افتتاحية هآرتس – وزير الرفاه والتنكيل

هآرتس – افتتاحية – 6/12/2018
بقلم: أسرة التحرير
وقع وزير العمل والرفاه حاييم كاتس يوم الاحد من هذا الاسبوع على وثيقة تصادق على ان يعترف بخريجي جامعة القدس كعاملين اجتماعيين، ولكن يوم الاثنين تلقى الوزير طلبا من صحيفة “اسرائيل اليوم” وصف القدس بانها “مؤيدة للارهاب”. ففزع كاتس وأعلن عن الغاء الاعتراف بخريجي الجامعة. وقال “لن اعطي اعترافا لمؤسسة تؤيد الارهاب”، وأمر بتجميد الاعتراف بمئات العاملين الاجتماعيين.
تكافح جامعة القدس وخريجوها ضد السلطات منذ عقد، في محاولة للاعتراف بهم بتأهيلهم المهني. ويعتمد الرفض دوما على أساس سياسي وليس مهنيا. مثل هذا الاعتراف، كما ادعوا في الحكومة في الماضي سيمس بالسيادة الاسرائيلية في القدس. وهكذا، بينما خريجو باقي الجامعات في المناطق اعترفت بهم الانظمة الادارية الاسرائيلية، اضطر خريجو القدس بالذات، ومعظمهم من سكان القدس، الى البحث عن عمل في اماكن اخرى وليس في مكان سكناهم.
بعد صراع طويل نجح المحامي شلومو لاكر، الذي يمثل الجامعة وخريجيها، في أن يحصل لخريجي كلبة الطب في الجامعة باعتراف وزارة الصحة. وبفضلهم خف النقص في الاطباء في شرقي القدس. وبعد ذلك اعترف ايضا بخريجي المهن الطبية المساندة. اما العاملون الاجتماعيون فبقوا الاخيرين.
في اعقاب توجه الجامعة أمر مساعد المستشار القانوني، المحامي راز مزري، قبل سنة بفحص موضوع الاعتراف بالعاملين الاجتماعيين. أيد قسم الرفاه في بلدية القدس وفحص المهنيون في وزارة الرفاه منهاج التعليم وحسموا مؤخرا بانه جدير بالاعتراف بمئات الخريين، وهكذا سيخففون من الضائقة في شرقي القدس.
وصل القرار لاقرار الوزير، فصادق الوزير على القرار. ولكن عندها جاء التوجه من “اسرائيل اليوم” – فأثبت كاتس بان اعتبارات الانتخابات التمهيدية والتحبب على اليمين أهم له من مصير النساء المعنفات، المتضررين النفسيين، الشيوخ والمعوقين، المحتاجين لخدمات العاملين الاجتماعيين.
لقد انضم كاتس، المشبوه بسلسلة مخالفات، ومنها الرشوة، تلقي اشياء بالغش في ظروف متشددة، الخداع وخرق الثقة – انضم بقراره هذا الى وزراء آخرين في الحكومة، مثل ميري ريغف وجلعاد اردان، الذين يضحون بالاعتبارات المهنية لوزاراتهم في صالح الشعبوية والتزلف لمصوتي اليمين. وهكذا يكون مس أمس بالعاملين الاجتماعيين من شرقي القدس وبالسكان المحتاجين هناك أيضا.
قريبا سيكون المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت مطالبا بان يبدي الرأي في سلوك الوزير كاتس. ينبغي الامل في أن يبدي المسؤولية والرحمة فيلغي القرار الفضائحي.