية ومليشيات تخضع لنفوذها يخلق في سوريا وضعا متفجرا مرشحا لحالات من الخلل وحوادث من هذا النوع.
* انتهت النشرة *