#أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

السفير ملحم مسعود يكتب – الحاجة إلى … ( دبلوماسية فلسطينية متجددة )

السفير ملحم مسعود – 18/9/2020

وصفت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها يوم الثلاثاء (نشرته وكالة الأنباء الرسمية ) عما جرى في البيت الأبيض من توقيع اتفاقيات بين دولة الإمارات ومملكة البحرين وإسرائيل أنه :لن يحقق السلام في المنطقة “. وأكدت الرئاسة في بيانها أن “السلام لن يتحقق طالما لم تقر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والمتواصلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194”.

ومن اهم ما جاء في بيان الرئاسة أنالمشكلة الأساسية هي ليست بين الدول التي وقعت الاتفاقيات وسلطة الإحتلال الإسرائيلي، ولكن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال”.  

في مراجعة شاملة للأحداث والبيانات والتصريحات والإجتماعات التي شاهدناها وتابعناها عن كثب … كان هذا البيان الاهم في التعبير عن الموقف الفلسطيني ( الرسمي … والشعبي ) ويمثل نقلة نوعية .

هناك لغة جديدة بدانا نسمعها وتمكنت من التعبير عن الحالة بموضوعية إلى  حد كبير …  لدي الشريحة الكبرى من أبناء شعبنا في الوطن , و الشتات … والمخيمات … كذلك الحضور الفلسطيني  في الكثير من البلاد العربية . هذا الكم البشري الذي فقد قنوات الإتصال مع الوطن … ولا اريد ان اقول اصبح منسيا رغم ما يعرف ويُسمع عن جاليات …  ومؤسسات فلسطينية شعبية , هذه التجمعات الصامدة والصابرة والحاضرة …والتي لم ينال منها اليَأس والقنوط والخَيْبة والمفروض أنها ( المؤسسات ) التي تمثل هذا الكم الفلسطيني الذي يتفاعل مع الأحداث وهي بمثابة الدفع المفقود للاسف . واخيرا التواجد الدبلوماسي الفلسطيني … وواجباته ومهماته ... حدٍث ولا حرج

عودة إلى البيان وربما عودة للواقعية … والقدرة على المبادرة حيث كان دقيقا مدروسا … عبر عن موقف فلسطيني مسؤول . ولا اشك عن تدقيق ” الباب العالي … ” بمضمونه وإختيار التعابير والكلمات  التي تعبر عن مضمون البيان  …  لنقول ان الرسالة وصلت لأصحابها , في الماكن والزمانالمناسب . ..

كما حددت إلى حد كبير رؤيتنا أو وجهتنا اوهدفنا … ( الشعب الفلسطيني … القضية الفلسطينية …الخ . ) رغم كل الإحباط الذي الذي أصاب شعبنا … وآخرين …  عندما تجاوز الإخوة معاهدات , وإلتزامات , وإتفاقيات عربية شاركوا فيها . إن ما جرى في واشنطن … مسرحية ومهرجانات إنتخابية لا غير للرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي الملاحق بقضايا فساد وغيرها … الخ .

تاتي اهمية هذا الوضوح حتى نستطيع جميعا عبور المرحلة وتداعيتها , بعيدا عن الشعبوية … وردود فعل الشارع وإن كانت مفهومة … واهمية مراقبتها بدون عنف … حتى يبقى , الموقف  السياسي بعيدا عن تجاذباتها   .

لذلك نرى أهمية رسم السياسات الفلسطينية على ضوء المستجدات وربما  ( مداهمة) الأحداث لناوتوجهاتنا  العربية والخارجية من خلال تجييش  قدرات وكفاءات … وخبراء , تستطيع التحليل والإستشعار المبكر لإتجاهات  (الريح )   و ما هو قادم  , للتحضير والتعبئة لمواجهة التداعيات … وربما تكون المعلومات ومصادرها ومصداقيتها  احد واهم  رسم السياسات والتخطيط .

ومن الواضح ان ما نراه من مواقف عربية لم تفاجئنا تماما وكانت منتظرة … هل كانت لدينا التحضيرات والإستعدادات السياسية الفلسطينية ؟؟؟ لأخذ المبادرة على الساحة العربية والإ سلاميةوالأصدقاء حول العالم بشكل عام … وإذ تركنا الشارع الفلسطيني يعبر عن نفسه … فإن اهم  الإجراءات الرسمية التي سمعناها كانت مجرد رد فعل … هي إستدعاء السفراء من دولة الإمارات والبحرين , وهل سوف تتكرر قصة سحب سفيرنا من بلدعربي في كل مرة … والله اعلم إلى اين تسير الأمور  .

إن إستدعاء السفير لها اكثر من سبب او تفسير في الدبلوماسية … وكم كنا في حاجة لإيجاد الصيغة المناسبة لرد الفعل الرسمي , للإبقاء على الأبواب مواربة  , وبعض القنوات سالكة …

لذلك ربما كان بقاء السفراء في مواقعهم في بلد عربي افضل من ترك فراغ دبلوماسي في الدولةالمذكورة … الأمرالذي قد يفسر بأكثر من تفسير… وربما إستغلاله من أطراف حسب مصالحها .

ويمكن في هذه الحالة التوجه بدعوة ( كل … ) سفرائنا في الدول العربية للتشاور , على سبيل  المثال … مع  (التلكؤ … ) في عودة بعضهم لمواقعهم … ولأن الآتي أعظم … لهذا أصبح مراجعة اداء وعمل الدبلوماسية الفلسطينية حاجة ملحة , اكثر من اي وقت مضى .

ولا ننسى دبلوماسيتنا   الفلسطينية التي سجلت في البدايات   نجاحات   يصعب ذكر جميعها … ورموز نضالية ذات قامات وطنية عالية كتبت صفحات ذهبية من النضا ل الحقيقي  وفي ظروف صعبة …. لا سفارات ولا ما يحزنون، استشهد  منها العديد  في مسيرة هذه ( الثورة ) المبكرة ... وضاعت أو ضيعوا ما تبقى منها في متاهات التقاعد … والإبعاد … والترميج … الخ .

لله يا زمري

وما نراه اليوم ما يجري من تزاحم  على العمل والإلتحاق ب ” الدبلوماسية ” الفلسطينية   … بلا معايير او شروط او تأهيل …. وما  نشهده في  هذا الزمان   مما آلت  إليه الإمور في  المشهد الدبلوماسي على سبيل المثال الموقف  البائس للارملة  الفلسطينية  المنسية  السيدة سهى الطويل … عندما تطاولت … في مشهد نادر  ,  على شاشة التلفزيون الإسرائيلي ضمن قضايا أخرى …. في دفاعها عن  أكبر ( جهابذة  ) االدبلوماسية الفلسطينية … أخوها …  اخوها السفير  في قبرص وهددت وتوعدت على الهواء  بفتح ابواب جهنم  ( على الكفرة )  إذا مسه أي سوء في موقعه …وحمًلت المسؤولية لإنتصار عمارة التي  ( تحكم ) فلسطين على حد  قولها إذا تاخر كبير  ( جهابذة ) الدبلوماسية الفلسطينية اخوها عن العودة للسفارة  أو اصابه اي سوء  … الخ . ليس الآن هي اللحظة المناسبة لمراجعة أداء السفراء وتصرفاتهم … ,ربما تفعيل وتنشيط المركز في الوقت الحاضر بات ضروريا .

يُخشى دائما من دور ” الجوقة ” التي تتحلق حولالباب العالي… ودائرة صنع القرار والمعروفة ( بالمستشارين ) وغيرهم من الوظائف , أو ما شابه ذلك من أداء ودور ( تنابلة السلطان … ) مهمتها أنتصدح … وتغني … وتمدح على ابواب ” الباب العالي ” لكسب الرضى وإثبات الولاء … ما قاله يوما شاعرنا في مديح الامراء العرب في بلاد الأندلس المفقود :

لا تسألنّ عن الزّمانِ فإنّهُ     في رَاحتَيْكَ يدورُ كيف تشاء

مثل هذا المشهد خارج عن المعقول , واصبح من الضروري فتح  هذاالملف واعني  الدبلوماسية الفلسطينية . لبناء ملاك دبلوماسي … اساسه الثقافة … والتدريب , والتاهيل (  للمهمة )  … وإعادة التأهيل حتى يتعلم القوم أن الدبلوماسية مهمة … وليست مهنة . ويتحمل ( المركز ) مسؤولية المتابعة والمراجعة والمحاسبة … كل ذلك سوف يساعدنا حقا لمواجهة  ظروف ليس لنا سوى الدبلوماسية المتجددة لمواجهتها والتعامل معها .

نقول ذلك والدبلوماسية الفلسطينية اخفقت في بعض معاركها دون ان تخسر حروبها كما حدث في لقاء الجامعة العربية الأخير و ( تعثر ) وضعف الأداء ا الدبلوماسي الفلسطيني للرجل  … نحن في حاجة إلى قدرات فلسطينية قادرة على المقارعة … رغم صعوبة الظروف حتى نخرج بأقل الخسائر إن لم نكسب . ويكون لديها القدرة على تدوير الزوايا … و لها من الكاريزما  نصيب .

ليس في المجال الدولي لكن ايضا في طواقم ديوان ( الباب العالي ) من الكفاءات والقدرات … وبلورة القوة الناعمةالتي تعمل وتتقدم بعيدا عن قرع الطبول … والنقر على الدفوف . رغم بعض  الإنجازات الإدارية والتنظيمية التي شهدتها المؤسسة الدبلوماسية …  وضروريتها بعد ان غطت الدبلوماسية الفلسطينية قرابة ثلاث عقود , حيث كانت مسيرة الدبلوماسية الفلسطينية  بالتمني … على بركة الله  

كما كانت في زمان ولى ورحل  تتوقف على مدى نشاط الجوقة المرافقة … للقائمين عليها … لتوفير ما تيسر من اجواء الإنشكاح  والإنبساط  … على دلعونا وعلى دلعونا ... زيتون بلادي أجمل ما يكونا. خبز ملتوت وجبنة طرية وأكلة ادّفينا بالشتوية. زيتون بلادي واللوز الأخضر والمريمية وما بنسى الزعتر    

هذا قليل من كثير … ودعونا نتذكر معكم كيف قارع حافظ إبراهيم شاعر النيل او شاعرالشعب … في أشعاره التي صور لنا فيها بعض المآسي التي تحملها الشعب المصري … وأين نحن من كل هذا…

أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا   هَل نَسَيتُم وَلاءنا وَالوِدادا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى