ترجمات أجنبية

الجارديان – أوليفر هولمز يكتب – نتنياهو يواجه الإسرائيليين ” الغضب مع ارتفاع الفيروسات وارتفاع البطالة ؟

الجارديان – بقلم  أوليفر هولمز* – 25/7/2020

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالًا لمراسلها في القدس، أوليفر هولمز، تناول فيه الضغوط التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل تزايد الإصابة بفيروس كورونا المُستجد، بالرغم من فرض الإغلاق، وارتفاع معدل البطالة بين الإسرائيليين؛ ما أدى إلى اندلاع المظاهرات ضد سياساته، وأفقد الزعيم المخضرم سيطرته على الأزمة.

يستهل الكاتب مقاله قائلًا: بالنسبة لبنيامين نتنياهو، لم يكن فصل الربيع سيئًا هذا العام، بالنظر إلى الأشهر الـ12 السابقة. إذ تمكن رئيس الوزراء، بطريقة أو بأخرى، من مواصلة مسيرته القيّمة كزعيم يتمتع بأطول فترة حكم لإسرائيل، على الرغم من الاتهام المشين الموجه له بالفساد، وخوضه ثلاثة انتخابات وطنية كانت على وشك الإطاحة به، وهددت مكانته في رئاسة الحزب.

وبعد أن أدى اليمين مرة أخرى مستعيدًا السلطة في البلاد – ليبدأ ولايته الخامسة – في شهر مايو (أيار)، حاز السياسي البالغ من العمر 70 عامًا على ثناء عالمي لفرضه إغلاقًا سريعًا من أجل السيطرة على تفشي فيروس كورونا المُستجد آنذاك؛ الأمر الذي جعل إسرائيل مثالًا نموذجيًا يستشهد به في كيفية التعامل مع جائحة، بحسب التقرير.

موجة ثانية من الفيروس تضرب الاقتصاد الإسرائيلي

ولكن بعد أن حل الآن فصل الصيف، وانتهى فصل الربيع، وبدأت درجات الحرارة اليومية ترتفع إلى ما فوق 36 درجة مئوية، تواجه إسرائيل موجة ثانية من الإصابات بالفيروس تلقي بظلالها الكارثية على الاقتصاد. كما أدى ارتفاع معدلات البطالة وسوء تنفيذ حزم المساعدات المالية (للتخفيف من آثار الإغلاق) إلى إثارة الغضب العام في البلاد.

والآن على بعد عشرات الأمتار من مقر إقامة نتنياهو في القدس يتجمع المئات وأحيانًا الآلاف من الناس ليلًا يطالبونه بالاستقالة. وقال المتظاهر والناشط الاجتماعي أوري جيفاتي: «هناك شعور عام بأن هذه الحكومة بالذات تجاوزت كل الخطوط. كل خط من الناحية الأخلاقية، ومن الناحية المالية، وكل الخطوط المتعلقة بأزمة فيروس كورونا المُستجد». وأضاف جيفاتي «استنفد الكثير من الناس فعلًا مواردهم المالية كافة، ولا يعتقدون حقًا أن هذه الحكومة تهتم بهم».

دائرة الاحتجاجات تتسع ضد نتنياهو

يشير مراسل الجارديان إلى أنه بالإضافة إلى المتظاهرين المعتادين من الحركة الإسرائيلية المناهضة للاحتلال – وهي حركة صغيرة لكنها مسموعة الصوت – ونشطاء مكافحة الفساد، تضخمت أعداد الاحتجاجات لتشمل الفنانين، وخبراء البيئة، والطلاب، بل وحتى أُناس من الجناح اليميني المهيمن (على الحكم في إسرائيل). وكثير من الذين تجمعوا كانوا ممن أصبحوا عاطلين عن العمل مؤخرًا، أو أصحاب الأعمال الذين يواجهون الآن حالة من الدمار في مواجهة الجائحة.

وفي ليلة الخميس، وهو اليوم الأخير من أسبوع العمل في إسرائيل، تجمع أشخاص يرتدون الأقنعة والعصابات الملونة عند مفترق للطرق في احتجاج سلمي للغاية، تضمن أيضًا عرضًا موسيقيًا. وفي وقت لاحق حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين، وسيرت شاحنات إلى المنطقة ودفعت الحشود إلى الخلف بخراطيم المياه. واشتكى المتظاهرون من أن خراطيم المياه الضخمة أعاقتهم حتى أثناء محاولتهم المغادرة.

وفي تلك الليلة أُلقي القبض على جيفاتي إلى جانب 54 آخرين. كان الشاب البالغ من العمر 29 عامًا يحمل لافتة مكتوبًا عليها «العدالة لإياد»، في إشارة إلى رجل فلسطيني مصاب بالتوحد، يدعى إياد حلاق، قُتل برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس الشهر الماضي. وعندما اشتكت عائلة حلاق من أن مقتله كان فعلًا غير قانوني، أخبرتهم السلطات أن جميع الكاميرات الأمنية في المنطقة لم تسجل لقطات مقتله.

«الفساد الممنهج هو الذي سمح لنا باحتلال الفلسطينيين»

وقال جيفاتي: «الفساد في إسرائيل ليس فقط فساد نتنياهو. فالفساد ممنهج أيضًا». وتابع «الفساد الممنهج هو أحد الأشياء التي أتاحت لنا احتلال الفلسطينيين في الضفة الغربية لسنوات عديدة، وتجاهل حقوقهم الإنسانية».

وأضاف جيفاتي إن أربعة من ضباط الشرطة أمسكوا به يوم الخميس، واقتادوه هو وعدة محتجزين آخرين إلى مركز للشرطة حيث استجوبوهم. وتابع: «سألوني أسئلة عامة للغاية، باستثناء سؤال واحد عندما قالوا: أوري، هل أنت من الجناح اليساري أم الجناح اليميني؟». شعرت بالصدمة. فلم أر أي سبب لطرح هذا السؤال عليّ في بلد ديمقراطي. لذلك رفضت الإجابة».

ونظرًا لرفضه التوقيع على أمر من الشرطة بمنعه من دخول القدس لمدة أسبوعين، أُحيل جيفاتي إلى المحكمة صباح الجمعة. وقال: إن وكيل النيابة ذكر أنه كان مستلقيًا على الطريق لعرقلة الضباط وقاوم الاعتقال. لكن جيفاتي كان لديه مقطع فيديو يظهر فيه أنه كان واقفًا هناك فقط. ومن ثم أًطلق سراحه.

أول زعيم إسرائيلي يمثل للمحاكمة

يشير الكاتب إلى أن تنظيم مسيرات مناهضة لنتنياهو قائم منذ شهور، لكنها ركزت في الغالب على محاكمته، التي بدأت في شهر مايو (أيار). ويُزعم أن رئيس الوزراء قبل هدايا فاخرة تبلغ قيمتها مئات الآلاف من أصدقاء مليارديرات وتدخل في سن التشريعات الإعلامية في مقابل أن يحظى بتغطية إخبارية تصب في صالحه.

ويعد نتنياهو أول زعيم إسرائيلي يمثل للمحاكمة أثناء خدمته، لكنه أنكر ارتكابه أية مخالفات، قائلًا: إنه ضحية «مطاردة ساحرات» سياسية. كما وصف هو وحزبه الليكود الحاكم بعض المتظاهرين بأنهم فوضويون مدمرون.

وفي شهر مارس (أذار) الماضي، فرضت حكومة نتنياهو إغلاقًا سريعًا نتيجة تفشي فيروس كورونا المًستجد، وهي خطوة يعزى لها الفضل في تقليل الإصابات اليومية إلى مجرد أرقام فردية. ومع ذلك، يقول مسؤولو الصحة إن الاقتصاد أعيد فتحه على عجل في شهر مايو وبدون اتخاذ الخطوات اللازمة للسيطرة على الجائحة.

والآن أعلنت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، عن إصابة ما يقرب من 60 ألف حالة بفيروس كورونا المُستجد. وعلى الرغم من أنها تمكنت من الحفاظ على عدد حالات الوفاة ليظل منخفضًا نسبيًا عند 448 حالة وفاة، إلا أن عدد الإصابات المؤكدة ارتفع الأسبوع الماضي إلى أكثر من ألفي حالة في اليوم.

تزايد الإحباط في إسرائيل

يتابع تقرير «الجارديان»: تزايد الإحباط العام مع حدوث موجة الإصابات الجديدة، خاصة بعد أن قالت الحكومة قبل أسبوع إنها اضطرت إلى إعادة فرض بعض إجراءات الإغلاق، بما في ذلك إغلاق الصالات الرياضية، وحظر تناول الطعام في الأماكن المغلقة في المطاعم، وتطبيق إغلاق صارم في عطلة نهاية الأسبوع.

ومع اشتداد تأثير الجائحة، رحبت الحركة المناهضة لنتنياهو بظهور وجوه جديدة. وقال أموتز توكاتلي، البالغ من العمر 41 عاما والذي يعمل في نشاط النوادي في تل أبيب: إن أعضاء المشهد الثقافي في المدينة كانوا يرسلون حافلات (لنقل المتظاهرين) إلى احتجاجات القدس ثلاث مرات في الأسبوع نقريبًا. وأضاف توكاتلي «انخفض النشاط في ثقافة الحياة الليلية من 100٪ إلى صفر في المائة في يوم واحد. نحن نعيش اعتمادًا على مدخراتنا».

في حين قالت متظاهرة أخرى، تدعى شيري ليفر، تبلغ من العمر 25 عامًا وتعمل خبيرة تجميل في مجال السينما، بعد أن رأت الحشود تزداد في حجمها، إنها قررت أن تحضر وتشارك في الاحتجاجات.

ارتفاع البطالة في إسرائيل أكثر من 20%

وأضافت: «يجب أن أقول إنني آسفة لأني استوعبت الوضع متأخرًا… لكن أن تأتي متأخرًا أفضل من أن لا تأتي مطلقًا». وتابعت «خرقت الدولة اتفاقها، المكتوب وغير المكتوب، مع مواطنيها. تعلمت لأعطي البلاد، وأخدم في الجيش، وأدفع الضرائب. فعلت كل ما طلب مني، ولكن الدولة خرقت الاتفاق، بما فيه الكفاية. لسنا مواطنين عنيفين، ولسنا فوضويين، لكننا لم نعد «أطفالًا لطفاء».

ارتفعت البطالة أكثر من 20٪، وكانت حزم المساعدات (التي قدمتها الدولة لمساعدة المتضررين) بطيئة في الوصول إلى مستحقيها. وقال نتنياهو هذا الشهر إنه ينوي تقديم معونات نقدية لجميع الإسرائيليين لكن الاقتراح قوبل بانتقادٍ سريع لأنه غير عملي. وهاجم كاتّب عمود صحافي إسرائيلي الخطة واصفًا إياها بأنها أشبه «بتقديم رشاوى للجماهير».

ويوم الأربعاء الماضي أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا يمنح الحكومة سلطات إضافية لإعلان حالة الطوارئ؛ الأمر الذي زاد من غضب المتظاهرين.

وقال إيناف شيف، المعلق في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الصحيفة الأكثر مبيعًا في البلاد، إنه لم يتضح ما إذا كانت الحركة المناهضة لنتنياهو بمثابة «زلزال كامل» أم «مجرد هزة سوف تمر في نهاية المطاف».

ماذا عن شعبية حزب الليكود؟

وفي حين تبدو الاحتجاجات لافتة للنظر، لا يزال حزب الليكود يحظى بدعم كبير في جميع أنحاء البلاد، وإن كان متضررًا منه، كما يشير التقرير. وقد عُقدت تجمعات أصغر موالية لنتنياهو في القدس.

وسألت صحيفة «يديعوت أحرونوت» 500 شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عامًا إذا كانوا يعتقدون أن الحكومة تفتقد التواصل مع الجماهير، فقال 78٪ إنها كذلك. كما أيد حوالي 60٪ الاحتجاجات.

وقال شيف: إن الأرقام تعكس الاتجاهات التي تغلي تحت السطح وتوشك على الانفجار. وأضاف «الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو».

**نشر هذا المقال تحت عنوان :

Netanyahu faces Israelis’ anger as virus surges and unemployment rises

الكاتب Oliver Holmes

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى