#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود يكتب – ” سُهى رزاد ” … شهرزاد الزمان

السفير ملحم مسعود – اليونان 4.9.2020

تابعت تصريحات ” سُهى رزاد شهرزاد الزمان , للتلفزيون الإسرائيلي وساءلتٌ نفسيأيها الخجل … اين حُمرتك  ؟؟؟ ارغت وازبدت … وطغت وتكبرت … توعدت وهددت … وقالت ما لايقال … في غير المكان والزمان .  تطاولت في كثرة الكلام عن الممكن وعن المُحال  والضياع  … ولم يعد تجدي لنا معنى … ولا فيها لحنا يٌسمعنا . واشياء أخرى بلا معنى …

وعدت اٌسائل نفسي ماذا دهاكٍ  يا … (  سُهىى رزاد….. )  بعدما  كُنتٍ يوما شهرزاد زمانك .

لكن شهرزاد تميزت بالذكاء الشديد والبراعة المطلقة في كل مكان وزمان …

وبقيت ابحث وأتساءل مرة أخرى ماذا دهاكي يا “سٌهى رزاد “  وأقول أيها الخجل … أين حٌمرتك ؟؟؟

هل إستبد بِك الحنين  … لزمان السلطة والجاه … والمال والأعمال  …  هل افتقدتي اجواء الإنشكاح …. والجوقاتوالمطبلاتية … التي كانت تعزف لك في كل مكان وزمان , وغنًوا لك من  الأشعار اجمل الألحان

تذكرني هذه الأجواء …وكأنهم ينشدون … قول الشاعر إبن هانئ الأندلسي مادحا ومرحبا :  

لا تسألن عن الزمان فإنه        –  في راحتيك يدور حيث تشاء

لكن الزمان كالأقدار … يا  ( سُهى رزاد … ) له دورات ودورات …. أو كما قال شاعرنا  :

العبد ذو ضجر والرب ذو قدر ** والدهر ذو دول والرزق مقسوم

والخير أجمع فيما أختار خالقنا ** وفي اختيار سواه اللوم والشوم

يبدو أن  ( سُهى رزاد ) لم تستوعب ما حدث ويحدث … ويعرف كل فلسطيني كيف باعوا وإشتروا بإسم فلسطين في مقولةالتطبيع   الإخوة في الإمارات علاقاتهم بإسرائيل   ليست جديدة رغم التستر , ويمكن وصفها وكانها بالليل البهيم .

ليسوا وحدهم … والله اعلم . كانت العلاقات الفلسطينية الإماراتية في الميزان … تقطعت بها الطرق , وتقوضت جسور الثقة  وتعددت الإنسدادات … وتوسعت وتوثقت ظاهرة … ” التدحيل …بعد إحتضان الشاردين والمتمردين و وباقي القصة معروف .. 

لم يتركوا للدبلوماسية فرصة … حتى في اسوأ الظروف في العمل السياسي والعلاقات الدولية , تُبقي الدول على قنوات خلفية … وابواب مواربة  إذا صح الوصف بين الإخوة , وخصوصا مع أصحاب القضية الفلسطينية … لتحقيق شئ من التنسيق والتشاور والتفاهم بعيدا عن مقولة ( السيادة ) وكنا دائما نحترمها … وخصوصية كل بلد … حتى تكون الخسائر أقل ما يمكن . 

كنا نسعى للتضامن لتعزيز المواقف حول القضية الفلسطينية من اجل سلام حقيقي وعادل … الموقف السياسي الذي تبلور في مؤتمر القمة العربية الرابعة عشرة في بيروت بتاريخ 28.3.2002 وما زال التوجه العربي ملتزما به ... نقول ذلك وهناك من يستخدم و ويستغل  الوضع الفلسطيني بمقولة التطبيع .  

حتى الدول التي  أرادت من منطلقات ” النوايا الطيبة ” القيام بدور او مهمة تساعد في إنفراجات  سياسية أو إنسانية في الأراضي المحتلة , لم تتجاوز بمبادراتها السلطات الفلسطينية و مؤسساتها  … ولم تداهمنا محاولات التقارب العربي الإسرائيلي بدرجاتها وتعددها … على الإطلاق وكانت خطوط الوصل والتنسيق قائمة ومستمرة .

حتى     ( حركة السادات ... ) والذي كان بدهائه الطاغي قد هيا لخطابه أمام  مجلس الشعب في إفتتاح دورته في9.11.1977  ضرورة حضور فلسطيني عال المستوى  و الذي قال في خطابه : إنني أعلن أمامكم وأمام العالم إنني على استعداد للذهاب حتى أخر العالم من أجل تحقيق السلام.. بل إننى أُعلن أمامكم وسوف يدهشون في إسرائيل وهم يسمعون ذلك.. إنني على استعداد للذهاب إلى القدس ومخاطبة الإسرائيليين في عقر دارهم في الكنيست الذي يضم نواب شعبهم من أجل تحقيق السلام

وبالفعل أصابت الدهشة الجميع، فبينما كان يصفق عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب وقتها، أصيب ياسر عرفات بالذهول … الذي تم دعوته ولا  نقول ضرورة ( جلبه ) للمشاركة في المشهد التاريخي … وكأن السادات اراد بدهائه المطلق  ان يكون ” أبو عمار ” شاهد على العصر …وهوالذي اصابه الذهول اكثر من سياسي آخر … وغادر القاهرة على اول لطائرة … لكن الرسالة قد وصلت وإستلمها أصحابها باليد … اليوم نحن أمام عالم جديد . السادات أحسن اللعبة  التي كانت في مكانها وزمانها ….وكانت على ( مقاسه … وظروف مصر المعروفة).

إنفعلت يومها الجماهير كل الجماهير الفلسطينية والعربية لدي وصول الطائرة المصرية وحطت على ارض فلسطين المحتلة … وإطلالة السادات … على الوطن السليب … وباقي القصة معروف …

عادت الأرض إلى أصحابها … لكن لم يحدث حتي يومنا هذا ما يعرف ب (التطبيع ) على المستوى الشعبي .

وكنا نحن ايضا في حاجة للوقوف على ارضنا  … وكفى شتات ومنافي ومخيمات … وفرضت القضية الفلسطينية نفسها على العالم .

من وحي الواقع والحقائق قد أصبح قطاع كبير يعيش على أرض الوطن , ويتعايش مع كل الصعوبات والتحديات التي لا تعرفها ولم تعيشها ( سُهى رزاد )ولا تفهم هذه المراة المعاناة اليومية التي يعانيها شعبنا … وما معنى المقاومة والإنتفاضة …و إلقاء الحجارة على جنود الإحتلال … وكيف تكون هبَات الجماهير التي تفتح ( أبواب جهنم ) على الاعداء

وفي هذه المناسبة هل تتذكرين يا (  سُهى رزاد )  فتاة فلسطينية دون ال 18 عاما إسمها ” عهد التميمي …” التي أصبحت ايقونة المقاومة في مسيرة المرأة الفلسطيبية , وموضع فخر لنا جميعا ؟؟؟

 متى زرت فيها الاراضي المحتلة آخر مرة ؟؟؟

هل إنخرطي يوما في العمل النسائي الفلسطيني …؟؟؟

هل زرتي يوما مخيم للاجئين الفلسطينيين … ؟؟؟

لأن معلوماتي عن تاريخ نشاطاتك  السابقة قليلة  … يا ( سٌهى رباد ) … زمانك .

رَدَحَت بالتلفزين الإسرائيلي … وبدون خجل ولا وجل إدعت وإتهمت  بأن السلطة الفلسطينية بدات بالفعل في مضايقة أفراد عائلتها … وقد نسى القوم  ” سُهى رزاد ” وعائلتها .

وفي ضحالة موقفها وطروحاتها والشكوى والتهديدات بسبب إستدعاء شقيقها السفير الفلسطيني في قبرص , إلى رام الله  وطالبت بضمانة حياتهوعودته  إلى وظيفته سالما آمنا والويل كل الويل  باالمساس  بوظيفته  … وراتبه …الخ. و إلا خراب قبرص ومن فيها

يبدو ان ( سٌهىى رزاد ) إستلطفت جزيرة  (إفروديتي ) أكثر من صخرة مالطا .

” سُهى رزاد ” تسترجع ايام زمان  عندما كانت تُحوًل إليها الملفات … وتضع عليها الأختام … بالتعيين والنقل والإبعاد … واليوم أخوها … وفي الأمس أختها … الخ …

هددت ( سُهى زاد )  الزمانالمسؤولين في السلطة الفلسطيبية الذين يواصلوا حملتهم عليها .. بفتح أبواب جهنم لهم ….. وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِير . يا رب استر .

وكان لإنتصار عمارة مديرة مكتب الرئيس النصيب الاكبر في مقابلة ( سُهى رزاد) على تلفزيون إسرائيل … متهمة إياها أنها تقود حملة التشهير ضدها والتي أعطت التعليمات لتقديمها للناس على أنها خائنةوهي التي تحكم فلسطين من خلال ابو مازن   … لكنها تحب ابو مازن … واضافت مسكين ابو مازن الكل يضلله …وصلت الرسالة …. ولله فى خلقه شئونوبكت كثيرا  على حال اخوها … بعد  أن اصبحت  السفارة …  في العمارة.

وليس يصحُّ في الأفهامِ شيءٌ … إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ 

هذا قليل من كثير  عن ” سُهى رزاد ” في مقابلتها على التلفزيون الإسرائيلي , وتداعياتها واسئلة الصحفيين ( لأرملة ) الشهيد الزعيم الفلسطيني … بكل ما سمعنا أو رأينا …

وطالما االشئ بالشئ يذكر …  هل سالت الصحفيين الذين اجروا المقابلة معها عن مقتل الشهيد الراحل ابو عمار …او أشرتي إلى هذا الموضوع ومن وراء إغتياله بالسم الزعاف ... او أعطت هذا الموضوع أي أهمية ؟؟؟  

وقد نصًبت نفسها في تدوينة على حسابها الخاص على إنستغرام للإعتذار لشعب وقيادة الإمارات عن أي ضرر صدر من أي فلسطيني لهذا الشعب المعطاء اللطيف الذي استقبلنا دائما بكل ترحاب. وأعتذرت من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن هذه التصرفات غير المسؤولة”.

تذكرني حكاية ام الإمارات السيدة الفاضلة سموالشيخة فاطمة بنت مبارك التي خاطبتها “سُهى زراد ” عن علاقات ” سُهى رزاد “ النسائية الواسعة مع علية القوم … وحكايتها عندما كانت ( أرملة الزعيم الفلسطيني ) الراحل تقيم في تونس معززة ومكرمة في ضيافة الدولة التونسية مع السيدة الأولى في تونس ( ليلى الطرابلسي ) وراحت بعيدا في شراكتها وأعمالها لكنها لم تجيد اللعبة  … ارملة الزعيم الفلسطيني لم تحترم الكرم و الضيافة وجواز السفر التونسي ولم  تدرك ان سيدة تونس الأولى أشطر منها و ادرى في شعاب تونس واهلها … مما ادى إلى سحب جواز سفرها التونسي … وطردها من تونس شر طردة  في الليلة الظلماء .

راحت إلى مالطا … منسية تبكي على اللبن المسكوب ... وكنا نتالم على هذا التصرف من قبل أرملة الزعيم في دولة إحتضنت الفلسطينيين وقضيتهم في أصعب الاوقات .

أخيرا كفى … وإحترمي نفسك …

وتذكري بين الحين والحين حكاية الهدهد الذي وقف على باب سليمان …

وقف الهدهد في باب سليمان بذله

قال:يا مولاي كن لي عيشتي صارت ممله

مت من حبة بُرٍّ أحدثت في الصدر غله

لا مياه النيل تروي ها ولا أمواه دجله

وإذا دامت قليلا قتلتني شر قتله

فأشار السيد العالي إلى من كان حوله

قد جنى الهدهد ذنبا وأتى في اللؤم فعله

تلك نار الإثم في الصدر وذي الشكوى تعلَّه

ما أرى الحبة إلا سُرِقَتْ من بيت نمله

إن للظالم صدراً يشتكي من غير عله

رحم الله امرأً عرف قدر نفسه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى