#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود يكتب – المرأة … مرآة المجتمع (1)

ملحم مسعود – اليونان في 6.4.2021

كان شهر مارس الماضي شهر المرأة بإمتياز … وقيل و كُتب الكثير ذلك الشهر عن يوم المرأة العالمي … وصادف عيد الأم ايضا … ورحيل نوال السعداوي المثقفة الحرة التي أخافَ تحررُها المتزمتين الذين ينكرون على النساء أي حق في الحرية وما كان خبروفاة الكاتبة والطبيبة المصرية نوال السعداوي أن يمر دون نقاش فكري وسياسي وديني. فهو قبل كل شيء حدث متعلق برحيل امرأة عربية عُرفت بمواقفها الجريئة وأفكارها الرافضة للقيم الموروثة واستماتها في الدفاع عن القضايا النسوية … التي سنعود إلى سيرتها ونضالاتها ضمن أسماء نسائية عربية  لامعة في مسيرة نضالهن النسوي والذي لم يتوقف أبدا .

وإنطلاقا من ذلك أسترجع بعض المحطات التاريخية عن عطاء المرأة عالميا . الأم والأخت والإبنة , والمسيرة النضالية التي تكللت بنيل الكثير من حقوقها , وتكريث هذا الإرث النضالي بتكريث يوم المراة العالمي ليكون في الثامن من شهر مارس من كل عام كدلالة للإحترام وتقديرا لإنجازاتها السياسية والإجتماعية والفكرية والإقتصادية …

عفوا … ليس هذا موضوع مقالي أو كتاباتي بالتحديد :

لكنه استطراد سريع ، تلقائي، تتالى بنفسه إذ رأيت نفسي ملزماً بهذه المقدمة ( كمقالات ) للوصول إلى موضوع المرأة العربية وخصوصا الفلسطينية  وما آلت عليه أحوالها في هذه الأيام . على سبيل المثال ما يجري   في ظلال ( الحمى ) الإنتخابية … إذا حصت إنتخابات !!! في الأراضي الفلسطينية  التي طغت على كل الأحداث وإختيارات التمثيل النسوي , الأمر الذي باعوا فيه وإشتروا ...  ( وباقي القصة اشهر من أن يقال) والذي جاء لرفع العتب وما عدى ذلك غير صحيح …   

  والأدهى من كل ذلك ما سمعناه قبل أيام عن نُظم وقواعد وقوانين أثار إتخاذها من قبل  المجلس ( العتيد )  الأعلى للقضاء الشرعي في غزة بمنع سفر الانثى غير المتزوجة بكرا او ثيبا دون الحصول على إذن وليها … ضمن قرارات أخرى حول منع سفر الناس … في محاولة إرجاع المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته إلى الوراء , والنيل من حقوق المرأة الفلسطينية … ولم نسمع عن ردود فعل قوية وكافية , رسمية وشعبية لإدانة هذه  ( التصرفات )  العشوائية  في حق مجتمعنا وليس المرأة فقط .

هل هذا هو ما آلت عليه حال المرأة الفلسطينية اليوم ؟؟ 

هنا نحاول إستكمال ما سبق وكتبه الأخ ابو الطيب رئيس مجلس ادارة المركز (8.3.2021 ) على هذا الموقع , حول نضالات المرأة الفلسطينية بمناسبة عيد المراة ( من كتابه معركة الكرامة ) … بالبدأ في عرض سريع عن نضالات المراة عالميا وكيف إستطاعت من تحقيق الكثير … من حقوقها بعد نضال مرير وطويل … لنعود إلى موضوعنا المرأة العربية … والفلسطينية … واين كنا وأين اصبحنا من كل هذا .

تعددت وتقاطعت الآراء عن أصل وتاريخ حراك المرأة العالمي المبكر في أكثر من بلد , وظروف مختلفة عالميا لفكرة  ” يوم عالمي للمرأة كل عام , يقال ان هذا ( المشروع ) إنبثق عن حراك عمالي نسائي في عام 1908 عندما خرجت آلاف من النساء الأمريكيات  في مسيرة إحتجاجية في شوارع مدينة نيويورك للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الإجور والحصول على حق التصويت والإنتخابات . وإستغل الحزب الإشتراكي الأمريكي حينذاك وأعلن في اليوم التالي ليكون هذا اليوم بإعتباره أول يوم وطني للمرأة .

وعرضت إمرأة تدعى كلارا زيتكن على جعل هذا اليوم ليس مجرد يوم وطني بل عالميوعرضت إقتراحها قي مؤتمر دولي للمرأة العاملة ضم نساء من 17 دولة  عقد في كوبنهاجن عام 1910 ولاقى إقبال وقبولا جماعيا على الفكرة  ثم اصبح حدثا عالميا إعترفت به الأمم المتحدة عالميا …

وكانت كل من الدنمارك والنمسا وألمانيا وسويسرا أول من إحتفل باليوم العالمي للمراة عام 1911 .

مع تصاعد الحركة النسائية الرافضة للتمييز في العمل , والتي طالبت بحق التصويت تأخذ بعدا أوسع في البلدان المتقدمة مثل بريطانيا منذ عام 1903 والذي تحقق عام 1918 مع تحديد سن المراة التي لها حق التصويت ب 30 سنة

( وطالما  الشئ بالشئ يذكر وعلى سبيل المثال   فقد ظفرت  المرأة السويسرية بحق الإقتراع في الإنتخابات الإتحادية  بعد كفاح طويل صادَق الناخبون ( الرجال ) في السابع من فبراير  عام 1971 متكرمين ” على منحها حق التصويت والترشيح )

ومع إندلاع الحرب العالمية الاولى التي ألقت بظلالها على النشاط النسوي في روسيا ,ليشهد اليوم العالمي بداية جديدة في روسيا حيث سارت في سان بطرسبورج في الثامن من 1917  مظاهرات لعاملات كن يطالبن بالخبز وعودة الرجال من جبهات القتال ومع قيام الثورة الروسية والتحولات التي عمَت البلد ,  وحالة شبه الإستقرار العالمي الذي بدا يخيم على المجتمعات الأوروبية بعد الحرب ( ولو إلى حين ) إنتعشت النشاطات النسوية من جديد في الإتحاد السوفيتي , وقد أعلن لينينهذا التاريخ يوما رسميا للإحتفاء بالنساء

وحتى لا يبقى هذا اليوم بصيغة ( الإحتفاء) والتكريم … وإستمرار نضالات المراة وإنجازاتها السياسية والثقافية والإجتماعية المتصاعدة  , ودورها في الحرب العالمية الثانية , عقد أول مؤتمر للإتحاد النسائي  الديموقراطي العالمي في باريس عام 1945 ليأخذ سِمة سياسية وإجتماعية … الخ . إلى ما وصلت عليه يومنا هذا .

ويبقى السؤال أين المرأة العربية اليوم من كل هذا , والتي لن تكون قوة سياسية وإجتماعية منظمة وواعية بحقوقها وأهدافها …قادرة على الفعل وإتخاذ المبادرة … إلا إذا حررت المرأة مثيلتها المراة … فالنساء لن يحررهن إلاً النساء أنفسهن … ولها أهليتها التي هي اعظم نعم الله التي ينبغي ألا تهدر ...

وتلهمنا بها المرأة و ( التاء المربوطة ) التي تمثلها , والتاريخ الطويل , الملئ بنضالات  نساء عربيات خالدات في تاريخ الإسلام  وقبله لنا فيهم قدوة  ... ولنا فيه عودة قريبا . 

وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى