ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس – يا ريغف، انزلي عن الساحة

هآرتس – افتتاحية – 31/7/2018

سياقات التدين، في الجيش الاسرائيلي، في جهاز التعليم وفي المجال العام بشكل عام، تتسلل الان الى ملعب الرياضة ايضا. ففي الاسبوع الماضي وقعت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف على نظام يقضي بان الشرط الاساس للدعم الحكومي للاتحادات الرياضية هو عدم اجراء مباريات في السبت، الا اذا نجح الاتحاد الرياضي في الاقناع بان ليس له بديل. وقد وقع النظام الجديد ردا على التماس رفعته منظمة “منتخب السبت” الى محكمة العدل العليا، مطالبة بالمساواة للرياضيين المتدينين. وتقرر في التعديل على التشريع بان “المؤسسة سيكون من حقها الدعم، اذا ما اقتنعت اللجنة بانها اتخذت وسائل معقولة من أجل السماح للرياضيين الذين يحافظون على السبت من المشاركة في المباريات، وانه لا يمكن عمل ذلك بسبب المس بقدرات المنافسة الرياضية، أو بسبب اضطرارات خارجية ليست تحت سيطرتها.  

لو أن ريغف استوضحت التفاصيل مسبقا لتعرفت على أن في اسرائيل لا توجد ما يكفي من المنشآت المضاءة التي تسمح باجراء المباريات في الامسيات في منتصف الاسبوع. اضافة الى ذلك، فان اجراء المباريات في غير السبت ينطوي على خسارة ايام تعليم وايام عمل، وذلك لان معظم العاملين في الرياضة يجدون صعوبة في نيل الرزق منها.

في منظمة “منتخب السبت” مقتنعون بان الحديث يدور عن “عدالة تاريخية” لعشرين في المئة من السكان المحافظين على التقاليد”. غير أن الحديث يدور بالاجمال عن تعبير آخر عن طغيان الاقلية الدينية على الاغلبية العلمانية. من الان فصاعدا، فان الـ 80 في المئة من السكان ليس فقط لن يتمكنوا من الوصول الى مبتغاهم بالمواصلات العامة يوم السبت بل ولن يكون من حقهم ايضا الانشغال او المشاهدة للرياضة في ذاك اليوم.

ان ريغف واثقة من أنها تمسك بمحفظة الدولة. اذا ارادت فتحتها ومنحت منها، واذا ارادت فلا تفعل ذلك. هكذا تتصرف اذ تقرر كوزيرة للثقافة، وكذا كوزيرة للرياضة. غير أنه من خلال هذا النظام تمس الوزيرة مسا حقيقا بالرياضة. ففضلا عن مشكلة البنى التحتية، وحقيقة أنه بشكل تقليدي تجرى المباريات الرياضية في اسرائيل في السبت، ففي ارجاء العالم ايضا كل المباريات الدولية تقريبا تجرى في نهاية الاسبوع. فلعل ريغف تطلب من الاتحادات الرياضية الدولية أن تنقل هي ايضا المباريات الى منتصف الاسبوع، لان الرياضيين الاسرايليين لا يمكنهم أن يتباروا في السبت.

ان الوزيرة ريغف معروفة كمن تحب التباهي بالانجازات الرياضية بما فيها تلك التي تحققت في السبت. فسباق الدراجات جيرو ديتاليا جرى في اسرائيل يوم السبت، وكذا بطولة العالم في لاكروس، بطولة اوروبا في الجودو وغيرها. ومحاولتها ركوب موجة التدين التي تمر الان على اسرائيل، هي محاولة بائسة. بدلا من التصعيب على الرياضة، يجدر بها أن تؤدي مهامها وتساعدها على العيش بكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى