ترجمات عبرية

الصحافة الاسرائيلية ليوم ٢٧-٩-٢٠١٨

قسم العناوين  

هآرتس :

– ترامب: حل الدولتين سيعمل بالشكل الافضل؛ نتنياهو: مستعد أن تكون للفلسطينيين صلاحية للسيطرة على أنفسهم.

– رئيس الاركان يوجه تعليماته لفحص جاهزية الجيش الاسرائيلي للحرب.

– عودة الدولة ناقص.

– تقرير البنك الدولي هو فصل آخر في السيناريو المكتوب للجنة دعم الاحتلال.

– نحو خطاب عباس في الامم المتحدة: يحتدم الشرخ بين حماس والسلطة الفلسطينية.

– بادرة فارغة يمكن أن تغير الواقع.

– امرأة ثالثة تتهم مرشح ترامب للعليا: أسكر فتيات في حفلات اغتصبن فيها.

يديعوت احرونوت:

– قبل لحظة من خطاب نتنياهو في الامم المتحدة الرئيس يعلن: أنا أحب حل الدولتين.

– مفاجأة ترامب.

– المواجهة المقدسية – ناحوم برنياع مع المرشحين في السباق لرئاسة بلدية القدس.

– الفلسطينيون: تصريحات ترامب لن تعيدنا الى المفاوضات.

– بينيت: “طالما نحن في الحكومة، لن تقوم دولة فلسطينية”.

– رئيس الاركان جاهز للمعركة.

– البالونات الحارقة تسببت بسبعة حرائق في غلاف غزة.

معاريف/الاسبوع:

– مفاجأة الرئيس الامريكي ترامب: “أحب حل الدولتين”.

– نتنياهو: لم يتخذ بعد القرار من سيكون رئيس الاركان القادم.

– عودة حل الدولتين.

– ماكرون: سنطرح مبادرات جديدة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

– نتنياهو: تلقيت من ترامب كل ما طلبت.

– اردوغان: سنواصل استيراد الغاز من ايران.

اسرائيل اليوم:

– رئيس الوزراء عن حادثة الطائرة: “كل طلباتي استجيبت”.

– اليوم سيخطب في الامم المتحدة.

– ترامب: “نحن نقف مئة في المئة الى جانب اسرائيل”

– سوريا تهدد: “منظومات اس300 ستشل العدوان الاسرائيلي”.

– كوربين في افضل حالة: “عندما سنفوز ستعترف بريطانيا بفلسطين”.

– مسؤولون فلسطينيون: أبو مازن سيفرض عقوبات اخرى على غزة.

القناة العاشرة الإسرائيلية:

• ترمب، دولة واحدة أيضاً مقبولة.

• مواجهات في محيط قبر يوسف في نابلس.

• تحليل إسرائيلي، بعد تصريحات ترمب حول حل الدولتين، الكرة انتقلت لساحة أبو مازن.

• تحليل إسرائيلي، ترمب لن ينشر خطة سلام غير مقبولة على ترمب.

• ترمب مع حل الدولتين، وصفقة القرن ستنشر ما بين 2-4 شهور.

• نتنياهو، حصلت على كل ما أردت من ترمب في كل ما يتعلق بالأزمة مع روسيا.

القناة الثانية الإسرائيلية :

• ترمب، حل الدولة الواحدة حل مقبول.

• وزير القضاء الإسرائيلي ترد عل تصريحات ترمب: “حل الدولتين حل سيء”

• سكان من غزة ضد حركة حماس، ويتهمونها بالفساد.

• الرئيس الإيراني، لا نريد حرب مع الولايات المتحدة.

فضائية 20 العبرية :

• ترمب، حل الدولة الواحدة أمر مقبول أيضاً.

• تحت حراسة مشددة، 35 ألف مستوطن زاروا مدينة الخليل.

• اعتقال فلسطينيين بتهمة تفجير عبوة قرب مستوطنة “عادي عاد”.

• مراقب جيش الاحتلال الإسرائيلي يفحص جاهزية الجيش للحرب.

• ترمب، عقوبات مشددة ضد إيران.

 قسم الأخبــــار

اسرائيل اليوم – من دانييل سيريوتي:

مسؤولون فلسطينيون: أبو مازن سيفرض عقوبات اخرى على غزة../

اقتبست وسائل اعلامية عربية عن مسؤولين فلسطينيين قالوا انه مع عودة ابو مازن الى رام الله، بعد انتهاء اعمال الجمعية العمومية في نيويورك، سيعقد كبار مسؤولي القيادة الفلسطينية ويبشرهم بعقوبات اقتصادية اخرى سيفرضها على حماس في غزة.

تأتي نية رئيس السلطة في أعقاب اصرار المنظمة عدم نقل كامل السيطرة في غزة الى السلطة الفلسطينية في كل اطار تسوية في القطاع – سواء في اطار اقليمي ام دولي. وقال مصدر فلسطيني رفيع المستوى لـ “اسرائيل اليوم” انهم في رام الله يأملون بممارسة الضغط على اسرائيل في موضوع المسيرة السلمية، من خلاف فرض عقوبات على غزة.

والى ذلك، ففي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، استمرارا للقاء ابو مازن وتسيبي لفني وقبل خطاب رئيس السلطة في الجمعية العمومية غدا، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان ابو مازن لا يعتزم القاء خطاب يعلن فيه عن تجميد اتفاقات اوسلو واعتراف م.ت.ف باسرائيل.

وقال المالكي ان “الرئيس عباس لا يعتزم اغلاق الابواب امام امكانية تحقيق السلام”، ومع ذلك شدد على أن ابو مازن سيدعو الى تشكيل محفل دولي واسع، يضع سياسة ادارة المفاوضات في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وذلك في ضوء الموقف المتحيز للرئيس ترامب والادارة الحالية في واشنطن في صالح اسرائيل.

واضاف المالكي بان ابو مازن سيطلب رفع مستوى البعثة الفلسطينية الى الامم  المتحدة كـ “دولة تحت الاحتلال”، وسيطلب حماية مجلس الامن للشعب الفلسطيني ويعلن عن استمرار انضمام الفلسطينيين الى المنظمات الدولية.

قسم الافتتاحيات

هآرتس – افتتاحية – 27/9/2018

عودة الى الحل الوحيد

بقلم: أسرة التحرير

“أنا احب حل الدولتين، اعتقد أن هذا هو الحل الذي سينجح بالشكل الافضل”. هكذا قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ختام لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة. وردا على ذلك أعرب نتنياهو عن استعداده لاقامة دولة فلسطينية بسيطرة امنية اسرائيلية. “كل واحد يعرف اصطلاح الدولة بشكل مختلف”، قال، وكرر عمليا موقفه من خطاب بار ايلان بشأن “دولة ونصف”: “انا مستعد لان تكون للفلسطينيين الصلاحيات لحكم أنفسهم دون صلاحيات المس بنا. المعنى هو أن السيطرة الامنية غربي الاردن ستبقى في ايدينا”.

تؤكد تصريحات نتنياهو وترامب ما يفهمه كل اسرائيل عاقل: لا حلا للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني غير حل الدولتين. ليس الاسرائيليون فقط يعرفون هذا، فأقوال بروح مشابهة قالها في الجمعية العمومية الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي: “صيغة الحل واضحة ولا يوجد وقت لاضاعته في المباحثات حوله. ما هو مطلوب هو ارادة سياسية للعودة الى طاولة المباحثات والوصول الى تسوية تقوم على اساس هذه الصيغة”.

لقد وصل ترامب الى الرئاسة الامريكية وهو مفعم بدوافع حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وقد طلب التفكير “من خارج العلبة”. وفي تناوله الاولي للنزاع أعرب عن انفتاح فكري بشأن حل الدولة الواحدة، الامر الذي غرس الامل في اوساط اليمين الاستيطاني، في أن يمنحهم ترامب رخصة دولية لضم المناطق المحتلة. ودافع ترامب عن اسرائيل في الامم المتحدة، اعترف بالقدس كعاصمة لها ونقل اليها السفارة الامريكية، كي “يزيل” مسألة اللباب، القدس، عن طاولة المفاوضات. ولاحقا أعلن عن كفاح ضد اللجوء الفلسطيني واعلن بان الولايات المتحدة ستوقف التمويل لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، في محاولة “لازالة” مسألة حق العودة. هذه الاعمال هي الاخرى غرست الامل في قلب المستوطنين من اليمين في أنه “انتهى عصر اوسلو”.

ولكن كل الابداعية السياسية التي في العالم لا يمكنها أن تؤدي الا الى ذات الاستنتاج القديم والمرضوض: لا حلا للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني غير حل الدولتين. “سيتعين على اسرائيل ان تفعل شيئا في صالح الطرف الاخر”، اوضح ترامب واعلن بانه يريد الوصول الى صفقة في السنتين القريبتين، وان تفاصيل خطة السلام الامريكية سينشرها بعد نحو شهرين او ثلاثة اشهر. وقال ايضا ان الفلسطينيين سيوافقون على العودة الى طاولة المفاوضات “مئة في المئة”. ومن أقوال نتنياهو يتضح انه فهم بانه يحتمل ان تكون سياسة الوضع الراهن توشك على الانتهاء. والانن مع الظهر الى الحائط الترامبي، تبقى أيضا الاستيضاح اذا كانت هناك بذور ارادة طيبة في اوساط نتنياهو، واذا كنت قواه السياسية ستكفيه كي يقف في وجه حركات المقاومة الاسرائيلية لحل النزاع المضرج بالدماء.

يديعوت – مقال افتتاحي – 27/9/2018

حل الدولتين –  فرصة نتنياهو الضائعة

بقلم: شلومو بتروكوفسكي

أعاد اعلان الرئيس الامريكي في مستهل لقائه مع رئيس الوزراء بانه “يحب حل الدولتين” بعض الحمرة الى وجنتي اليسار الاسرائيلي، خائب الامل عميقا بترامب. فها هو رئيس القوة العظمى الاكبر في العالم ايضا، الصديق الطيب لنتنياهو يعترف بان حل الدولتين هو المسار السياسي الوحيد ذو الصلة.

ويتعاظم حجم الحدث بالطبع على خلفية خيبة الامل العميقة في اليسار من أن الولايات المتحدة ترامب ترفض أداء مهامتها التقليدية كرافعة ضغط على اسرائيل لتنازلات سياسية، وتصر على تفعيل روافع الضغط التي لديها بالذات على الطرف الفلسطيني، ضمن امور اخرى بتجميد الميزانيات للسلطة الفلسطينية ولمحافل كوكالة الاونروا.

على هذه الخلفية، فان تصريح ترامب هو مثابة الماء البارد على الروح التعبة لليسار الاسرائيلي، وبالمقابل مصدر خيبة امل غير صغير لرجال اليمين الذين أملوا في أن تؤدي ولاية ترامب الى تحطيم الدائرة الشيطانية للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

ان الفرضية الاساس لليمين الايديولوجي الاسرائيلي اليوم هي ان عبارة “حل الدولتين” هي الشيء ونقيضه: ففكرة تقسيم قطعة الارض الضيقة التي بين البحر ونهر الاردن الى دولتين ببساطة لن تنجح. فالدولتان ليست حلا، بل مشكلة. والاصرار على السير في طريق حل الدولتين، والذي تميزت به كل الاتصالات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين في الجيل الاخير هي السبب الاساس في أن النزاع لا يزال بعيدا عن الحل. ما نحتاجه من اجل محاولة منح أمل ما لاخراج العربة السياسية من الوحل هو قبل كل شيء الاعتراف بانه لن تكون غربي الاردن سوى دولة واحدة – اسرائيل. من هذه النقطة يمكن ان نفحص كل انواع الامكانيات الاصيلة الى هذا الحد أو ذاك كي نخلق حلا سياسيا للعقدة القائمة. هذا ملزم بان يكون حلا اصيلا، لان الحلول المفتعلة التي جربت حتى اليوم فشلت كلها. وكما هو معروف، فان عدم العقلانية هي محاولة القيام بالامر ذاته المرة تلو الاخرى والامل في الحصول على نتيجة مختلفة.

اذن فقد أملوا في اليمين بتغيير الفكر، وآمنوا بان تغيير الادارة في امريكا كفيل بان يكون الفرصة لذلك. وشهدت المؤشرات الاولى التي جاءت من جهة ترامب على أن هذا ليس أملا عابثا. ويمكن للمرء أن يقول عن ترامب كل ما يشاء الا ان ادارة السياسة المتوقعة والنموذجية ليست واحدة منها. فالادارة برئاسته اشارت في بداية الطريق الى انها تعتزم ان تجلب الى المنطقة روحا سياسية اخرى. وفي هذا الاطار رفض ترامب ورجاله في البداية الاعلان عن تأييدهم لحل الدولتين. كما أنهم لم يعربوا عن معارضة لذلك الا انهم اوضحوا بانه من يقرر الحل هما الطرفان ذاتهما – وليس الولايات المتحدة. وبذلك يكونوا قد فتحوا شقا يمكن عبره محاولة طرح أفكار بديلة لفكرة الدولتين.

كان يمكن، ولكن لشدة الاسف هذا لم يحصل: فرغم أن هذا الشق كان ظاهرا لمقرر السياسة في اسرائيل وعلى رأسهم رئيس الوزراء، لم يفعلوا شيئا كي يعرضوا للعالم، واساسا للامريكيين، خيارا بديلا لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد واصلت القيادة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو العمل كما كانت تعمل في العام الماضي. واستغل تغيير الادارتين في الولايات المتحدة من جانب نتنياهو لتحقيق سلسلة طويلة من الانجازات التكتيكية الجميلة، وعلى رأسها وقف التمويل للفلسطينيين، تغيير الموقف من الاونروا واعطاء قبة حديدية دبلوماسية لاسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة. لا شك ان هذه انجازات لا بأس بها، ولكن محظور الوقوع في الخطأ: كلها على المستوى التكتيكي. أي منها ليس رافعة لتغيير الواقع الاستراتيجي، رغم ان بعضها بالتأكيد كان ذا امكانية كامنة لاحداث مثل هذا التغيير، لو انه بذل جهد واع في الاتجاه.

يعد هذا تفويتا لفرصة تاريخية تقع امام ناظرينا، ولكن طالما لا يفعل رئيس الوزراء ما يلزم، فان هذا التفويت للفرصة محتم. كما واصل نتنياهو أمس ايضا الحديث عن الدولتين وعدم التنكر لخطاب بار ايلان، وبالتالي ينبغي للمرء ان يكون ساذجا كي يعتقد ان ترامب سيكون هو من يوفر البضاعة. ينبغي الامل في انه ليس متأخرا بعد استغلال الفرصة، ولكن نافذة الفرص آخذة في الانغلاق.

قسم التقارير والمقالات

هآرتس – مقال – 27/9/2018

بادرة فارغة يمكن أن تغير الواقع

بقلم: حيمي شليف

يمكن الافتراض أن معظم العالم سيتعامل بتشكك مع عملية الاحياء التي نفذها أمس دونالد ترامب بصورة مفاجئة لمفهوم “حل الدولتين” بمساعدة ضرب الجناح من بنيامين نتنياهو. السجل الذي راكمه ترامب حتى الآن في الشأن الفلسطيني، الذي ايضا يوجد لنتنياهو فضل فيه، يبرر التخمين الحذر بأن الحديث يدور عن بادرة حسن نية فارغة. تمرين رقم 8 في التلاعب وعلاقات الجمهور. إن عدم الثقة الذي خلقه ترامب في الساحة الدولية في كل ما يتعلق بعلاقته مع الفلسطينيين سيجعل تصريحاته الاخيرة تحظى بموجة ضحك تلقائية، مثل التي اخجلت رئيس الولايات المتحدة في الجمعية العمومية للامم المتحدة.

رغم أنه لدى ترامب لا يمكن أن نفهم في أي يوم، من الواضح أن الامر هذه المرة لا يتعلق بزلة لسان صدفية أو ومضة صدفية من تيار الوعي للرئيس الذي بشكل عام يسير باستقامة بدون فلترة، الى تغريداته وتصريحاته. ترامب اعلن بصورة مرتبة أن مبادرته للسلام في الطريق وأنها ستصل فورا. هو لم يقل بصراحة أن المبادرة نفسها ستتضمن خطة تؤدي بالضرورة الى اقامة دولة فلسطينية. ولكن بالتأكيد هو جدد بذلك كونه تبنى أخيرا الموقف الامريكي المتخذ منذ جورج بوش – وهو يساري آخر دعم للمرة الاولى تبني حل الدولتين في 2005.

ولكن في الوقت الذي كشف فيه ترامب أمس في نيويورك عن حبه المتأخر لحل الدولتين من اجل أن يرمي للفلسطينيين عظمة، كما يبدو، حرص ايضا على التفاخر من جديد بالخطوات التي ابعدت الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات منذ البداية. ايضا في الوقت الذي يقدم فيه للفلسطينيين بادرة حسن نية، سواء لتهدئتهم قبل خطاب محمود عباس في الجمعية العمومية، أو من اجل اغراءه بوقف المقاطعة الشاملة التي فرضوها على مبعوثيه، فان “أنا” ترامب لا تمكنه من الامتناع عن تربيته على كتفه هو نفسه وبهذا يخرب البشرى الغضة التي اراد جلبها.

بعد ذلك تحدث كيف رفع بصورة سحرية القدس عن جدول الاعمال، كما أنه تبجح كيف أنه يضغط على الفلسطينيين في المكان الذي يؤلمهم، في جيوبهم، حتى يخضعوا ويتوسلوا من اجل العودة. عندما قال قائد القوات البريطانية، افلين باركر، اقوال بروحية مشابهة عن يهود ارض اسرائيل ردا على تفجير فندق الملك داود تم وصفه باللاسامية واعلن عنه من قبل التنظيم السري اليهودي كشخص يستحق الموت.

نتنياهو بالتأكيد لم يرغب في تدمير عرض من عمل معروفا معه. لقد أظهر اشارات على أنه مستعد للسير مع الرئيس، حتى لو تضرر من ذلك في الداخل. نتنياهو لا يرفض استخدام مفهوم دولة، لا سمح الله، شريطة أن توافق على أن يقوم جيش اجنبي بغزو اراضيها، وأن يقوم باعمال الدورية في شوارعها وأن يعتقل مواطنيها كلما راق له ذلك. هذا معنى طلب اسرائيل للسيطرة الامنية على كل المنطقة في غربي نهر الاردن، الذي كرره أمس نتنياهو على مسامع المراسلين الاسرائيليين. الفلسطينيون سيكون عليهم ايضا الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والتنازل عن حق العودة – حتى الى الدولة الفلسطينية نفسها – والاكتفاء بعاصمة ليست في القدس. لا حاجة لبحث ذلك الآن لأن الطلب الامني الاسرائيلي، المطروح كشرط لا يمكن تجاوزه، هو غير قابل للحركة أصلا.

حتى السؤال الذي طرحه نتنياهو على المراسلين – هل الحديث يدور عن دولة مثل ايران أو كوستريكا – هو براءة موجزة معروفة سبق وتبجح بها في التقرير الذي أعطاه لحزب الليكود في شباط 2017 عن محادثاته مع زعماء استراليا. هو ينثر الغبار على الأمل بأنه اذا وافقت الدولة الفلسطينية على السير في طريق كوستريكا والتنازل تماما عن انشاء جيش باستثناء قوة شرطية للتعامل مع الجرائم المحلية، فسيكون مستعدا للتفكير في ذكر الاسم الصريح “دولة”.

عندما نربط واحدة مع الاخرى، مع ذلك يتبين فورا أن نتنياهو حتى لهذا لم يكن يقصد حقا: كوستريكا تحظى برعاية ودفاع فعلي من الولايات المتحدة ومنظمة دول امريكا. في المرة الاخيرة التي ارسلت فيها دولة مجاورة قوة عسكرية لاجتياز الحدود من اجل أن تحقق كما يبدو مصالحها الامنية، نيكاراغوا، قبل 63 سنة، اضطرت لسحبها بسرعة وحتى طلب العفو.

رغم كل ذلك، الامر يتعلق برئيس ليس واضحا اذا كان مستعدا لايجاد اسرائيل على الخارطة مع رئيس حكومة لديه عشرات السنين من التجارب في التمارين اللولبية، التي هدفها دفع الفلسطينيين الى الزاوية وتأجيل سوء المصير، للكلمات توجد قيمة. ترامب القى أمس حجر في البئر، منقوش عليه “دولتان” وألف حكيم من اليمين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة الذين سيحاولون في الايام القريبة القادمة المراوغة والتبرير والتحليل والتحفظ وسحقه حتى يصبح تراب، لن ينجحوا في اخراجه.

حتى اذا لم تؤد الى اختراقات فان اقوال ترامب تعيد الخطاب السياسي الى ارض الواقع، الى الحل الوحيد الممكن، الى الصيغة المقبولة على 99 في المئة من المجتمع الدولي. إن أيدي ترامب ونتنياهو التي انزلت القطار عن السكة، اعادوه أمس، وبسخاء، الى اتجاه السكة الاصلي. اقوالهم ستثقل على الاقل على الحماسة التي تزايدت مؤخرا في اليمين وفي اليسار لكل انواع الحلول المشوهة: من اقامة دولة واحدة التي ستعرض يهودية اسرائيل للخطر حتى الضم الكامل في اطار حكم ذاتي للفلسطينيين الذي سيهدد طابعها الديمقراطي. بالتحديد في الوقت الذي هما غارقان فيه في يأس عميق فان ترامب ونتنياهو منحا مضطهدي اليسار سببا فريدا للسعادة، لحظة غير مفاجئة من الابتسام بأنهما بالتأكيد سينجحان في محوه في الايام القريبة.

هآرتس – مقال – 27/9/2018

تقرير البنك الدولي هو فصل آخر  – في السيناريو المكتوب للجنة دعم الاحتلال

بقلم: عميره هاس

داخل حدود دولة من العالم الاول، مع بعض اوجه الشبه لدولة عظمى عسكرية عالمية، توجد جيوب كبيرة من العالم الثالث التي تنزل بصورة ثابتة الى مستويات متدنية حتى أكثر من ركود اقتصادي، بنى تحتية غير قائمة، بطالة، عدم استغلال الامكانيات الكامنة البشرية، فقر، جوع ويأس. هذا الوصف مناسب لدول كثيرة في العالم التي توجد فيها فجوات اقتصادية – اجتماعية لا يمكن فهمها، توجد على بعد شارع أو شارعين في نفس المدينة، لكن هنا القصد هو اسرائيل والجيوب الفلسطينية المتناثرة بين البحر والنهر. اذا اردنا الدقة اكثر، تلك التي يعيش فيها من ليسوا مواطنين اسرائيليين ولا يتم شملهم في حسابات مكتب الاحصاء المركزي الاسرائيلي.

ثلاثة تقارير تصف وضع الجيوب الفلسطينية نشرت في هذا الاسبوع. تقرير البنك الدولي الذي حظي باشارة في وسائل الاعلام المحلية، وتقرير صندوق النقد الدولي وتقرير الامم المتحدة. إن أي ايجاز صحفي لها لا يمكنه أن يعكس العمل الكثير الذي استثمر فيها أو اهتمام وقلق واضعي التقارير ومساعديهم الكثيرين، التي تبرز بين السطور. تلك عشرات كثيرة من الصفحات المزينة برسوم بيانية ملونة، ومليئة بالاحصاءات، والمقسمة الى بنود تسهل القراءة ومرفقة بملخص تنفيذي. هي مليئة بالمصطلحات الاقتصادية والبنكية التي نحن العلمانيون لا نفهمها. وايضا بحقائق مفاجئة مثل أن النسبة المرتفعة نسبيا (23 في المئة) للنساء الشابات بين المبادرين الى المشاريع الصغيرة التكنولوجية في قطاع غزة والضفة الغربية، أو النسبة الاعلى للاولاد الذين يتركون التعليم الثانوي مقابل البنات اللواتي يقمن بذلك.

توجد في هذه التقارير تحذيرات سياسية واضحة. مثلا، بدون رفع القيود الاسرائيلية عن المناطق ج وعن حرية الحركة من قطاع غزة، لا يمكن حدوث أي تحسن. كما توجد فيها توقعات. مثلا، قلة التوفيرات في القطاع والخوف من عدم وفاء الناس بتسديد الديون ستؤثر على استقرار البنوك في الضفة، وأن تطبيق القانون الاسرائيلي بخصم مئات ملايين الدولارات من اموال الجمارك التي يجب على اسرائيل تحويلها للفلسطينيين، بسبب مخصصات السجناء، ستدهور الوضع اكثر فأكثر. وكل التقارير تحذر من كارثة من صنع الانسان. جميعها تحلل الاحداث الاخيرة وسلوك الاطراف منذ أن نشرت التقارير السابقة في شهر آذار، التي هي ايضا حذرت من كارثة اقتصادية – اجتماعية لها جذور سياسية. جميع التقارير تقترح حلول للمدى القصير والمتوسط والتي هي معروفة للجميع.

اليوم ستوضع في نيويورك التقارير على طاولات المندوبين الاسرائيليين والفلسطينيين والوسطاء بينهم: مندوب النرويج كرئيس، ممثلو الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وخبراء من الامم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. على مدى اليوم سيبحث المشاركون في السيناريو المعروف مسبقا بشأن تخليد الفجوة بين العالمين المعروضين وتوسيعها، سيناريو كتب منذ فترة وممثلوه المحتملين وغير المحتملين يواصلون تمثيل ادوارهم فيه باخلاص. النزاع المعقد والمتعقد المتعلق بصغائر الامور احيانا بين الحكومتين الفلسطينيتين، يوجد في التقارير، رغم أن حماس لم تذكر باسمها الصريح. الحل المنطقي الذي تقترحه التقارير – توحيد الصلاحيات واعادة المسؤولية على ما يجري في القطاع الى أيدي حكومة رام الله – يمكنه أن يكون بسيطا وسريعا وفي متناول اليد أكثر من رفع قيود الحركة الاسرائيلية.

هذا سيكون لقاء لجنة الارتباط المخصصة للمساعدة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية، المعروفة ايضا باسم “ايه.اتش.ال.سي” وهي أحد الاسماء التي صيغت قبل ربع قرن في مفاوضات اوسلو. رسميا، هذا جهاز التنسيق الاساسي، على مستوى مقرري السياسات، الذي يناقش مساعدة التنمية الممنوحة للمناطق الفلسطينية المحتلة. عمليا، هذا هو الاطار الثابت الذي يعقد مرتين في السنة منذ 25 سنة، ويصادق على استمرار الطريقة: اسرائيل تقيد الجيوب الفلسطينية وتملي مسار من الجمود الاقتصادي في احسن الحالات، وتدهور اقتصادي بشكل عام. الوسطاء يبحثون في الدعم المالي من الخارج وفي وسائل تقنية – مالية مختلفة للسلطة الفلسطينية، بحيث تخفف التداعيات الاقتصادية – الاجتماعية الشديدة للتقييد السياسي، الموجه للاقتصاد. باختصار، منتدى الـ “ايه.اتش.ال.سي” يبحث في تدعيم الاحتلال الاسرائيلي – اعفاء اسرائيل من واجب الاهتمام بالسكان الواقعين تحت الاحتلال، والتغطية عليها.

قبل ربع قرن تقريبا صاغت الاقتصادية الامريكية اليهودية سارة روي مفهوم “منع التنمية” لوصف كيف والى أين تدهور الاقتصاد في القطاع. وقد بدأت البحث في بداية الانتفاضة الاولى، أي أنها ناقشت السياسات في عهد الاحتلال الاسرائيلي المباشر، قبل وقت طويل من اقامة السلطة الفلسطينية. روي عاشت في حينه سنة في غزة مع زوجها الطبيب، الذي هو يهودي ايضا. يهوديتها وخلفيتها ايضا كابنة ناجين من الكارثة هي أمر هام بالنسبة لشهادتها. هذه توضح الصدمة التي شعرت بها ازاء الواقع الذي اكتشفته، والتي تمثلت بجرأتها في أن ترى قبل الآخرين، النية المقصودة، السياسة الاسرائيلية التي تقف خلف التدهور الاقتصادي. في التسعينيات كان وضع قطاع غزة فاخر مقارنة مع الآن.

هكذا لخصت روي معنى المفهوم الذي صاغته، في محاضرة القتها في جامعة بير زيت: “هذه عملية تمس بقدرة الاقتصاد على النمو والتوسع، بواسطة منع الوصول ومنع استخدام الموارد الحيوية لتطوير النمو الداخلي، بما يتجاوز مستوى هيكلي معين. خلافا لتقليل التطور الذي من شأنه أن يزعج التطور، لكنه لا يمنعه تماما، فان المفهوم منذ البداية يستبعد، على المدى البعيد، امكانية كل عملية تطوير حتى جزئية ومجزأة. هي تدمر القدرة الاقتصادية على الانتاج. في قطاع غزة فان منع التطور للقطاع الاقتصادي خلال العقدين الاولين من الحكم الاسرائيلي حول الاقتصاد الى قوة مساعدة لدولة اسرائيل. الآن مع وجود التدمير الكثيف للقاعدة الاقتصادية في السنوات الخمسة الاخيرة بشكل خاص، فان التداعيات الكاملة، الاقتصادية – الاجتماعية، لمنع التطور تبرز بدرجة مؤلمة”. هذا قيل قبل ثماني سنوات في تشرين الاول 2010. والوضع في الجيوب الفلسطينية في الضفة الغربية لا يختلف عن ذلك بصورة اساسية.

في جلسة الـ “ايه.اتش.ال.سي” غدا سيعود المندوبون ويناقشون وسائل لابطاء الكارثة. منذ العام 1993 في ظل غياب الاستعداد الدولي لاستخدام ضغط سياسي على اسرائيل من اجل احترام القرارات الدولية، فان تكتيك تدعيم الاحتلال يعتبر الوسيلة السياسية المناسبة والمضمونة لاقناع اسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها في 1967 وتمكين الفلسطينيين من اقامة دولة فيها. المساعدات، حتى لو تقلصت وتضاءلت، كانت تعتبر جائزة دولية لاسرائيل، عن طريق اعطاء عجلة انقاذ اقتصادية وانسانية للفلسطينيين.

هذه المرة سيضاف الى النقاشات متغير جديد، سيتحول الى عنصر دائم: تحطيم الادوات من قبل الولايات المتحدة. في ظل ادارة ترامب ترفض واشنطن المشاركة في لعبة اعطاء التنفس الصناعي للاقتصاد الفلسطيني، وقد الغت مساعداتها للاغراض المدنية. أي أن الولايات المتحدة انتقلت من وضع اعطاء جائزة لاسرائيل بواسطة التخفيف عن الفلسطينيين الى مرحلة الاستمرار في منح جوائز لاسرائيل عن طريق معاقبة الفلسطينيين. ترامب لا يخفي الهدف السياسي: الضغط على الفلسطينيين كي يوافقوا. على ماذا يوافقون؟ هذا ليس معروفا رسميا حتى الآن، لكن أن يوافقوا على كل ما يطلبه هو ونتنياهو منهم.

معاريف – مقال – 27/9/2018

عودة حل الدولتين

بقلم: يوسي ملمان

حركة الساق اليسرى لرئيس الوزراء وتعابير وجهه قالت كل شيء. فعلى سؤال الصحافيين بعد لقائه مع بنيامين نتنياهو عن رأيه في مسألة الدولتين أجاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب: “انا أحب حل الدولتين. جملة قصيرة هي مثابة ضربة لليمين، الذي يعارض اقامة دولة فلسطينية. لقد اشار ترامب الى أن خطة السلام لادارته ستنشر في غضون شهرين حتى اربعة اشهر، وانه يسعى الى الوصول الى تسوية في ولايته الاولى.

بعد ذلك جاءت الصحوة وشرح نتنياهو: “السؤال هو ما هي الدولة؟ أي نوع من الدولة ستكون؟ هل ستكون هذه كوستريكا ام ايران؟ من ناحيتي طالما كنت رئيسا للوزراء فان السيطرة الامنية لاسرائيل من غربي الاردن ستكون كاملة”.

لقد روى نتنياهو على انه في اثناء اللقاء مع ترامب قال مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الشرق الاوسط جارد كوشنير: “كل واحد يفسر اصطلاح الدولة بشكل مختلف”. واضاف نتنياهو بان اسرائيل تواصل اجراء اتصالات مع الفلسطينيين وعلاقات في الموضوع الامني. وردا على سؤال لماذا لا تبادر اسرائيل الى خطوة سياسية قال نتنياهو: “من العبث التفكير بانه اذا كانت الولايات المتحدة تعد خطة فاننا سنتجاوز الخطوة. هذا لا يعني ان ليس لنا اتصالات مع الفلسطينيين”.

وبالنسبة للوضع في غزة قال رئيس الوزراء: “نشأت حفرتان. الوضع الاقتصادي في غزة وكذا في السلطة الفلسطينية صعب جدا لان الامريكيين اوقفوا المساعدات المالية من طرفهم للاونروا ولمشاريع اخرى، ومن جهة ثانية فان السلطة الفلسطينية لا تحول الاموال والرواتب الى غزة. انا لا ابقى غير مبال. نحن لا نقول انه لا يوجد ما يمكن عمله. نحن نجري اتصالات مع ابو مازن وكذا مع المصريين”. واشار نتنياهو الى أنه يؤيد تحويل الاموال لحل الضائقة ولكنه شدد قائلا: “مرغوب جدا ان تحول الاموال عبر السلطة الفلسطينية”.

نتنياهو يشكل ترامب

قبل ان يطلق الجملة عن حل الدولتين بدأ ترامب يقول: “من الرائع ان اكون هنا مع رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو. عندنا الكثير مما نتحدث فيه. رئيس الوزراء شكرني مرة اخرى على نقل السفارة الى القدس، الخطوة التي كانت موضع خلاف وتبينت كايجابية. انا مع ما تفعله اسرائيل لحمايتها. هم متشددون ويجب ان يكونوا كذلك لانهم في جزء خطير من العالم. نحن مع اسرائيل مئة في المئة.

وشكر نتنياهو ترامب قائلا: “شكرا للرئيس، اولا على كلماتك امس ضد النظام في ايران. فالعقوبات الامريكية اوقفت آلة الاموال في طهران ونحن نعيش في الشرق الاوسط ونتعرض لهذا الخطر. اشكر الدعم الذي ابديته لاسرائيل في هذا المبنى. احد لم يدعم اسرائيل مثلك. هذا هو لقاؤنا الاول منذ نقلك السفارة الى القدس. لقد غيرت التاريخ، اثرت في قلوبنا وأنا اقدر دعمك لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسي”.

بعد ذلك قال ترامب ان الاتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو “الصفقة الاصعب”. وقال ان “حلمي هو النجاح في هذا في ولايتي الاولى. تحقق تقدم كبير. اعتقد ان اسرائيل تريد عمل شيء ما وكذا الفلسطينيون. من المهم ان يبدأ هذا بالتحرك قريبا وبسرعة. انا اريد السلام والازدهار بين اسرائيل والفلسطينيين. خير اننا أزلنا مشكلة القدس عن الطاولة. على الصفقة ان تكون جديرة للطرفين. اسرائيل حصلت على المكسب الاول وهو عظيم، وسيتعين عليها ان تفعل شيئا بالمقابل”.

اما عن الفلسطينيين فقال ترامب: “نحن الان لا ندفع لهم شيئا. قيادتهم استغلتنا على مدى السنين، وقد استخدموا هذا في اهداف غير طيبة، ولكنهم سيعودون الى الطاولة”. وعندها قال ترامب: “أنا احب حل الدولتين”.

“لم تكن ولن تكون”

في الساحة السياسية في اسرائيل فوجئوا من قول ترامب بانه “يحب حل الدولتين”. اليمين يشعرون بخيبة امل من الرئيس المؤيد والعاطف جدا. وزير التعليم نفتالي بينيت انتقد هذا بمحدودية وقال: “الرئيس الامريكي هو صديق حقيقي لاسرائيل. ومع ذلك، طالما كان البيت اليهودي في الحكومة فلن تقوم دولة فلسطينية هي مصيبة لاسرائيل”.

أما النائب بتسلئيل سموتريتش وهو الاخر من البيت اليهودي فقال: “سيكون غريبا جدا اذا ما عاد الرئيس ترامب الى اخطاء اسلافه وحاول العمل على حل على اساس اقامة كيان ارهابي معاد يواصل السعي لابادة دولة اسرائيل. على حكومة اسرائيل ورئيسها ان يبادر الى حلول جديدة “من خارج العلبة” لا تقوم على اساس تقسيم البلاد وتنمية أوهام قومية في اوساط عرب بلاد اسرائيل”.

وقال عضو الليكود والوزير السابق جدعون ساعر انه “في بلاد اسرائيل لن تكون ابدا دولة فلسطينية وبعون الرب لن تكون ابدا”.

في المعارضة أعربوا عن الرضا من قول ترامب. فرئيسة المعارضة تسيبي لفني، التي التقت اول امس في نيويورك برئيس السلطة ابو مازن وناشدته العودة الى المفاوضات قبل أن يكون التدهور قالت: “ارحب بموقف الولايات المتحدة الصلب الى جانب امن اسرائيل وكذا تأييد الرئيس ترامب لحل الدولتين القويتن. هذا وذاك هامان لمستقبلنا”.

ووجهت رئيسة ميرتس، النائبة تمار زندبرغ، رسالة الى رئيس الوزراء قائلة: “يا بيبي أسمعت؟ الدولتان هما مصلحة اسرائيلية”.

وكتاب النائب ايتان كابل من المعسكر الصهيوني يقول: “تبقى لنا ان ننتظر لنعرف اذا كان رئيس وزراء اسرائيل ايضا يحرص على طابع اسرائيل بذات الشكل أم انه يختار الانحراف عن طريق الصهيونية الى طريق الدولة الواحدة مع اغلبية عربية”.

اسرائيل اليوم – مقال – 27/9/2018

لنقل “نعم” لصفقة ترامب

بقلم: ارئيل كهانا

اذا استندنا الى سوابق الماضي، فلدينا فكرة جزئية فقط عن المضامين الكاملة للقاء الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء في نيويورك امس. ففي لقائهما السابق، قبل اقل من سنة في واشنطن، اطلع نتنياهو ترامب على القاء الموساد القبض على الارشيف النووي الايراني، مما ساهم على ما يبدو في قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. وفي ذاك الوقت لم يكن لا للصحافة ولا للجمهور ذرة معلومات عن العملية الجريئة وبالتالي ينبغي أن نأخذ بالحسبان باننا اليوم ايضا لا نعرف كل شيء.

وبعد هذا التحذير، يمكن ان نتعاطى مع ما قيل بالفعل في لقاء ترامب نتنياهو والمقصود بالطبع القسم العلني من اللقاء. فقد ذكر الرئيس الامريكي لاول مرة موعد غاية مقدر لعرض خطته للسلام، سمح لنا بان نفعل بانها ستتضمن العنصر الاشكالي المسمى “دولة فلسطينية” وألمح، بقوله “بيبي قد لا يحب هذا”، الى ان رئيس الوزراء يتحفظ من الفكرة – وخير ان هكذا.

لدى ترامب، وليس  فقط لديه، فان المواعيد وكذا الاقوال ليست مقدسة وبالتالي ليس مؤكدا على الاطلاق بان تعرض “صفقة القرن” في الموعد الذي اشار اليه. ولكن، ليس التوقيت هاما، بل الجوهر. وفي كل ما يتعلق بالجوهر يمكن ان نكون واثقين ومتأكيدن من أن المضامين التي وضعها كوشنير وغرينبلت، فريدمان وبينيس، بولتون وبومباو، ستكون اكثر راحة لاسرائيل.

منذ اقيمت دولة اسرائيل لم تكن حول الرئيس الامريكي دائرة على هذا القدر من الالتزام للدولة اليهودية، على هذا القدر من الحب وهذا القدر من الدعم له. وبالطبع، مثلما عاد ترامب ليقول في كل لقاء ومثلما يطبق خطواته منذ نحو سنتين، ففي البيت الابيض لا يجلس رئيس دعمه لاسرائيل على هذا القدر من المتانة والثبات.

هذا الوضع يستوجب من اسرائيل أن تجيب “نعم” بشكل شبه تلقائي بعد كل أمر يطرحه ترامب. ليس بسبب الخوف من ترامب سيكون واجبا تبني خطته. ولا لان الافكار التي سيعرضها ستكون بالضرورة هي الافضل. ما سيعرضه ترامب يجب أن نأخذه لانه لن يكون رئيس ودائرة مسشارين اكثر عطفا. في الساحة السياسية الامريكية ببساطة لا يوجد يمين اكثر من هذه المجموعة الخاصة.

وبالتالي صحيح أن الفلسطينيين سيرفضون على نهجهم العرض الامريكي، ونحن ايضا سيتعين علينا أن نقول “لكن” خاصتنا، التي في اساسها، مثلما المح رئيس الوزراء امس، معارضة لفكرة “الدولة” للفلسطينين بالمعنى الكامل للمفهوم. سيكون بالطبع واجب الوقوف عند مصالح حيوية اخرى لامن وحقوق اسرائيل.

لكن، بالاجمال، من اصل أربع سنوات المعجزة لترامب في البيت الابيض، مرت تقريبا نصف المدة ولا يمكن ان نعرف اذا كان سيحظى بولاية اخرى. بعده، حتى تحت ادارة جمهورية، يمكن للامر ان يكون اسوأ. السياسة الحقيقية لا تعني تأجيل النهاية بل استغلال الفرصة. فرصة ترامب، بفضائلها الهائلة ونواقصها الطفيفة، كفيلة بان تنتهي في غضون 25 شهرا. والزعيم الذكي يستنفد هذه الفرصة حتى النهاية.

اسرائيل اليوم – مقال – 27/9/2018

بعد ايران: فلتوضع اوروبا في مكانها

بقلم: أمنون لورد

نقل عن وسائل الاعلام ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم هذا المساء ان يذهل العالم في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة. والى ان نسمع – فاننا لن نعرف. في هذ الاثناء هناك امور يمكن لنتنياهو ان يقولها هذا المساء امام الاسرة الدولية يمكنها أن تفاجيء. فلنتنياهو يوجد ما يكفي من البنود في صفحات رسائله. وكل الوقت يدسون له المزيد من “نقاط الحديث”. اذن هاكم بضع رسائل محتملة:

أولا، ايران سبق ان عالج امرها الرئيس ترامب في خطاب ايديولوجي مثير جدا للانطباع. الامر الصحيح هذه المرة هو معالجة مساعدي ايران في اوروبا ومساعدي الارهاب.

وفقا للتقارير، فان القوى العظمى الاوروبية المتفككة، وعلى رأسها ماكرون المغرور وميركيل المهزومة، تبني بنية تحتية مالية – اقتصادية لمواصلة اجراء “الصفقات كالمعتاد” مع نظام ايات الله. هذا ليس فقط تقويض ليساسة ترامب بل خيانة لاسرائيل ايضا. فهل ينبغي العودة مرة اخرى الى القول ان الاتحاد الاوروبي هو عمليا “عدو رقيق” لاسرائيل؟ كنا نتوقع من رئيس الوزراء ان يوقف الاوروبيين في مكانهم. فمن يقاتل ضد الايرانيين على حدودها، هي اسرائيل.

بعض من الدول الهامة في اوروبا تكتلت كي تهدد اسرائيل في موضوع اخلاء الخان الاحمر. الاوروبيون يفقدون السيادة لديهم في البيت، ولكن ليس لديهم أي كوابح للمس بسيادة دولة اسرائيل، التي تعمل ضمن متطلبات الدولة الديمقراطية، وفقا لحكم القانون.

وبعد ذلك، الى البند التالي الذي ينبع من بند التهديد في موضوع الخان الاحمر هو استراتيجية التآمر المناهض لاسرائيل من خلال التدخل الفظ في السياسة الاسرائيلية. لقد تحدث الرئيس ترامب عن تلك المحافل الدولية التي أخذت لنفسها الحق في تفعيل شكل جديد من التحكم والقمع الطغياني. للاتحاد الاوروبي دور كبير في هذا التطور السلبي، الذي يشجع الارهاب الفلسطيني. فوزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني ستعتزل منصبها قريبا. لقد اعطت مساعدة وتشجيعا للفلسطينيين، الذين جعلوا المناطق التي تحت سيطرتهم قواعد للارهاب. وهي لن تكون مطالبة بتقديم أي حساب على افعالها.

يتباهى الاتحاد الاوروبي بانجازات السلام والمجتمع الحر، الذي تطور في اراضيه منذ الحرب العالمية الثانية. فقد نجح في ذلك تحت المظلة الامنية الامريكية. ولكن بالتوازي اتخذ سياسة استسلام وتصالح تجاه عالم الارهاب، تجاه ايران، وفي فترة الحرب الباردة تجاه الاتحاد السوفياتي. يمكن ان نذكر ماكرون باحتجاجه لترامب بخصوص اسرائيل. في عالم المفاهيم الاوروبية اليوم يوجد تفضيل لايران على اسرائيل. تفضيل لحماس وتفضيل للسلطة الفلسطينية لابو مازن. من الصعب مهاجمة فرنسا والاتحاد الاوروبي اكثر من مهاجمة ايران. ولكن الامر يستحق المحاولة.

هآرتس – مقال – 27/9/2018

معضلة اليساري

بقلم: الوف بن

في كل مرة يقترب فيها زعيم اليمين الاسرائيلي، سواء بالاقوال أو الافعال، من العملية السلمية، تثور من جديد “معضلة اليساري”: هل نصدقه وندعمه في سياسته رغم الاضرار التي تسبب بها في الساحة الداخلية، في حالة بنيامين نتنياهو واريئيل شارون، ايضا رغم الفساد والتحقيقات؟ في اساس المعضلة يقف الاعتراف بأنه من الاسهل على رئيس حكومة يميني اخلاء مناطق ومستوطنات لأنه يقف في وجهه فقط معارضة حركة الاستيطان. رؤساء حكومة من اليسار يقفون امام معارضة اكبر بكثير تضم ايضا الليكود ومن يدورون في فلكه والاحزاب الحريدية.

هذه المعضلة تثور الآن من جديد بالنسبة لنتنياهو: هل سيواصل الخط الذي طرحه أمس في نهاية لقائه مع الرئيس الامريكي ترامب، الذي عبر عن دعم واضح لحل الدولتين. لا شك أن نتنياهو يمتلك الصلاحية العليا في اسرائيل في الشؤون الخارجية والامن، والغالبية العظمى من الجمهور ستؤيد أي صفقة يعقدها مع الفلسطينيين. كما أنه لا شك أن نتنياهو لا يمكنه معارضة خطة السلام لترامب، كما أحبط مبادرات سلفه براك اوباما. ولكن حتى الآن في لحظة الاختبار فان نتنياهو فضل جمهور ناخبيه اليميني والمتدين وخشي من عملية سلمية جوهرية.

اذا تقدم نتنياهو نحو اتفاق، فان اليساري العادي سيسأل نفسه: ما هو الاكثر اهمية، احتمال حل النزاع مع الفلسطينيين أو على الاقل تخفيفه أو التغطية التي حصل عليها نتنياهو في موقع “واللاه” بشأن انتخابات 2015؟ تحقيق حلم الدولتين أو الشمبانيا والسيجار التي حصل عليها الزوجان نتنياهو من ارنون ملتشن؟ انهاء أو تقليص الاحتلال أو وجبات فاخرة في منزلهما في شارع بلفور؟ الاجابة واضحة من تلقاء ذاتها، وقد صاغها البروفيسور يحزقيل درور قبل سنة تقريبا، في ذروة فصل النشر عن ملفات الألف والمظاهرات في يوم السبت في بيتح تكفا. “أنا اوصي نتنياهو بالقيام بعمل تاريخي، الذي قبالته الاخطاء الشخصية تصبح باطلة تماما. يجب عليه ان يقترح خطة للسلام الاقليمي، تشمل اقامة دولة فلسطينية وسفارة اسرائيلية في الرياض… عندما يعلنون عن انطلاقة سياسية فلن يبحث احد في الدوافع الزائدة”. (“هآرتس”، 8/8/2017).

نتنياهو ظهر في اليوم التالي في مؤتمر دعم لنشطاء الليكود في حدائق المعارض، الذي استهدف صد التحقيقات، ورد باستخفاف: “أنا مضطر لتخييب ظن صحيفة هآرتس ايضا، التي نشرت هذا الصباح مقال اقترح علي بصورة واضحة – فقط قم بالانسحاب من يهودا والسامرة وسنتركك وشأنك. اذا اليكم جوابي: لا شكرا”.

هل موقفه تغير منذ ذلك الحين لأنه ادرك أن ترامب جدي، أو لأنه ازاء التسريبات بشأن تبلور الاتهامات ضده لتصل الى لائحة اتهام، هو يفضل استباق السيء وخلفه دعم سياسي وجماهيري واسع؟ هل سيتنازل عن الشراكة مع البيت اليهودي ويترك نفتالي بينيت واصدقاءه يتباكون على “عمق التراجع كعمق التحقيق” مقابل حكومة واسعة يشكلها بعد الانتخابات من اجل دعم خطة ترامب، على شكل الحكومة التي شكلها مع اهود باراك ودان مريدور وبوغي يعلون وبني بيغن كرد على اوباما في 2009؟.

اقوال نتنياهو أمس تبقي خياراته مفتوحة، مثلما يحب كل زعيم. هو اقترب عائدا الى خطاب بار ايلان، لكنه لم يقطع كل الطريق الى هناك. هو ما زال عالقا في مفترق الوف سديه، ويتحفظ من قول الكلمات الصريحة “دولة فلسطينية” التي من شأنها تفكيك الائتلاف مع بينيت قبل الأوان. إن غمزه لليسار سيحاول أن يخففه الآن بوعوده لليمين: “سنمنع دخول ملايين اللاجئين الى اراضي الدولة الفلسطينية”، “لن يتم اقتلاع المستوطنات” وما شابه. رئيس حزب العمل آفي غباي الذي تعهد بعدم الجلوس في حكومة نتنياهو بعد الانتخابات، يمكنه الآن الانتظار وأكل قبعته وتفسيرات “الظروف تغيرت”.

التسوية التي يقترحها نتنياهو – كيان فلسطيني مقزم فيه تسيطر اسرائيل عليه من اعلى ومن اسفل ومن الجانبين، بعيد جدا عن طموحات الفلسطينيين وعن عروض السلام التي قدمها اهود باراك واهود اولمرت والتي رفضها الفلسطينيون في السابق. ولكنه يصل الى الطاولة وخلفه يقف ترامب وفي يده نبوت كبير يهدد به الفلسطينيين: اذا واصلتم العناد فستشتاقون الى نقل السفارة الى القدس وتقليص التمويل للاونروا لأن المراحل القادمة في تدمير الحركة الوطنية الفلسطينية ستؤلمكم اكثر. وستقف امام اليساري الاسرائيلي معضلة هل عليه أن يدعم خطة ترامب – نتنياهو مع كل نواقصها أو يدعم المقاومة الفلسطينية باسم العدل التاريخي والتقدير بأن اتفاق غير متوازن سيستدعي موجة عنف جديدة. وهذا التردد سيكون اصعب مما كان عليه بخصوص ملفات 1000 و2000 و4000.

هآرتس  – مقال – 27/9/2018

أخيرا هناك أحد يضع حدود لاسرائيل

بقلم: جدعون ليفي

ها هو بصيص أمل: هناك من يضع حدود لاسرائيل. للمرة الاولى منذ سنوات تحدد لها دولة اخرى بأن هناك حدود لقوتها، وأنه ليس كل شيء مسموح لها، وأنها ليست وحدها في اللعبة، وأن امريكا لا تستطيع التغطية عليها بكل شيء، وأن هناك حدود لما يمكنها القيام به. اسرائيل كانت بحاجة الى وضع هذه الحدود مثل حاجتها الى هواء التنفس. إن غطرسة السنوات الاخيرة والواقع على الارض يمكن أن تطلق يدها وتمارس كل ما يخطر ببالها. أن تتجول في سماء لبنان وكأنها سماء اسرائيل، أن تقصف سماء سوريا وكأنها سماء غزة، أن تخرب غزة بصورة دورية وتفرض عليها حصار بدون نهاية، وأن تواصل بالطبع احتلال الضفة. فجأة قام أحد ما وقال لها: حتى هنا. على الاقل في سوريا – توجد حدود. شكرا لك، أيتها الأم روسيا، لأنك وضعت حدا للولد الذي لم يضع له أي أحد حتى الآن حدود.

الذهول الاسرائيلي من الرد الروسي والشلل الذي اصابها فقط اظهر الى أي حد كانت اسرائيل بحاجة الى أحد بالغ ومسؤول يقف في وجهها. هل تجرأ شخص ما على منع حرية عمل اسرائيل في دولة اخرى؟ يغلق امامها سماء ليست لها؟ هل يمنعها شخص ما من أن تقصف كما تريد؟ منذ عشرات السنين لم تواجه اسرائيل ظاهرة مختلفة كهذه. في “اسرائيل اليوم” يتحدثون بالطبع عن تعاظم اللاسامية في روسيا، التشبه بالضحية القادمة هو في الطريق الينا، لكن المنحرف الاسرائيلي يقف مكانه فجأة. في نيسان اقتبست وكالة بلومبرغ الجنرال احتياط عاموس يادلين وضباط آخرين بكونهم يهددون اذا زودت روسيا سوريا بصواريخ اس300، فان سلاح الجو سيقصفها. الآن صمت الصوت على الاقل حتى هذا الوقت.

ليس هناك دولة لا تحتاج الى أن تمتلك سلاح للدفاع عن نفسها من الطائرات، بما فيها سوريا. وليس هناك دولة مسموح لها منع ذلك بالقوة. هذه الحقيقة الاساسية تبدو غريبة على الاذن الاسرائيلية. التفكير بأنه لا يوجد أي معنى لسيادة الدول الاخرى، وانه يمكن دائما خرقها بالقوة، وفقط السيادة الاسرائيلية هي المقدسة، وان اسرائيل تستطيع التجول في منطقة كما تريد، بما في ذلك التدخل الذي ابعاده الحقيقية لم تتضح بعد في الحرب في سوريا دون دفع ثمن عن ذلك، وكل ذلك باسم امنها الحقيقي والموهوم الذي يبرر كل شيء، فجأة بالفارس الروسي. كم كنا بحاجة الى هذا الفارس كي يعيد اسرائيل الى حجمها الحقيقي.

لقد وصل في وقت مناسب تماما بالضبط في الوقت الذي يجلس فيه في البيت الابيض رئيس يدير سياسته في الشرق الاوسط حسب التوجيهات التي يتلقاها من الوكيل في لاس فيغاس والمراقب في شارع بلفور، حيث اسرائيل تشعر بأنها في السماء السابعة، مع وجود سفارة امريكية في القدس وبدون الاونروا. وبعد قليل بدون الفلسطينيين – في هذا الوقت جاء الضوء الاحمر من موسكو الذي سيوازن قليلا ثمل القوة الذي تملك اسرائيل في السنوات الاخيرة. ربما ستبدأ بالاستيقاظ اخيرا والفطام. روسيا بدون قصد سيتبين انها تفيد اسرائيل اكثر من كل الدعم المجنون والمفسد الذي تحظى به من الادارة الامريكية الحالية وايضا من سابقاتها.

روسيا حددت للعالم الطريق الواجب أن تسير فيها اسرائيل وتعلمت اللغة الوحيدة التي تفهمها اسرائيل. يجب أن يتعلم من يؤيدون المصالح الحقيقية لاسرائيل، ويتعلم من يؤيدون العدل: فقط بالقوة. عندما تبدأ اسرائيل بتلقي العقوبات أو دفع ثمن، فقط في حينه ستحسن طريقها. سلاح الجو سيفكر من الآن مرتين وربما اكثر قبل القصف القادم في سوريا، الذي لا احد يعرف كم هذا ضروري لها.

لو كان “فارس روسي” كهذا يحلق ايضا في سماء غزة، فان الكثير من الموت والدمار العبثي كان سيتم توفيره. لو تم وضع قوة دولية في وجه الاحتلال الاسرائيلي لكان انتهى منذ فترة. بدلا من ذلك يوجد لدينا دونالد ترامب في واشنطن وادانات تثير الضحك للاتحاد الاوروبي على اخلاء الخان الاحمر.

*     إنتهت النشرة    *

27

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى