ترجمات عبرية

الداد باك يكتب – حان الوقت لمعاقبة أنقرة

بقلم: الداد باك، اسرائيل اليوم 25/7/2018

تعريف اللاسامية الذي تبناه “العهد الدولي لذكرى الكارثة” (IHRA) المنظمة الدولية التي تشكلت لتعزيز بحث، دراسة وذكرى الكارثة في أرجاء العالم، يقضي بوضوح بان منع حق الشعب اليهودي في تقرير المصير، ضمن امور اخرى من خلال الادعاء بان وجود دولة اسرائيل هي مشروع عنصري واجراء مقايسة بين سياسة اسرائيل الراهنة وسياسة النازيين هي تعبيرات عن اللاسامية.

وفقا لهذه المعايير التي تبنتها 31 دولة عضو في “IHRA” (وكلها ديمقراطيات بما فيها الولايات المتحدة، كندا، المانيا، بريطانيا وفرنسا)، فان هجمات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس هي لاسامية بكل معنى الكلمة. فقد أعلن اردوغان بان “قانون القومية” هو دليل لا يرتقي اليه الشك على أن اسرائيل هي الدولة “الاكثر فاشية وعنصرية”، وان “الفهم الاسرائيلي لا يختلف عن سعي هتلر وراء العرق الطاهر”.

تشكل اقواله هذه بالنسبة لمن لا يزال يحتاج الى ذلك، دليلا واضحا على أن اردوغان هو لاسامي بكل معنى الكلمة. فهذه ليست المرة الاولى التي يطلق فيها اردوغان مواقف لاسامية في موقفه من اسرائيل. وهذه بالتأكيد لن تكون المرة الاخيرة. فقد جعل اردوغان اللاسامية “اللااسرائيلية” عقيدة دولة. طالما كان رئيسا وطالما كانت حزبه في الحكم – فان تركيا هي دولة لاسامية، وهكذا ينبغي التعاطي معها.

يتعين على اسرائيل الرسمية ان تكسر مؤامرة الصمت من جانبها حول لاسامية اردوغان والعمل على عزله وعزل تركيا في الساحة الدولية الديمقراطية. تركيا هي دولة مراقبة في الـ IHRA. مع رئيس لاسامي، حسب تعريف اللاسامية لهذه المنظمة، ليس لتركيا مكان في صفوفها.

لا يزال للولايات المتحدة شبكة علاقات طيبة مع تركيا، ولا سيما بسبب الاعتبارات الجغرافية – الاستراتيجية. ومع ذلك، فان الطابع اللاسامي لنظام اردوغان يستوجب من الولايات المتحدة القيام باعمال عقابية. واذا كان الحزبان في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ يشعران بالالتزام بمكافحة اللاسامية بان عليهما أن يدفعا تركيا لان تشعر بهذا بالشكل الاكثر ايلاما.

اضافة الى ذلك، فقد أخرت اسرائيل حتى الان بمعاذير سخيفة اعتراف الكنيست بقتل الشعب الارمني. بداية لم يرغبوا في أن يعززوا بذلك فرص اردوغان للفوز في الانتخابات للرئاسة، وبعد الانتخابات لم يرغبوا في دفعه الى قطع العلاقات ولا سيما الاقتصادية مع اسرائيل. اسرائيل تهين نفسها المرة تلو الاخرى، واردوغان يواصل التنكيل بها باستمتاع. ان الاعتراف بقتل الشعب الارمني ليس فقط احقاق للعدل التاريخي مع الشعب الارمني – بل واجب اخلاقي من دولة اليهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى