اكرم عطا الله يكتب – فرص آخذة بالنفاذ …!!
اكرم عطا الله ١-١٠-٢٠١٨
كم يبدو المشهد ساخراً يشبهنا تماماً فالسياسة مدعاة للسخرية لكنها سخرية من نوع آخر، لم يعد هناك ما يقال أكثر مما قيل منذ سنوات يتفاوضون علينا من يسلمنا لمن ومن يتسلمنا، هذا الواقع الذي أصبح يشعر خلاله أي فلسطيني لديه قدر من احترام الذات يشعر بالخجل من هذه الحالة التي نعيشها والتي قررها أولو الأمر منا.
في القاهرة من جديد، تلك اللعبة التي لا تنتهي والتي أصبحت الشغل الوحيد الذي يقوم به الساسة على فراغ السياسة فلا انجازات على المستوى الوطني فكل شيء يتراجع بل ويتآكل من الأرض وصولاً لإرادة المواطن التي أنهكها هذا الأداء الوطني المتواضع، ولا حياة كريمة للمواطن ولا فعل حقيقي فأفضل شيء يشتغلون في المصالحة ويفشلون حتى يستمروا في العمل الشهر القادم أو الأسبوع القادم لأنه بدون حوارات المصالحة ستصيبهم البطالة.
في كل مرة كنا نسمع أن هذه الجولة حاسمة وحقيقة أنه ثبت أن لا شيء حاسم فالحسم الوحيد الذي حدث هو الانقسام والقتال بيننا ودون ذلك لا شيء ولم يعد المواطن يأخذ ما يصدر بجدية ليس بسبب العجز المرافق بل هناك شعور أن الانقسام بشكله الحالي أكثر مريح للكثير من مراكز القوى التي استفادت من هذه الكارثة وأن البعض يشعر أن في الشراكة ما يمنعه من الاستفراد بالحكم ولو على منطقة أو صلاحيات لا توفر سوى متعة حكم المواطن والتلصص عليه.
في كل مرة يقال هذه الجولة حاسمة ولم تكن كذلك لكني سأغامر بالقول أن هذه الجولة من الحوار كأنها تعكس نهايات الأشياء ليس بسبب مصداقية ما تقوله القوى المتصارعة لأنها فقدت القدرة على اقناعنا بعد تكرار الوعود ولكن بسبب وصول الانهيار في غزة الى مستوى لا يمكن الاستمرار به فقدانها كل شيء وتحطم كل شيء ، واضح أن الأمر يقترب من النهاية بسبب زيادة شد الحبل على الرقبة وبالتالي نحن أمام خيارين بالجولة الأخيرة وخصوصاً بعد تهديد الرئيس في الأمم المتحدة وهو ما كان يجب ألا يطرح هناك ولكن الأمر يشي بجدية أكدها أكثر من مسئول من مساعدي الرئيس بأنهم لن ينتظروا حماس للأبد.
اذن نحن أمام سيناريوهين في ظل قدرة السلطة على فرض اجراءاتها وهذا الذي يجعلنا نكرر دوماً أن الأزمة التي وقعت بها حماس أنها طردت السلطة ولم تتمكن من طرد صلاحيات السلطة على القطاع وبالتالي فان السيناريو الأول أن تدرك حركة حماس امكانيات القوة وتوزعها وأن رام الله تستطيع أن تشل القطاع بمجرد قرار وبالتالي تدرك أن سيطرتها على غزة اقتربت من النهاية فتبحث عن صيغ التفاهم مع السلطة وهذا السيناريو مريح للفلسطينيين.
والسيناريو الثاني ألا تأخذ الحركة بكل المستجدات وتبقى على موقفها بالشروط التي لم تحدث تقدماً في المصالحة وتتخذ رام الله اجراءات أصعب ضد غزة ولا تأبه حماس بهذا ولكن هذا السيناريو يدفع الأمور باتجاه الحرب وترحل حركة حماس الأزمة اتجاه الاحتلال وبقصد احراج الرئيس عباس أثناء الحرب ولكن ان اندلعت لن تكون كالحروب السابقة وهذا ما يقوله جنرالات اسرائيليون يشيرون لاقترابها مع القطاع وثانياً أنه لو اندلعت الحرب ستكون في مناخ مختلف ولا ننسى أن السنة الأخيرة شهدت مطالبة أميركية للسلطة بالعودة للقطاع وهذا تطور ينبغي قراءته من قبل كل الأطراف وأهمها حركة حماس المعنية مباشرة بالأمر.
واضح أننا نقترب من تطور ما في ملف الانقسام أو على صعيد العلاقة مع اسرائيل وهناك أخبار تتحدث عن تقدم في ملف الأسرى ليس هناك معلومات محددة ولكن المناخات السائدة كأنها تسير نحو نهايات ما بسبب الاختناق السائد في غزة والذي يمكن أن يدفع نحو صدامات كبري وتلك أيضا قد تكون تم التخطيط لها أو لان الاسرائيليين يعتبرون أن هذا العام هو الأهم في ولاية الرئيس الأميركي لتنفيذ ما تم التخطيط له فقد مر عامين على انتخابه والعام الرابع ستنكفئ الادارة للداخل ويبقى العام الثالث هو الذي أمامنا لفرض ما تريد كيف سيكون الشكل في غزة ؟ هذا هو السؤال.