افرايم كام / هل وجهة ايران نحو الحرب

إسرائيل اليوم – بقلم افرايم كام – 23/5/2018
المواجهة الاخيرة بين ايران واسرائيل، في 10 ايار، انتهت بنتيجة قاسية لايران: كل الصواريخ التي اطلقتها نحو اهداف عسكرية اسرائيلية اعترضت، او لم تضرب في الاراضي الاسرائيلية. وردا على ذلك، اصابت اسرائيل نحو 50 هدفا ايرانيا في سوريا. ولا ينبغي للنتيجة ان تكون مفاجئة لان اسرائيل تتمتع بتفوق واضح على ايران في الساحة السورية، واستخدام القوات الايرانية والميليشيات الشيعية يعتمد على مفهوم مغلوط.
في الاصل، ارسلت هذه القوات لمساعدة نظام الاسد في ضائقته وللقضاء على داعش، واستعانت بغارات سلاح الجو الروسي. غير أنه كانت لايران مخططات اخرى: بناء تواجد بعيد المدى في سوريا، وهكذا خلق تهديد هام على اسرائيل. غير أن الطائرات الروسية ارسلت لمساعدة نظام الاسد ولضمان المصالح الروسية في سوريا. حتى الان لم تساعد روسيا ايران في المناوشات مع اسرائيل، وعلى ما يبدو ليس لها نية للتدخل. هكذا بقيت القوات الايرانية والشيعية دون حماية جوية كافية، بينما سلاح الجو الايراني غير قادر على المواجهة مع اسرائيل. والهجمات الاسرائيلية التي ضربت منظومات الدفاع الجوي لسوريا وايران أبقت القوات الايرانية والشيعية في الساحة السورية مكشوفة، وهذا الوضع على ما يبدو لن يغير جوهريا في المستقبل. بعد الفشل في بداية ايار، ينبغي ان يكون واضحا للايرانيين بانه لا يمكنهم أن يواصلوا الطريق التي ساروا فيها حتى الان، وان الاجراءات الاسرائيلية تستوجب منهم اعادة النظر في المسار.
تقف ايران امام طريقين عمل اساسيين. وكلاهما اشكاليان. الطريق الاول هو استخدام الورقة الاساس التي في يد ايران كي تردع اسرائيل عن استمرار الهجمات: استخدام منظومة الصواريخ العظمى التي لدى حزب الله، وفي احتمالية اقل، مساعدته ايضا باطلاق الصواريخ من ايران. اذا قررت ايران استخدام هذه القدرة بحجم كبير، معقول الافتراض ان حزب الله سيطيع أوامرها. غير أن في هذا الخيار يكمن خطران شديدان. الاول، اوضحت اسرائيل مرة عديدة بان اطلاق الصواريخ من جانب حزب الله سيؤدي الى رد اسرائيلي قاس على نحو خاص. وليس فقط ضد المنظمة، بل ضد لبنان كله.
المخاطرة الثانية اشد: حتى لو اطلق حزب الله الصواريخ، واضح أن اسرائيل سترى في ايران مسؤولة عن ذلك. يمكن لاسرائيل أن ترد بخطوة مركزة لاقتلاع الوجود الايراني في سوريا وفي لبنان، واذا ما نجحت في ذلك – سيؤدي هذا الى انهاء هذا الوجود. وحتى لو قلص الايرانيون رد فعلهم الى اطلاق محدود للصواريخ ونحو اهداف عسكرية فقط، فان المواجهة الاخيرة يجب أن تعلمهم بان حتى النار المحدودة يمكنها أن تحرك اسرائيل الى رد فعل واسع. واخطر من هذا، فان تفعيل منظومة الصواريخ لدى حزب الله بحجم كبير، واكثر من ذلك اطلاق الصواريخ من ايران – معناه حرب مع اسرائيل. ليس لايران مصلحة في التدهور الى مواجهة واسعة بسبب دونيتها في ا لمجال السوري ولان اسرائيل ستضرب مساعيها لتثبيت نفوذها في سوريا، في العراق وفي لبنان. وفوق كل شيء، من شأن اسرائيل أن ترى في الاستفزاز الايراني مبررا وفرصة للمس بالمواقع النووية في ايران.
طريق العمل الثاني هو تخفيض مستوى الاهتمام حيال اسرائيل. ايران لن تتخلى عن نيتها دق وتد طويل المدى في سوريا؛ فهذا هدف استراتيجي أول في درجته في نظرنا. ولكن، في ضوء التهديد الذي يخلقه التواجد الايراني تجاه اسرائيل، وان كان ليس لايران قدرة كافية للتصدي لاسرائيل في هذه الساحة، فانها كفيلة ان تفضل الا تفاقم الوضع، ناهيك عن ان ادارة ترامب توجه تهديدا غير مسبوق لايران. وبدلا من ذلك، يمكن لايران أن تعزز التواجد في سوريا بوسائل اخرى كالاستثمارات الاقتصادية، تعزيز العلاقات السياسية وبناء ميليشيا شيعية سورية. لا يعني الامر ان ايران ستتخلى عن الجانب العسكري، بل انها ستقلص العناصر الذي تستفز اسرائيل قبل أن يكون في ايديها رد على التفوق الاسرائيلي.
من الصعب القول اي طريق ستختار ايران. يحتمل ان يكون هناك خلاف حول ذلك بين الجناح الراديكالي في النظام وبين الاكثر اعتدالا، والذي ينعكس في اقوال الرئيس روحاني بان ايران غير معنية بتوتر اضافي وفي الهتافات الجماهيرية في مظاهرات كانون الاول 2017 لوقف التدخل باهظ الثمن في سوريا.