ترجمات عبرية

افيعاد بوريلس / الرجوب سار شوطا بعيدا – فخسر كل شيء

اسرائيل اليوم – بقلم  افيعاد بوريلس  – 26/8/2018

جبريل الرجوب أو جبريئيل ريغف كما درجوا على تسميته في اجهزة الاستخبارات في اسرائيل، هو زبون قديم على مدى السنين في المحور الاسرائيلي – الفلسطيني. قبلناه في كل وجه ممكن. عندما كان فتى القى قنبلة يدوية على سيارة عسكرية وجلس في سجن أمني، ولكنه ترجم الى العربية كتاب “التمرد” لمناحم بيغن.

في عهد اتفاقات اوسلو كان من مؤسسي جهاز الامن الوقائي الفلسطيني، وحرص على التعاون مع الجيش الاسرائيلي. بل وفي احد الايام حللنا ضيوفا عليه في مكتبه، في مبنى الحكم في الخليل سابقا، وكان مع من وعلى ماذا يمكن الحديث. في السنوات الاخيرة هو رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، المنصب الذي فيه رائحة أبهة سلطوية. لفلسطين يوجد منتخب كرة قدم ينتمي الى القسم الاسيوي من الفيفا، وحتى وقت أخير مضى صنف حتى أعلى من منتخب اسرائيل. لها كما أسلفنا منتخب ورئيس، ولكن ليس لها دولة. وهنا تبدأ القصة.

الفيفا حساس جدا لكل تدخل سلطوي ويمارس العقوبات الشديدة على كل كيان سياسي، ينبش في الفرق او في المنتخبات كي يحقق كسبا سياسيا. في دول  متعفنة وفي كيانات استبدادية يكون رئيس اتحاد كرة القدم هو في الغالب قريب عائلة من الدرجة الاولى للحاكم. نيكو تشاوتسكو الابن تحكم بكرة القدم في رومانيا، واغتصب ناديا كومنش؛ ابن القذافي فعل ما يريد بكرة القدم الليبية وحاول ايضا السيطرة على كرة القدم الايطالية. عديم حسين صفى لاعبي كرة قدم عراقيين فشلوا في الالعاب الاولمبية.

الرجوب، مثل السياسيين العرب في الكنيست عندنا، سار خطوة واحدة أبعد مما ينبغي، وكالمعتاد خسر كل شيء. كان شرعيا من ناحيته أن يستخدم رافعات الضغط التي تجرى المباراة مع الارجنتين في أي مكان في اسرائيل، عدا القدس، ولكن ما ان فقد صوابه وحرض الفلسطينيين، الذين يعجبون مثل معظم العالم بلوي ميسي وبالارجنتين، وبعث الرعاع لاحراق اعلامهم وصورهم – حتى خسر العطف في الفيفا، الذي كان بالذات متسامحا جدا تجاه أزماته.

وعندنا، وزيرة الرياضة ميري ريغف خرجت في نهاية الاسبوع بالرقص في اعقاب العقاب للرجوب. ليس لها قدرة على ضبط النفس وهذه الميزة المتمثلة بـ “عند سقوط عدوك لا تفرح”. ودون صلة بحقارة وغباء الرجوب، فلا ايضا دور في ضياع المباراة. درس قصير في التاريخ. في نيسان 1998 لعبت الارجنتين ضد اسرائيل في القدس. رئيس الوزراء في حينه كان بنيامين نتنياهو. ياسر عرفات كان لا يزال في المقاطعة في رام الله. ولكن وزير التعليم، الثقافة والرياضية كان اسحق ليفي من المفدال. في حينه ايضا كانت القدس عاصمة اسرائيل، ولكن الحاخام اسحق ليفي لم يلوح بالامر المسلم به، ولم يستفز. وما تعرفونه – منتخب اسرائيل حتى فاز 1:2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى