ترجمات عبرية

البروفيسور آريه الداد يكتب / من يدري

معاريف – بقلم  البروفيسور آريه الداد  – 19/6/2018

ينبغي لمجيء جيسون غرينبلت وجارد كوشنير ان يقلق كل امناء بلاد اسرائيل، بل وأكثر من ذلك – كل من يعرف نتنياهو.

عندما عاد ترامب من سنغافورة فيما كان يحوم فوق سحب النشوى، وأعلن بان التهديد النووي الكوري الشمالي على الولايات المتحدة قد ازيل، كان من الصعب أن نعرف اذا كانت هذه حملة تسويق نشطة ام وهم خطير. وحتى لاكثر المتفائلين بين المقدرين واضح أن النزع الشامل للسلاح النووي من كوريا الشمالية يستغرق اكثر من سنة، وحتى عندها سيكون من الصعب ان نعرف كم قنبلة يحتفظ بها “رجل الصواريخ الصغير” عميقا تحت الارض، وذلك لان معظم شركاء السر قد ماتوا وهو يحفظ مفاتيح الخندق عميقا في جيبه. وبالتالي: كيف يمكن لترامب ان يعلن بان “التهديد ازيل”؟ الجواب الوحيد هو: لانه ترامب.

والان لا يتبقى الا أن نقرر – دون أي معلومات تسند مثل هذا القرار – اذا كانت المسيرة التي يخوضها مع كيم جيدة أم سيئة لليهود، سواء في المسألة الايرانية أم في المسألة الفلسطينية.

لقد كان الرئيس الامريكي “العادي” سيوفر لنا حتى منذ  هذه المرحلة من رئاسته ما يكفي من المعطيات كي نخمن اذا كان سيفعل كل شيء كي يفوز بجائزة نابل للسلام ويرتاح على أكاليل الغار، ام ان النجاح – الحقيقي والتاريخي أو الزائف والمحمل بالمصيبة – سيشجعه على خطوات مشابهة مع ايران بل ومع اسرائيل والفلسطينيين. اما مع ترامب – فمن يدري.

على ماذا وقع الرجلان؟ هلا الاتفاق سيكون مشابها لاتفاق ريبنتروف – مولوتوف الذي منح روسيا الوقت للاستعداد للحرب، ولكن جلب عليها حملة شعواء عندما توفرت للالمان فرصة مريحة للهجوم، بعد أن انتصروا في الغرب واحتلوا كل اوروبا تقريبا؟ هل وقعوا على نوع من اتفاق ميونخ تمت فيه التضحية عمليا بكوريا الجنوبية، وربما باليابان ايضا؟ أم كان هذا فصلا أوليا لمسيرة كتلك التي انهت الحروب النابليونية وأدت في نهاية المطاف الى علاقات ودية حقيقية بين انجلترا وفرنسا بالتوقيع على معاهدة “التوافق الودي” في 1904؟ اما مع اثنين مثل كيم وترامب – فمن يدري.

ولكن كما أسلفنا فان مجيء غرينبلت وكوشنير الى مطارحنا فلعلهيلمح بان ترامب لا يعتزم الاكتفاء بانجاز واحد وهو يضغط في جبهة عريضة. في محيط رئيس الوزراء نتنياهو قيل انه “يعتزم النظر بتمعن في كل خطة يعرضها الرئيس لحل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، حتى لو تضمن ما وصفه بانه “اقراص مريرة” للطرف الاسرائيلي. يحتمل أن يكون نتنياهو يصلي لان يكون الفلسطينيون على ما يكفي من الشجاعة كي يرفضوا كل عرض لترامب، ولكنه يعرف ايضا – بانه لن يتجرأ. هو سيصلي، لعله يحاول المناورة، لعله يحاول كسب الوقت – ولكن هو ايضا يعرف بانه عندما سيحشر في الزاوية – سيتنازل. هو لا يريد ان يصبح عدو ترامب. فالرجل يمكنه أن ينقلب عليه بسرعة الضوء.

ماذا ستكون عليه الاشارات الدالة على خطة خطيرة لاسرائيل؟موافقة ابو مازن على الدخول الى مفاوضات تشكل اشارة مقلقة جدا. وجس نبض من نتنياهو لحزب العمل او يوجد مستقبل سيكون ضوء تحذير أحمر جدا، يشهد على أن نتنياهو يبحث منذ الان عن شركاء للاستسلام. واذا ما سمح لبولارد بالهجرة الى البلاد – فيجب تفعيل صافرة الانذار، واذا ما صدر اعلان رئاسي عن اعتراف بضم هضبة الجولان – فيجب الاختباء في الغرفة الامنية. إذ مع ترامب – لا توجد وجبات بالمجان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى