ترجمات أجنبية

«الإندبندنت»- بقلم بورزو دراغي – الاقتراض من دليل المستبدين : كيف يحاول ترامب التلاعب بنتائج الانتخابات

الإندبندنت – بقلم بورزو دراغي – 7/11/2020

إن الرئيس دونالد ترامب يصر على فوزه بإعادة انتخابه، ورفض النتائج الأولية التي تشير إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن، ملمحًا إلى مؤامرات ومزاعم تزوير دون الكشف عن أدلة. وأصر على أنه سيلجأ إلى المحاكم.

إن ترامب زعم بأن «هناك دعاوى قضائية هائلة جارية، فهم يحاولون سرقة الانتخابات عبر التزوير، ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك». وأضاف أن قلة هم من فوجئوا بمحاولة ترامب التلاعب بنتائج التصويت فغالبًا ما أعرب عن إعجابه بالديكتاتوريين والملوك في جميع أنحاء العالم، ووصف حتى الانتخابات التي فاز بها في عام 2016 بأنها مزورة، مدعيًا دون أي دليل على الإطلاق أنه خسر عدد الأصوات الشعبية بسبب الغش.

يقول بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن: «هناك كاره للديمقراطية في الولايات المتحدة يجلس في البيت الأبيض. إذا سارت الانتخابات كما يريد فسيقبلها، وإذا لم يحدث فلن يقبلها. من الواضح أنه يود أن يكون رئيسًا مدى الحياة».

ومع ذلك، يقول الخبراء إن عددًا من العوامل في الولايات المتحدة ستجعل من الصعب على ترامب ليّ القواعد لصالحه، وهي تشمل بيئة إعلامية حرة ومحتوى مؤسسي للحزب الجمهوري بأدائه الأفضل من المتوقع في انتخابات الكونجرس، بالإضافة إلى نظام انتخابي أمريكي ضخم للغاية يصعب السيطرة عليه.

ترامب يسير على درب الطغاة

لكن الانتخابات المزورة لها عواقب، والتلاعب بها قد يأتي بنتائج عكسية. أتاحت خطوة أردوغان العام الماضي لمرشحه لمنصب عمدة إسطنبول إجراء جولة إعادة، ليخسرها بهامش أكبر. وأدى الاحتيال المزعوم للوكاشينكو إلى أسابيع من الاضطرابات السياسية والعنف.

يبدو أن ترامب جُبل من نفس طينة المستبدين الذين يعجب بهم. لقد شكك مرارًا وتكرارًا في استعداده لتسليم السلطة إذا خسر الانتخابات. قلة هم الذين يمكنهم أن يتخيلوه يلقي خطاب تنازل بليغ – يؤكد دراغي – أو حتى يتشاور مع خلفه في المكتب البيضاوي بشأن مخاوف السياسة الخارجية، وهو تقليد في الولايات المتحدة.

يقول جوداه جرونستين، رئيس تحرير مجلة وورلد بوليتيكس ريفيو: «إنها طبيعة شخصيته. إنه غير قادر على تقبل الهزيمة».

ولكن بينما قد يكون ترامب سائرًا على درب الحكام المستبدين في جميع أنحاء العالم، فإن ما يحاوله في الولايات المتحدة من المرجح أن يفشل. لسبب واحد؛ النظام الانتخابي الأمريكي معقد بشكل غير عادي ويصعب التلاعب به على المستوى الوطني. ولا توجد وزارة داخلية تشرف على التصويت وتقوم باحتسابه. ولا حتى لجنة انتخابات مركزية. بدلًا عن ذلك، يوجد 50 نظامًا منفصلًا، كل منهم مقسم إلى مقاطعات يشرف عليها المسؤولون المحليون الذين غالبًا ما يجري انتخابهم لمناصبهم.

نظام انتخابات معقد

يقول جولدمان: «إن الولايات المتحدة مكان لا مركزي فريد، ولا يوجد نظام آخر مثله». وبينما حذر الخبراء وجماعات الدفاع من أن الديمقراطية الأمريكية قد تراجعت في السنوات الأخيرة – ينوه دراغي – إلا أنها لم تزل بعيدة عن الاستبداد حيث تكون الانتخابات شكلية، أو حتى الديمقراطيات ضعيفة، يُسمح ببعض المعارضة وتحدث منافسة محدودة.

يقول جرونستين: «الحقيقة هي أن صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة لم تزل خارج سيطرة النظام. وهو المسؤول عن تقديم مزاعم بتزوير الانتخابات». بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من العيوب في القانون الدستوري، لاحظ الخبراء مدى مرونة النظام الأمريكي على الرغم من جهود ترامب لتقويضه.

يقول زيد علي، باحث في القانون الدولي ومسؤول كبير في معهد الديمقراطية والمساعدة الانتخابية، وهي منظمة متعددة الأطراف مقرها ستوكهولم: «هناك قدر كبير من الثقة في أن نظامًا قانونيًا سيحل النزاعات في غضون أيام قليلة».

ويضيف: «يمكن للناس أن يقولوا ما يريدون في الأخبار وفي التجمعات. ولكن هناك شعور بأنه بعد أن نتخطى ضباب كل هذه الادعاءات، هناك نظام قوي للغاية يدعم الديمقراطية في الولايات المتحدة ويجعل من الصعب حتى على شخص مثل ترامب أن يتحدى ذلك».

لن يوافقه مؤيدوه في الشك في نزاهة الانتخابات

بينما كان ترامب قادرًا على الاعتماد على دعم وسائل الإعلام اليمينية الموالية طوال الحملة، إلا أنه لم يتمكن من تشكيل البيئة الإعلامية بأكملها مثل أردوغان أو فلاديمير بوتين الروسي، اللذين يسيطر أنصارهما على معظم المنافذ الإخبارية الرئيسة. وحتى قناة «فوكس نيوز» اليمينية المملوكة لروبرت مردوخ قاومت مزاعمه حول التزوير.

يقول جولدمان: «لا يتمتع ترامب بهذا النوع من السلطة على مؤيديه الإعلاميين – كما نرى الآن. «فوكس نيوز» حتى الآن غير راغبة في تأييد مزاعم ترامب بأن الأصوات مسروقة، والتي أعتقد أنها ستكون إشارة مهمة للجمهوريين بعدم الوقوف وراء هذا الجهد لإعلان تزوير فرز الأصوات».

يلاحظ الخبراء أن نوع الخداع في وقت الانتخابات الذي يستخدمه ترامب ليس بالأمر الجديد في الولايات المتحدة، وأن مخالفات التصويت كانت في كثير من الأحيان هي القاعدة.

لم يُمنح الأمريكيون من أصل أفريقي حقوق المواطنة حتى عام 1865 – يقول دراغي – وظلوا محرومين من حق التصويت لمدة 100 عام أخرى، في حين حصلت النساء على حق التصويت فقط في عام 1920. جرى تزوير أوراق الاقتراع في المدن الكبرى حيث تواطأت الجريمة المنظمة والنقابات العمالية والسياسيون القائمون قبل التصويت وبعده لضمان النتيجة المرجوة – بما في ذلك انتخابات 1960 القريبة التي هزم فيها جون كينيدي ريتشارد نيكسون.

يقول جرونشتاين: «في الستينات والسبعينات من القرن الماضي في شيكاجو، كان من الشائع أن نقول صوّتوا مبكرًا وبكثافة. وكان هناك قمع الناخبين السود، سواء من خلال قوانين جيم كرو أو الإرهاب أو ضرائب الاقتراع».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى