ترجمات عبرية

الصحافة الاسرائيلية ليوم ٢٥-٩-٢٠١٨

قسم العناوين  

هآرتس :

– روسيا : لاسرائيل مسؤولية حصرية على اسقاط الطائرة في سوريا، سننقل منظومة مضادات طائرات متطورة لجيش الاسد في غضون اسبوعين.

– اسرائيل ستضطر الى التفكير مرتين قبل الهجوم التالي في سوريا.

– نتنياهو يسافر الى الجمعية العمومية وسيبحث مع ترامب في الازمة مع روسيا.

– الدولة تطالب سكان الخان الاحمر بالاخلاء في غضون اسبوع.

– المسؤول عن تحقيقات علاقات ترامب – روسيا في الولايات المتحدة يفكر بالاستقالة خوفا من الاقالة.

– قتيل في عملية “اضرب واهرب” في القدس وشابان مشبوهان بدهس فتيان في تل ابيب وفرارهما.

– الصين تشدد كفاحها ضد مواطنيها المسلمين.

– مقتل شابين فلسطينيين بنار الجيش الاسرائيلي في القطاع.

– تشريح جثمان الفلسطيني الذي مات في المعتقل: لم يضرب قبل موته.

يديعوت احرونوت :

– إبن 17 كان يركب دراجة كهربائية يصاب بجراح خطيرة والداهس: لاعب كرة قدم في فريق عال.

– يشربون، يدهسون ويهربون.

– ازمة الصواريخ: روسيا تهدد بنقل منظومات مضادات طائرات متطورة الى سوريا.

– شارة الثمن لدى بوتين- منظومات اس.300 الى سوريا.

– العقاب الروسي، التخوف الاسرائيلي.

– بينيت يفكر بالغاء الانتخابات التمهيدية.

– مزيد من الشقق الجديدة في يهودا والسامرة.

– رئيس الوزراء يعرب عن عجبه من هيئة المحكمة في قضية مقتل المقاتل رونين لوبرسكي.

معاريف/الاسبوع :

– الثأر الروسي: صواريخ تتحدى الجيش الاسرائيلي.

– صواريخ اس 300 لجيش الاسد.

– حرية عمل سلاح الجو ستتقلص.

– هل تغير روسيا نهجها تجاه اسرائيل؟.

– نتنياهو يسافر الى الامم المتحدة: سيطرح معلومات جديدة عن ايران.

– تقرير: روسيا كفيلة بخرق اتفاق ابعاد الايرانيين عن الجولان.

– لافروف: اوباما خطط لفرض حل سياسي على اسرائيل ولكن روسيا لم تؤيد المبادرة.

– قتيل و14 جريح في المواجهات مع الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.

اسرائيل اليوم :

– الجيش الاسرائيلي: الروس يعرفون الحقيقة.

– هذا الصباح: نقاش خاص في الكابنت حول ازمة الصواريخ.

– نتنياهو: “نقل الـ اس300 خطير”.

– اليوم: الرئيس الامريكي يخطب في الجمعية العمومية للامم المتحدة.

– وقف نار؟ 26 حريق.

– حدث تكتيكي تحول الى مشكلة استراتيجية.

– السفير السابق في روسيا: “الازمة مفتعلة والروس يبحثون عن تدفيع ثمن”.

كان العبري :

– مصدر عسكري إسرائيلي: صواريخ الـ  S300 ستقيد حركة سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا.

– الرئيس الإيراني حسن روحاني: لن اجتمع بالرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة.

– سكرتير منظمة الأونروا بالمناطق الفلسطينية: الأموال الموجودة معنا تكفينا فقط حتى منتصف شهر اكتوبر القادم.

القناة 14 العبرية :

– الكابينت ينعقد اليوم لمناقشة نقل صواريخ الـ  S300 الروسية الى سوريا.

– رئيس الوزراء نتنياهو يغادر البلاد اليوم للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

– الشرطة الإسرائيلي تعتقل شابا من أم الفحم بزعم حيازته بندقية من طراز M16.

القناة 2 العبرية :

– تقارير: أبو مازن سيعقد اجتماعا في الأمم المتحدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

– نتنياهو لبوتين: ارسال صواريخ الـ  S300 الى سوريا ستعرض المنطقة للخطر.

– حالة الطقس: غائم جزئيا، ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة اليوم، وحتى يوم الخميس.  

القناة 7 العبرية :

– اندلاع حريق في احدى مستوطنات غلاف غزة صباح اليوم نتيجة سقوط بالون حارق أطلق من غزة.

– الناطق باسم حماس بغزة: حماس وافقت على بنود التهدئة والكرة الآن في ملعب إسرائيل.

– نتنياهو سيجتمع غدا بالأمم المتحدة مع الرئيس ترامب والرئيس المصري والرئيس الفرنسي.

والا العبري :

– حماس أبلغت مصر أن التظاهرات على الحدود الإسرائيلية ستستمر حتى رفع الحصار عن غزة.

– الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: طوافة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي سقطت داخل قطاع غزة.

– وزارة الصحة بغزة: شهيد و90 إصابة بنيران الجيش الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة خلال تظاهرات الأمس.

قسم الأخبــــار

اسرائيل اليوم – من ارئيل كهانا وآخرين:  

الجيش الاسرائيلي: الروس يعرفون الحقيقة../ هذا الصباح: نقاش خاص في الكابنت حول ازمة الصواريخ../ نتنياهو: “نقل الـ اس300 خطير”

احتدام الازمة بين روسيا واسرائيل، والتي كانت نشبت بعد اسقاط طائرة الاستطلاع الروسية الاسبوع الماضي من قبل قوات مضادات الطائرات السورية. وقتل في الحدث 15 جنديا روسيا، وفي روسيا يتهمون اسرائيل.

اعلنت روسيا أمس عن أنها ستنقل الى جيش الاسد منظومات دفاع جوي متطورة من طراز اس 300. وبعد هذا البلاغ اتصل رئيس الوزراء نتنياهو مع بوتين وقال ان “نقل منظومات السلاح المتطورة الى اياد غير مسؤولة سيزيد المخاطر في المنطقة. اسرائيل ستواصل الدفاع عن امنها وعن مصالحها”.

وأعرب نتنياهو امام بوتين عن ثقته بمصداقية تحقيق الجيش الاسرائيلي واستنتاجاته، التي تقول ان “آلية منع الاحتكاك عملت في الوقت المناسب، ولم يختبىء سلاح الجو الاسرائيلي خلف أي طائرة والطائرات الاسرائيلية كانت في المنطقة الجوية الاسرائيلية في وقت  الضربة السورية للطائرة الروسية”. وعلى حد قول رئيس الوزراء، فان المسؤولية عن الحادثة المؤسفة ملقاة على الجيش السوري الذي اسقط الطائرة وعلى ايران التي يضعضع عدوانها الاستقرار. وفي الحديث كرر رئيس الوزراء وأعرب عن حزنه ومواساته على موت الجنود الروس.

اما بوتين، من جهته، فتمسك برواية وزارة الدفاع الروسية التي تقول ان “اعمال سلاح الجو الاسرائيلي هي السبب المركزي للمأساة”. وقال لنتنياهو ان “القرارات الروسية لتعزيز قدرات قوات الدفاع الجوي السورية تتناسب مع الوضع، وتستهدف الاحباط المسبق لكل احتمال تهديد على حياة قوات الجيش الروسي الذين يؤدون مهامهم في مكافحة الارهاب”. ورغم الخلافات، اتفق الرجلان على مواصلة الحوار بين الطواقم المهنية والتنسيق بين الجيشينفي القنوات العسكرية.

وفي الولايات المتحدة ايضا وقفوا ضد النية الروسية لتزويد السلاح المتطور لسوريا. فقد حذر مستشار الامن القومي، جون بولتون روسيا وقال: “نعتقد أن نقل منظومات اس 300 الى النظام السوري سيكون مثابة خطأ جسيم وتصعيد هام من قبل الروس، وهذا شيء نأمل – على فرض أن هذه التقارير دقيقة – ان يعيد الروس النظر فيه.

قسم الافتتاحيات

هآرتس – افتتاحية – 25/9/2018

تحقيق خارجي في الشمال

بقلم: أسرة التحرير

علقت اسرائيل في أزمة خطيرة في علاقاتها مع روسيا في اعقاب الحادثة الجوية يوم الاثنين الماضي والتي اسقطت فيها طائرة الاستطلاعات الروسية بنار مضادات الصواريخ السورية بعد قصف سلاح الجو الاسرائيلي في اللاذقية فقتل 15 من رجال طاقمها. والقت موسكو المسؤولية على اسرائيل، ورفضت الموقف الاسرائيلي الذي اتهم السوريين بالاستخدام الاهمالي والمنفلت للدفاع الجوي. وجاء البيان الروسي امس بانها ستنقل صواريخ اس 300  الى جيش الاسد ليؤكد بوضوح رسالة وزير الدفاع الروسي بان “الوضعية تغيرت، هذا ليس ذنبنا”.كما أنه يضيف بان بلاده ستشوش اشارات الطائرات التي ستهاجم في سوريا، الامر الذي سيؤثر على القدرات الجوية للجيش الاسرائيلي.

لقد أظهرت تحقيقات سلاح الجو الاسرائيلي ووزارة الدفاع الروسية نتائج متضاربة. وحسب الرواية الاسرائيلية، فقد تلقى الروس اخطارا في الوقت المناسب عن اعمال الجيش الاسرائيلي، والطائرة الروسية اصيبت بينما كانت الطائرات الاسرائيلية قد هبطت. اما حسب الرواية الروسية فقد كان الاخطار من دقيقة واحدة فقط، شوش هدف القصف الصحيح، وطائرات سلاح الجو واصلت الطيران قرب الشاطيء السوري واستخدمت الطائرة الروسية كدرع. وكشف الروس معطيات عن آلية التنسيق العملياتي مع اسرائيل، وادعوا بانه حرصوا على أمن اسرائيل واستجيبوا بنكران للجميل من جهتها.

خلف الخلاف التكتيكي يوجد صراع قوى استراتيجي. فاسرائيل تصر على ان من حقها أن تهاجم اهدافا في سوريا كي تحبط انتشار القوات الايرانية وتمنع تعزيز حزب الله. أما روسيا فقد نقلت قبل الهجوم في اللاذقية رسائل الى اسرائيل بان الهجوم على اهداف سورية يتعارض ومصالحها. لقد حطمت اسرائيل في الاسابيع الاخيرة الغموض الذي ميز نشاطاتها في الشمال، وأوضحت بانها ستواصل قصف اهداف ايرانية في سوريا. اما الان فتقف هذه السياسة امام الاختبار الاصعب.

محظور على اسرائيل أن تعلق في مواجهة مع روسيا، القوة العظمى التي تنتش قواتها خلف حدودها. وستبرد المواجهة العلنية تباهي رئيس  الوزراء بنيامين نتنياهو بعلاقاته القريبة مع الرئيس فلاديمير بوتين وكذا وقاحة كبار رجالات الجيش الاسرائيلي الذين عرضوا سوريا كنصب تدريب حر لسلاح الجو. واضح أن ليس للجمهور الاسرائيلي أي فكرة عن ادارة “المعركة بين الحربين” في الشمال، والرقابة العسكرية تمنع النقاش في اهداف وفي اساليب عمل الجيش الاسرائيلي. وتسلسل الاحداث والخطر المحدق منها يستوجبان استيضاحا جذريا في اسرائيل. مثل هذا الاستيضاح لا يمكن ان تقوم به الا لجنة تحقيق خارجية تفحص ادارة المعركةفي الشمال بشكل عام وحادثة الطائرة الروسية بشكل خاص. مثل هذا التحقيق سيساعد اسرائيل ايضا في التصدي للمطالب الروسية المتوقعة لتلقي المسؤولية ودفع تعويضات لعائلات القتلى.

يديعوت – مقال افتتاحي – 25/9/2018

فن الكذب الروسي

بقلم: سيفر بلوتسكر

كي نفهم رد موسكو على اسقاط طائرتها في سماء سوريا ينبغي أن نعود الى مصيبة تشرنوفيل. فالانفجار الذي وقع في 1986 في المفاعل النووي في اوكرانيا يعتبر في التاريخ الرسمي الروسي كبداية نهاية الاتحاد السوفياتي. ليس بسبب الانفجار نفسه – بل بسبب اعتراف حكام الاتحاد السوفياتي بمجرد وقوع المصيبة، وأخذ المسؤولية عنها.

فقد اعترف الزعيم السوفياتي في حينه ميخائيل غورباتشوف واعتذر، وتفكك الاتحاد السوفياتي بعد ثلاث سنوات من ذلك. اما زعماء روسيا الحاليون فقد استخلصوا استنتاجا هاما من مصيبة تشرنوفيل: لا تعترف ابدا ولا تأخذ المسؤولية ابدا –  فقط انف وانكر. بمعنى، لا تهم ما هي الحقائق، البراهين والشهادات – تمسك بروايتك الكاذبة مهما يكن.

وبالفعل، روسيا اليوم عادت الى نمط الانكار والتنكر لتلك العهود: فهي تنفي دون ان يرجف لها جفن كل ما ليس مريحا لها أن تعترف به. فهي لم تغزو جورجيا، فما بالك اوكرانيا. لم تصفي عملاء سابقين على الاراضي البريطانية. لم تستخدم كتائب القراصنة الالكترونيين كي تؤثر على انتخابات الرئاسة الامريكية. صواريخها لم تسقط بالخطأ طائرات مدنية، ولا صلة لسلاح الجو الروسي بالقصف الكيماوي الذي نفذه الاسد. بذات القدر، لم يعترف أي مصدر رسمي في روسيا بسلسلة الاخطاء في ادارة الحملات ضد الارهابيين والتي ادت الى موت مئات المدنيين في اماكن مثل مسرح “دوفروفكا” في موسكو وفي المدرسة في بسلان.

القائمة طويلة وممتدة، والان اضيف اليها اسقاط الطائرة الروسية من قبل السوريين، مرعيي الروس. ثلاث قوى كانت مشاركة: روسية، سورية واسرائيلية. الجيش الروسي – من حيث التعريف – ليس مذنبا. الجيش السوري، التابع للقيادة الروسية، لا يمكنه ايضا ان يكون مذنبا في قتل الجنود الروس إذ لا يعقل التلميح بان الحلفاء السوريين الذين يحظون بنحو ملياري دولار في السنة ان يكونوا مشاركين. إذن من يتبقى؟ الجيش الاسرائيلي، المذنب من خلال طريقة الاستبعاد.

وعليه فخسارة على جهد المحللين في مقارنة تحقيق الجيش الاسرائيلي مقابل التحقيق الروسي. مثلما في حالات الماضي، الرئيس بوتين، القيادة العليا وقادة الاجهزة في موسكو يعرفون بالضبط ما الذي حصل في ذاك المساء المأساوي في سماء سوريا. وهم يثقون بالتحقيق الاسرائيلي، غير ان هذا لا يغير في الامر من شيء. من اللحظة الاولى، كانت لوزارة الدفاع الروسية رواية جاهزة: “اسرائيل ضللت عن عمد سلاح الجو الروسي كي يطلق السوريون المشوشون النار على طائراتنا”.

كان ينبغي للحقائق ان تكيف نفسها مع الرواية. والويل للحقائق اذا لم تكن تتطابق مع الرواية. فمثلا، ردا على التحقيق المفصل من الامم المتحدة على استخدام الاسد للسلاح الكيماوي، اصرت آلة الدعاية الروسية على أن الهجوم الكيماوي كان “ملفقا”. وهذه المرة ايضا ستصر على أن المسؤولية عن اسقاط الطائرة تقع على اسرائيل لهذه الاسباب او تلك، مهما كانت غير معقولة. فالمعقولية من الشيطان، أما الرواية فمن الكرملين.

في نيسان 2010 تحطمت قرب مدينة سمولينسك في روسيا طائرة سلاح الجو البولندية وعليها الرئيس البولندي ليخ كتشنسكي والكثيرين من قيادةالحكم. فقتل كل ركابها. محافل اليمين البولنديون اتهموا روسيا بتصفية سياسيين بولنديين قوميين. اما الروس، بالمقابل، فعرضوا تحقيقات تقول ان الطيار البولندي تجاهل التحذيرات وحاول الهبوط في ظروف جوية خطيرة. مأساة سمولينسك شقت بولندا. زملائي الليبراليون في وارسو وافقوا على نتائج التحقيق الروسي ورفضوا باحتقار نظرية المؤامرة. اما اليوم فلم أعد واثقا من أنهم كانوا محقين.

قسم التقارير والمقالات

هآرتس – مقال – 25/9/2018

اسرائيل ستضطر الى التفكير مرتين

قبل الهجوم التالي في سوريا

بقلم: عاموس هرئيل

الخطوتين الروسيتين الاخيرتين – نشر تقرير يلقي كامل المسؤولية عن اسقاط الطائرة الروسية في سماء سوريا على اسرائيل، والاعلان عن نقل منظومة اس 300 متطورة الى نظام الاسد، لا يجب أن تفاجأ أحد في اسرائيل، ربما باستثناء بعض المؤيدين الاغبياء لرئيس الحكومة نتنياهو. مهما كانت علاقاته مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين جيدة، فان نتنياهو غير قادر على أن يجعل المشكلة تختفي مرة واحدة.

روسيا تلقت ضربة محرجة عندما اسقطت النار المضادة للطائرات للجيش السوري الطائرة الروسية. وما زال لديها حتى الآن مصالح واسعة عليها تحقيقها في سوريا. وقد كان واضحا جدا أن هذه القضية ستؤدي الى ادانة روسية لاسرائيل والى طلبات معينة منها. رغم أن القرار الاخير ما زال يتعلق ببوتين، الذي اكتفى بتصريح حذر نسبيا غداة الحادثة. في الوقت الحالي يبدو أن معنى الخطوات الروسية سيكون تقييد كبير لحرية عمل اسرائيل في سماء سوريا.

وزير الدفاع الروسي سرجيه شفيغو أعلن أمس أن بلاده ستزود سوريا بمنظومة صواريخ اس300 مضادة للطائرات.

وقال شفيغو إن روسيا ستستخدم ايضا وسائل قتال الكترونية لمنع استخدام انظمة اعتراض بالاقمار الصناعية امام شواطيء سوريا، وبهذا ستصعب عملية الهجمات الجوية الاسرائيلية. وستزود نظام الدفاع الجوي السوري بأنظمة سيطرة متطورة “لمنع مس سوري آخر بطائراتها”. تركيب الصواريخ ووضعها تحت تصرف السوريين الى جانب انظمة متطورة اكثر (اس 400) التي يشغلها الروس حول قواعدهم في شمال غرب الدولة ليست عائق كامل امام هجمات اسرائيل في المستقبل. حسب تقارير لوسائل اعلام اجنبية فان طائرات سلاح الجو تدربت على الطيران امام بطاريات اس300 التي باعتها روسيا لقبرص والتي توجد الآن في أيدي اليونان. يمكن الافتراض أن سلاح الجو يستطيع ايجاد طرق عمل تقلص الاخطار التي تحدق به بسبب هذه الانظمة.

روسيا اعلنت في نيسان الماضي أنها ستبيع اس300 لسوريا، بعد هجوم امريكي وهجمات اسرائيلية اقلقتها، لكنها لم تنفذ تهديدها. هذه المرة الخطوة الروسية بدت مصممة اكثر حتى لو كان شك بأن الانظمة ستعطى خلال اسبوعين، كذلك أنه سيمر وقت حتى يصل السوريون الى القدرة العملياتية في تشغيلها. الاختبار الحقيقي لعلاقة اسرائيل بروسيا سيأتي قريبا، عندما يكون انذار استخباري جديد بشأن محاولة ايرانية لتهريب سلاح الى لبنان، خاصة اذا حدث هذا في المسار المحاذي لقواعد روسية في شمال غرب سوريا. ولأن ايران تصمم على مواصلة ارسال الوسائل، اسرائيل تقول علنا بأنها تصمم على حقها في ضربها، فان اسرائيل ستواجه معضلة. هل تهاجم مرة اخرى قرب الروس والمخاطرة بزيادة الازمة معهم وربما حتى بسقوط طائرة اسرائيلية؟.

الاعلان عن نقل الصواريخ ينضم الى تقرير نشرته وزارة الدفاع الروسية أول أمس حول ظروف اسقاط الطائرة الروسية يوم الاثنين الماضي. موسكو لا تستطيع اتهام المسؤول الاساسي عن الحادثة، حليفها نظام الاسد (رغم أنه من المدهش رؤية أن تهمة المضادات السورية للطائرات غير مذكورة في اعلان وزارة الدفاع الروسية). لذلك كان متوقعا من البداية بأن المسؤولية ستلقى على اسرائيل. من المهم أن الادعاءات موجهة كلها للجيش الاسرائيلي الذي يتهمه الروس بعدم المهنية أو “الاهمال الاجرامي” على الأقل. المستوى السياسي في اسرائيل غير مذكور باستثناء ادعاء عام بشأن السياسة العدوانية الخطيرة التي تتبعها اسرائيل في سوريا.

مستوى مصداقية التحقيقات الروسية مشكوك فيه. جزء من الادعاءات المتضمنة في الاعلان غريب. الروس يتحدثون عن تحذير مسبق بدقيقة واحدة فقط، ومن الغريب أن اسرائيل لم تحدد الوقت الحقيقي – فترة زمنية أطول بكثير. حسب اقوال طيارين اسرائيليين مجربين فان الادعاء بأن الطائرات القتالية الاسرائيلية اختفت خلف طائرة الاستخبارات الروسية غير منطقي ولا يتلاءم مع أي تصرف عملي مقبول.

ايضا الاتهام بأن اسرائيل ضللت الروس فيما يتعلق بموقع الهجوم المخطط له، لا يبدو منطقيا. حسب روسيا فان سلاح الجو اعلن عن الهجوم في شمال سوريا، في الوقت الذي حدث فيه الهجوم في غرب سوريا. عمليا، اللاذقية توجد في شمال غرب سوريا – كما تبرهن على ذلك نظرة خاطفة للخارطة. ولأن نظام التنسيق يعمل بنجاح منذ ثلاث سنوات، التي كان فيها مئات الهجمات الاسرائيلية، يصعب التصديق بأن الطرفين لم يستوضحا فيما بينهما المفاهيم الاساسية.

الاعلان الروسي يتهم اسرائيل بنكران الجميل، ازاء الخطوات التي اتخذتها من اجل المصالح الاسرائيلية، ومنها ابعاد القوات الايرانية عن الحدود في هضبة الجولان (الروس يذكرون بعد كبير، 140 كم، لكن فعليا الحديث يدور عن 85 – 100 كم والمنطقة الفاصلة لا تشمل دمشق، التي ما زال يوجد فيها مقاتلون ايرانيون). روسيا كذبت ونشرت معلومات كاذبة في السنوات الاخيرة حول دورها في احداث كثيرة – الامثلة الاخيرة هي التدخل في الانتخابات الامريكية للرئاسة، تسميم العميل سكريبل وابنته في بريطانيا وظروف غزو جزيرة القرم وشرق اوكرانيا – يصعب التصديق أن شخصا ما باستثناء سوريا وايران يمكن أن يتبنى الرواية الروسية بشأن احداث الاسبوع الماضي. ولكن مشكوك فيه اذا كان هذا سيغير شيئا. موسكو هي التي ستقول الكلمة الاخيرة بشأن قضية الطائرة. بعد ذلك ربما أن بوتين انتظر زلة اسرائيلية من اجل أن يضع حد لها.

هذا ليس نهاية عهد النشاط العسكري الاسرائيلي في فترة المعركة بين حربين، التي في اطارها تم احصاء الهجمات في السنوات الستة الاخيرة، لكن يبدو أن الوضع في الجبهة الشمالية لن يعود بصورة كاملة الى الوضع الذي ساد عشية اسقاط الطائرة الروسية. اسرائيل تصرفت خلال سنوات بحرية زائدة شمال حدودها بفضل الدمج بين التصميم والنشاط الهجومي والعلاقات السياسية الجيدة مع روسيا. على الاغلب هي عملت بحكمة استراتيجية من خلال تحقيق جزء كبير من الاهداف التي وضعتها نصب عينيها.

ولكن اسرائيل ايضا اظهرت في الاشهر الاخيرة ثقة بالنفس مبالغ فيها في سوريا. ويصعب التصديق أن الروس أحبوا ما نشره الجيش الاسرائيلي في بداية الشهر، بشأن أكثر من 200 هجوم في سوريا منذ بداية العام الماضي. ربما أنهم في القدس لم يستوعبوا تماما تداعيات الوضع الجديد في سوريا، بعد أن اعاد نظام الاسد لنفسه – بمساعدة روسيا – السيطرة على معظم الدولة ومنها منطقة الحدود مع اسرائيل. اسرائيل ليست دولة عظمى وهي غير قادرة على كل شيء. يجب عليها أن تهتم اكثر بالاعتبارات الروسية، وكما يبدو عليها أن تلائم نمط نشاطها الهجومي. من محادثات مع شخصيات رفيعة في جهاز الامن يتبين أنهم يعطون اهمية كبيرة لتداعيات الحادثة الاخيرة. إن من يواصل الادعاء بأن هذه فقط كانت ضربة خفيفة للجناح، منشغل جدا بالدفاع عن الصورة الجماهيرية لنتنياهو الذي ما زال غير مستعد لتحليل الواقع بصورة موضوعية.

هآرتس – مقال – 25/9/2018

هدية عيد ميلاد لصديقة يسارية

بقلم: عميره هاس

أي هدية عيد ميلاد يمكن اعطاءها لصديقة يسارية؟ جولة في جنوب جبل الخليل. المحطة الاولى كانت قرية قواويس. كل تجريد للمفاهيم يحتاج الى مرساة من التفاصيل والحقائق، ومن غير الصديقة التي هي ايضا محاضرة في الفلسفة (نعم، هي عنات مطر) تعرف تقدير الحقائق، لا سيما تلك التي تقع خارج اهتمام الجمهور. ولماذا يهتم الجمهور الاسرائيلي بقرية اسمها قواويس، التي حاول اسرائيليون في الماضي السيطرة على المباني فيها، ودولته تحظر عليها وعلى عشرات القرى الفلسطينية الاخرى البناء، وتفرض عليها تقليص ومغادرة القرية في تطلع واضح الى أن تتبخر.

حتى التنهد يحتاج الى شيء مرئي: السيارات العسكرية التي ظهرت فورا عندما انحرفنا عن الشارع الذي تم شقه بعناية والذي يؤدي الى البؤرة الاستيطانية غير القانونية متسبيه يئير، وصعدنا الى الارض الصخرية التي تؤدي الى حقل زيتون. أو الجنود في الجيب العسكري الذين حدقوا بنا من فوق التلة عندما تحدثنا مع اثنين من سكان القرية الصغيرة.

هدف الزيارة كان كومة الانقاض – غرفة للادوات الزراعية بناها شخص على ارضه الخاصة، التي حرصت قوة من الادارة المدنية على هدمها قبل خمسة ايام من ذلك. هذا خلافا للمادة 6ح من مجموعة الأوامر الدائمة للادارة المدنية في الضفة الغربية، فرع البنى التحتية، الامر رقم 273 الصادر في حزيران 2016، اجراءات اللجنة الفرعية للاشراف. هذا هو نص المادة الذي يتناول احكام البناء غير القانوني: “يجب التأكيد على أنه طالما يتم بحث طلب تصريح تخطيطي وحتى يوم اجراء النقاش في موضوع الطلب، في اللجنة الفرعية للاشراف، فان اجراءات تطبيق الاجراءات التنظيمية (أي هدم البناء) تجمد”.

قبل نحو ثلاثة اسابيع من زيارتنا فان سكان البؤرة غير القانونية، التي جزء منها بنيت على اراضي فلسطينية خاصة وجزء على اراضي فلسطينية عامة، شاهدوا بناء على ارض خاصة لأحد سكان قواويس. قاموا باستدعاء الادارة المدنية لتطبيق القانون والنظام. بعد بضعة ايام، في يوم السبت المقدس، أعدت الدولة قوة عسكرية ومفتشين من الادارة لمصادرة ادوات عمل قرب المبنى. في نفس اليوم بالضبط سكان البؤرة غير القانونية في متسبيه يئير هاجموا نشطاء “تعايش” امام اعين الجنود الذين لم يعرفوا كيف يواجهوا العنف الغاضب.

بعد يومين تم تقديم أمر لوقف اعمال البناء. حسب الاجراءات في 26 آب جرى بخصوصه نقاش في الادارة المدنية. اعطيت لصاحب الارض مهلة اسبوع للقيام بما يجب عمله: تقديم طلب لرخصة بناء بعد أن تم البناء. الطلب قدم في 27 آب، والرسوم دفعت، وتم فتح ملف للطلب وأعطي له رقم من الادارة المدنية. المحامي سيد قاسم ايضا ارسل بريد الكتروني في اليوم التالي، 28 آب، الى انجي دهان، مركزة اللجنة الفرعية للاشراف في الادارة المدنية في بيت ايل وابلغها عن تنفيذ الاجراءات المذكورة آنفا، مرفق بالوثائق. ولكن في 2 ايلول قامت قوة من الادارة المدنية بهدم المبنى الصغير.

من الادارة المدنية جاء بواسطة المتحدثة باسم منسق اعمال الحكومة في المناطق، أن “تنفيذ القانون نفذ وفقا للاجراءات، وتقديم طلب لرخصة البناء لا يمنع بالضرورة تنفيذ القانون”، كما ادعي بأن “مركزة اللجنة ليست مسؤولة عن تلقي طلبات الترخيص”. ولكن من احداث مشابهة اخرى يعرف المحامون أن هذا بالضبط ما عليهم القيام به: ابلاغ السيدة دهان. في يوم الهدم كان المحامي قاسم بالصدفة في مكاتب الادارة المدنية في بيت ايل. وبناء على طلبه قامت موظفة بفحص الامر في الحاسوب وقالت له إنه لا يوجد امر بهدم المبنى. ولكنه هدم فعليا. من الذي نفد صبره؟ المتحدثة باسم منسق اعمال الحكومة في المناطق لم ترد على طلب “هآرتس” بالرد على الاستنتاج بأن موظفي الادارة المدنية سارعوا الى الهدم رغم الاجراءات، لأن هذا ما يطلبه المستوطنون في المنطقة، الذين يريدون رؤية فضاء خالٍ من الفلسطينيين.

معاريف – مقال – 25/9/2018

حرية عمل سلاح الجو ستتقلص

بقلم: يوسي ملمان

إن بيان وزارة الدفاع الروسية بان روسيا ستزود سوريا في غضون اسبوعين بمنظومات دفاع جوي من طراز اس 300 هو خطوة دراماتيكية ستجعل من الصعب على سلاح الجو العمل،  وبالتأكيد بالحرية النسبية التي عمل بها منذ نشوب الحرب الاهلية وحتى اليوم. فضلا عن ذلك، فقد اوضحت روسيا ايضا بانها ستبدأ باستخدام منظومات الحرب الالكترونية بقرب الشاطيء السوري، بهدف تشويش كل منظومات التوجيه بالاقمار الصناعية، رادارات الطائرات واتصالات الطائرات القتالية التي تكون في مهامات هجومية في سوريا.

ان بطاريات ال اس 300 هي متطورة نسبيا وقادرة على ضرب طائرات وصواريخ جوالة في مدى حتى 250 كيلو متر. ومعنى الامر هو ان عمليا اكثر من نصف اراضي اسرائيل ستكون في مدى اصابة هذه المنظومة. وليس هذا فقط، بل هي قادرة على ان تطلق عدة صواريخ بالتوازي ضد عدة اهداف. هذه المنظومة بدأ انتاجها في 1978 ومنذئذ على مدى 40 سنة اجتازت تطويرات حسنت قدرات الرادار فيها، زادت مدى الاصابة وحسنت قدرات تشويش الصواريخ المطلقة نحوها.

ولا تنتهي بذلك قدرة اسرائيل على مواصلة الهجوم في سوريا، وان كان لا ريب أن حرية عمل سلاح الجو ستتقلص، وبالتأكيد في فترة القريبة القادمة. يمكن الافتراض بان في الايام او في الاسابيع القادمة ستتوقف اسرائيل عن اعمالها الهجومية في سوريا، على الاقل حتى يهدأ الغضب الروسي.وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس بوتين قبل العيد، قبيل سفره اليوم الى نيويورك، الى الجمعية العمومية للامم المتحدة.

وتدعي مصادر رفيعة المستوى في اسرائيل بانها لم تتفاجأ بالخطوة الروسية، لانه يبحث منذ سنين في القيادة السياسية والعسكرية في امكانية تزويد سوريا بهذه المنظومات في ظل المعرفة بان هذا هو احد الخيارات في صندوق العدة الروسي.في العام 2013 اعلنت روسيا عن نيتها تزويدها لسوريا بل وبدأت بتدريب طواقم من الجيش السوري على استخدامها، ولكن في اعقاب طلبات من اسرائيل ومن الادارة الامريكية السابقة لبراك اوباما، وعلى خلفية الحرب الاهلية التي نشبت في سوريا، اعلن الكرملين عن تأجيل التوريد. ضغط مشابه من اسرائيل أدى الى الغاء صفقة لتوريد هذه المنظومات الى ايران.

ومع ذلك، في اسرائيل يعجبون من القرار ويقولون ان هذا في واقع الامر جائزة للاسد، الذي اسقط رجاله الطائرة الروسية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية بانها ستمنح سوريا منظومة تشغيل، رقابة وتحكم تلقائية ومتطور جدا كي تحسن قدرة منظومة الدفاع الجوي لديها للتحكم في اطلاق البطاريات. ظاهرا، تفسر هذه الخطة كرغبة روسية في مساعدة سوريا على أن تميز بين العدو والصديق، اما عمليا فستحسن ايضا قدراتها على العمل بنجاعة اكبر ضد الهجمات الاسرائيلية.

لقد جاء العجب في اسرائيل بالقرار الروسي فوجد تعبيره ايضا في السؤال الذي يطرح في جهاز الامن: كيف يمكن للسوريين ان يستخدموا منظمة اس 300 اذا كان يصعب عليهم ان يستخدموا منظومات أدنى في جودتها مثل اس 200.

بالتوازي يقدرون في اسرائيل بان القرار الروسي ليس الكلمة الاخيرة التي تقال في الموضوع  وهو يثير اسئلة عديدة: متى سيبدأ التوريد؟ أي طراز من المنظومة سيورد؟ كم من الوقت سيستغرق السوريون تعلم استخدام المنظومة؟ اذا ما وردت، فاين ستنصب؟ من سيتحكم بها – جيش الاسد ام الجيش الروسي؟ ماذا ستكون تعليمات تشغيل وفتح النار لهذه المنظومات وغيرها.

كما أن هناك محافل رفيعة المستوى في اسرائيل تعتقد بانه لعل البيان الروسي ليس الا مناورة: “ادخال عنزة”،  بهدف الحصول على مقابل وتنازلات من اسرائيل وفي اللحظة التي يتلقون فيها، تخرج “العنزة” ومرة اخرى يتأجل التوريد. فبالاجمال، فان المصالح الاساسية للطرفين لم تتغير. فروسيا ليست معنية بتواجد ايران في سوريا في المدى البعيد وحتى الان لم تذرف أي دمعة على الهجمات الاسرائيلية ضدها وضد حزب الله في سوريا.

اذا كان هذا التقدير صحيحا بالفعل، فان الروس يتوقعون من اسرائيل ان تبلور معهم قواعد جديدة للتنسيق بين الجيشين والذي يجري في الخط الساخن. هذه التفاهمات كفيلة بان تتضمن تمديد زمن الاخطار الذي تنقله اسرائيل في الخط الساخن بين تل ابيب والقاعدة الروسية حميميم قرب اللاذقية بعدة دقائق اخرى وتعرف بدقة اكبر المناطق التي في نيتها مهاجمتها، ولن تكتفي بقراءة اتجاه عام مثل “شمال غرب” او “غرب”.

وفي كل الاحوال تشدد اوساط جهاز الامن بانه حتى لو تحقق سيناريو الحالة الاسوأ ونشرت البطاريات في سوريا، فهذه مسيرة ستستغرق اشهرا طويلة وسلاح الجو سيعرف كيف يتصدى لها. في سلاح الجو يعرفون المنظومة في ضوء حقيقة ان بعض الدول التي اشترتها تعتبر صديقة لاسرائيل، بينها اذربيجان، سلوفاكيا، اليونان، اوكرانيا، بلغاريا والهند.

وفي السطر الاخير، مثلما سبق ان اوضح الناطقون الاسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء، فان اسرائيل ستواصل العمل ضد التواجد الايراني في سوريا.

هآرتس – مقال – 25/9/2018

نقل صواريخ اس300 الى سوريا هو انجاز اعلامي للاسد له اهمية عملية محدودة

بقلم: ينيف كوفوفيتش

منظومة الدفاع الجوي اس 300 التي اعلنت روسيا أمس عن أنها ستنقلها الى نظام الاسد، توجد في سوريا منذ العام 2016. التهديد الاكثر اهمية في نقل المنظومة هو قول الكرملين بشأن العملية وتداعياتها على العلاقات بين روسيا واسرائيل والتي هي اكثر اهمية من القدرة العملية لمنظومة صواريخ ارض – جو التي يعرفها سلاح الجو الاسرائيلي.

حتى الآن هذه المنظومة والطراز المتقدم فيها، اس400، استخدمها الجيش الروسي في سوريا من اجل الدفاع عن الطائرات والممتلكات الروسية في المنطقة. اهمية القرار الذي نشر هي تحويل نقل السيطرة عليها الى أيدي السوريين، الذين سيبدأون الآن فترة تأهيل بين 3 – 6 اشهر من اجل امتلاك الخبرة المطلوبة لتشغيلها. اوساط مطلعة قالت في السابق إن نقل المنظومة الى سوريا سيكون “تطور مقلق لنظام الدفاع الجوي السوري”، لكن قدرتها على منع سلاح الجو من العمل في سوريا محدودة جدا. التقدير هو أن سلاح الجو يمكنه مواجهة هذه المنظومة عند الحاجة، لكن ربما حتى تدميرها اذا وجه نشاطها نحو اسرائيل أو طائرات سلاح الجو.

في جهاز الامن هناك من يعتقدون أنه باستثناء الانجاز بشأن الحصول عليها، فان الاسد ليس بحاجة تماما الى هذه المنظومة في هذه المرحلة. سبب ذلك هو التكلفة العالية لتأهيل قوة بشرية محلية لتشغيل المنظومة وكذلك الصيانة الدورية لها والحفاظ عليها. اضافة الى ذلك، اذا تمت اصابتها أو تدميرها فان النظام السوري سيجد صعوبة في مواجهة التكاليف التي ستلقى عليه وليس على روسيا.

المنظومة هي سلسلة من انظمة صواريخ، التي نشرها الجيش الاحمر للمرة الاولى في 1979. منذ ذلك الحين وحتى بداية التسعينيات تم تطوير هذه المنظومة الى ست صيغ مختلفة، والصيغة الاخيرة تعتبر اليوم واحدة من انظمة الدفاع الجوي المتقدمة في العالم. هي تتضمن رادار متطور قادر على تشخيص عشرات الاهداف في نفس الوقت وملاحقتها ايضا في المدى البعيد. مدى الصواريخ نفسها يزيد عن 200 كم الامر الذي يمكنه أن يهدد طائرات سلاح الجو حتى في اراضي اسرائيل.

بطارية اس300 تتضمن رادار للاستكشاف للمدى البعيد. ورادار للاستكشاف للارتفاعات المنخفضة. مركز قيادة واطلاق محمول على عربة ذات عجلات. زمن رد النظام منذ لحظة تشخيص الطائرات وحتى اطلاق الصواريخ الاعتراضية، هو خمس دقائق – هذا تطوير للانظمة الموجودة لدى سوريا. النظام قادر على اعتراض صواريخ كروز البحرية وليس فقط طائرات قتالية.

تشغيل النظام هو اوتوماتيكي، لكن يمكن تشغيله يدويا، والعربات توضع في محيط داخل دائرة تبلغ حتى 40 كم من غرفة القيادة المركزية. موقع القيادة يقارن المعطيات التي يحصل عليها من رادارات التوجيه الموضوعة بصورة منفردة على بعد يصل الى 80 كم الواحد عن الآخر بهدف استبعاد اهداف غير حقيقية – وهي مهمة تعتبر صعبة في ابعاد كبيرة كهذه.

على مدى السنين باعت روسيا النظام لدول عديدة منها الصين والهند واوكرانيا وتركيا وليبيا. في 2015، بعد التوقيع على الاتفاق النووي زودت ايران للمرة الاولى بها، وايضا في اعقاب ضغط سياسي لم يتم بيعها لسوريا. نظام الاسد الأب اظهر الاهتمام بها منذ الثمانينيات، بعد حرب لبنان الاولى، لكنه قرر الاكتفاء بالانظمة من طراز اس200 القديمة جدا.

الآن سوريا هي من الدول المكتظة في العالم بانظمة صواريخ دفاع جوي مقارنة مع مساحتها. خلافا لباقي اجهزة جيش الاسد، نظام الدفاع الجوي لم يتلق ضربة شديدة منذ بداية الحرب الاهلية، باستثناء هجوم الجيش الاسرائيلي في شباط الماضي، بعد اطلاق النار الايرانية نحو الاراضي الاسرائيلية. الجيش الاسرائيلي هاجم في حينه نظام الدفاع الجوي السوري، في هجوم يعتبر الاوسع منذ العام 1974.

يوجد للنظام صيغتين اكثر تطورا: صواريخ اس400 التي دخلت الى حيز التنفيذ في بداية الألفين، وفي هذه المرحلة ليست هناك نية لتزويد سوريا بها. والى جانبها صواريخ اس500، نظام صواريخ ارض – جو معدة لاعتراض صواريخ بالستية والموجودة قيد التطوير الذي من المخطط أن ينتهي في بداية العقد القادم.

اسرائيل اليوم – مقال – 25/9/2018

حدث تكتيكي يصبح مشكلة استراتيجية

بقلم: يوآف ليمور

بعد اسبوع من اسقاط الطائرة الروسية، والذي كان حدثا تكتيكيا في اساسه، توجد اسرائيل في ذروة أزمة استراتيجية ستؤثر على مسقبل الساحة الشمالية.

لا تدع هجمة الرسائل الروسية في الايام الاخيرة مجالا للشك حتى لدى المتفائلين في اسرائيل، ممن اعتقدوا بان هذا خلل فني سرعان ما سينقضي. فوزير الدفاع شويغو لا يعمل في فراغ: فهو احد الشخصيات المحبوبة في روسيا، وخطواته منسقة بكاملها مع الرئيس بوتين.

الدفاع الروسي معقد. فهو يتضمن مصالح داخلية (الحاجة لتفسير موت 15 من لابسي البزة بعيدا عن الوطن) وخارجية (الهيمنة الاقليمية والعالمية). ولكن اكثر من أي شيء آخر، يفترض ان يوضح لمن اعتقد حتى الان بان روسيا “معنا”، بان هذه ليست سوى امنية ساذجة. فروسيا ليست في الجانب الاسرائيلي، ولم تكن ابدا. فهي في جانبها. مع ميل واضح الى سوريا، حليفتها التي يهمها امنها كي تتمتع في المستقبل بثمار اعادة بنائها الاقتصادي.

من هنا فان موسكو استغلت الحدث كي تحقق مصالحها. وهذا يبرز ايضا على خلفية القدرة على الجدال مع الحقيقة على تفاصيل الحدث الذي وقع قبل اسبوع. فالتحقيق الذي اجراه سلاح الجو كان مهنيا، معمقا ولا لبس فيه. كما انه عرض بكامله على الروس في زيارة قائد سلاح الجو الى موسكو، وقبل ايضا ظاهرا. اما التفاصيل “الجديدة” التي عرضها الناطق بلسان وزارة الدفاع الروسية – وبالاساس التجاهل التام لمسؤولية سوريا عن اسقاط الطائرة – فلم تكن الا مبررا مسبقا للتصريحات التي جاءت في اعقابها عن الخطوات التي ستتخذها روسيا من الان فصاعدا.

ليس واضحا ما هي الخطوات التي ستنفذ حقا، ولكنها ينبغي أن تقلق اسرائيل جدا، ولا سيما على خلفية المزاج الكفاحي الذي يقف خلفها. فروسيا لم تستطب ابدا النشاط الاسرائيلي في سوريا، ولكنها كانت مستعدة حتى الان لان تغض النظر. اما الان، فهي مصممة على ان تري من هو رب البيت في الساحة الشمالية مع العلم انها تمس بشكل مباشر بامن اسرائيل.

في هذا السياق، فقد انصب جل الاهتمام بشكل طبيعي على البيان الروسي بانها ستزود منظومات دفاع من طراز اس 300 لسوريا. وامكانية الخطر الكامن في هذه المنظومات معروفة، ولكنه سيمر وقت طويل الى أن يعرف رجال منظومة الدفاع الجوي السوري كيف يستخدموها، وعلى أي حال – فقد ربطت منشورات اجنبية في الماضي سلاح الجو بتدريبات في دول تحوز منذ الان بطاريات دفاع مشابهة، بحيث ان من المشكوك فيه أن تتفاجأ اسرائيل حقا (حتى لو قيدت جزئيا).

القلق الاكبر ينبغي أن يكون حول التصريح غير المفسر لتنفيذ اغلاق لموجات البث التي ستقيد الطائرات المهاجمة في منطقة البحر المتوسط. فسلاح الجو يعتمد على تكنولوجيات متطورة، والسلاح الذي يطلقه – وبالتأكيد في مثل هذه الهجمات – دقيق ويقوم على اساس الـ GPS. ليس واضحا ما يخطط الروس لعمله، وكم حصينة المنظومات الاسرائيلية – الامريكية منها. ولكن هذا تهديد من الواجب اخذه على محمل الجد ليس فقط لانه يجعل روسيا واسرائيل تصطدمان صداما مباشرا، بل لان لديه امكانية كامنة لتعريض حياة الطيارين للخطر، تشويش المنظومات وافشال العمليات الهجومية.

لقد أدت التصريحات الروسية بالولايات المتحدة الى التدخل، بتأخير اسبوع، في الازمة في المنطقة. فبعد أن سارعت للايضاح بانها ليست مسؤولة عن اسقاط الطائرة الروسية، صمتت حتى الان واشنطن تماما. معقول ان احدا ما في القدس اجرى في اثناء العيد عدة مكالمات هاتفية ووضع البيت الابيض في خطورة الوضع.

مشكوك ان تكون تصريحات مستشار الامن القومي بولتون ستغير السياسة الروسية، ولكنها توضح بان اسرائيل ليست وحدها تماما في المعركة، مع التشديد على البيان الدراماتيكي على أن القوات الامريكية لن تخرج من سوريا طالما كانت ايران تعمل خارج حدودها (أي في سوريا وفي العراق).

ورغم ذلك، فان المشكلة الاساسية كانت ولا تزال مشكلة اسرائيل. فمنذ الحادثة في الاسبوع الماضي لم تعزى لاسرائيل هجمات في سوريا، ومعقول – بخلاف التصريحات العلنية بان السياسة لن تتغير- بان الفترة القريبة القادمة ستكون عصبية وقليلة النشاط.

في هذا الوقت سيكون مطلوبا من القيادة السياسية – التي امتنعت عن التصريحات حتى الان – ان تحاول تسوية البث مع موسكو. فمكالمة نتنياهو – بوتين امس كانت في هذا الاتجاه، ولكن مشكوك ان تغلق بذلك القضية.

سترافق ملحقات اسقاط الطائرة كل النشاطات في الشمال في المستقبل المنظور. لا شك ان طهرات ستحاول من الان فصاعدا التصعيب اكثر فأكثر على اسرائيل وتوريطها مرة اخرى مع روسيا. هذا سيستدعي الدقة في التنسيق بين الزعيمين والجيشين في المستقبل (ربما بتمديد مدة الاخطار المسبق)، وكذا الكثير جدا من الحظ، كي لا تجد اسرائيل نفسها مرة اخرى بين بؤر استهداف موسكو.

هآرتس – مقال – 25/9/2018

الاحتلال لن يختفي لأنه يؤتي ثماره

بقلم: كوبي نيف

بدعاية تخويفية، سواء اردنا بيع قاتل للبعوض أو تسويق ليكود وطني أو رئيس حكومة، يجب أن يصور للمستهلكين المحتملين البعوض المزعج، على الاقل كطائرة اف92 تحمل 400 صاروخ جو – ارض و36 قنبلة نووية. وهذا الامر يعمل. في استطلاع اجري في اوروبا طلب من سكان الدول المختلفة تخمين نسبة المسلمين في بلادهم. في هولندا قدر السكان أن نسبة السكان في بلادهم هي 19 في المئة، في حين أنها فعليا هي 6 في المئة فقط. في فرنسا قدر السكان أن المسلمين يشكلون 31 في المئة من سكان الدولة، في حين أن المسلمين يشكلون فقط 7.5 في المئة من مواطني فرنسا. ولمن يحذرون من السفر الى باريس لأنها “مليئة بالعرب” نقول بين قوسين إن نسبة المواطنين المسلمين في اسرائيل هي 20 في المئة (هذا لا يشمل المناطق المحتلة في العام 1967).

اجل، ايضا عندنا الامر عيني. ليس فقط بشأن المسلمين، بل ايضا بشأن “الارهاب”، الذي لا يتوقف السياسيون ووسائل الاعلام لدينا عن الحديث عنه صبح مساء. رجاء، سنوضح لكم كم اسرائيلي، جندي ومدني قتلوا بالمتوسط في السنوات الثلاثة الاخيرة في “عمليات ارهابية”، بما فيها 2016، سنة انتفاضة الافراد؟ هيا خمنوا رقم، 115؟ أقل بكثير. 87؟ أقل. 52؟ لا. 36؟ أقل. 27، أيها السادة، 27 اسرائيليا، جنود ومدنيين، قتلوا بالمتوسط سنويا في “عمليات ارهابية” في السنوات الثلاثة الاخيرة.

هذا هو كل شيء. لأنه في حوادث عمل في البناء فقط قتل بالمتوسط سنويا في السنوات الثلاثة الاخيرة 40 شخص. ولكن هذا الامر ليس هاما، لأن معظمهم فلسطينيين وصينيين. لذلك هذا ليس فظيعا. ولكن كم من الاسرائيليين قتلوا في السنة بالمتوسط، مع الهدوء الكبير في 2018، في حوادث الطرق في السنوات الثلاثة الاخيرة؟ 310 شخص. أي 12 ضعف اكثر من الارهاب الفظيع الذي يهدد بالقضاء علينا.

أي أن الارهاب، الذي هو ثمن الاحتلال، ارخص بالنسبة لنا بكثير، من حيث حياة البشر، حتى من مؤشر السكن، ولا نريد الحديث عن حرية الحركة في الشوارع.

الاحتلال، سيداتي سادتي، يؤتي ثماره ليس فقط في حياة الانسان، بل بشكل عام.

انظروا ماذا كتب ليس يساريا لاساميا في “هآرتس”، بل عميت سيغل، يميني يعتمر قبعة منسوجة وإبن مخرب يهودي يعتمر قبعة منسوجة في “مصدر اول”، الصحيفة “الحلال جدا” عن حادثة الطائرات الورقية التي دفعت اسرائيل في الصيف الماضي الى شفا حرب في قطاع غزة: أولا، المنطقة المحروقة في الجنوب تصل الى 30 ألف دونم. ثانيا، اذا ظهر ذلك كبيرا، فان مساحة كهذه تساوي هذه المساحة احترقت في الصيف في هضبة الجولان بسبب حرائق اندلعت في مناطق تدريب على اطلاق النار. ثالثا، فقط ربع المناطق التي احترقت هي حقول والباقي مناطق مفتوحة. ليس سارا للعين، لكن كما تشهد المحاجر المزدهرة – قريبا سيستبدل الاسود بالاخضر. رابعا، مجمل الاضرار العامة قدر بنحو 10 ملايين شيكل. وهو مبلغ يعادل ليلة واحدة من الاعتراضات للقبة الحديدية. خامسا، احدى الصحف الكبرى زينت 30 صفحة من اصل 100 صفحة لها في الصيف بصورة لحقول محروقة، برنامج صحافي عقلاني فتح في كل صباح باحصاء البالونات والطائرات الورقية، ليس صواريخ ولا انتحاريين ولا قذائف: 30 صفحة رئيسية للطائرات الورقية. هناك يميني آخر لا يقل عن سيغل، وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، غرد قبل اسبوع في تويتر وقال “النقاش حول ميزانية الجيش الاسرائيلي هو نقاش لا جدوى منه لاناس لا يفهمون في الأمن أو الاقتصاد. كل أغورة تصل لجهاز الامن ليست تكلفة بل استثمار اثمر مؤخرا بتصدير بلغ 9.2 مليار دولار”.

الاحتلال يؤتي ثماره للدولة ولشعب اسرائيل من كل النواحي.

الاحتلال يؤثي ثماره، لذلك فهو لن يختفي.

هو سيختفي فقط عندما لا يعود يؤتي ثماره.

كم من آلاف أو عشرات آلاف القتلى نتحدث عنهم؟ اذا عشنا سنرى.

يديعوت – مقال – 25/9/2018

تضليل ذاتي  – لماذا يصر اولمرت على الخطأ

بقلم: بن – درور يميني

في 22 ايلول 2011، ألقى نتنياهو وابو مازن خطابين في الجمعية العمومية للامم المتحدة. في الظروف السياسية لتلك الايام كان هذا حدثا هاما موضع حديث. في ذاك الصباح نشر في “نيويورك تايمز” مقال لايهود اولمرت، رئيس الوزراء السابق، عرض فيه اقتراحه للسلام، والذي يشبه مباديء كلينتون مضاف اليها تحطيم لمحظور شبه ديني: “مشكلة اللاجئين ستجد حلها في اطار خطة السلام العربية من العام 2002”. القسم المشوق تناول الموقف الفلسطيني. فقد كتب اولمرت يقول: “اقتراحي لم يرفضه الفلسطينيون مبدئيا ابدا”. مرت سبع سنين، واولمرت لم يفوت فرصة ليعرض الرواية اياها. وقد كررها الاسبوع الماضي في باريس في لقاء اجراه مع ابو مازن.

قبل ان نصل الى مسألة هل اولمرت محق أم غارق في الخيال، يجب ان نطرح سؤالا آخر: لماذا هو الذي يصرح بان الفلسطينيين لم يرفضوا اقتراحه؟ لماذا لا يقول ابو مازن ذلك؟ فحسب رواية اولمرت في “نيويورك تايمز” كانت هذه خطة السلام التي لا بديل عنها؛ وحسب اعتراف ابو مازن نفسه، فقد تضمنت الخطة اعترافا بحق العودة. إذن لماذا لا يقال نعم؟

الجواب هو واحد: الفلسطينيون انفسهم قالوا، المرة تلو الاخرى، انهم يرفضون خطة اولمرت. الرد الاولي لابو مازن يظهر في كتاب كونداليزا رايس، التي كانت في حينه وزيرة الخارجية، وكانت أول من سمع عن الخطة في منزل اولمرت في ايار 2008. وهي تعترف انها فوجئت من الاقتراح بعيد الاثر لاولمرت، بلغت الرئيس في حينه جورج بوش فقط بل وابقت حتى مساعديها دون علم.

رغم انها هرعت الى المقاطعة في رام الله كي تعرض الاقتراح على الزعيم الفلسطيني، تلخص رده في جملة واحدة: “لا يمكنني ان اقول لاربعة ملايين فلسطيني ان 5 الاف منهم فقط يمكنهم ان يعودوا”. عذر “الاوزة العرجاء” لم يكن قائما في ذاك الموعد.

نشر الصحافي الوف بن في 12 آب 2008 بان “السلطة الفلسطينية رفضت اقتراح اولمرت للانسحاب من 93 في المئة من المناطق”. وقال نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان ابو مازن: “الاقتراح الاسرائيلي غير مقبول”. هكذا بالقطع. في 27 اذار 2009، في مقابلة تلفزيونية، قال صائب عريقات بالنسبة لاقتراح  اولمرت: “ابو مازن لم يكن مستعدا للتنازل عن انش واحد”، واوضح بان الفلسطينيين رفضوا الاقتراح. مرت بضعة اسابيع، فجاء ابو مازن الى الولايات المتحدة واجريت مقابلة معه في “واشنطن بوست”. اعترف هناك بان اولمرت وافق على مبدأ “حق العودة”، فلماذا اذن رفض الخطة؟ جواب ابو مازن: “الفجوات كانت كبيرة جدا”. واذا لم يكن هذا كافيا، فثمة ايضا ما قاله اولمرت نفسه في مؤتمر مبادرة جنيف في 19 ايلول 2010: “التسوية لم تتحقق حين كان ممكنا تحقيقها، لان الطرف الفلسطيني لم يكن مستعدا ان يتخذ الخطوة التي اتخذناها”. هكذا بحيث أن لدينا اولمرت أ، الذي يعترف بالحقائق، ولدينا اولمرت ب الذي ادمن على التضليل الاسوأ: التضليل الذاتي.

يمكن أن نستمر. هناك الكثير من المستندات على لسان الفلسطينيين انفسهم بانهم رفضوا اقتراح اولمرت، بالضبط مثلما ارفضوا كل الاقتراح آخر قبل اولمرت وبعده. ولكن على كل مرة يقول فيها الفلسطينيون “قلنا لا”، سيجيب اولمرت “هم لم يقولوا لا”، هذا بالضبط مثل مؤيدي حامولة التميمي. ابناء العائلة يقولون: “الاحتلال هو ايضا تل أبيب”، وهم يجيبون: “هم يقصدون خطوط 1967”. فهل لاجزاء في اليسار توجد مشكلة مع الواقع؟.

خطة اولمرت كانت خطوة جريئة. لا يوجد رئيس وزراء في اسرائيل سار الى هذا البعد نحو الفلسطينيين. بالتأكيد يحتمل أن يكون جديرا أخذ مخاطر لمنع مصيبة دولة واحدة كبيرة. ولكن لماذا، بحق الجحيم، لاولمرت والكثيرين من طرفه توجد مشكلة مع الحقائق؟ اذا كان تأييد السلام يتماثل مع الطلاق مع الواقع، فعندها فان معسكر السلام يهزم نفسه.

وشيء آخر. الناطق بلسان الليكود ادعى بان اولمرت اصبح ناطقا بلسان ابو مازن. ليس صحيحا. ابو مازن والناطقين بلسانه يقولون اقوالا معاكسة لاقوال اولمرت.

هآرتس – مقال – 25/9/2018

باراك على حق

بقلم: عوزي برعام

“دولة اسرائيل تعمل حسب رؤية وطنية متطرفة، عنصرية وظلامية. في خدمة هذه الرؤية – التي تسعى في نهاية الامر الى قوانين فصل، عنصرية وترانسفير، يجري منذ ثلاث سنوات هجوم منهجي فاشي بصورة واضحة على أسس ومؤسسات الديمقراطية الاسرائيلية”، هذه الاقوال التي قالها اهود باراك، اقتبست في “يديعوت احرونوت” من قبل بن درور يميني، التي بجرة قلم قارنها مع اسلوب تعبير عضوة الكنيست حنين الزعبي والصحفي جدعون ليفي.

الحساسية المبالغ فيها للمحلل ادهشتني، لأنني لا أجد ذرة من المبالغة في الاقوال الصحيحة التي قالها باراك. ما الامر غير الصحيح هنا؟ ما هي الاقوال التي تم اطلاقها في الجو والتي احتاجت تدخل جراحي لبن درور يميني؟ مفهوم الفاشية يثير هزة في اوساط كثيرين في المجتمع الاسرائيلي لأنه يستدعي ذكريات قوية من الماضي. ولكن الفاشية كانت ايضا في ايطاليا واسبانيا. صحيح، حتى الآن لا يوجد في اسرائيل نظام فاشي. ولكن بالتأكيد تتراكم فيها مظاهر الفاشية. الايديولوجيا الفاشية تريد وضع الأمة، المعرضة لمفاهيم بيولوجية ثقافية وتاريخية، فوق كل هوية اخرى. الفاشية تسعى الى خلق نخبة جديدة تعمل باسم الشعب وبقيادة زعيم كاريزماتي، الذي شخصيته تتجسد في حزب جماهير وكل مؤسسات السلطة خاضعة لارادته. ليسأل كل واحد نفسه اذا كانت مكونات كهذه لم تجد لها مكان في اوساط السلطة في اسرائيل.

بدلا من مهاجمة الاقوال الصادقة لباراك، كنت سأقترح على يميني أن يسأل نفسه عدة اسئلة: هل في اسرائيل اليمينية في ايامنا هذه كان سيكون معارضة علنية جدية لصيغة اسرائيلية لمكارثية امريكية تميزت بملاحقة مجنونة لكل شخص يساري تسلل الى الحكم، الى الجيش والى الفن والثقافة؟ امريكا لفظت مكارثي وتراثه. فهل في اسرائيل اليوم كانوا سيصفقون للصحفي المعروف آد مورو الذي حارب دون وجل المكارثية؟ هذه اسئلة يجب على كل اسرائيلي منطقي أن يسألها لنفسه.

ماذا كانت اقوال وزيرة العدل التي تهدد قضاة المحكمة العليا باسم “الشعب”، والتي تتبجح بتمثيله، اذا لم تكن تحريض ضد جزء لا يتجزأ وهام من الحكم الديمقراطي؟ في أي نظام ديمقراطي حقيقي كان وزير المالية ووزير الثقافة يمكنهم أن يقترحوا قانون يمنع التمويل عن من يهاجم رموز الدولة؟ هذا تدخل فظ في مجال الفن والثقافة. الدولة لن تساعد في تمويل عرض مسرحيات لممثلين مثل حانوخ لفين، وتمنع تمويل من يعرض المستوطنين كمجرمين أو منع تمويل مسرحيين عرب يتحدون قيم وزيرة الثقافة؟.

بالضبط اليوم، حيث الهجوم على الديمقراطية ما زال لم يصل الى ذروة قوته، من المهم كشف سيناريوهات تحذيرية. أنا لا أعرف اذا كانت عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش محقة في قولها إن الوزيرة اييلت شكيد من شأنها أن تعزل قضاة محكمة العدل العليا. ولكن ازاء ما يحدث اليوم، فهذه النبوءة بالتأكيد ليست مدحوضة، ومن المهم أنها قيلت.

بن درور يميني كان عليه أن يعترف بأخطار الانزلاق، شخص شجاع معروف باستعداده للنظر الى الواقع، لا الى التمويه والاخفاء. ولا يجب السماح لمن يؤيدون قانون القومية بأن يحولوه الى مقياس للوطنية. لأننا عرفنا دائما أن الوطنية هي الملاذ الاخير للنذل. وليس هناك ملاذ مضلل اكثر من ذلك.

33

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى