ترجمات أجنبية

“الإيكونوميست” – “أبو يائير يريد دعمكم”: نتنياهو يخطب ود الناخبين العرب في إسرائيل

تقرير خاص – (الإيكونوميست) –  27/2/2021

ارتفع التأييد لحزب الليكود بين الناخبين العرب بدرجة كافية لتعني إمكانية الحصول على مقعدين إضافيين للحزب، وهو ما قد يفضي بدوره إلى تأرجح الانتخابات. ويقول فاروق الإبراهيمي، وهو صاحب مقهى في بلدة أبو غوش العربية: “لطالما كان لدينا عدد قليل من الناس الذين يصوتون لليكود، أو أي حزب في السلطة. هناك أولئك الذين يعتقدون أن ذلك سيجلب المزيد من التمويل الحكومي” للمناطق العربية.

بيت المقدس –  بينما كان يحاول تخويف قاعدته الدينية والقومية ودفعهم للخروج إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في التصويت في العام 2015، قال بنيامين نتنياهو إن الإسرائيليين العرب يذهبون إلى هذه المراكز “زرافات ووحداناً”. وبعد أربعة أعوام، حاول نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وضع كاميرات في مراكز الاقتراع. ورأى النقاد في ذلك حيلة لترويع الناخبين العرب وإبعادهم عن التصويت. وفي العام الماضي حاول نتنياهو ردع خصومه عن العمل مع المشرعين العرب من خلال وصف أعضاء “القائمة المشتركة”، التي تتكون من تحالف من الأحزاب العربية، بأنهم “مؤيدون للإرهابيين”.

ولكن، في الفترة التي تسبق الانتخابات المزمع إجراؤها في 23 آذار (مارس) -الرابعة في إسرائيل في عامين فحسب- يبدو السيد نتنياهو مختلفًا هذه المرة. قام بسلسلة من الزيارات إلى البلدات العربية، حيث يُنسب إليه الفضل في إطلاق عملية ناجحة للغاية لإعطاء لقاحات “كوفيد – 19”. كما وضع حزبه، الليكود، عربياً مسلماً على قائمة مرشحيه. ويقول رئيس الوزراء إنه يستمتع عندما يسميه العرب “أبو يائير”، اللقب الذي يعكس ممارستهم في الإشارة إلى شخص ما على أنه والد ابنه الأكبر. ويقول: “هذا يجلب الدموع إلى عيني”.

الآن، في مواجهة سباق انتخابي وشيك آخر، يغازل نتنياهو المواطنين العرب الذين يشكلون 21 في المائة من سكان إسرائيل (باستثناء الأراضي المحتلة). وكان 2 في المائة منهم فقط قد أيدوا الليكود في انتخابات العام الماضي، كما يقول يوسف مقلدة، خبير استطلاعات الرأي. لكن هذا العدد آخذ في الازدياد على ما يبدو.

أيد ما يقرب من 90 في المائة من الناخبين العرب “القائمة المشتركة” في العام 2020. وحصلت “القائمة” على 15 مقعدًا، ما يجعلها ثالث أكبر كتلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المكون من 120 مقعدًا. وشارك ما يقرب من ثلثي الناخبين العرب في الاقتراع، مدفوعين، جزئياً، بمعارضتهم للسيد نتنياهو، الذي عزلهم بالأفعال كما بالكلمات، ووقَّع على قانون بدا مصمماً لإهانة الأقليات ودعم خطة دونالد ترامب للسلام، التي كانت ستسمح لإسرائيل بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.

ولم ينسَ الناخبون العرب هذه الإهانات، لكنهم يريدون من ساستهم أن يتعاملوا مع مشكلات مثل الجريمة والفقر والتمييز. وسيكون من الصعب القيام بذلك عندما لا تشارك الأحزاب العربية في الحكومة. ويقول مقلدة: “يشعر الناس أنه إذا لم تتمكن الأحزاب العربية من إحداث تغيير، فإنهم قد يصوتون أيضًا لمن يستطيع”. وتظهر استطلاعات الرأي أن القائمة المشتركة ربما تفقد ثلث مقاعدها. وقد انسحب عضو سابق في التحالف، حزب “راعم”، من القائمة بعد تحدث قادته مع السيد نتنياهو، الذي وعد بتخصيص المزيد من الموارد للأحياء العربية.

وليس انقسام “القائمة المشتركة” بالحدَث المفاجئ. فهي تضم شيوعيين وإسلاميين وقوميين علمانيين. ويأمل “راعم”، وهو حزب إسلامي، في الفوز بعدد كافٍ من المقاعد بمفرده ليصبح صانع ملوك. لكنه يخاطر بعدم الفوز بنسبة الـ3.25 في المائة من الأصوات اللازمة لتأمين الدخول إلى الكنيست. وحتى لو حقق هذه النسبة، ربما لا تكون هناك حاجة إليه للمشاركة في تشكيل ائتلاف -أو ربما لا تكون مشاركته مرغوبة من الأساس. وكان نتنياهو قد قال إنه لن يقود حكومة تعتمد على دعم قائمة “راعم”. ويقول أحمد الطيبي، أحد قادة القائمة المشتركة: “يمكنه أن يرتدي جلابية وأن يسمّي نفسه أبو يائير من الآن وحتى الانتخابات. ومن يصدقه سوف يستحقه”.

ارتفع التأييد لحزب الليكود بين الناخبين العرب بدرجة كافية لتعني إمكانية الحصول على مقعدين إضافيين للحزب، وهو ما قد يفضي بدوره إلى تأرجح الانتخابات. ويقول فاروق الإبراهيمي، وهو صاحب مقهى في بلدة أبو غوش العربية: “لطالما كان لدينا عدد قليل من الناس الذين يصوتون لليكود، أو أي حزب في السلطة. هناك أولئك الذين يعتقدون أن ذلك سيجلب المزيد من التمويل الحكومي” للمناطق العربية. وتظهر استطلاعات الرأي أيضًا أن عدد العرب الذين يخططون للمشاركة في الانتخابات هذه المرة أقل من عدد أولئك الذين شاركوا في العام الماضي. ويقول خليل أبو حمزة، وهو سباك عاطل عن العمل ولا يخطط للمشاركة في التصويت: “لقد صوت للقائمة المشتركة في المرة الأخيرة ولن أصوت أبدًا لنتنياهو العنصري”. وتعني اللامبالاة العربية أن حصة أكبر من الأصوات سوف يُدلي بها اليهود. ويميل هذا الواقع إلى تفضيل الليكود والأحزاب الأخرى التي قد تنضم إليه في الحكومة.

وليس السيد نتنياهو وحده في مغازلة الناخبين العرب. لم يستبعد يائير لابيد، الذي يحتل حزبه الوسطي المركز الثاني في استطلاعات الرأي، تشكيل ائتلاف مع أحزاب عربية. كما يعِد السياسيون اليساريون بالعمل مع هذه الأحزاب أيضاً. ومن المفارقات أن يكون السيد نتنياهو هو الذي جعل مثل هذا الحديث عن التعاون أكثر قبولاً. لكنه قد يتمتع بميزة على منافسيه. فعلى الرغم من توجيه الانتقادات إلى إسرائيل بسبب عدم إعطاء المزيد من اللقاحات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن تلقي اللقاح يبقى متاحاً لجميع العرب الإسرائيليين (ومعظمهم من الفلسطينيين). والآن وقد تم تطعيم حوالي نصف سكان إسرائيل، يجري رفع قيود الإغلاق. وبالنسبة لنتنياهو، لا يمكن أن يكون التوقيت أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى