البنتاجون: سنزود طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي ستهاجم إيران بطائرات للإرضاع الجوي
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الخميس 01/3/2012.
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث 02/03/2012.
في تغيير دراماتيكي مفاجئ في الموقف الأمريكي الذي كان يستهدف إقناع إسرائيل بأن واشنطن تتعامل بجدية مع الخيار العسكري في مواجهة إيران، أعلنت مصادر في البنتاجون يوم الخميس الأول من شهر آذار مارس عن إعداد خطط لوضع تحت تصرف طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي ستهاجم إيران طائرات إرضاع جوي أمريكية.
مصادر في البنتاجون تحدثت علنا وبصفة مفاجئة عن احتمال أن تهاجم الطائرات الإسرائيلية إيران هذا من خلال الاستعانة بطائرات الإرضاع الجوي الأمريكية وتهاجم بالإضافة إلى الأهداف النووية حرس الثورة ووحدات النخبة التابعة له كتائب القدس وقواعد الجيش الإيراني النظامي ووزارة الاستخبارات الإيرانية MOIS وهو قلب المنظومة الاستخباراتية الإيرانية.
وهذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها إدارة أوباما احتمال التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مهاجمة إيران وتحدد قائمة الأهداف التي ستتم مهاجمتها.
قبل ذلك طالبت إسرائيل الولايات المتحدة بالتوقف عن ترديد عبارة أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ورفع سقف استخدام الخيار العسكري الأمريكي في مواجهة إيران درجة ولو لفظيا على الأقل، وتغيير سياسة تحريك الخطوط الحمراء والتي تعني أنه كل مرة تتقدم فيها إيران في برنامجها النووي الولايات المتحدة تحدد خطوط حمراء جديدة.
قبل ذلك أشارت مصادرنا في واشنطن والقدس بعد الجولة الثانية من المحادثات التي جرت يوم الأربعاء 29 فبراير عندما بحث كل من وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال لقائهما في البنتاجون لم يؤد ذلك إلى تغير في موقف واشنطن والقدس حول الهجوم على إيران.
يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتجهان نحو تصعيد حدة العلاقات بينهما عشية لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين 5 مارس.
باراك غادر بعد انتهاء محادثاته مع بانيتا على الفور واشنطن في طريقه عائدا إلى إسرائيل من أجل أن يقدم إلى نتنياهو تقريرا عن نتائج محادثاته.
بيد أن مصادرنا في واشنطن تشير إلى أنه رغم الاحتضان والابتسامات التي تبادلها وزيرا الدفاع الأمريكي والإسرائيلي فإن الخلاف بين الدولتين حول الموضوع الإيراني ظل عميقا. هذه الحقيقة تعززت عندما عاد المتحدث بلسان البيت الأبيض جاي كارني وبعد مغادرة باراك واشنطن ليعلن أن أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيؤدي إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ويعرض حياة الجنود الأمريكان العاملين الآن في العراق وأفغانستان للخطر.
بيد أنه استطرد: أن موقفنا الآن هو الاستمرار في الأسلوب الدبلوماسي والعقوبات المشددة.
كبار المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين صرحوا يوم الخميس 1 مارس أنه بذلك رفض البيت الأبيض طلبين رئيسيين طرحتهما إسرائيل في الأيام الأخيرة على الولايات المتحدة:
1-تحديد خطوط حمراء نهائية بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني لأنه إذا اجتازتها إيران فسيكون بوسع الولايات المتحدة وإسرائيل مهاجمة إيران.
إسرائيل تدعي بأنه يستحيل انتهاج سياسة تحريك الخطوط الحمراء والتي تعني أنه في كل مرة تتقدم فيها إيران في برنامجها النووي تحدد الولايات المتحدة خطوط حمراء جديدة.
الإسرائيليون يدعون أنه في الحقيقة نشأ وضع يتطور فيه البرنامج النووي الإيراني من خط واحد أحمر أمريكي إلى الخط الثاني.
2-الطلب الثاني هو وقف ترديد عبارة أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ورفع سقف استخدام الخيار العسكري الأمريكي ضد إيران درجة واحدة لفظية على الأقل.
مصادرنا في واشنطن تشير إلى أن وزيري الدفاع الأمريكي والإسرائيلي بانيتا وباراك فشلا في إيجاد صيغة تربط بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية.
المسؤولون أشاروا إلى أنه لم يبق هناك وقت للمحادثات بين واشنطن والقدس حول المسألة النووية الإيرانية.
في يوم السبت 3 مارس سيلتقي رئيس الدولة شمعون بيريز مع الرئيس أوباما لكن لم يحدد حتى الآن موعد دقيق لهذا اللقاء وهل سيجري اللقاء قبل أو بعد مثول وخطاب الرئيس أوباما أمام مؤتمر الإيباك الذي سيفتتح في نفس اليوم في العاصمة الأمريكية.
لهذا الجدول الزمني أهمية كبيرة نظرا لأنه إذا عقد اللقاء بين الرئيسيين بعد ظهور أوباما سيعني ذلك إشارة واضحة بأن أوباما لم يعد مفتوحا أمام محاولات إقناع أخرى من جانب إسرائيل وأنه يواصل التشبث بموقفه القائل بأنه لا يجوز لإسرائيل مهاجمة البرنامج النووي الإيراني وينبغي عليها أن تنسق مع السياسة الأمريكية وتتماهى معها والقائلة بأنه مازال هناك مجال للضغط الدبلوماسي والعقوبات لتعمل على إقناع الإدارة الإيرانية بوقف برنامجها النووي العسكري.
كذلك الإدارة تعتقد أنه ينبغي الانتظار لرؤية ما إذا كان الإيرانيون سيأتون في بداية شهر أبريل إلى المفاوضات حول البرنامج النووي مع خمس دول كبرى زائد ألمانيا والمتوقع أن تفتتح في أبريل في اسطنبول.
هذا هو أيضا أحد الأسباب التي تدفع الرئيس أوباما حتى الآن إلى تأجيل التدخل العسكري في سوريا وهو أحد الشروط الإيرانية بإجراء المفاوضات والقائلة بأن على الغرب أن يوقف جهوده لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
بعبارة أخرى لقد أوصد الطريق أمام شمعون بيريز لإيجاد حل وسط أمريكي إسرائيلي حول المسألة الإيرانية عشية وصول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض يوم الاثنين 5 مارس.
مصادر أمريكية عليا رسمت يوم الخميس الجدول الزمني الأمريكي الإسرائيلي القادم في نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع القادم.
1-في يوم الخميس 1 مارس عقد دنيس روس في واشنطن محادثات تمهيدية مع مجموعة من الصحفيين الأمريكيين حول السياسة الأمريكية حيال إيران، الاعتقاد هو أن روس الذي لا يشغل أي منصب رسمي في البيت الأبيض لكنه يعتبر أحد المستشارين المهمين للرئيس أوباما حول المسألة الإيرانية أوضح للصحفيين المراحل القادمة في إستراتيجية الرئيس أوباما في مواجهة إيران.
2-في يوم الست 3 مارس ظهور الرئيس الأمريكي باراك أوباما وظهور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر الإيباك.
وحول مسألة من سيظهر قبل الآخر أي هل الرئيس أوباما سيظهر قبل نتنياهو أو العكس هناك أهمية كبيرة، بالنسبة لإسرائيل ظهور نتنياهو قبل أوباما لن يسمح له بالرد على تصريحات أوباما عن إيران، من ناحية أمريكية ظهور أوباما بعد ظهور نتنياهو سيسمح له بطرح الموقف الأمريكي حيال إيران غير القابل للتغير، واضح إن البيت الأبيض يبذل جهود كبيرة لمنع الصدام العلني حول المسألة النووية الإيرانية بين الزعيمين أمام 14 ألف ممثل يهودي من جميع أنحاء الولايات المتحدة.
3-في يوم الاثنين 5 مارس سيجري لقاء ين الرئيس أوباما ورئيس الحكومة نتنياهو في البيت الأبيض.