السفير ملحم مسعود يكتب – الصراحة … راحة

السفير ملحم مسعود * ، اليونان 16.8.2019
جاء هذا العيد , هذه المرة … أكثر مرارة , في أجواء فلسطينية ” ضبابية …. وصعبة ” وقد تعودت معايدة الأصدقاء والأحباء ومعظمهم من رفاق الدرب الطويل , ومسيرة بدات منذ أكثر من نصف قرن …بما قاله المتنبي الشاعر , وما يحمله لنا العيد , الشاعر الذي نختلف في بعض ما يقول , وتغيير المواقف … لكن لا نختلف عليه … شاعرا :
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ … بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
وإذ جاءنا الأمر والتجديد … في صباح يوم الأحد الماضي بمناسبة ” عيد الأضحى المبارك ” في كلمات الاخ الرئيس المقتضبة لوسائل الإعلام في مقرالرئاسة وبعد صلاة العيد :” نسأل أن يعيده الله علينا وقد حررنا بلدنا وأقمنا دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتجاوزنا كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا من صفقة العصر … وغيرها التي ستذهب جميعها إلى الجحيم”.
وتابع :
سنبقى هنا لإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مهما طال الزمن …
وكأنه شيئا مما إنتظرتاه من شاعرنا المتنبي : أمْرٍ فيكَ تجْديدُ …
أخي الرئيس … وإنسجاما مع قول المتنبي …
نطلب منك التجديد …. بمناسبة العيد …. والعمر المديد إنشاء الله , مفعم بالصحة والعافية وانت في الثمانياتصامد… وقادر … تقارع معنا بتصميم و بلا هوادة …. بدءا بإعلدة ترتيب البيت وكما يقول المثل
” … تنظيف الدرج يبدا من الأعلى لا من الأسفل…. “
أخي الرئيس …. قبل فترة مررتم ( بوعكة …. صحية ) مرضنا جميعا وتوعكنا … دعوت انا الفقير إلى الله سبحانه وتعالى مع شعبنا الصامد : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
الجميع دعى لك القريب والبعيد … الصديق والغريب …. وأنا متاكد الحليف … وأيضا آخرين تمنوا لك من الله الصحة و العمر المديد .
أقول هذا بصراحة ….. والصراحة راحة ….
لم اشعر بالإرتياح من البيانات الأولى الصادرة من الدوائر الطبية في ذلك الوقت … لكن معرفتي الشخصية بالقائم على المكان , لم يكن يسمح بالبيانات الصحية التقليدية ” المعروفة ” عن الحالة الصحية لزعامات … ” العالم الرابع.”
ورجعت إلى حالي … وإلتقط أنفاسي , بعد أن رايتك تسير في ممرات المستشفى … مع الاطباء , والاحباء … والأبناء.
ومع تعافيك …. تعافينا جميعا والله اعلم ….. وهذا أهم ….من تعافي البورصة الفلسطينية وظهور الخطوط الخضراء للأسهم الفلسطينية تملأ الشاشات الإلكترونية … وهبوب رياح الإنتعاش الإقتصادي من جديد …. وإرتفاع قيمة ” الجنيه … ” الفلسطيني , كان سيحدث ايضا لو كان معنا , ومصداقيته في الأسواق العالمية . ..الخ . من الأخبار الطيبة .
إننا نطالبكم اليوم بالمزيد من الراحة ….
يحتاجها عمركم المديد …. ( أعتقد انكم سمعتم …اكثر من ذلك من اولي الأمر والألباب …. )
إن ترتيب البيت و توزيع المهمات ” الثقيلة ” إلى مساعدين , خًبرتهم و ( عاركتهم ) قادرين على مشاركتكم , وحمل عبئ هذه المسؤوليات , والإشراف المباشر من قبلكم على مستوى الأداء , وعمل كل الإجراءات , وإتخاذ الخطوات اللازمة بتقويض المركزية …. وتعميم المسؤوليات , وقضايا أخرى أنت أدرى بها .
وعلى سبيل المثال فقط …. إعطاء العمل والنشاط على الساحة الدولية المزيد من اهتاماتكم , نظرا لأهميتها كما وعدتنا يوم العيد …. لإقامة دولتنا المستقلة . وذلك بالتخطيط , والعمل , لإعادة الحراك الوطني الفلسطيني المحلي فيها إلى عهوده السابقة بالطاقات الفلسطينية الذاتية المتوافرة محليا , هؤلاء الذين تعرفهم , حق المعرفة , وما قدموه في البدايات … والسنوات العجاف …. وما زالوا على العهد ملتزمين …. على العطاء .
وحالهم يقول في هذه اللحظات الصعبة ما قاله يوما شاعر النيل , او شاعر الشعب , المصري حافظ إبراهيم :
شاعر الوطنية والأحداث الصعبة … في قصيدته التي نُشرت في جريد اللواء الوطنية وذلك عام 1906م بسبب ما حدث للمصريين من محاكمات ظالمة إثر حادثة دُنشواي، فقام مستصرخًا …. قائلا :
أيُّهَـا القَـائِمُـوْنَ بِـالأَمْـرِ فِيْـنَا هَـلْ نُـسَيِّــمُ وَلاَءَنَـا وَالـوِدَادَا
هذا غيض من فيض … اخي الرئيس , مما يوفر لكم ولشعبنا بالتأكيد تركيزكم …. لمواجهة القضايا المركزية التي تعهدت … يوم العيد بمواجهتها … وسيكون الشعب , موحدا , وحاضرا , امامكم لمواجهة المؤامرات والتحديات …واتمنى لك طول العمر وكل عام وأنتم معنا وبالف خير .
اخيرا إسمح لي …. بان اقول لكم :
نحن ” قد ” نختلف معكم …. لكن لا خلاف عليكم
السفير ملحم مسعود من أسرة مركز الناطور للدراسات



