التصعيد بين إسرائيل وغزة ولأول مرة في ظل تنظيم القاعدة
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 16/10/2012
معهد القدس للشؤون العامة والدولة في 15/10/2012
سجل في الأيام الأخيرة تصعيد بين إسرائيل وبين قطاع غزة حيث أن الميزة هذه المرة في التصعيد هي في أنه يتركز بين إسرائيل وبين تنظيم القاعدة.
بشكل عام تنظيم القاعدة أحجم عن التعاطي مع إسرائيل نظرا لأنها لا تشكل من منظوره قوة دولية لذا فمن الأنسب مواجهتها مع مواجهة الدول الكبرى الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا.
التعاطي مع الساحة الإسرائيلية الفلسطينية يعتبر في نظر القاعدة كانتقاص من مكانة التنظيم، لذا التطورات الأخيرة لا ترتبط بقرار إستراتيجي من قبل تنظيم القاعدة وإنما مرتبط بظروف محلية تتصل بالمثلث الإسرائيلي مع غزة ومصر.
الثورة في مصر أوصلت حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة وكذلك السلفيين وهم المدرسة الدينية التي يعمل تنظيم القاعدة وفقا لمقاربتها والذين يشكلون المعارضة الأساسية للإخوان المسلمين.
حركة الإخوان المسلمين في غزة هي ربيب حركة الإخوان المسلمين في مصر لذا فإن السلفيين في غزة يستفزون حكومة حماس بشكل لا يقل عن استفزازهم لسلطة الإخوان المسلمين في مصر.
يذكر أن عملية الإرهاب الموجعة التي نفذت ضد مصر تحت زعامة مرسي كانت مقتل رجال الأمن المصريين أثناء الإفطار في شهر رمضان.
نشاط السلفيين في غزة يولد في مواجهة حركة حماس مشكلة إستراتيجية خطيرة بشكل يتجاوز تصوير تلك الحكومة بأنها حكومة عديمة الفاعلية وغير قادرة على السيطرة على الأراضي التي تخضع لسيطرتها.
الإستراتيجية الرئيسية لحماس هي تطبيع معبر رفح كمحطة حدود رسمية وشرعية بين غزة ومصر ومن هنا مع العالم العربي والإسلامي بأسره.
هذا الإنجاز سيحدد بشكل نهائي شرعية حكومة حماس على الأقل في نظر مصر حكومة شرعية في قطاع غزة، لكن نشاط القاعدة من أراضي غزة ومن أراضي سيناء يعيق تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي لحركة حماس، ومن هنا فإن العلاقة الإرهابية بين غزة وبين سيناء لا تسمح لحكومة الرئيس مرسي بترسيم محطة الحدود في رفح كمحطة حدود مفتوحة بين غزة ومصر.
بالإضافة إلى ذلك داخل حركة حماس يدور خلاف حاد يقف عند شفا انقسام بين الزعامة في غزة برئاسة إسماعيل هنية ومحمود الزهار ورفاقهم وبين الزعامة القديمة المكتب السياسي برئاسة خالد مشغل، فبينما الزعامة في غزة تتمسك بالتحالف التاريخي مع إيران فإن خالد مشعل تجاوز العتبة وتخلى عن سوريا وإيران واندمج في حركة الإخوان المسلمين التي مركزها في القاهرة لذلك فإن الإخوان المسلمين في القاهرة يحاولون مساعدة مشعل في مواجهة الزعامة في غزة ولا يسارعون إلى ترسيم معبر الحدود عند رفح منطقة حدود رسمية.
حتى الآن لم نصل إلى نهاية الرواية، خالد مشعل ألفى خطابا في قطر حيث حدد ولأول مرة أن حركة حماس لا تنتمي إلى الإسلام السياسي أي إلى تلك الحركات الإسلامية التي تحاول التحول إلى إطار سياسي مثل تركيا أو مصر وإنما حدد أن حماس هي حركة مقاومة وبذلك ألغى شرعية حكومة هنية في غزة.
ومع ذلك فإن من الأهم الانتباه بأنه تحدث عن الجهود التي سيبذلها من أجل تحقيق المصالحة بين مصر وإيران وتركيا من أجل تحقيق تكتل إسلامي موحد وكبير.
ليس فقط وفقا لمفهوم مشعل ستواصل حركة حماس كونها حركة عنيفة وإنما التكتل الإسلامي الكبير سينقل مسار الإسلام السياسي إلى إسلام المقاومة مقاومة ضد إسرائيل بالطبع وضد أوروبا أيضا وهو ما يستدعي أن نتنبه إلى هذه التصريحات.