أقلام وأراء

اكرم عطا الله – هذه الحشود تستحق انتخابات …!!

اكرم عطا الله ١٧-١٢-٢٠١٨

هذه الأيام تبدأ الفصائل احتفالات ذكرى انطلاقتها وهي عزيزة على كل الذين ساهموا فيها وكل الذين التحقوا بها، هذا الشتاء نشهد ذكرى انطلاقة أربعة قوى فلسطينية حركة حماس التي احتفلت بالأمس والجبهة الشعبية التي سبقتها الذكرى بثلاثة أيام وعقدين ثم نحن على أبواب انطلاقة حركة فتح أولى الحركات الفلسطينية وبعدها في شهر شباط تأتي انطلاقة الجبهة الديمقراطية.

لا أحد يعرف سر العلاقة بين الشتاء والفصائل وهل هي مصادفة أم أن العقل أكثر قدرة على التفكير الهاديء وانتاج الأفكار في الشتاء بعيداً عن الصيف العصبي، لكنه موسم الانطلاقات كل منها حاول جاهداً وفق رؤيته للعمل أصابت الفصائل وأخطأت في مسار حياتها ولكنها أداة الفعل الثوري على امتداد عقود في مقارعة الاحتلال.

في انطلاقة كل فصيل يستنفر التنظيم قبل أسابيع تحضيراً وتجهيزاً بكل ما يملك من قوة وموارد تحضيراً ليوم الانطلاقة وكل جهده على أن يكون المهرجان هو الأكبر في غزة وتعيش الفصائل حالة تنافس ويبدأ الأنصار بإجراء الحسابات والأرقام وان كانت تلك الظاهرة تكاد تكون محصورة على الفلسطينيين وحدهم الاحتفال بذكرى الأحزاب ولكنها تأتي في سياق استمرار حالة التحرر واستمرار الخطاب الوطني في ظل الاحتلال والتأكيد على استمرار العمل على التحرر والاستقلال.

لكن هذه الجماهير الي تلبي نداء الفصائل بكل هذه الثقة تأييداً واعجاباً واحتراماً تهتف باسمها وتتمنى لها السيادة والريادة والحكم ألا تستحق أن تأخذ جزء من حقوقها التي تمت مصادرتها منذ الانقسام الأسود ؟ فالكثير من الذين يشاركون المهرجانات عمرهم أقل من ثلاثة عقود أو ربما يكون الكم الأكبر وهؤلاء لا يعرفون الانتخابات ولم يكن لهم أن شاركوا فيها لكن هؤلاء الذين يأتون من كل المناطق ليعطوا لهذا التنظيم أو ذاك لهذه القوة أو تلك كل ما تحلم به في يوم الذكرى فلماذا لا يفكر المسئولون أن هؤلاء من حقهم أن يشاركوا في الحياة السياسية لا أن يتم استدعاؤهم في لحظة معينة لإبراز حقوق التنظيم وفي تجاهل تام لحقوقهم؟.

هل يجوز أن يستمر الأمر هكذا؟ ففي مجاهل أفريقيا ودولها التي تنتشر فيها الأمية وتنعدم المدارس أصبحت تجري انتخابات وتلتزم بالقوانين وأحدثت تداولاً للسلطة واحترمت نفسها وشعوبها ولم يعد سوى أسوأ الديكتاتوريات في العالم يحكم دون استشارة الشعوب فهي التي تقرر من يحكمها باستثناء دول لازالت تعيش عصر القبائل والعشائر والعائلات لكننا نحن منذ تشكيل السلطة اجتهدنا في وضع القوانين وتنظيم العلاقة مع الشعب.

شعبنا شعب مسكين وكريم بما تطلبه الفصائل بلا حساب ويجب أن يعرف النظام السياسي كله بسلطته ومعارضته أنه لا يجوز أن تستمر هذه الحالة أن يتم استدعاء الجماهير أن تدفع واجباتها دون أدنى التفات للحد الأدنى من حقوقها وأن يستمر المسئولون هم نفسهم بلا استشارة مواطن وأن تستمر الهيئات نفس الهيئات للأبد وأن تستمر المؤسسات التي انتخبت منذ أكثر من عقد وقد يستمر الأمر لعقد آخر دون السماح لهؤلاء بأن يكونوا شعباً ككل الشعوب يجب أن تفكر الفصائل وهي تحتفل أن القوة التمثيلية هي ما يقررها الشعب حتى الذين يجلسون في بيوتهم وكل هؤلاء المحكومين والذين انتزعت منهم الفصائل حق تقرير مصيرهم وقيادتهم ونظامهم السياسي وعملت على تأبيد ما هو قائم في لعبة الانقسام التي لا تنتهي.

في الانقسام لم يدفع المسئولون الثمن بقوا كما هم بل استفادوا اذ أنه أبقى على مسمياتهم بل وأيضاً وفر شواغر ومؤسسات موازية أصيبت بتخمة المسئولين ووفرت مزيداً من المسميات ولذا لا يضيرهم ان استمر عقداً آخر بلا انتخابات لكن هذا الشعب البائس هو الخاسر الوحيد هو نفسه الشعب الذي يذهب أسراباً احتفالاً بالفصائل التي تبخل عليه بحقوقه البسيطة …..فهل هذه معادلة عادلة؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى