ترجمات أجنبية

الإندبندنت-الانتخابات النصفية الأميركية وفرصة ترامب في الفوز بفترة رئاسة ثانية

افتتاحية – (الإندبندنت)  –  11/10/2015

من المعتاد وصف أي مجموعة وشيكة من الانتخابات بأنها الأهم بالنسبة للبلد المعني منذ تاريخ معين. لكن الحقيقة هي أن انتخابات منتصف المدة التي ستجري في الولايات المتحدة في غضون أربعة أسابيع ربما تكون من بين أقل مثل هذه السباقات أهمية في التاريخ الحديث.

من الواضح أنه سيكون من المهم إلى حد ما بالنسبة لمواطني 36 ولاية أميركية، بما في ذلك فلوريدا وأوهايو ونيفادا، على سبيل المثال، أن يعرفوا من هم الذين سيكون حُكام ولاياتهم. كما يهتم العديد من الأميركيين بعمق بما إذا كانت منطقتهم أو ولايتهم ستكون ممثلة في الكونغرس بجمهوري أم ديمقراطي. وتهتم وسائل الإعلام اهتماماً كبيراً بما إذا كان بإمكان الديمقراطيين الحصول على أغلبية في مجلس النواب (وهو ما سيحدث على الأرجح)، وفي مجلس الشيوخ (وهو غير مرجح).

ومع ذلك، فإن الآثار المترتبة على التصويت المقرر إجراؤه في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) على الانتخابات الرئاسية المقبلة -وهي مسابقة مهمة، ليس لأميركا فقط، وإنما لبقية العالم- تبقى غير واضحة.

من وجهة نظر الصحفيين، ستكون الأهمية الرئيسية لانتخابات منتصف المدة هي الكيفية التي ستؤثر بها على احتمال بدء إجراءات عزل الرئيس ترامب. ويتطلب ذلك تصويتاً بأغلبية بسيطة في مجلس النواب، وهو ما يمكن أن يكون إمكانية واقعية إذا حصل الديمقراطيون على مثل هذه الأغلبية في الشهر المقبل. وتشير نيت سيلفر، مؤسسة الإحصائيات والاستطلاعات التي تنبأت بالنتيجة في 49 ولاية من أصل 50 في انتخابات العام 2008، وبالنتيجة الصحيحة في كل الولايات الخمسين في العام 2012، إلى أن هناك فرصة بنسبة 75 في المائة لحدوث ذلك.

ولكن، كما يجب أن يعرف جميع طلاب السياسة الأميركية، فإن إجراءات العزل هي مجرد مرحلة أولى من عملية سياسية كاملة. ولا يكاد يكون هناك احتمال يُذكَر لأن يتمكن خصوم دونالد ترامب من حشد أغلبية الثلثين المطلوبة في مجلس الشيوخ لإدانة الرئيس بـ”جرائم أو جنح كبيرة”، وبالتالي إسقاطه من منصبه.

في هذه الحالة، قد ينطوي فتح إجراءات العزل خطر أن يبدو بالضبط نوعاً من إساءة الاستخدام الحزبية للإجراءات التي تسبب تآكلاً كبيراً في السياسة الأميركية -مثلما أصبح عليه حال الصراع على ترشيح بريت كافانوه لرئاسة المحكمة العليا.

ومع ذلك، يبدو أن بحث الديموقراطيين عن “ضارة نافعة” في تأكيد تعيين كافانو -أنه سيحشد مؤيديهم في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر)- قد أحبط مُسبقاً؛ حيث يشير استطلاع للرأي إلى أن الناخبين الجمهوريين كانوا في الواقع هم الذين زودتهم معركة المحكمة العليا بالنشاط والطاقة.

بينما نقترب من نقطة منتصف فترة ترامب الرئاسية الأولى، ما تزال حالة الرأي العام الأميركي صعبة على القراءة. ولا تختلف معدلات قبول الرئيس في هذه المرحلة كثيراً عن تلك التي كانت للرؤساء ريغان وكلينتون وأوباما، الذين أعيد انتخابهم جميعاً، أو الرئيسين فورد وكارتر، اللذين لم تتم إعادة انتخابهما.

بذلك، قد تكمن الأهمية الحقيقية لهذه الانتخابات في ما تخلفه من تداعيات على مجال المتنافسين الديمقراطيين الذين يتسابقون من أجل الحق في تحدي ترامب في العام 2020. وقد رفعت كامالا هاريس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا المفضلة للترشيح، من صورتها في جلسات الاستماع الخاصة بتعيين كافانو، وقد تدفع هذه الانتخابات المقبلة بمرشحين آخرين إلى الأمام، مثل بيتو أورورك، الذي يتحدى تيد كروز على عضوية مجلس الشيوخ في ولاية تكساس.

أن يتمتع ترامب بفرصة واقعية لإعادة انتخابه في غضون عامين هو أمر مثير للدهشة بالنسبة لمعظم العيون البريطانية، ولكن الأدلة تشير إلى أن فرص فوز ترامب بولاية ثانية متوازنة بالتساوي. ولهذا السبب وحده، يستحق كل جانب من جوانب التصويت في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل التغطية والتحليل، بحثاً عن الأدلة التي قد يقدمها عن مستقبل الولايات المتحدة، والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى