ترجمات عبرية

افرايم غانور – ليس هناك من يمكن الاعتماد عليه

معاريف – مقال – 31/12/2018

بقلم: افرايم غانور

تباهى رئيس الوزراء نتنياهو غير مرة بعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسي بوتين، الذي  يعقد معه بين الحين والاخر لقاءات في شؤون المنطقة بل وبادر الى آلية تنسيق أمني منعا للمس بالقوات والمصالح الروسية على الاراضي السورية.

وحتى الخلل الذي وقع قبل اكثر من ثلاثة اشهر فوق سماء البحر المتوسط، والذي اسقطت فيه طائرة روسية بصاروخ سوري مضاد للطائرات اطلق في اعقاب غارة لسلاح الجو الاسرائيلي لن يمس ظاهرا في شبكة العلاقات مع الروس. كل هذا بالطبع بفضل العلاقة الشخصية الخاصة التي اقامها نتنياهو مع بوتين.

لو كنت أنشر هذه السطور باللغة الروسية في احدى الصحف الشعبية في سوريا، لكان ممكنا ان اسمع ضحكا مدويا حتى القدس. كل مواطن روسي عادي ليس له علاقة بالمخابرات الروسية كان سيقول لكم: لا تتأثروا بابتسامات بوتين. فكمن تربى في واحد من اجهزة الاستخبارات الكبرى اكثر تطورا في العالم فانه فنان في التظاهر. وطالما لا تمس نشاطات سلاح الجو في سوريا وفي لبنان بالمصالح الروسية في المنطقة، فان بوتين سيبتسم لنتناهو.  يعرف الرئيس الروسي جيدا بان الطريق القصير الى ترامب، في كل موضوع، يمر ضمن امور اخرى من خلال رئيس الوزراء. وعليه فمن المهم له ان يحافظ  على علاقة طيبة مع القناة الاسرائيلية. من  المهم ان نعرف ايضا بان للروس، مثلما لاسرائيل اليوم مصلحة في ابعاد الايرانيين عن سوريا. فوجودهم يزعج بوتين في تثبيت مكانته في الدولة. باستثناء ان الروس لاسباب مختلفة ومركبة، غير قادرين على ابعاد الايرانيين. ولهذا فان كل هجوم اسرائيلي ضد اهداف ايرانية في سوريا يستقبل في موسكو بتفهم صامت ان لم نقل بفرح.

ينبغي فقط أن نأخذ بالحسبان بان هذا الواقع من شأنه ان ينقلب رأسا على عقب. فما هو جيد اليوم للروس كفيل الا يناسبهم غدا. من هنا فانه ليس هناك من يمكن الاعتماد عليه ومن يمكن الثقة به. فحرية سلاح الجو للعمل في سماء سوريا هي محدودة الضمان. في اسرائيل نجدنا ملزمين بان نستعد لوقع اخر يبدأ فيه الروس بتحديد خطوط حماس لنا.

كل هذا بالطبع على خلفية انصراف الامريكيين من سوريا، ما يثبت مرة اخرى باننا حتى على صديقنا الاكبر ترامب لا يمكننا لا نعتمد. الواضح هو ان الرئيس الامريكي، بقراره المفاجيء، عقد الواقع على الحدود الشمالية، وبالطبع لم يأخذ بالحسبان مصالح دولة اسرائيل.  هذه الخطوة يجب ان تشعل اضواء حمراء في القدس.

رغم ان الحديث يدور عن قوة صغيرة نسبت من نحو 2.000 جندي. فهذه الخطوة اشارة مقلقة لكل من وثق بادارة ترامب. لا شك ان الانسحاب الامريكي سيشجع الايرانيين فقط على يثبتوا تواجدهم على الارض السورية من خلال الميليشيات الشيعية وتسليح حزب الله بالصواريخ الدقيقة. وبهذا تستكمل منظومة مكثقة واسعة جدا ستشكل تهديدا حقيقيا على اسرائيل. المواجهة مع اسرائيل، كما ينشأ الانطباع، هي محتمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى